الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 27th February,2006 العدد : 142

الأثنين 28 ,محرم 1427

«1» (لقاء صباحي)
......... د.هناء حجازي
- مرحبا، أنا متجهة إلى ستاربكس، هل تستطيعين المجيء
- أي واحد
- على الكورنيش، يوسف مدعو على حفلة هناك، سأمضي الوقت حتى ينتهي في الستاربكس
- أين بالضبط؟
أين بالضبط، سألت السائق
- نهاية شارع صاري
- عند بيتزاهت؟، عرفته، حسنا، أستطيع فهو قريب، يستطيع السائق أن يوصلني ثم يعود لأخذ عمر من المدرسة
وصلت قبلها، رأيتها تغادر سيارتها، فذهبت للسلم قبل أن تصعد، قلت لها، اطلبي فقد سبقتك وطلبت قبل أن أصعد
- لو أنك اتصلت قبل أن أفطر، لقد أفطرت
لم تشرب قهوتها، قالت إنها قوية، قلت لها هذا بالذات ما أحب في هذه القهوة.
قلت لها أن حفلة يوسف على المسبح (بول بارتي) وهناك شابان يقومان بعمل المسابقات داخل المسبح، فقالت إن كل الناس يبحثون الآن عن البزنس، نحن فقط الذين لا نقوم بعمل شيء سوى الوظيفة، ثم وصفت لي الطريقة التي يزينون بها الشيكولاتة الخاصة بتخرج الأطفال، وكيف أنها أفكار بسيطة، لكنهم في النهاية يبيعونها بمبالغ ضخمة.
أخبرتها عن نيتي أنا وزميلة أخرى بالانتقال إلى مكان آخر للعمل، قالت لكنه صعب، هل تفكر فاطمة فعلا بالعمل هناك، تذكرين نجلاء، مسكينة لازالت تعاني الأمرين من العمل هناك. قلت لها الراتب هناك يبلغ ضعف راتبنا تقريبا، لم تتأثر، أعرف أنها لاتهتم بهذه الأمور مثلي تماما.
- اشتريت لوشون لعلاج الحبوب التي تظهر باستمرار في وجهي، لا أعرف لماذا اختفى اللوشون المستخدم عادة في علاج حب الشباب، هل تصدقين أنه لم يعد موجودا في الصيدليات!!.
- لأن الشركة السعودية أصدرت المرهم الآخر.
- لكن العلاج خطوات، والمرهم الخطوة الثانية، لا أفهم هل يعقل ذلك.
- نعم، صدقيني هذا هو السبب الوحيد.
هززت كتفي، وقلت: ربما
أخبرتها أنني لن اذهب لتلك العيادة التي كنت أذهب إليها لعلاج مشاكل البشرة، هل تصدقين، لقد قالوا لإحدى العاملات معي كل تفاصيل علاجي، أين المحافظة على أسرار المرضى، سألتني إن كنت قد قمت بإجراء ما حيال ذلك، كانت تتوقع أن أتصل بهم، وأوبخهم، قلت لها إنني أقاتل في عدد من الجبهات، وأن هناك بعض الجبهات التي علي أن أتجاهلها حتى لا أرهق نفسي أكثر.
- هل تعرفين ماذا حدث لمدرس الانجليزي، قالت لي إحدى الأمهات الآن، أن زوجها ذهب إلى المدرسة، وتعارك معه، وأن زوجها كان السبب في فصله من عمله.
قلت لها إني لم أخبر الأم، إنهم قد أبلغوني في المدرسة، بنيتهم في إنهاء عقده لأنه لا يتبع التعليمات، لكني أخبرت الأم أنه قليل أدب، فقد تحدثت معه بالهاتف وكان قليل الأدب جدا، وتحسفنا على السنة الكاملة التي ضاعت على أولادنا.
هزت رأسها، وقالت لي أنت تهاونت معهم كثيرا، كان يجب أن تشتكي لإدارة التعليم عدت لتذكيرها بعدد الجبهات التي أحارب فيها، وذكرتها بموضوع السيارة، والقسم الجديد الذي كلفوني بإدارته في العمل، وهموم البيت.
أخبرتني أن الذين لم يفوزوا بالانتخابات سيقومون برفع دعوى عند المحامي الشهير، وقلت لها، كانت الأسماء الفائزة مفاجأة، هزت رأسها بالموافقة، وقالت إن التركيبة السكانية في جدة تغيرت، سألتها إن كان موضوع الدعوى التزكية التي نالها الفائزون من العلماء، فقالت نعم، وذكرت المبلغ الذي سيتقاضاه المحامي من رافعي الدعوى.
أخرجت من الحقيبة لعبة صغيرة على هيئة سلسلة مفاتيح، بها سوستة صغيرة في داخلها كرت الدعوة للحفلة التي ذهب إليها ولدي، أعجبتها الفكرة، وقالت يمكنه أن يعلقها في عروة الحزام ويضع بها مصروفه، قلت لنفسي إنها فكرة جيدة، خصوصا وأنني كنت أفكر في مسألة المصروف، وانني يجب أن أبدأ في تعليمه أهمية المال، وكيفية تحمل المسؤولية.
أخذتُ قهوتها ووضعت عليها السكر، وصرت أشربها ببطء.
أشارت بيدها إلى الزجاج، وبطريقتها الهادئة في إبداء الملاحظات صارت تشير إلى المواضع غير النظيفة في المحل، ثم سألتني فجأة عن مشروعي في كتابة نقد المطاعم الذي كنا تحدثنا عنه قبل عدة سنوات، فقلت لها، أنا مستعدة لكن لم يعرض علي أحد ذلك، قالت لي مجلة "لها" مثلا، قلت ربما يجب أن أعرض عليهم الفكرة.
بدأنا بالبحث عن السائقين، اتصلت بسائقي، وعرضت عليها أن تتصل بسائقها من جوالي، وسألتها إن كانت لازالت عند وعدها بإحضار جوال من الشركة الجديدة، قالت نعم ولكنها لم تبدأ العمل بعد، بحثت عن دفتر التلفون في حقيبتها، فقلت لها، لاداعي سأقوم بإيصالك.
عند الباب وجدنا سائقها في الركن الآخر، كان ذلك السبب في أننا لم نشاهده خلال النافذة.
صافحتها، وتذكرت للمرة الثانية انني لم أقبلها عند وصولها قالت لم نخرج مع آمال، فقلت لها، لا أحب المواعيد المسبقة، أحب أن يكون الخروج عفويا، كاليوم مثلا. ابتسمَت وغادرنا.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved