الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 27th February,2006 العدد : 142

الأثنين 28 ,محرم 1427

رسالة مفتوحة إلى المعلمي و نجمي
في جريدة (الجزيرة) الغراء العدد 12191 قرأت ما كتبه شيخ الأدباء الأستاذ الكبير عبد الفتاح أبو مدين - حفظه الله - بعنوان: (الانتصار للحق)، يرد فيه على الصديق عبد الله المعلمي.
وأقول ابتداء: بارك الله في إيمانك يا عبد الفتاح أبو مدين وأكثر من أمثالك الغيورين المدافعين المنافحين عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
أخي عبد الله المعلمي
- حفظه الله -
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فإنك صديق عزيز منذ كان والدك العظيم - رحمه الله -، ولقد شرفتني في بيتي مع والدك حينما أقمت أمسية حضرها المحبون والأصدقاء منهم فضيلة الشيخ عثمان الصالح - عافاه الله - وغيره كثير، كانت تلك الأمسية وداعية حيث توفي بعدها بخمسة أيام - سقاه الله من شآبيب رحمته -.
وقد أقيمت أمسية على شرفك حينما عينت أمين مدينة جدة، وكنت أنا مدير هذا الحفل وخطيب ذلك اللقاء التاريخي، وقد أثنى عليك في ذلك الحفل شيخنا عثمان الصالح. وهكذا نعرفك كما قال الشاعر:
وينشأ ناشئ الفتيان فينا
على ما كان عوده أبوه
وقد قال عنك الخطباء في ذلك اللقاء: (هذا الأسد من ذلك الأسد)، فماذا أسمع اليوم عنك؟ وليس من مجاهيل مقنعين وإنما من أعلام مشهورين؟
يقول أبو مدين إنه كان لك مقال بعنوان: (هل نحن بحاجة إلى مزيد من الأعداء؟) وكأنه يشم فيه رائحة الاستفهام الإنكاري؛ أي كأنك تنكر على من يحتج على الإساءة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحاشاك يا أبا فراس، ومعاذ الله، ولنتابع معاً ذلك المقال: يقول: (ولقد تحدث العلماء والمفكرون من المسلمين ضاربين المثل بحاخامات اليهود ورموزهم، لو حلت بهم أي إساءة لانقلبت الدنيا وقامت ولم تقعد).
ولقد أصبحت الآن رئيس الغرفة التجارية في جدة وأنا لا أدري، وهذا تقصير مني أو منك للحديث الشريف: (إن من أبر البر أن يصل الرجل ودّ أبيه)، أو من كلينا.
يقول أبو مدين: (الدبلوماسية التي انطلق منها رئيس الغرفة التجارية والصناعية في جدة لا تتفق ولا تنسحب على هذا الموقع المشين)، أبا فراس، ويقول لك أبو مدين: (واقرأ إن شئت قول الله تعالى: وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ).
ثم ينتقد كلمة يبدو أنها وردت في مقالك ذاك ولم أطلع عليه، يقول أبو مدين: (ولم يعجبني كلمة جاءت في آخر مقال الأستاذ المعلمي وهي - أهوج - وقلت في نفسي: ما أجدره لو استبدل بها كلمة أخرى أليق وأكثر تهذيباً، وهو رجل أتيح له نصيب من ناصية البيان العربي المبين).
ثم يورد الجملة التي فيها تلك الكلمة حيث تقول أنت: وليكن استخدامنا لهذا السلاح - تعني المقاطعة - حكيماً غير أهوج، وموزوناً غير جامح، وعقلانياً لا عاطفياً. (وكلمة - أهوج - خليقة بألا تكون في هذا السياق).
وقد وقفت على عبارة تجعل شعر الرأس ينتصب ذعراً؛ يقول أبو مدين: (الأخ عبد الله المعلمي في زاويته ليوم الاثنين المحرم 1427هـ وعنوانها (يا رئيس الوزراء اعتذر) يريدنا أن نزداد إذلالاً ونحن المُعتدى علينا في شخصية خير خلق الله سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم -).
ثم يختم المقال: (في كلمة سمو وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز المنشورة يوم الخميس 3 المحرم 1427هـ نقرأ قول سموه: إذا كانوا أحراراً في أفعالهم، فليس من حقهم الاعتراض على ما تتخذه الدول الإسلامية).
يعني ليس لك حق يا عبد الله المعلمي أن تعترض على من يهاجم الغرب الذي أساء إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وليس لك أن تدافع عن رئيس وزراء الدنمارك أو تعتذر إليه.
وبعد: أخي أبا فارس.. لو كان والدك حياً ماذا تتوقع أن يفعل تجاه هذا الحدث الذي أهانك وأهان أمتك في شخص الرسول - صلى الله عليه وسلم -؟
والدك العظيم في دفاعه عن الإسلام والمسلمين، والدك العظيم في دفاعه عن الرسول - صلى الله عليه وسلم -، والدك مؤسس جمعية الدفاع عن الفصحى لغة القرآن ولغة الرسول ولغتك.
والدك أصبح عضواً في المجمع العلمي العربي في القاهرة عن كتاب ألفه في الدفاع عن لغة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولغة القرآن الكريم.
ولو كنت في الرياض لاجتمعنا، ولكنك في جدة، وربما تكلفني أن أجتمع بك هناك؛ فالموضوع خطير، ويبدو أنك لم تدرك أبعاده حق الإدراك، فأول ما يتبادر إلى ذهن القارئ الذي لا يعرفك هذا السؤال: لحساب مَنْ يكتب عبد الله المعلمي؟
أنت إنسان شريف ونظيف ونجل رجل عظيم ذي دين أطلب منك أن توضح في مقال تال موقفك؛ حتى لا أتسرع في الحكم عليك، كما تسرع الأستاذ عبد الوهاب حسن نجمي، والشيء بالشيء يذكر.
الأخ عبد الوهاب حسن نجمي - حفظه الله -
ما لم تمسّ الرموز والمقدسات فإن للمهاوشات الصحفية طعماً خاصاً، محبباً ممتعاً، مهما كان لونه وشكله ورائحته ما لم يصل إلى حدّ الإسفاف. ومقالك (قراءة في حوارات عبد الله باشراحيل) في العدد نفسه مهذب، وقد نفيت في أول كلمة عن نفسك صفة العدوانية، وذلك بقولك: (لا أرغب في مهاجمة الأستاذ عبد الله محمد باشراحيل، أو الوقوف في طابور الأندية الأدبية أو مع منتقديه). وعبد الله باشراحيل دكتور وأنت تقول عنه أستاذ. لسنا هنا ندافع، ولكن هل تظن أن الرجل يتأثر إذا لم تلقبه بلقبه العلمي؟
إن الأمة التي تعرف قدر نفسها تهرب من الألقاب تقول: (عن ابن عباس - رضي الله عنهما -)؛ لا تذكر حتى اسمه، ولا تقول حبر الأمة (عن ابن عباس..)، وليتنا نحتفظ بأسمائنا ونتخلص من ألقابنا العلمية.
أخي عبد الوهاب.. لقد وهبك الله أسلوباً بيانياً ساحراً خدعني، ولك أن تسألني: كيف؟
أقول لك كيف؟
لقد أثنيت على الرجل ذلك الثناء... تقول: (في البداية لا ينكر أحد أن عبد الله باشراحيل من طليعة شعراء المملكة، ومن أفضلهم، ومن الأدباء الذين سعوا حثيثاً نحو العالمية، وعلاوة على هذا فهو صاحب صالون أدبي شهير، وله مساع أدبية، وحاضن وناشر للثقافة والأدب والمواهب).
طيب.. ثم ماذا؟
لقد هدمت ما بنيت، وسحبت البساط من تحت قدمي الرجل، ولا أريد أن أكسب خصومتك بودّ الرجل؛ فكلاكما صديق أو أنني أكتسبك صديقاً، حتى وإن اختلفت معي واختلفت معك، لكن كونك تجبّه نفسك وترد على نفسك بنفسك وتجمع الماء إلى النار بمدحك وذمك في آن معاً؟
هذا ليس من الموضوعية في شيء، وإنما هو المعادل الموضوعي في نفسك، وهو أنك ربما تحمل على الرجل وتخدع قارئك بأنك تمدحه ثم تنقلب عليه، وهذا - منطقاً - لا يصح، مقالك في الميزان أنتقده بنقطتين؟
الأولى: الإيجاب والسلب في آن معاً.
الثانية: التسرع حيث أنصفت (الثقافية) الدكتور عبد الله باشراحيل بالإيضاح في آخر مقالك، وهو (سبق أن أوضح الشاعر باشراحيل في رد نشر في (الثقافية)، أنه لم يدع هذا الفضل، وهذه الزوبعة مصدرها مكالمة هاتفية عابرة)، فما بالنا نلوح بقميص عثمان عند أدنى بادرة، وإن كانت غير صحيحة، وإن دفعها الأديب عن نفسه أفنتقول عليه ما لم يقل؟ عباءة ليست له فكيف نلبسها إياه غصباً عنه؟
فلنكن منسجمين مع أنفسنا، ولنتثبت من الخبر، أحسنت إليه وأسأت، ولكن الإساءة أكثر، فمن حقه عليك اعتذارك إليه.
واقرأ يا صديقي عبد الوهاب قصيدة مدح الرسول - صلى الله عليه وسلم - (شعر عبد الله محمد باشراحيل) لم يكتب اسم الدكتور، حتى ولا أستاذ، واقرأ معي رائعته وتذوق هذا البيت:
لأنت قرة آمال الندى علماً
وأنت في العين بين الجفن والهدب
صلى الله وسلم وبارك على سيد الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه الغرّ الميامين. وشكراً ل (الجزيرة) ومنتداها الأدبي.


أحمد الخاني

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved