الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 26th September,2005 العدد : 124

الأثنين 22 ,شعبان 1426

إصدارات
العالم الجديد بين الاقتصاد والسياسة والقانون

تأليف: أحمد فتحي سرور
عمّان: دار الشروق 2005
إننا نعيش عالماً يئن تحت أزمة القانون الدولي، حيث تعمل الأطراف الدولية وراء ظهره، وتعمل على إقامة قانون دولي للأقوياء يواجه القانون الدولي التقليدي الذي أصبح هو القانون الذي يتمسك به الفقراء. لقد اهتز التوازن الدولي الذي قامت عليه الأمم المتحدة بانتهاء الثنائية القطبية، وأصبحنا نعيش في عالم عدم التوازن الذي يقود إلى الهاوية، على أن ذلك الواقع المرير لا يحول دون التعامل معه بأسلوب آخر لا يتخلى فيه عن الشرعية الدولية بمفهومها الحقيقي، ولا يكتفي برصد كل الانتهاكات التي تقع بالمخالفة للقانون الدولي بمبادئه التقليدية المسلم بها وتلك التي تقع بالمخالفة للقانون الدولي الإنساني، بل يبحث الطرق والوسائل الضرورية للالتزام بالمعنى الحقيقي للشرعية الدولية. وإذا كان المجتمع الدولي قد آثر إنشاء قضاء جنائي دولي ينظر في الجرائم الدولية، فهناك تساؤل عن المنطق القانوني لهذه المحكمة، وهل يا ترى سوف يتأثر بمنطق القوة الذي صاغ قانوناً دولياً للأقوياء في ضوء نظامها الأساس الذي سمح لمجلس الأمن بأن يعطل المحاكمة لمدة عام قبل التجديد؟ ولهذا يتعين على التشريعات الوطنية أن تسارع في تقنين الجرائم الدولية لكي يحاكم مرتكبو الجرائم الدولية أمام القضاء الوطني وفقا لمبدأ الاختصاص العالمي الذي يمد سيادة الدولة إلى كل من يرتكب هذه الجرائم بغض النظر عن مكان وقوعها وجنسيته أو جنسية المجني عليه؛ فمصلحة المجتمع الدولي وقيمه الإنسانية أصبحت جزءاً لا يتجزأ من مصالح وقيم المجتمع الوطني بوصفه جزءاً من هذا المجتمع، وطبقاً لمبادئ الشرعية الدولية بمفهومها التقليدي الحقيقي بما تتضمنه من احترام لحقوق الإنسان وكفالة ديموقراطية العلاقات الدولية بعيداً عن الأبعاد السياسية لمنطق الأقوياء.
وفي هذا الإطار فإن وظيفة القانون هي في أن يقيم قواعده ومبادئه متحررة من أهواء السياسة، ومنطق القوى لدى بعض الأطراف الدولية، وأن تمارس الأمم المتحدة وسائر المنظمات الدولية مسؤوليتها وفقاً للشرعية الدولية، وليكون العمل على التمسك دائماً بحكم القانون، وإقامة العلاقات الدولية على التوازن القائم على العدل بما يحافظ على مصالح العرب وعلى ذاتية ثقافتهم.
ضمن هذه الرؤية لأزمة عالمنا الجديد يأتي النقاش في هذا الكتاب والهدف بلورة الباحث منهجاً إنسانياً ضمن معالجته بعض قضاياه المعاصرة، يقدمها لإعادة التفكير في أبعاد النظام الدولي الجديد. وقد تم للباحث ذلك من خلال مواجهته العالم الجديد من خلال محورين هما: العولمة، والشرعية الدولية للأمن والسلام. ومن خلال الجهود التي تبذل في إطار هذين المحورين في مجالات التنمية، والعدالة، وحقوق الإنسان، وحوار الحضارات، ناقشهما المؤلف من خلال خمسة أبواب، عكس كل باب منها بعداً من أبعاد هذا العالم الجديد، الأول في قضايا العولمة، والثاني في قضايا الأمن والسلام، والثالث في قضايا التنمية، والرابع في قضايا العدالة، وحقوق الإنسان، والخامس في قضايا حوار الحضارات. يقع الكتاب في 535 صفحة من القطع العادي.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved