Culture Magazine Monday  28/05/2007 G Issue 200
فضاءات
الأثنين 11 ,جمادى الاولى 1428   العدد  200
 

بانوراما
مسيرة 10 سنوات للملتقى الثقافي النسائي بجدة
عبدالله الجفري

 

 
 
* سؤال احتوى مضمون وأبعاد هذا الكتاب الراصد، طرحته الكاتبة الصحافية الاعلامية ذات النشاط الملحوظ: الأستاذة أمجاد محمود رضا، فكتبت:

الملتقيات الثقافية النسائية في المملكة إلى أين؟!

وقدمت الكاتبة جهدها الكبير هذا من خلال اعتزازها بخدمة وطنها، لتقدم ما يصحح الصورة عن المرأة- نبت هذه الأرض الولود.. وحرصت أن تهدي المكتبة الوطنية كتاباً: (يرصد ويوثق دور المرأة المثقفة في بلادنا خلال أكثر من ثلاثين عاماً عبر الملتقيات والصالونات الثقافية والأندية الأدبية، تطلعاً من المرأة إلى تطوير واقع وأداء المثقفة، والحصول على حقوقها أسوة بغيرها في القطاعات الأخرى، وذلك بدعم مشاريعها الثقافية وأفكارها المستقبلية الطموحة).

وفي اطار هذا المضمون: تطلعت الكاتبة إلى تمكين المرأة من الاعتراف بدورها وتمكينها من: عضوية هيئة الصحافيين السعوديين.

وحرصت الكاتبة الإعلامية أمجاد محمود رضا على العناية بالدعوة إلى (خدمة العلاقة بين الكلمة والتغيير)، وأقامت لفصول هذا الكتاب: مقترحات ورؤى، وحذرت من: (استغراق وتحليق أكثرية من المثقفين في تحليل النص الأدبي مبتعدين بشكل واضح عن تحليل ومعالجة تأثير النص اليومي للأحداث وللأزمات التي تعيشها الأمة مما يجعله نوعاً من الهروب لا ينبغي أن تسقط فيه النخبة المثقفة).

واستطردت الإعلامية البارزة أمجاد من خلال رسالة سعدت بها مرفقة بنسخة من الكتاب الذي اعتنت فيه بمطالب المرأة المثقفة، وخطواتها، فكتبت لي:

(لقد كان للمرأة السعودية المثقفة محاولاتها في حركة البناء والتغيير رغم تذبذبها -في رأي أمجاد الشخصي- بين ثقافتين عبر فترة زمنية ممتدة، كانت في الأولى تدور في اطار انتشار مفهوم (ثقافة الإنابة)، حيث كان الرجل ينوب عنها في الحديث عن مشكلاتها أمام المجتمع والآخر، مما جعلها: مغيبة.. أما الأخرى: فلا تزال تؤدي دورها في اطار نشر المجتمع وترسيخه ل(ثقافة المشاركة) لاتاحة فرصة ذهبية لانطلاقة واثقة لها).

* * *

* عمل لم يسبق:

لقد أنجزت الصحافية الاعلامية أمجاد محمود رضا هذا الجهد المثال لعمل لم يسبق.

وتميز هذا الكتاب بانفرادات معلوماتية عن: مسيرة الصالونات الثقافية النسائية الأدبية في المملكة خللا 30 عاما، وهذا الاحصاء استهلك الكثير من جهد وقراءات ومتابعات الكاتبة.

ويأتي تقييمي من مضمون هذا الكتاب الذي أضاف إلى مكتبتنا نظرة بانورامية لمسيرة المرأة ثقافياً, وكذلك: مدى الجهد الذي بذلته الكاتبة لتجميع المعلومات ومتابعة خطوات المرأة في ملتقياتها الثقايفة على امتداد عشر سنوات.

أن تتصدي إعلامية أمضت وقتاً من زهرة شبابها داخل الصحف وفي رائحة حبر المطابع بهدف كبير وهام يعتبر اضافة للمكتبة السعودية، بل والعربية لتعكف على رصد، ودور وتطور نهج المرأة وانطلاقتها على امتداد ثلاثين عاماً أو تزيد، وقد استقت الكثير من مصادر معلوماتها من خلال الأندية الأدبية والصالونات الثقافية والملتقيات التي أرادت المرأة السعودية من خلالها الانتقال بخطوات جادة من جدار (الحريم) إلى دورها: نصفاً فعالاً منتجاً للمجتمع.

* * *

* التجزئة في النظرة:

من هنا.. حرصت المؤلفة أمجاد محمود رضا على تتبع مسيرة المثقفة السعودية طوال ثلاثين عاماً، وقالت في تعريفها بمضمون كتابها:

(لا ينبغي إحداث التجزئة في النظرة للمثقة في منبر محلي مقارنة بما يتاح للمثقفة في منبر دولي أو عربي, وهي التجزئة التي تحبط المثقفة وتؤثر على ذهنية المجتمع، وحتى الآن: ما زالت المثقفة تصارع وتزاحم لتثبت أهليتها لتستحق أن يعترف بها مجتمع المثقفين (الذكوري)، فيمنحونها العضوية مقارنة بالاعلامية)!

وشرحت المؤلفة في حوار صحافي معها أهداف هذا الكتاب من خلال رصده لأداء المثقفة المتنامي بفعل الأحداث الدولي، ومتطلبات التنمية وضغوطها، وأهمية تطور المشاركة لحاجة المجتمع إلى عملية البناء، فأشارت إلى:

أهمية تلقي المرأة المثقفة للدعم الأدبي والمادي لمشروعاتها الثقافية الطموحة عبر الجهات المعنية بأمور الثقافة والاعلام.

ترسيخ ثقافة الحوار في المجتمع سواء كانت تتحرك في اطار أندية أدبية أو ملتقيات ثقافية أو تنتقل بين دوائر تنمية التفاهم بين الشعوب.

اصدار أنظمة ولوائح تمكنها من المشاركة في عملية التخطيط وفي تحديد الاستراتيجيات المستقبلية وفي صنع القرارات البناءة في الشأن الثقافي.

تقديم الدعم المادي مصحوباً بالتسهيلات للمشاريع التي يثبت جدواها ثقافياً.

مشاركات المرأة المحلية المتنوعة والمصحوبة بعطاءات وخطوات متميزة لها على المستوى الدولي تدفع بالمعنيين بالثقافة اتخاذ خطوات من شأنها أن تطور من وضع وأداء المثقفة عبر كافة القنوات الثقافية المتاحة الأهلية والرسمية.

ان تأخذ حقها أسوة بغيرها في القطاعات الأخرى وذلك بدعم مشاريعها الثقافية.

* * *

* أحقية امتلاك الدور:

إن اعداد هذا الكتاب استغرق جهد هذه الاعلامية الذي بذلته من وقتها وبحثها، واعتبره (مرجعاً) لمسيرة عشر سنوات، ركضاً من المرأة وراء المعلومة، والثقافة.. وقدمت المؤلفة أبعاد هذه النقلة التي أحدثتها المرأة السعودية المثقفة- النصف الآخر الذي تفاعل مع حركة التنوير والثقافة، فيتساوى كل المجتمع في أحقية امتلاك الدور الذي ينطلق بالمجتمع كله إلى بلورة: (ثقافة المشاركة، وهي الثقافة التي توحد جهد المرأة مع الرجل لتوفير مناخ الوعي والرؤية الشاملة، وفتح أبواب الابداع والانتاج الفكري والعلمي.

إن الملتقى الثقافي النسائي بجدة، وهو يحتفل بمرور عشر سنوات على تأسيسه قد حقق خطوات هامة وايجابية، أجملتها المؤلفة في اشارتها للمساهمة الفكرية والعملية التي تستهدف معالجة القضايا الهامة ذات الصلة بالمرأة والمجتمع.

إن كتاب الاعلامية أمجاد محمود رضا: (الملتقى الثقافي النسائي بجدة) عمل بانورامي إذا تواضعنا بالجهد المبذول فيه، وأحسبه عملاً موسوعياً يستحق أن تمنح مؤلفته جائزة تقديرية من وزارة الثقافة والاعلام، وتكريماً من النوادي والصالونات الأدبية.

وإذا كان كتابها: (المرأة السعودية ووسائل الاعلام- واقعه وآفاقه المستقبلية) قد رشحته ليكون كتاب عام 2004م، فإن كتابها الجديد هذا: مولود عام 2006 يحمل رؤية متطورة ذات أبعاد عن واقع المرأة السعودية- واقعها وآفاقها المستقبلية.. وعلينا أن نعترف بالبحث العلمي، وأن نكافئ الذين يعكفون عليه لاستثمار المعرفة واستنبات الكثير من الطموح!

جدة a-aljifri@hotmail.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة