Culture Magazine Monday  30/04/2007 G Issue 197
الملف
الأثنين 13 ,ربيع الثاني 1428   العدد  197
 

علم في سماء الأدب السعودي
علي الجبيلي

 

 

منذ أشهر.. متتالية وقلمي صائم ومتعجم أن يكتب شيئاً عن ضيف هذا الملحق الأدبي المتميز والرائع.

ولقد حاولت.. مراراً وتكراراً في خلوة شرعية بعقلي وقلمي لتحريض أي منهما على المبادرة فعجزت.

الضيف.. قامة.. وعلم شامخ في سماء الأدب والشعر والثقافة.. أديب وشاعر ومؤرخ ومربي.. فعن ماذا أكتب.. وبأي مشهد حضوري.. أو سماعي أبدأ أحرفي المتعسرة..؟!

فالزميل المبدع إبراهيم البكري دائم الإلحاح والتذكير.. وأنا مستمر في وعودي تائه في مساحة الحرف والكلمة..

فعندما ترد سيرة والدنا وأستاذنا الأديب الأريب الربيب حجاب بن يحيى الحازمي تتالى المشاهد.. وتتنوع الذكريات نظراً لمكانة الرجل وتعدد مشاهد حضوره الثقافي والاجتماعي والرسمي..

وقلة هم الذين حازوا فضلاً كهذا ناهيك عن فضائل كانت مشاهدها طاغية في ذاكرتي على كثير من المحامد الحازمية والمزايا.

فالتواضع.. والبشاشة والابتسامة جزء من هذا التكوين الخلاق في شخصية أديبنا الفذ حجاب الحازمي..

مشاهد عديدة أسترجعها من ذاكرتي في الوراء عن لطف هذا الرجل ونقاء سريرته مع الآخرين.. وتطبيقاً مع شخصي حينما تعن لي المناسبات التي أكون حاضراً فيها.

وبعد فإنني لم أنسَ ذلك المشهد العفوي الجميل حينما أخذ بيدي رئيس نادي جازان الأدبي أثناء انعقاد المؤتمر العاشر للأندية الأدبية ضيف هذا الملحق وخاطب أمير منطقة جازان آنذاك الشيخ محمد بن تركي السديري وقال له بهكذا عبارة (معالي الأمير أشهد أنه لولا توفيق الله ثم جهود هذا الرجل المخلصة ما تمكنا من إصدار النشرات الإعلامية الخاصة بمؤتمرنا هذا) وشملني بمن تم تكريمهم في هذه المناسبة الفريدة بجازان.

إن هذه الخصوصية التي منحني إياها هذا الرجل الكريم أمام راعي المناسبة ووجوه الأدب والثقافة في بلادنا بالرغم من الجهود الصادقة التي بذلها نجله (حسن) رئيس النادي حالياً وزملاء آخرون وسط معوقات فنية حينها.. أعطتني تأكيداً أن الرجل (ممن يؤثرون على أنفسهم ولو كانت بهم خصاصة).

***

إن الأستاذ حجاب الحازمي.. ليس علماً شامخاً في سماء جازان الأدب والثقافة أو في سماء بلادنا.. بل إنه واحد من الأدباء العرب الأفذاذ الذين منحوا طاقة إبداعية خلاقة في الفكر والأدب وجهت لخدمة قضايا الأمة والتعريف بها.. وكذلك المساهمة الفاعلة في تفعيل الحراك الثقافي والفكري السعودي.

إن الجهود الحثيثة التي بذلها الرجل مع رفاقه من أعلام الثقافة في جازان في تأسيس ناديها الأدبي.. ومن ثم احتضان الوجوه الناشئة في الحرف والكلمة وتشجيعها بكل أريحية وكذلك تقبل انتقادات هؤلاء أو آخرين بكل أريحية ومشاركتهم في القرار الثقافي الجازاني إن ناسبت التسمية وكذلك الجهود الرائعة التي تمكن مجلس إدارة النادي السابقة من خلالها إنجاز واحد من أروع مقار الأندية الأدبية في المملكة لهي نماذج تذكر فتحمد للأستاذ الحازمي وزملاء أعضاء إدارة النادي السابقة وما يتمتع به أبو حسن من أريحية تلقائية وكرم نفسي واحتفاء بالآخر يعطي محامد شخصية عدا ما منحه الله من الفصاحة والبلاغة والروح المرحة المتسامحة وما زلت أذكر للرجل كلماته الضافية البليغة التي يرتجلها في العديد من المناسبات الهامة ومنها ما تفضل بإلقائه أمام الملك فهد - رحمه الله - أو الملك عبدالله - حفظه الله - ومشاركته لقصائد رائعة في مهرجان الجنادية وغيره.

وفي المناسبة التكريمية التي أقامها نادي جازان الأدبي ممثلاً في إدارته الحالية لرئيس وأعضاء مجلس الإدارة السابقين برعاية كريمة من الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان.

ارتجل الأديب حجاب الحازمي كلمة رائعة وضافية كعادته.. شد فيها مسامع الحضور ولا غرو في ذلك فالرجل رجل تربوي كان مديراً لثانوية ضمد.. فمديراً لمعهدها العلمي ورئيساً لنادي جازان الأدبي ورجل مسؤوليات رسمية واجتماعية عضو مجلس منطقة جازان.. إضافة إلى عضوية العديد من اللجان الأدبية والعلمية وهو الأديب المفوه والباحث في مختلف فنون الأدب والتاريخ وله العديد من المؤلفات المميزة والحديث يطول عن أستاذنا الكبير حجاب الحازمي الذي هو علم ابن علم ومن أسرة علم وشرف وأدب وفي مدينة علم وأدب منذ مئات السنين ولقد عاصر جهابذة الأدب في جازان كالمؤرخ والأديب الكبير محمد أحمد العقيلي والشاعر الأديب علي السنوسي وابنه شاعر العربية محمد علي السنوسي وطاهر سلام ومحمد عايش ومحمد زارع - رحمهم الله جميعاً - إضافة إلى أقطاب الفكر والأدب السعودي والأمر يحتاج إلى سعة وتركيز للإيفاء بمقدرات هذا الرجل وتاريخه الحافل بالولاء والانتماء والإخلاص لوطنه ومليكه فكان بحق محل احترام وثناء الجميع؛ نسأل الله له التوفيق والعمر المديد وأن يجد المزيد من الوقت للبحث والدراسة لإثراء المكتبة السعودية والعربية بمؤلفاته الجادة والهادفة في مجال الأدب والثقافة.

والشكر مقدر للزملاء الأفاضل بجريدتنا الغراء الجزيرة وخاصة الدكتور إبراهيم التركي مدير التحرير والمشرف على القسم الثقافي على هذه لمبادرات الرائعة في التعريف برموز الأدب السعودي وحفظ جهودهم وإنجازها لأجيالنا الشابة.. بكل جلاء وشفافية.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة