Culture Magazine Monday  28/05/2007 G Issue 200
فضاءات
الأثنين 11 ,جمادى الاولى 1428   العدد  200
 
الاسم أم المقالة؟
أميرة القحطاني

 

 

تتسابق الصحف على استمالة الكاتب أو الإعلامي صاحب الشهرة الواسعة بغض النظر عما يكتب أو عما إذا كان أسلوبه جيداً أم لا.

هذا شيء معروف ويُعمل به في جميع الصحف.

وبما أن الناس لا تملك الوقت لقراءة عشرات المقالات يومياً أصبحت قراءة المقالة انتقائية فلكل قارئ كتّاب معينون يتجه نحوهم مباشرة إلا فيما قل حين تكون هناك مقالة لها عنوان ملفت للنظر أو عنوان رنان.

ولا أدري إن كان هناك قراء يملكون الوقت لقراءة كل ما تقع عليه أعينهم سواء كان أخضر أم يابس إلا أن الحديث هنا عن الغالبية العظمى من الناس، وبما أنني من هؤلاء الناس وهذا السواد الانتقائي فإن لي بعض الكتّاب المعدودين الذين أتابعهم بشكل متقطع ولكنني أنجذب أحياناً إلى بعض الأسماء اللامعة مما يقودني غالباً إلى (المقالة الصدمة) ولا أعلم هل يحدث هذا بعلم رؤساء التحرير أم أنه يحدث بعيداً عنهم وفي كلتا الحالتين هو كارثة يدفع ضريبتها القارئ والمجتمع.

فالقارئ الذي ليس لديه مشكلة بحاجة إلى مقالة مفيدة وممتعة والمجتمع الذي يعاني بعض المشاكل بحاجة إلى مقالة تساعده على حل هذه المشاكل اليومية أو المشاكل بعيدة المدى، ولأن الصحف تبحث عن التسويق دائماً فقد وجدت ضالتها في الأسماء الشهيرة التي تعد من أهم عوامل التسويق للصحف والمجلات لذا تجد هذه الأسماء في معظم الصحف المعروفة ولو استثنينا عدداً قليلاً من كتّاب المقالة المعروفين إعلامياً سنجد أن معظم هؤلاء يكتبون في مواضيع ليس لها صلة بمشاكل الناس أو المجتمع ولا تقترب من المسؤولين لا من بعيد ولا من قريب (مصالح شخصية) ويخيل إليّ أحياناً عندما أمر على مقالة كاتب أو إعلامي شهير أن هذا الإنسان ليس له وطن معين فهو يتحدث في العموم ويزاحم في مشاكل البلدان الأخرى وكأن بلده بلا مشاكل أو كأنها بلا بشر وغالباً - لا أريد أن أقول دائماً كي لا أظلمهم - غالباً تكون مقالاتهم (تافهة) وبلا معنى أو هدف مجرد (حكي فاضي) لملء فراغ ليس إلا ولو قورنت مقالات الكاتب صاحب الشهرة المحدودة مع مقالات الكاتب الشهير جداً لوجدتم أن مقالة الأول أفضل مليون مرة من مقالة الأخير والسبب بسيط جداً فالشهير المعروف والواصل لا ينظر أو يُدقق على مقالته لأنه يعلم أنها سوف تمر سواء كان بها موضوع أو كان بها سخف، أما الفقير إلى الله غير المشهور فيختارها بعناية وبدقة لأنه يعلم أيضاً بأنها سوف تُبعثر بحثاً عن أخطاء صغيرة لرفضها.

إذاً من هو المسؤول عن هذه الفوضى؟ وعلى من يقع العتب؟ على رؤساء التحرير أم على القارئ؟ هم بالتأكيد شركاء في هذا الخطأ الثقافي الفادح؛ فالناشر كما أسلفنا يبحث عن التسويق والتسويق بيد القارئ والقارئ يجذبه اللمعان ولا يهتم إن كان هذا اللمعان الذي يبرق بعينيه ذهباً أم (فالصو) المهم هو اللمعان ونستثني هنا القارئ أو المتابع الواعي.

وتقودنا هذه الأسئلة إلى خيارين نحن نملك اختيار أحدهما إن أردنا ذلك:

1 - (المقالة) إن كنا نبحث عن الرقي بمجتمعاتنا وحل مشاكلها وإمتاع القارئ بما هو مفيد.

2 - (الاسم) إن كنا نبحث عن إهدار الوقت والمساحة والوصول إلى مقالات لا تعود بالفائدة إلا على أصحابها (مادياً).

والاختيار هنا ليس قراءة فقط ولكنة وليكتمل علينا أن نقوم بإيصاله إلى الصحف التي تستخف بنا وبأذواقنا وبعقولنا من خلال تبنيها تلك الأسماء.

وليسمح لي القارئ الكريم بأن أقف احتراماً للكاتب السعودي في صحيفة الوطن الأستاذ صالح محمد الشيحي صاحب (العمود النحيل) كما يسميه هو أو صاحب (العمود الجريء) كما نسميه نحن، والذي يستحق أكثر من كلمة (شكراً) على حسه الوطني العالي وعلى شجاعته التي تظهر في طرح القضايا المهمة بعيداً عن محاباة المسؤولين أياً كان حجمهم أو وزنهم.

دبي amerahj@yahoo.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة