الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 26th September,2005 العدد : 124

الأثنين 22 ,شعبان 1426

قصة قصيرة
(حكم.. غائبة)
محمد عطا الله العنزي /حائل
آه لقد مللت الصمت.. مللت من حولي.. مللت تثاب الجدران.. مللت تعاقب عقارب الساعة.. لم يعد مهماً البقاء على هذه الأرض.. لا فرق عندي بين النهار ورحيل الليل.. لا فرق عندي بين كسوف القمر وخسوف الشمس.. لا فرق عندي بين هل يسبق الموت الحياة أو الحياة الموت.. فأنا خارج حدود الجهات.. أنا أقف آخر حدود الوقت.. الذي سيقذف بي خارج حدود المكان.. إلى عالم المجهول بكل أطيافه.. يدي.. هي التي خطت نهاية العشق.. يدي هي التي خطت إلى اللقاء.. لست.. (أنا)..؟
(يا غائبة).. أنت.. القاضي.. في زمن بلا محاكم..؟
أحكمي حيث شئت.. يدي.. تستحق.. العقاب..!!
أحكمي.. على يدي.. فجرمها.. مفجع.. ومؤلم!! هي التي كسرت الذات!! هي التي كتبت إلى اللقاء..!!
(يا غائبة).. حكمك.. في نظري.. عدل..!! أقصى من يدي.. !! فجرمها مؤلم..!!
(بدأت.. محاكمة.. اليد.. بقية.. الجسد خارج المحكمة)..
متى كتبتي العبارة المفزعة..؟؟؟
أجابت: في زمن غاب المحب وأطيافه.. كتبت ما كتبت؟
لماذا غاب رأي القلب بتلك العبارة..؟؟
أجابت: ربما مشغول بدقاته..؟؟
اليد.. أيها الغائبة.. أنا.. مأمورة..؟؟
هل تتهمين أحداً غرك بكتابة تلك العبارة..؟؟
أجابت: نعم (القلب).. و(الجسد)..
الغائبة: ترفع (الجلسة) حتى التحقق من الأدلة فهي ليست كافية..؟
(يا غائبة)..؟ أحكمي.. وخذي ما شئت.. خذي جسدي.. خذي أوراقي وأقلامي خذي.. يدي.. واتركي قلبي ليس مجرماً.. بل يدي دعي قلبي فتهمة يدي له باطلة.. دعي قلبي يتلذذ بسماع قصائدي التي كتبتها (يدي).. المجرمة!! المذنبة!!.. لا تحكمي على قلبي.. فمنذ اتهمت يدي لم أعد أشعر بحلاوة الكتابة.. رغم حبي لكتابة القصائد في عينيك!!
اتركي قلبي يشاهد أوراقي وهي محرومة.. اتركي قلبي يشاهد يدي وهي تنصهر في شقاء عمري البائس..
اتركي قلبي لعله.. يقرأ حروفاً تنطق لحن العزاء..
خذي ما شئت (أيها الغائبة).. فقلبي لن يقف.. مهما فعلت (يدي)..
(أعضاء الجسد.. تحاكم.. اليد..)
لم فعلتي فعلتك والقلب غائب..؟
اليد.. تجيب: وما ذنبي إذا كان شارداً في أفراح أخرى؟
لا بد أن تحاكمي بعقاب يفصلك عن الجسد.. سنحكم عليك بالقطع..
اليد.. تصرخ بألم أنا بريئة.. ما ذنبي إذا أحب القلب إنساناً آخر.. وأمرني لترحل الغائبة..!!
(هو).. مدافعاً عن يده..
كل الأعضاء سوى.. عدا.. يدي المذنبة..
يا غائبة.. احكمي على يدي.. بعفو.. منك.. فهي.. لا تستحق القطع..
كيف سأكتب اسمك.. كيف سأكتب.. قصائدي كيف.. سأخط آهاتي وأحزاني.. ها هي يدي تنال عقابها منذ سنين وسنين.. ستذبل كتاباتي وأغصاني بعد قطع يدي..
إنني أسمع أصواتا تنادي من داخلي لا تقطعوا يدي.. من سيرسم أحلام قلبي وعقلي.. ما فائدة جسدي بعد يدي (أيها الغائبة).. لماذا تريدين أيقاظي؟؟
هل سيقبل قلبي بقصائد من غير خط يدي؟
أم تريدين كسر ذاتي.. يا غائبة..؟
(الغائبة).. بعد المداولة..
القلب.. براءة..!!
اليد.. براءة..!!
أما أنت.. يا معذبي.. فجزاؤك.. أنا سأكتبه (.. إلى اللقاء..)..!!
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved