مُعجم موازين اللغة
صالح بن سعد اللحيدان
|
أبر: من البر وأصل البر بذل المعروف والصلة على وجه يكون .. لله ..
والبر (بكسر الباء) بذل الخير والإحسان إلى ثلاثة .. إلى:
1 - الوالدين.
2 - ذوي العصبة.
3 - ذوي الأرحام.
ومن جلائله بر: الضعيف والمسكين والمظلوم بردِّ حقه حسّاً ومعنى وحمايته، وهذا من: غاية البر وجميل الصلة وقد ورد فضل البر في الكتاب والسنّة وهو ديدن العظماء والأخيار.
أخلق: على وزن أفعل بكسر اللام
بمعنى أجدر ويصاحب هذا غالباً لازمه (به) فيقال: أخلق به ويُراد بذلك أنه جدير بما وكل إليه من عمل .. وهي صفة مدح لا يقال إلاّ للسيد الحر علماً ورأياً وعملاً.
وترد لعله في الغالب لوصف المرء بما سوف يقوم به خلفاً.
.. ولوصف العمل بما ينسب إلى القائم به، فيقال: أخلق بهذا العمل أن يكون من صنع أو فعل فلان.
وورد في: الشعر، والحكم مثله.
أخرق: مأخوذ من الخرق وهو سوء التصرف دون قصد.
والأخرق الأحمق من وجه إذ الحمق عند العرب هو: الجنون بلباس: العقل،
تقول: عمل أحرق وقول أخرق أي لا وجه له صالح.
وتقول أحمق بني فلان ويقال: أخرق بني فلان،
وبينهما العموم والخصوص من وجه، وأخرق إنّما هو: بفتح الهمزة، وإسكان الخاء، وفتح الراء.
ومع تغيُّر حركات الحروف يكون من باب المشترك اللفظي فترى هذه اللفظة على حالات بضم الهمزة وإسكان الخاء .. وبفتح الهمزة والخاء والراء، على سبيل الاستفهام ويرد قليلاً بكسر الراء.
أحق: ثلاثي وهو: لفظ أقوى من قولك: أولى، وكلاهما يرد حسب المقتضى.
وأحق أولى وزيادة في باب إنصاف الإنسان بدفعه إلى مكانه الصحيح من الفرص والمناسبات ولهذا جاء في المطولات وكتب الفروع من وجه توزيع القدرات بإنزال المرء منزلته بصرف النظر عن حبه أو كرهه، وهذا من باب العدل بتقديم ذوي المواهب والقدرات علماً وعملاً على غيرهم لتوليد التجديد والنهوض والعلو بحق.
وفلان أحق من فلان ليس بمعنى أجدر هنا لكن يراد به أولى لأنّه أحق عدلاً وميزاناً مستقيماً.
ومن هذا الباب لا يقدم أحد على أحد في الحياة في ميادينها علماً وعملاً من جهة: العصبية ونحوها، ولهذا جاء في المنزل الكريم:{وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}(8) سورة المائدة.
وورد مثل هذا كثيراً في السنّة والحكم والأمثال وتعليل حوادث الدهر وتضرُّعات الضعفاء، وتعليل التجارب خلال القرون أن الحيف موجب لذهاب العدل أصلاً فهو طارده فاذا حصل هذا وجب أمر الله ونزل لكن بتدرُّج قد يطول وقد يقصر ولهذا قال العليم: {وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا}(39)سورة الفرقان.
وإنّما هذا يحتاج إلى طول تأمُّل وتمام نزاهة جبارة وأمانة مستقيمة خالدة من أبيٍّ حُرٍّ كريم.
* * *
أهدأ: من الهدوء والسَّمت.
وإنّما ذلك يكون من باب المفاضلة بين شخصين للقيام بأمر يحتاج إلى الفطنة والكياسة وسعة النظر وطول البال وشدة التحمُّل.
والهدوء من صفات العقل الفطن ولهذا قال جلّ ذكره: {يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا} أي يدلون وينصحون ويدعون.
وقال الشاعر: (تهدأ الأمور بأهل الرأي ....)
والهدوء موهبة ربّانية يُولد مع المرء ويمكن اكتسابه بطول نظر العواقب وقراءة سير النابهين كما ورد في مثل:
1 - الطبقات الكبرى لابن سعد.
2 - الروض الأنف للسهيلي.
3 - أخلاق العلماء للآجري.
وأصل الهدوء طمأنينة القلب وسكونه وجدِّية القول مع الحكمة، وبسط الوجه وقلّة الحركة ووضوح الغاية من المراد طرحه.
أمات: من الموت وهو: خروج الروح، تقول: مات فاضت روحه.
وأمات فعل ماضي من الإماتة وذلك نوعان:
1- النوم فهو موت.
2- الموت بعدم إرجاع الروح.
وورد في هذا النص الكريم.
والموت له حالات منها:
1 - خروج الروح أصلاً.
2 - سكون القلب وتوقُّف الدم وبرودة الأطراف وثقل البدن مع طول الوقت.
3 - موت الدماغ، وهو: حالات لكن هذا لا يسمى .. موتاً .. حتى يتّصف بالأمرين معاً.
ولست هنا ممن يرى نزع آلات التنفس، فنزعها حسب فهمي، إماتة مادية معلومة من: حال المريض بالضرورة، وأمات ومات وميت مشترك لفظي، فيقال عن الإنسان والطير والشجر، وتدخله الكناية فيقال مات الوادي جف ومات شجره ونحو هذا وبابه كثر.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
