الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 27th February,2006 العدد : 142

الأثنين 28 ,محرم 1427

نقد العلم المعاصر بين السطو.. وعدم المبالاة

*صالح بن سعد اللحيدان
مما يقعُ لي حين كنت أُسافر بين جُلّ أصقاع أرض الكنانة والهلال الخصيب أنني لا أكون حينها بين تلك الروحات الطوال إلا أن أعول على ما يمكنني التعويل عليه.
وقلَّ سفرٌ أن أكون فيه فرداً، بل يذهب معي نخبة نخدم بعضنا وإن كانوا يتفضلون بالسباق إلى مرادي حين الاستقرار أو ما شابه ذلك من حالات كثيرة أكون فيها ما بين تأمل واستقراء واضافات قضائية أو علمية أو نفسية أتعب من أجلها التعب كله لا بعضه خاصة وأن عملية الاضافات تحتاج إلى نظر مكين وطرق سبري مُهول، طرحاً للتقليد وما عساه يجر شيئاً أظنه لا يجره. لقد عدوت (بالعين المهملة) على جملة حالات أحسبني كالدارقطني في (علله) أو ابن الصلاح في (مقدمته) أو ابن خلدون في (تاريخه) أو الخطيب في تراجمه في (نظر أحوال بغداد)، أو البخاري في (ثلاثياته العظيمة) الكبير والصغير والأوسط.
لكن أمري أقل شأناً منهم وأين الثرى من الثريا، إلا أنني من حسنات تطوافي لعلي أرسم ما لو رآه القوم لرسموه في طرسهم ليبقى شاهداً على كر الزمان، أوليس من الأمانة تدوين ما عساه يُفيد الأمة اجتهادات وعلماً وتأصيلاً وموهبة وأمانة ونزاهة، وهذا بيت النشدان لناشدٍ ما من العلماء والمحققين والباحثين والمجتهدين ولو في جزءٍ صغير من مسألة من المسائل.
وغايتي على إيجاز المقام هي البذل ما وسعني ذلك والبيان ما وسعني البيان على حال ترومها الناسُ ولا تروم غيرها،
وهاكم بعضاً مما عانيت:
1- عانيتُ من يُكلف غيره من لجنة ينتخبها أو جماعة حوله أو طلاب أو مُنتفعين ببذل (الجهد) لتحقيق كتاب ما أو كبت من أجزاء أو مسألة، فإذا هم انتهوا من ذلك بعد عناء ومشقة وكلفة دائمة بذل لهم العطاء ما بين حس ومعنى ثم هو يجعل على الكتاب أو الأجزاء: (حققه وعلق عليه وخرّج أحاديثه) (....) يُسمي نفسه كأنه ابن بجدتها.
2- وعانيتُ من يقرأ المسائل أو المسألة الجديدة في: (النوازل) ثم هو يتأمل ويكرر ذلك ويتملاه ثم يُقدم: بحثاً أو درساً أو محاضرة أو رأياً كأنه من سابقات المواهب، وما هو إلا لص داهية ذكي لكنه من: (أخزم).
3- وعانيتُ من يتقمص العلم والجد وفحولة السؤدد في طرح أو نقاش أو رأي ثم يرمي به إلى نفسه أنه هو: المبتدأ يجره بعده إليه الخبر لتتم بهذا جملة مُفيدة حتى إذا سايرته وسامرته وساهرته وتكشفته ووانسته بان لك بيضاء بالية تظنها سحمة، وكم عالجت مثل هذا في مصر ممن ظننتهم هم هم فإذا هم هم هم لكن على ناكصات الأعقاب.
وقد ناهضتُ بهذا أمثالاً مرقومة على اليفاعة في كتابي (كتب تراجم الرجال بين الجرح والتعديل) في جزئه الأول والثالث وهو اليوم متداول بين الخلق.
4- وعانيتُ من يُعاند ويلوي الكلام لياً بلسانه ولولا خشية أنه أحمق أو أنه لا يتورع لناهضته بدليل وتعليل وقد تأدبت بأدب النبوة في: دخول الحال على مآل لعلي أندم فيها عليه لا علي، ورحم الله مسلم بن الحجاج القشيري حين بيَّن ما بيَّن في: (مقدمة صحيحة)، ورحم الله الرامهرمزي حين أبان عن حق كبير في كتابه (المحدث الفاصل بين الراوي والسامع)، وكذا حال السيوطي في (تدريب الراوي)، وما كنت قد عالجته ببسط موزون في سفري (النقد العلمي) ط2 .
5- وعانيتُ من يسطو (عياناً بياناً) مع تغيير على العنوان ليس إلا لا سيما وبعض هؤلاء أساتذة جامعات أو هم من المحققين الكبار، بل عانيتُ من: يسطو على جهد تلميذه إذا رآه جدَّ وبذل وأضاف جديداً.
6- وراقبتُ كثيراً من أهل النقد والأدب والشعر (كحنامينا) (وجرجي زيدان) (وقسطنطين زُريق) (وأدونيس) (وسميح القاسم) (ونزار قباني) (وأنسي الحاج) ينحون هذا النحو لكن بشيء من (الذكاء) خاصة على الشعر والنقد الذي يظنون أنه بعيد كل البعد على وعن متناول الأيدي أو تلك الأعمال التي لم تُترجم بعد، وعندنا من هذا (غيض من فيض) ولكن بلباقة وعدم الدخول في نقد من ينتقد أو يُبين حقيقة السطو بحال ما ببرهان ظاهر مُبين.
هذا عانيته ما بين سفر وسفر، وروحة وروحة، وعانيته ما بين نظر ونظر، ناهيك قارئي العزيز بحال قلة القراءة في مثل هذا العصر مما سبب مثل هذا وذاك بين الناس.
وهذا كله مُعاينتُهُ عاينتُها من خلال تطواف بين أرض وأرض، ونظر أبصرته ووقفتُ عليه من خلاله بان لي أمور كثيرة لو تصيدتها هيئات علمية مسؤولة ومراكز معنية بمثل هذا لبان الصبح عن ذي غبش، ولاتضح لحال الناظر المتأمل علة الضعف والتردي في مجال العلم، والتحقيق وتأصيل المسائل وبيان أوجه الراجح من المرجوح والعالم من العالم والمجتهد من المجتهد ولكن المشتكى إلى الله.
ردود
* محمد بن بجاد مضواح المطيري (الحفر)، (معجم موازين اللغة) يعود قريباً إن شاء الله تعالى.
* حماد بن زيادة المحمالي (دبي) (أم القرى)، مكة أي أم المدن والقرى كلها، وهذا من باب التغليب.
* سعد برداح المراشدة: (الأردن).
* محمد أحمد سوان الأزرق: (الأردن).
* أحمد سعيد خطيب الجاد: (الأردن)،
(معجم موازين اللغة) نحاول طباعته (م1 والثاني) فلا تتعجلوا.
* مصطفى محمد برادة ناشر: (القاهرة)،
يردك جواب خاص.
* زياد حميد حمادة النوفلي (سورية - حماة).
1- يطبع (المعجم) قريباً بحول الله تعالى، (الاجتهاد مع النَّص.. والاجتهاد في النَّص)، يردك جواب خاص حول هذا.
* هدى سعيد اليافعي (أم مروان) (اليمن - تعز)، لا شكر على واجب.. نفع الله بك.
* فهد بن سعيد دبلان (جدة)،
القرآن ينقسم إلى قسمين:
1- ابتدائي - ليس له سبب نزول.
2- سببي - ما له سبب نزول.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved