Culture Magazine Monday  30/04/2007 G Issue 197
تشكيل
الأثنين 13 ,ربيع الثاني 1428   العدد  197
 
الغالبية لم تعجبهم الحال
تشكيليون مبدعون أثروا الساحة وساهموا في بنائها ثم ابتعدوا عنها

 

 

إعداد . محمد المنيف

من يبحث في مسيرة الحركة التشكيلية المحلية يكتشف ان هناك الكثير من الأسماء التي ساهمت في بناء الساحة مع ان تواجدها اليوم لم يعد كما عهد منها في بداية التأسيس بشكل ملحوظ ومؤثر وفاعل لفت أنظار المتابعين والجمهور والمعنيين بالثقافة أو الأنشطة الشبابية لهذا الإبداع مع ما تبع تلك المعارض من مشاركات لهؤلاء في المعارض الجماعية، وحينما نعود قليلا الى الوراء نجد أن لأولئك الفنانين الحاضرين في الذاكرة الغائبين اليوم عن الساحة فضل كبير على هذا الفن وانطلاقة التي نشهد نتائجها اليوم وبما أصبحت عليه.. كما وكيف، يتمثل ذلك الفضل في ان تلك الأسماء التي سنستعرض أمثلة منها بادرت بتحريك الساحة من خلال إنتاجها المتواصل والاقتراب إلى المتلقي بمعارضها الشخصية في وقت لم يكن هناك أي معرفة أو فهم لهذا النشاط ولم يكن يحضر تلك المعارض الا القلة القليلة من الجمهور ومع ذلك استمر هؤلاء بعطائهم وتواصلوا مع إبداعهم واثروا الساحة وارتقوا بالفن التشكيلي من حدود معارض معهد التربية الفنية في ذلك الوقت ومعارض معاهد المعلمين أو المعرض العام لوزارة المعارف (التربية والتعليم) حاليا، إلى مساحة أكثر تميزا وتأثيرا من خلال نوعية الأعمال ومستوى الإبداع وكيفية العرض وأماكن إقامة تلك المعارض التي خرجت من حيز الدوائر الحكومية إلى صالات الفنادق حيث شهد فندق كونتننتال بالرياض مع ما سبقه من فنادق منها فندق اليمامة وفندق زهرة الشرق من معارض شخصية لفنانين عرب وسعوديين، ومع أننا لسنا بصدد توثيق بدايات ورصد أرقام وتواريخ المعارض الشخصية فإن الهدف من طرح هذا الموضوع هو التحريض وتحريك الساكن من إبداع من افتقدناهم في الساحة مع وجودهم بيننا أحياء يرزقون، ومنهم على سبيل المثال الفنان احمد المغلوث الذي كان له صولات وجولات امتدت إلى الخليج، مستلهما في أعماله الواقع البيئي والاجتماعي بالأحساء.

ولا ننسى الفنان سليمان الحلوة من الرياض وحروفياته وتجاربه المتميزة، والفنان خليل حسن خليل من جازان وسيرياليته الحالمة أول سعودي حاز على جائزة الشراع الذهبي من معرض السنتين بالكويت. والفنان سعود القحطاني من أبها وما ينقله من واقع جمال عسير عبر لوحات انتشرت على مستوى المملكة، والفنان عثمان الخزيم الذي يمزج شاعريته الشعرية باللوحة التشكيلية،، وما قدمه الفنان هشام بنجابي من أعمال واقعية أثارت دهشة المتلقي وطرحت الكثير من التساؤلات حول وجود فنان واقعي سعودي بهذا المستوى، أما الفنان عبد الحميد البقشي فيمكن لنا القول إنه أستاذ ومعلم ورائد الساحة التشكيلية في مجال الإبداع السريالي الذي أدهش النقاد ولفت أنظار الجمهور في كل معرض يقام محليا أو عربيا أو عالميا حينما كان يتلقى تعليمه في الولايات المتحدة. كما لا ننسى الفنانين، محمد الصندل، أحمد السبت، يحي شريفي، سليمان باجبع، فهد الربيق وغيرهم.

أسباب الابتعاد

هذه الأسماء وغيرها ممن كان لهم حضور ووهج إبداعي وإعلامي لم نعد نرى أي تواجد لهم إلا بشكل قليل لا يذكر أو يذكر بأدوارهم وقد يطرح التساؤل بأشكال عده، هل كان وجودهم عابر..؟ أو أن تجاربه لم تمنحهم النفس الطويل للإبحار في الساحة..؟، أم أن تواجدهم كان لغرض معين وانتهى تحقيقه..؟، كما لا يمكن تجاوز الأسئلة الأخرى، هل هناك ظروف أو معوقات أبعدتهم عن الساحة وإذا كانت هناك معوقات أو أسباب لماذا لم يسعوا لتذليلها.

لنعود إلى الأسئلة ملتمسين الأعذار للزملاء الحاضرين في قلوبنا الغائبين عن الساحة، مستبعدين أن وجودهم كان عابرا فقد كانوا بالفعل مبدعين وكانت تجاربهم ناضجة وسابقة لزمانها، كما أن لدى غالبيتهم الفرصة للاستمرار والتواصل مع ما يمكن أن يتغير أو يتبدل نحو تطوير ألذات والتوازي مع جديد الساحة التشكيلية العالمية،كما نستبعد أن تواجدهم كان لتحقيق هدف معين كالبحث عن الشهرة العقدة التي لا يمكن لأي فرد ذاق طعمها أن يتخلص منها وهؤلاء اخذوا ما يمكن أن يدفعهم للطمع بالكثير منها, لكن الأمر يتعلق بجوانب أخرى، أما انشغال في مهام حياتيه غير الفن أو لعدم رضا البعض منهم بما هي عليه الساحة في وقت مضى ويؤملون في ما يمكن أن يتم في المستقبل أو أن ما قدموه من إبداع وما ساهموا به بن تواجد كان كافيا وتركوا الفرصة للبقية مع أن العذر الأخير لا يمكن أن يقبله فنان سكنه الإبداع وامتزج مع جوارحه وأصبح همه الكبير.

الدراسة والبحث ودور الجمعية

أجزم بأن هذا المقترح المتمثل في أن تقوم جمعية الثقافة والفنون المسؤولة حاليا عن الفن التشكيلي بإعداد دراسة وبحث حول ابتعاد التشكيليين خصوصا من يستحق أن يعاد للساحة من أصحاب التجارب المتميزة والخبرات الجيدة التي اتقت بصمتها إلى يومنا هذا، والقادرة على الاستمرار، أجزم بأنه سيضاعف صداع الجمعية نتيجة لفت نظرهم إلى زوايا غظ عنها الطرف أو أنها لم تكن في الحسبان مع أنها مهمة ومطلب إنساني قبل أن تكون ضمن مهما الجمعية، كما أننا نتوقع القول أن الجمعية ليست ضمانا اجتماعيا يبحث عن مشاكل الفنانين المادية مع أن إيجاد صندوق للفنانين أحد أهداف الجمعية القادمة، نعود للقول إن هؤلاء وغيرهم من المبدعين الحقيقيين يحتاجون إلى أن يسال عنهم ويبحث عن أسباب ابتعادهم وأن يقام لهم معارض وتقتني أعمالهم ويدعوا للمناسبات التشكيلية ويؤخذ رأيهم في أي جديد للساحة.

****

لإبداء الرأي حول هذا الموضوع أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«6461»ثم أرسلها إلى الكود 82244

monif@hotmail.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة