Culture Magazine Monday  28/05/2007 G Issue 200
تشكيل
الأثنين 11 ,جمادى الاولى 1428   العدد  200
 

وميض
جدة مشاهدات وانطباعات
عبد الرحمن السليمان

 

 

صادفت زيارتي لجدة مؤخرا عددا من الأنشطة التي كانت محدودة، ربما هي المصادفة لكني حرصت على مشاهدة ما يمكن من معارض أو مستجدات. اتيليه جدة كان انتهى من معرض للفنان المصري مصطفى يحيى ويتم التحضير لمعرض الفنان الشاب عبدالرحمن مغربي أما في إبداع فكان يُنتظر الإعداد لمعرض رضية الأخضر من القطيف بعد انتهاء معرض رسم على الحرير لنهلة محمد تركستاني.

قاعات جدة غالبا ما تكون عامرة بالمعارض المتنوعة والمختلفة وأحيانا المتباينة فليس هناك معيار واضح لبعض القاعات. أحيانا العرض لمن يدفع وهم أو وهن كثيرات لكنا في حقيقة الأمر نجد محاولات جادة من بعض القاعات لتعيين أو التأكيد على مستوى يُعلي من القيمة الفنية والمكانة للقاعة وهو في الواقع تتميز به قلة منها. معرض الأعمال الصغيرة الذي يفترض أن تقيمه روشان منذ عام أو أكثر ما زال في طي التأجيل. أما معرض نهلة تركستاني فاحسب أنه يمثل تجربة مهارية اكتسبتها وحققتها بكثير من الصبر والجلد فتكويناتها مستلهمة من الفنون والأشكال الزخرفية الإسلامية وألوانها في معظمها تحمل دلالات الاستلهام الشعبي للمنسوجات وصباغاتها ألوان صريحة والتشكيلات فيها الزخرفة والكتابة وعلى أكثر من تقنية لم تبينها فالملاحظ أثر الطباعة وتقنياتها الحريرية، ربما لدراستها أو تخصصها (فنون إسلامية) أثر في ذلك وهي الحاصلة على الماجستير في طباعة المنسوجات قبل أقل من ثلاثة أعوام.

أما مصطفى يحيى وقد استضاف معرضه اتيليه جدة فقدمه الزميل هشام قنديل بعاطفة كبيرة وهو الأكثر تخصصا في النقد وحصل على الدكتوراه في النقد التشكيلي كما في دليل المعرض من أكاديمية الفنون 1981م والأعمال تتأثر بأكثر من اتجاه فالقيم التعبيرية التي ألف فيها كتاب (القيم التشكيلية قبل وبعد التعبيرية) تتأثر باتجاهات مختلفة بينها الكاريكاتير وهو إحدى الحالات التعبيرية والرسوم الجدارية المستوحاة من الرسوم الفرعونية بجانب الحالة الخاصة التي تنحال إلى هيئة أو من الأسطورية، يعيدنا الفنان إلى أكثر من مرجعية خاصة الصياغات فمع تشكيلاته وعناصره المرسومة بالأسود وتقنياته الموحية الكرافيكية منحتنا حس الفنان المتنوع الذي يعود إلى حلول بعض الفنانين فهو وإن استفاد من اتجاه بعض رواد التعبيرية في مصر أو غيرها (عبدالهادي الجزار وحامد ندا) فإنه يرى - في كتابه المذكور 1993م - أن التعبيرية كانت ولا تزال الأسلوب العام للمدرسة المصرية الحديثة منذ بداية القرن الحالي (ويعني القرن الماضي) وحتى مطلع الثمانينيات. أهم عناصره براميل النفط وهي تطرح مشكلة العصر (البترول والثروات العربية) وسباق الغرب والحروب القائمة. هو يمنحها أحيانا مشكلة مباشرة عندما ينشئ عناصره مع تماثيل يرسمها من وحي الحضارة العراقية وهيئات جنود تظهر خوذاتهم بجانب مواضيعه الأخرى سواء الشعبية أو ما تحمل قضية معاصرة.

في كلية التربية، قسم التربية الفنية للبنات شاهدت عملا هو مشروع متطلب مادة الجداريات للفرقة الرابعة، يتمثل في تنفيذ عمل فني كبير بالفسيفساء في فناء الكلية (أرضيتها) مساحته 225 مترا مربعا، متكونا من 129 قطعة متراصة، ونفذته (64 طالبة) وبموضوع واحد هو الورود، والفكرة بحد ذاتها جيدة في استثمار بعض المرافق أو الأسطح المتاح الاشتغال عليها والواقع أن النتائج كانت متقاربة وهو طبيعي في فرضية إشراف واحد على فكرة واحدة ومع بعض الملاحظات البسيطة تبقى الفكرة جيدة والجهد واضحا.

من المعارض المهمة التي تشهدها جدة - واطلعت على المعرض قبل الافتتاح - كان للفنان عبدالرحمن المغربي، سمّاه (ذاكرة الجدار) وهو تجربة تتصل باهتماماته في استلهام المعطى التراثي المحلي لكنه في أعمال المعرض الجديدة كان أكثر جرأة في التجريب على مفرداته بالتنويع في مساحة الجدار الذي اخذ منه وبأثره وحدات أو عناصر من الداخل أو من الظاهر فهو يستعيد كتابات ويرسم أخشاب أو صخور أو تصدعات أو بقايا لأنابيب أو غير ذلك مما يرتبط بالجدار في المعمار الشعبي القريب وبالتالي كان أكثر تنويعا في تقريب أفكاره فالجدار هنا ليس بالشاهد أو مساحة للتدليل على اثر، فهو جدار يتحسس الفنان معطياته الفنية وربما شيئا من تاريخه.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«7177» ثم أرسلها إلى الكود 82244

aalsoliman@hotmail.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة