الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 27th February,2006 العدد : 142

الأثنين 28 ,محرم 1427

الخيل ملهمته
المعلم يقنع البصر بالبصيرة

.......... إعداد: محمد المنيف
الفنان كمال المعلم بكالوريوس فنون جميلة بدرجة امتياز من أكاديمية الفنون الجميلة بفلورنسا ايطاليا، يعمل في الرئاسة العامة لرعاية الشباب المركز الرئيسي الرياض، له مساهمات في مختلف المجالات المختلفة بالساحة التشكيلية من تحكيم مسابقات وتمثيل للمملكة دوليا وعربيا، يعمل مستشار الخطوط العربية، والرسوم بالموسوعة العربية العالمية مستشار التصميم والأعمال الفنية للإنتاج السمعي والبصري للموسوعة العالمية للنشر الالكتروني، أقام العديد من المعارض الشخصية وشارك في غالبية المعارض الجماعية، حصل على العديد من الجوائز ودروع التكريم، له مساهمات بارزة ومؤثرة في مسيرة الفن التشكيلي السعودي على مدى تواجد خلالها في غالبية المعارض الرسمية، كما أقام له معارض شخصية.
***
إبداع ولغة صادقة
يتعامل الفنان كمال المعلم مع إبداعه بعشق مؤطر بحذر وروية، يسبقه فترة زمنية لا يمكن رصدها سعيا لتحديد الهدف والفكرة، يليها تعامل مدروس ومتقن يكشف احترافية (المعلم )وعمق خبراته التقنية ليجعل منها جسرا صلبا بين العمل كشكل ومضمون وبين عقل المتلقي خصوصا المتلقي المثقف.
يمثل الفنان التشكيلي كمال المعلم تجربة بارزة وهامة في مسيرة التشكيل السعودي والخليجي، يرى المشاهد للوحاته اقتناصا لحكايات وملامح زوايا تجاهلها البعض وأماكن لم يعد لها أثر وأحيانا وجوه ثابتة في الذاكرة وأخرى عابرة .
يمتلك قدرة على توظيف الفكرة ونقل حالته الفنية دون تطابق أو تشابه مع الآخر تظهر أحيانا هادئة مثقلة بالهواجس وأحيانا أخرى منفتحة تجاه المغامرة.
في أعمال الفنان المعلم لغة صادقة واضحة المعالم إلا أنها تطرح حقيقة قدرة الفنان في التحكم بأبعاد العمل الحديث والقدرة على إبقاء الحس والانتماء لثقافة نابعة من محيط مشبع ومفعم بالحياة أمام مؤثرات الاغتراب والتغريب خصوصا انه تعلم ونهل من علوم إبداعية على أعلى مستوى من أهم كليات الفنون الأوروبية .
في أعمال الفنان المعلم عمق في مفهوم اللوحة وكيفية توليفها بين الرمزية والتجريد والوصول بها إلى المتلقي مع ما يتيحه خلال تجربته من إمكانية البعد عن التأويل إلى مرحلة القناعة بمصداقية العمل من خلال قرب عناصره ورموزه إلى قلب المشاهد، لهذا يظهر لنا الفنان كمال المعلم متمسكا بمبدأ فني محض دون توقف عند التصنيفات أو البحث عن تبعية ما أو تقليد لمنهج أو مدرسة عفى عليها الدهر، جعل من بحثه عن خصوصيته الهم الأول مؤكدا على أن العمل الناجح يعني العمل الجاد الذي يحمل حقيقة التميز ويمتلك البعد الفكري والتقني، لقد مر الفنان كمال المعلم بتجارب عديدة خلال دراسته وبعد تخرجه من كلية الفنون، إلى أن تبلورت وتطورت وسارت ضمن خط تصاعدي يحمل بعدا ثقافيا عائدا لمختزل بصري قوامه الواقع والتراث والتقاليد مؤطرا بقيم صادقة تجعلنا نتوقع هذا المشوار وهذه النتيجة التي برزت في أعماله الأخيرة، وما نستشعره في مستقبل عطائه، إنه وجد الإطار الملائم والمناسب لمسيرته.
***
اقتناص ملامح الجمال
من يتابع مسيرة الفنان كمال المعلم، يمكنه التعرف على أن لهذا الفنان هدفاً يسعى لتحقيقه من بين زملائه على الساحة التشكيلية واضعا العمل الفني حقلا للمنافسة الشريفة رغم ما يتعرض له هذا المجال من تداعيات وتغير وتبدل في أفق يضيق حينا ويتسع أحيانا أخرى، فقد لامس في بداية تعامله مع منجزه التشكيلي التعبيرية الواقعية كخطوة أولى.. اعتبرها الجميع بطاقة تعريف بإمكانياته الفنية إلا أن صدق علاقته مع إبداعه واستجابة لنداء وجداني مفعم بالبحث والتجريب عودا إلى وعي كامل وقناعة بأن لديه الكثير ضمن أفق حر لا يشعر فيه بأي قيود أو رقابة على تحركه من قبل المتلقي العادي الباحث عن التطابق والتشابه والتسجيل المباشر بسذاجة، هذا النداء دفع الفنان للخروج نحو سبل التعبير الحرة مانحا بها الفكرة حقها من التحرك كيف شاءت، مع ما اصبح عليه من شعور بأن العطاء الإبداعي لا حدود له أو قيود.
***
الفرس مصدر الهام المعلم
يعتبر الحصان القيمة البارزة في أعمال المعلم، وحينما نتقصى السبب نجد أن الأمر مرتبط بحياة الفنان، فهو فارس ومحب للفروسية وممتلك لها يعيش واقعها بكل تفاصيله فأصبحت مصدر إلهام له في مختلف أعماله قدمها بأشكال وأنماط متعددة جاعلا منها أداة تعبير لا يختلف عليها العارفون بالخيل، بما تحمله من مشاعر للإنسان وبما لها من موقع في نفوس الرجال. فيها الهيبة والاعتزاز بالنفس والإصرار والصبر (معقود في نواصيه الخير) من هنا لا يمكن أن يخلو عمل من أعمال المعلم من الحصان بإيحاءات متعددة وبأساليب تنفيذ تؤكد قدرة الفنان المعلم على التعامل بمختلف الخامات أو التقنيات كالنحت والتصوير الزيتي والرسم إضافة إلى الإطار العام للوحة تصميما وتوزيع عناصر واكتمال بناء، أحال الفنان المعلم الشكل الاعتيادي المباشر للحصان إلى جملة مقروءة ذات منحى أدبي فلسفي عكس ما عرف من أعمال تظهر الخيل بطابع فوتوغرافي ساذج، لا يتعدى حدود إبراز حرفة التصوير والنقل، كما اقام بها ثلاثة معارض أو محطات تحمل اسم فرسي في كل من الدمام، تونس، الكويت، الشارقة، جدة، البحرين.
***
علاقة حالمة بين الخط واللون والكتلة
لم يكتفِ الفنان المعلم بكسب إعجاب المشاهد في حدود الفكرة
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved