صدى لون
اللون سيد اللوحة!!
محمد الخربوش
|
اللون هو البطل الرئيسي الذي يتألق على مسرح أعمالي.. عبارة جميلة قرأتها وأعجبتني للفنانة القديرة منيرة موصلي التي تشكل مع رفيقة دربها الفنانة القديرة أيضاً صفية بن زقر علمين من أعلام ورواد الفن التشكيلي النسائي السعودي.
أعود للون وحكايته مع الفنانة منيرة التي أكدت من خلال مقولتها السابقة على أهمية اللون في العمل الفني، وأنه يمثل البطل الرئيسي على مسرح العرض لدى هذه الفنانة المثقفة.. وبلا شك فإن اللون يعتبر العنصر الأهم في منظومة مقومات وعناصر القيمة لأي عمل فني، واللون بجمالياته وملامسه وصخبه وحضوره وعنفوانيته وهدوئه وهارمونيته وفواتحه وغوامقه وحاره وبارده وتراكيبه المختلفة عالم مليء بالسحر الجمالي المدهش.. هو عالم إبداع رحب بما يحتوي من متناقضات تحيل فضاء وصمت اللوحة إلى عالم آخر، عالم مليء بكل معطيات الجمال وبما يحمله من تراكيب فلسفية ومضامين جمالية تحرك وتنعش الحس الإنساني وتوقظ ملكة عشق الجمال، وهو مجال رحب للإبداع والانطلاق من خلاله إلى فضاء الفانيتزا والإبحار في عالمها الواسع.
ومن هنا فإن نعت اللون بالبطل من قبل هذه الفنانة الرائدة أعتقد ومن وجهة نظر شخصية أنه نعت حالفه الحظ؛ لأن العمل الفني كما نعلم يتكون من عدد من المقومات والمعطيات والبنائيات المختلفة يأتي منها التكوين واللون والخط والحركة والظل والنور والأبعاد والمضامين والافكار والعناصر المختلفة التي تتكون منها بنائية العمل.. صحيح أن العمل الناضج يتطلب توافقاً وانسجاماً وتكاملاً بين كل هذه المقومات وهذه المعطيات التي من خلال توظيفها بوعي ودراية وخبرة وثقافة يصل الفنان إلى الطرح الذي يريد وإلى المعالجة والتقنية التي من خلالها يقدم عمله وفق ما يريده هو ووفق مشاعره ورؤاه وأفكاره، لكن يظل اللون هو سيد الساحة أو هو العنصر الأهم في معادلة العمل على سطح اللوحة، وهو اللاعب الرئيسي، بل هو ضابط الإيقاع في العمل ومحور العمل إنْ جازت التسمية.
ومن هنا أيضا فإن تمكن الفنان من أدواته وعناصره وخامته وكافة معطياته الفنية بما فيها اللون وعالمه الجمالي الجميل حتماً سيصل به إلى نتيجة إيجابية رائعة وعمل جمالي جميل يؤكد مقدرة هذا الفنان وقدرته على السيطرة على أدواته الفنية المختلفة التي يأتي اللون على رأسها.
أتمنى من الفنانين والفنانات الواعدين والواعدات والمواهب أن يعطوا اللون وعالمه وخياله وجمالياته جُلّ اهتمامهم؛ لأن اللون أحد أسرار الجمال، وهو العنصر الأكثر حضوراً ودهشة، وعليه فإن دراسة اللون بعناية والتغلغل في أعماقه والمقدرة على فك أسراره ومعالجته والسيطرة عليه هو المفتاح الأول للتمكن والإبداع.
أتمنى أن تتاح لهؤلاء الفرصة من خلال المراكز المتخصصة في هذا المجال التي أتمنى من القائمين عليها أن يختاروا مَنْ لديهم الكفاءات المؤهلة وأصحاب الخبرات الطويلة في هذا العالم الجميل.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
