Culture Magazine Monday  30/04/2007 G Issue 197
الملف
الأثنين 13 ,ربيع الثاني 1428   العدد  197
 

حجاب الحازمي: الحاضر المتواري
حجاب الذي لا أعرفه
إبراهيم مفتاح*

 

 

إعداد ومتابعة: إبراهيم بكري - علي المجرشي

شيء محرج جداً عندما يُطلب منك أن تكتب عن شخص يُظن أنك تعرف عنه كل شيء أو بعض شيء بينما أنت - في الواقع - لا تعرف عنه شيئاً.

هذا هو حالي مع أخي وصديقي وزميلي و(رئيسي في نادي جازان الأدبي) سابقاً عندما كنت أحد أعضاء أسرة إدارة هذا النادي.. قد يتهمني البعض بالتنكر أو النكران، ولكن هذا هو الواقع لأني بمقاسات المسافات تفصل بيني وبينه عشرات الأكيال - ليس هذا فحسب ولكن - أيضاً - يفصل بيني وبينه شيء من مصطلحات الجغرافيا ومفردات التضاريس التي يعتبر البحر أحد عناصرها.

ولأن الحديث عن الأستاذ حجاب بن يحيى الحازمي أو (أبو حسن) - كما يحلو لنا دائماً أن نُكنِّيه - يتوقع القارئ أن تكون الثقافة هي المحور الرئيسي الذي ستتركز عليه معظم الكتابات فأنا سأحاول ألا أركز على هذا الجانب الذي أتصور أن الكثير سيشبعونه كتابةً ووهجاً.. ولأن بيني وبين أخي حجاب أو بين موقعينا الجغرافيين بحاراً وسهولاً وألواناً متباينةً بين زرقة البحر وخضرة السهول وصفرة الرمال - إن جاز التعبير - فإن الحديث بيني وبينه غالباً ما يكون عبر أسلاك التليفون أو (أثير الجوالات) الذي غالباً ما يكون - أيضاً - في ساعات المساء التي تعودتُ - في معظم الأحيان - أن أجده فيها في مكتبته التي تعد من أهم المكتبات في منطقة جازان.

لقد جرني الاستطراد إلى ما لا أريد الحديث عنه إلا لماماً ولكني سأفترض سؤالاً يوجهه إليَّ القارئ وهو: عن أي شيء أو عن أي جانب سأكتب عن (أبو حسن)؟ في ظني أن ما سأتناوله لن يتطرق إليه أحد من منطلق قول فيلسوف المعرة

وإني وإن كنت الأخير زمانه

لآتٍ بما لم تستطعه الأوائل

وفي دوامة هذا الغرور الذي يتلبسني ويلقي بظلاله الثقيلة على سن قلمي سأستعيد بعض ساعات ليالي اجتماعاتنا الإدارية الأسبوعية في مقر إدارة النادي لأجد أن هذا الرجل الذي يأتينا من (الاتجاه المعاكس) عندما يتخلى تماماً عن سلطة الرئاسة بل سأتجاوز قليلاً لأقول: ليأتينا وقد تخلى عن تسلط الرئاسة المقيت ويفرض علينا رئاسة ناعمة كنعومة أخلاقياته وناصعة كنصاعة ابتسامته التي تلقي علينا شيئاً خرافياً حد الإرهاق الذي لا نملك معه سوى احترام رأيه والأخذ بوجهات نظره عندما تكون في مكانها المناسب أو مناقشتها في (ديمقراطية) تأبى إلا الوصول إلى الرأي الصائب الذي يقره ويرضى عنه الجميع.

لم يكن الأستاذ حجاب الحازمي أكبر سناً لكنه كان أكثرنا تجربةً وأكثفنا حلماً وأوسعنا (إسفنجيةً) لامتصاص بعض الاحتقانات التي تفرضها طبيعة العمل وتباينات الآراء باعتبارها إفرازات طبيعية وخاصة في الأعمال المؤسسية التي يعتبر النادي واحداً منها.

للحق وللحقيقة أقول إن السنوات الطويلة التي عملنا فيها كأسرة ترعى شؤون الثقافة في منطقة جازان كانت سنوات مفعمة بحكمة القيادة الإدارية التي جعلتنا - رغم قناعتنا بتجديد الدماء - نغادر هذه الإدارة وللمشاعر حنين وللأعناق التواء وما زال في دواخلنا إحساس بمسؤولية الانتماء إلى إدارة هذا النادي الذي نتمنى له وللقائمين عليه توفيقاً مكللاً بالنجاح.

* (فرسان)


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة