توقع أحد مؤسسي شبكة الإنترنت أن تزحف الشبكة العالمية نحو الكواكب الأخرى في الفضاء الخارجي لمتابعة جهود الإنسان لغزو الفضاء. ويقول هذا المؤسس، واسمه فينتون سيرف، إن الإنترنت المقترح لهذه المهمة سوف يمكن الناس من جمع المعلومات عن هذه الكواكب والتحكم في التجارب التي تجرى في أماكن بعيدة خارج الأرض.

وتوقع سيرف أيضا في حديث له أمام منتدى علمي عقد مؤخراً في سيول أن يستتبع هذا التوسع استحداث قوانين وأنظمة جديدة، مشيراً إلى أنه يعمل في الوقت الحالي، بالتعاون مع خبراء آخرين، في صياغة مجموعة من المعايير التي تحكم نظام الاتصالات بين الكواكب عبر الإنترنت.

وأوضح سيرف، الذي يعمل نائباً لرئيس جوجل، أمام أعضاء المنتدى أن الإنترنت سوف يحملنا أخيراً إلى عوالم لم تصل إليها أي شبكة من قبل، وأن فريق المهندسين الذي يعكف على إنجاز المعايير الجديدة سوف يستكمل جزءاً مهماً من المشروع في السنوات الثلاث المقبلة.

وفي مؤتمر صحفي عقد بعد انتهاء أعمال المنتدى أوضح سيرف أن المعايير الجديدة ذات أهمية، خاصة إذا ما وضعنا في الاعتبار المسافات البعيدة والتأخيرات الزمنية التي يمكن أن تنطوي عليها الاتصالات بين الكواكب، مؤكداً أن الجهود المبذولة في هذا الإطار سوف تؤتي ثمارها، وأن المعايير الجديدة سوف تكون في خدمة مشاريع الاتصالات الفضائية في غضون 2010م. ويصف سيرف هذا العمل بأنه تأسيس لبناء العمود الفقري للنظم التي تحكم عمل الرحلات الروبوتية والمأهولة لأغراض الاتصالات بين الكواكب المختلفة. وينظر سيرف، الذي يعد الأب المؤسس لشبكة الإنترنت بالاشتراك مع روبرت كاهن، بفخر إلى النمو الانفجاري للشبكة العنكبوتية خلال العقد الماضي، مشيراً إلى أن هذا النمو سوف يتواصل. فقد قفز عدد مستخدمي الإنترنت بمعدل عشرين ضعفاً في العقد الماضي ليبلغ نحو 1.2 بليون مستخدم هذا العام، كما ازداد عدد الخوادم الحاسوبية من 22.5 مليون خادم إلى 489 مليوناً.

إن الإنترنت، حسبما يقول سيرف، في طريقه إلى ضم كل سكان الأرض في نهاية الأمر، ومن التغييرات المهمة التي تؤكد هذا ما حدث من نمو هائل للإنترنت في آسيا، التي تضم الآن 436 مليون مستخدم، وهو رقم أكبر بكثير من عدد المستخدمين في أوروبا (321 مليوناً) وعدد المستخدمين في أمريكا الشمالية (233 مليوناً)، ما دفع سيرف إلى التأكيد بأن هذا النمو الكبير لمستخدمي الإنترنت في آسيا سوف يمكن الشبكة العنكبوتية من الاحتواء على كمية من المعلومات أكبر بكثير مما تحتويه الآن، وبلغات مختلفة.

وظلت التغييرات التقنية تحاول مواكبة هذا التوسع في الأعوام الماضية، ولكن كان هناك باستمرار نقص في عناوين الإنترنت، حيث لا يتجاوز عدد العناوين الذي يسمح به الإنترنت في الوقت الحالي 4.3 بليون عنوان، وهو رقم غير كاف في نظر سيرف، الذي يرأس أيضا هيئة مؤسسة الإنترنت لتخصيص الأسماء والأرقام. وقد أجازت الهيئة مؤخراً نظاماً جديداً للتوسع في تسمية المواقع باعتماد لغات أخرى غير اللغة الإنجليزية، ويتوقع أن يبدأ العمل بهذا النظام في النصف الأول من العام المقبل.

ويتوقع سيرف أيضا ظهور بلايين الأجهزة التي تعمل من خلال شبكة الإنترنت، ومنها أجهزة التلفاز والراديو والفاكس والطابعات وغيرها.