مطالعات عبدالحفيظ الشمري شيخة الحربي في عمل قصصي جديد:ِ (ضاربة الدف) عنوان نصوص قصصية اجتماعية
|
التجربة الأولى للقاصة (شيخة الحربي) في الإصدارات تمثَّلت في خروج مجموعتها الجديدة (ضاربة الدف) التي اشتملت على العديد من القصص القصيرة ذات النزعة الاجتماعية، حيث ظلت الكاتبة تناقش ومنذ القصة الأولى في المجموعة قضايا الزواج التي لم تجد حتى الآن أي حل رغم تعاقب المعالجات وتكاثر الدراسات، وإسهام الكُتَّاب في تشخيص هذه الحالة وتلك.. إلا أن طرح الكاتبة (شيخة) في هذا السياق يأخذ هيئة الإضاءة الوامضة لمثل هذه القضايا.
فقصة (التّحدي) التي استهلت بها الكاتبة مجموعتها جاءت لحظة تنوير خاطفة لمآل بعض الأحلام المعاندة.. تلك التي تعترض سبيل سيدة محافظة تتزوج بطريقة خاطئة سرعان ما تتحوَّل حياتها إلى نحو البداية أي أنها تفقد الزوج وتعود إلى التجريب من جديد، لكن بسنوات عمر إضافية من الحزن، وبولودين.. إذ ستبدأ حياتها (أرملة) وهي أخطر من (مطلقة) أو (عانس) أو (متزوجة).
لغة السرد في القصص واقعية جداً، وذات دلالات ومضامين واضحة، تدور كما أشرنا سلفاً حول مفاهيم اجتماعية ما زالت تتردد دون تمحيص أو علاج يجعلنا أكثر قدرة على التحرك نحو حياتنا ومستقبلنا حيث تكبلنا مثل هذه القضايا بنوع من القيود المعنوية التي لا تقوى على مبارحتها أو التخلص منها رغم محاولات البعض على نحو ما ورد في قصة (الهروب إلى الصمت) من المجموعة حيث تبرز قضية الفتاة التي تستقبل الحياة الزوجية الخاطئة بإجهاض جنينها، وبداية رحلة أليمة مع المرض الذي تنتصر عليه كما تدور أحداث القصة (المجموعة ص 17) تقشفت شيخة الحربي في إمداد نصوصها باللغة الشيقة.. إذ جاءت الكلمات موزونة جداً ومفصلة على الأحداث تماماً.. فلم يكن للجانب الإيجابي في اللغة أي حضور كأن توقظ الأمل في نفوسنا بدلاً من هذا القنوط واليأس الناقع.
اللغة الفنية لم تكن حاضرة في جميع النصوص تقريباً لأن الكاتبة عمدت إلى أسلوب سرد الحكاية تلو الأخرى بتصرف واضح يعكس حرصها الشديد على التكثيف في استعراض الأحداث معتمدة على الفكرة الأولى للنص مما جعل اللغة الفنية بعيدة عن أي إيحاء ببناء علاقة معبّرة مع الآخر الذي ينتظر بارقة أمل، أو لمحة فأل وسط هذه الأحداث الأليمة على نحو قصة (لحظة جنون.. المجموعة ص 43).
تطبع القاصّة شيخة الحربي نصوصها بطابع أنثوي واضح فيما عدا قصة أو قصتين تفرّد الرجل بصياغة أحداثها، وتصدى لمواقفها.. فالمرأة ظلت تشغل بال الكاتبة.. لترى أن (ضاربة الدف) في هذه المجموعة امرأة معذبة من أسباب مشكلة أو مأساة تجربة زوجية فاشلة جعلتها تصبح بهذه الحالة من الألم والحرمان حتى إنها بحثت عن مخرج مناسب يقيلها عثرات هذا الزمان الذي قسا عليها.. إلا أن هذه القصة ارتمت في أحضان الحكاية، وأصبحت لغة السرد وعرض الأحداث متكئة على هذه المقولات التي تتوارد على لسان الراوي البسيط الذي لم يحمل أي هاجس فني آخر غير فن (الحكاية) المألوف في مجتمعنا.
تقع مجموعة (ضاربة الدف) القصصية في نحو (92 صفحة) من القطع المتوسط واشتملت على سبع عشرة قصة، وصدرت هذا العام 1426هـ.
إشارة:
* ضاربة الدف (قصص قصيرة)
* شيخة الحربي
* الرياض (الطبعة الأولى) 1426هـ.
* تقع المجموعة في نحو (92 صفحة) من القطع المتوسط.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|