وميض الحرف العربي في اللوحة السعودية عبد الرحمن السليمان
|
في العام 1989م طرحت فكرة إقامة معرض للفنانين التشكيليين السعوديين ممن تناولوا الحرف العربي، وتبنت هذا المعرض الجمعية العربية السعودية للثقافة و الفنون فرع الدمام، كنت حينها رئيسا لقسم الفنون التشكيلية وقد وقف مع هذه الفكرة الصديق العزيز صالح بو حنية مدير الفرع آنذاك.
استضاف الفرع وقتها الزميل الناقد علي ناجع للمشاركة بمحاضرة حول التجربة الحروفية، ووجد هذا المعرض استجابة من الفنانين الذين يتناولون الحرف العربي بشكل أو بآخر؛ لأن الفكرة كانت تنطوي على التقاء تجارب المهتمين بهذا الجانب وإن كان محدودا في إطار تجربتهم الفنية. كان (عبدالحليم رضوي، وعبدالله الشيخ، ومحمد السليم، وعبدالله حماس، وسليمان باجبع، وعبدالعزيز عاشور، وأحمد السبت، وأحمد المغلوث، وناصر الموسى، وتركي الدوسري، ويحيى شريفي، وعبدالعظيم الضامن، وعلي الطخيس، ومفرح عسيري، وسليمان الحلوة، وآخرون). مثل المعرض نماذج مهمة ضمن هذا التوجه الذي لم يكن العنصر (الحرف) هو الأهم لدى الأغلبية فيه بقدر حضوره الجزئي. يتزامن المعرض وحضور لافت للحرف في التجربة التشكيلية العربية التي برز فيها شاكر حسن آل سعيد، وجميل حمودي، ومديحة عمر، ووجيه نحلة، وحامد عبدالله، ومحمود حماد، وآخرون، خلاف الأجيال التالية، إذا ما أخذناها من الجانب التاريخي.
ومع أن التوجه العربي للحرف كان قد استفاد من التقنية الأوروبية عندما يتعامل مثل آل سعيد أو نحلة أو غيرهما مع حركة الحرف والفضاءات التي يتماهى فيها (نحلة) أو من الخامات والملامس والحك والتهشيرات (آل سعيد) إلا أن التجربة العربية مع الحرف العربي حققت قيمة تاريخية، وإن تخلى عدد من الفنانين عن هذا التوجه الذي نُعت ذات يوم بالموضة. كان الحرف العربي قد حضر في أعمال المطارات السعودية الكبرى (مطار الملك عبدالعزيز في جدة، ومطار الملك خالد في الرياض) وبالتالي كان حضوره فيما بعد في مطار الملك فهد بالدمام.
الحرف العربي في التجربة السعودية لم يتخذ هيئته في بعض النماذج كتقليد لما هو موجود أو كصدى للمتداول، فالتجربة لدى الراحل محمد السليم وهو الأسبق في الساحة المحلية تميزت باندماجها ضمن اكتشافات السليم المبكرة لأسلوبه الافاقي، فكان الحرف ضمن توليفة عمله وكأنه الخيمة، أو كأنه المستوحى من هيئة جمل، ومع ذلك كان السليم يكتب عبارات مقروءة مثل (بسم الله، الحمد لله) ولم تكن هذه الصيغة تشبه أحدا؛ لأن توظيفه كان ضمن رؤية أكثر أهمية من الحرف أو الكتابة ذاتها، وهو بالطبع خلاف أعماله التالية التي فقدت شيئا من بريقها. أما لدى عبدالحليم رضوي فكانت كتابة أراد بها تكثيف المعنى لإيصال فكرته.
الحرف جزئية ثانوية في لوحة عبدالله الشيخ، وتكريس لمسيرة طالت عند ناصر الموسى الذي كان الأكثر تنويعا على الحرف، وبالتالي فإن تجربته لم تخل من أثر عربي. هي في تأثرها أو التقائها مع (يوسف جاها) كانت أكثر وضوحا.
أما بكر شيخون، وهو أحد الغائبين عن المعرض، فكانت تجربته ذات تقنية خاصة تتصل بأعماله التي تناول فيها علاقات عناصر محددة واستقلت وشكلت شخصيتها، بل إن هذا الفنان حصل ضمن هذا السياق على جائزة الشراع الذهبي في معرض الكويت للفنانين التشكيليين العرب عام 1985م.
أسماء أخرى كان الحرف لديها ثانويا ولم يشكل استمرارا في تجربتها (علي الرزيزاء، عبدالله حماس، أحمد الأعرج) وغيرهم، بينما تخلى البعض عن التجربة، وإن مثلت مرحلة في مسيرتهم (فهد الربيق عاشور، جاها، محمد الصقعبي، وغيرهم) بينما تجربة سليمان الحلوة الواعدة كانت أكثر التقاء مع بعض الصيغ العربية.
التجربة الحروفية عند الفنان السعودي هي ذاتها لدى الفنان العربي بمعظم إشكالاتها لكن قليلا من هؤلاء الفنانين العرب والسعوديين أيضا كانوا يدركون أبعاد توجههم فكان محطة طالت أو قصرت سرعان ما تباعد عنها عدد منهم.
aalsoliman@hotmial.com
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|