الأحد 24 ,شوال 1428

Sunday  04/11/2007

مجلة الاتصالات والعالم الرقمي العدد 230

Telecom & Digital World Magazine Issue 230

 
موقع الجزيرة بريدنا الإلكتروني الإعلانات أرشيف الصفحة الرئيسية

ريبورتاج

مخاطر التلفاز على عقول الأطفال!!
* ريبورتاج - غادة إبراهيم

 

 

انتشار القنوات الفضائية جعل قضية مناقشة موضوع علاقة التلفاز بالأطفال أكثر إلحاحا وضرورة من أي وقت مضى؛ بسبب تداخل تأثيره مع الدور الذي تضطلع به الأسرة والمدرسة في العملية التربوية، كما أنه وسيلة ثقافية مغايرة للوسائل الثقافية الأخرى. فما هي إيجابيات وسلبيات التلفاز؟ وهل يؤثر سلبياً على الأطفال من الناحية النفسية والجسدية؟ وكيف يمكن تفادي هذه الآثار؟

الريبورتاج التالي يحاول الإجابة عن جميع تلك الأسئلة:

(أم عبد الله) (29عاما) تقول: إن للتلفاز إيجابيات وسلبيات؛ لذلك على المرء أن يستفيد من إيجابياته بأن يشاهد البرامج الدينية والثقافية ونشرات الأخبار. وحول تأثيراته السلبية تقول: مشاهدة الأطفال للرسوم المتحركة وبرامج الأطفال أمر جيد، لكن يجب ألا يكون ذلك منذ استيقاظهم حتى خلودهم للنوم؛ لأن الطفل في هذه الحالة سيصبح أسيرا للتلفاز، حتى إنه إذا طلب أحد منهم أمرا وهم على هذه الحالة لا يستجيبون له في كثير من الأحيان، ولعل الانطوائية هي أحد الآثار السلبية التي سيبتلى بها الأطفال جراء مشاهدة التلفاز دون ضوابط.

وقد وافقتها الرأي سعاد المطيري (15 عاما) قائلة (المشكلة في الموضوع أن عرض المسلسلات والبرامج الجيدة يكثف في فترة الاختبارات، وبعد انتهاء الاختبارات يكاد التلفاز يخلو من البرامج الجيدة، وعلى هذا الأساس ولأني لا أستطيع مقاومة المسلسلات فإن مشاهدتي لها تؤثر على دراستي).

انتقاء البرامج

أما أم فيصل (40 عاما) فكان رأيها أن التلفاز لا يؤثر على الأطفال، معللة ذلك بقولها (أطفالي لا يشاهدونه كثيرا، كما أننا - أنا وزوجي - ننتقي ما يشاهدونه، حيث نشاهد معا البرامج الهادفة التي تتناسب مع ثقافتنا، مثل البرامج الدينية والثقافية، وكذلك أحاول أن أشاركهم في مشاهدة أفلام الكارتون وبرامج الأطفال).

سعد الرويني (35 عاما) مدرس يقول: إن البرامج التي تجذب الأطفال في سن الطفولة هي الرسوم المتحركة، حتى إذا كنت تشاهد فيلماً أو ما شابه فقد يطلب ولدك منك الانتقال إلى أفلام الكارتون، مشيرا إلى أن الخوف في هذه المرحلة هو من المساحات الزمنية الكبيرة التي يقضيها الأطفال في متابعة برامج الأطفال.

ويضيف الرويني أنه بعد سن الرابعة عشرة تزداد المخاوف من تأثير التلفاز على قيم وثقافة الفرد؛ لذلك لا بد من تحديد أوقات للأطفال لمشاهدة التلفاز بحضور جميع أفراد العائلة، مضيفا: (الخوف يبدأ عندما تبدأ رغبة الطفل بالمتابعة؛ لذلك كلما شغلت وقت الطفل بشيء غير التلفاز كان أفضل؛ لأنه بلا شك سيترك آثارا سلبية على المجتمع).

ويحدثنا عن تجربته فيقول (لقد شفرت محطات الأغاني؛ لأنها مخلة بالأدب). ويضيف قائلا: جيد أن تتابع مع أطفالك ومع كافة أفراد الأسرة مسلسلا معينا ولاسيما المسلسلات الهادفة، مثل المسلسلات التاريخية والوطنية، بالإضافة إلى متابعة البرامج الدينية.

ويختم حديثه بانتقاد الإعلانات التي تغرس في الأطفال حب النفس والكذب، متسائلا (هل القائمون على هذه الإعلانات يقصدون ذلك أم لا؟).

وعن دور الإعلام يقول د. حسن المهدي (أستاذ الإعلام) إن وسائل الإعلام وخاصة التلفزيون غدت من أهم الأساليب والمصادر التي يعتمد عليها في تطوير الذات والبناء الأسري وتدعيم أركان المجتمع، ومما زاد من هذا الاعتماد هو تطور العملية الاتصالية برمتها، مضيفا أن أهمية الإعلام تنبع من وظائفه في التنشئة والتربية والتنمية والتطوير في جميع المجالات؛ فهي التي تعمل على تزويد الفرد والأسرة والمجتمع بالأخبار والمعلومات وتحللها، بل وتقوم وسائل الإعلام بدور الموجه والمرشد للجماهير لكي يتبنوا مواقف وسلوكيات معينة.

وبيّن المهدي أن تلك الوظائف ينتج منها مخاطر جمّة حيث اعتمد عليها الفرد في تحقيق أمور حياته وقضاء حاجاته لدرجة أن وصل الأمر إلى التسوق من داخل المنزل، وهذا الاعتماد جعل المواطن يتعرض للرسائل الإعلامية التي يبثها التلفاز بكل ما تحمله من إيجابيات وسلبيات، موضحا أن خصائص التلفزيون تتمثل في قدرته على الاستحواذ والتميز الفني بالصورة والحركة واللون وقدرته على الإعادة والتكرار وتنوع برامجه ما بين الخيالية والواقعية.

وسجّل المهدي ملاحظاته على أثر التلفاز على الصغار والكبار التي كان من أهمها قلة البرامج التنموية الهادفة، فضلا عن استخدام الأساليب الهابطة في البرامج الإعلانية، بالإضافة إلى الاعتماد على البرامج الأجنبية من حيث الأفكار والأساليب وقلة البرامج المخصصة للأطفال وعدم تنوعها؛ و لهذا كله كانت الآثار السلبية للتلفاز، حيث إنها زرعت القيم السلبية في نفوس النشء وجعلتهم يتخذون من الفنانين ومقدمي البرامج نماذج لهم، فكان تشتت الأسر وغياب بناء الأمم.

رأي علماء النفس

أما عن آثار التلفزيون النفسية على الأطفال فقالت الدكتورة (عزة الشاعر) أخصائية علم نفس تربوي: إن التلفاز يستهدف كل جوانب الطفل ومكوناته حتى يؤتي ثماره التخريبية، فمن الناحية النفسية يؤدي إلى الاضطراب النفسي والقلق الروحي من خلال جاذبية البرامج وحساسية خيال الأطفال، ويعمل على انهيار وقلب القيم لديهم من خلال تمجيد الانحراف والقيم السلبية الدخيلة على مجتمعاتنا، وتسببت المشاهد الإجرامية في زيادة العنف في سلوك الأطفال.

أما عن آثاره الجسمية فتضيف الشاعر قائلة: إن الإشعاع الصادر من الجهاز يؤذي الدماغ بصورة غير قابلة للعلاج، حيث إن هذا النشاط الإشعاعي يزيد فاعلية النصف الأيمن على حساب النصف الأيسر فتتأثر أهم عمليتين عقليتين للإنسان هما الانتباه والتركيز، وبالتالي تتراجع الذاكرة وتضعف القدرة على التحليل. وتتابع قائلة: الجلوس الطويل أمام شاشة التلفاز يؤدي إلى السمنة المفرطة من خلال العادات السيئة في تناول الطعام فظهرت بعض الأمراض كالسكر وضغط الدم وغيرها.

ووجهت أستاذة علم النفس رسالتها إلى المدارس بهذا الخصوص بأن تكثف زياراتها الميدانية للطلبة والرحلات الخلوية بهدف تنشيط رغبة الأطفال في إدراك مختلف جوانب وأنشطة الحياة.

ولتفادي الآثار السلبية للتلفاز يقول د. داود الأبيض أخصائي علم نفس تعليمي: شئنا أم أبينا فالتلفاز أصبح جزءا من حياة الأطفال، ومهمة الأسرة اليوم بعد انفتاح الفضاء الخارجي أصبحت أكثر مسؤولية في أن تجعل من الساعات التي يقضيها الطفل أمام الشاشة الصغيرة مقيدة بوضع ضوابط منها: عدم استخدام التلفاز كأسلوب عقاب أو مكافأة، وعدم السماح للأطفال مطلقا بمشاهدة التلفاز بمفردهم؛ ولذا فإنها كارثة أن تضع الأسرة لأطفالها جهازا خاصا بهم في حجراتهم حيث يشاهدونه وقتما يريدون دون رقابة وعدم مناقشتهم فيما يشاهدونه لمعرفة ما يعجبهم فيه وسبب حرصهم على رؤيته وما يضايقهم فيه.. مع ضرورة عدم فرض ذوق الأب على أطفاله وألا يفسد عليهم سعادتهم، معتبرا أن ما يشاهدونه شيء ساذج، فعليه أن يحاول رؤيته بمنظار أبنائه، وعدم فرض السكون طوال الوقت ومنعهم من الحركة المستمرة.

بالإضافة إلى ضرورة الجلوس مع الأطفال قبل المشاهدة وتحديد ما يريدون مشاهدته بعد انتهاء البرنامج.

وإغلاق التلفاز عن أي مشاهد عنيفة؛ لأنها تصاحب الطفل أثناء نومه.

وعلى الأسرة والمدرسة تقع مسؤولية إفهام الطفل كيفية التفريق بين الصورة التي يراها والواقع الذي يعيشه.

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة

 

صفحات العدد

متابعة

اتصالات

أخبارهم

ألعاب

رزنامة الاسبوع

معارض

بانوراما

إضاءة

ريبورتاج

أسواق

جوالنا

إبحار

سوفت وير

هاكرز

رؤى

بصمة الخروج

 

خدمات الجزيرة

الإعلانات

الإشتراكات

الأرشيف

البحث

جوال الجزيرة

كتاب وأقلام

الطقس

للاتصال بنا

 

اصدارات الجزيرة