Telecom & Digital World Magazine Sunday11/03/2007 G Issue 199
إضاءة
الأحد 21 ,صفر 1428   العدد  199
 

بين الضرورة وسوء الاستخدام
وسائل الاتصال .. النور والنار!

 

 

* استطلاع سعيد الحسيني

مع انتشار تقنيات التواصل والمعلومات، أصبح احتياج المجتمعات لهذه التقنيات أمراً ملحاً، وذلك كي يُمكنها المشاركة في التواصل مع الآخرين والتعرّف على ما يحدث حول العالم (عبارة ردّدها معظم من تم استطلاع آرائهم في هذا التحقيق، وفي هذا السياق يرى البعض أن الإنترنت - مثلاً - أصبح مصدراً واسعاً وشاملاً للمعلومات التي تفيد الطلاب في دراستهم، فضلاً عن كونها سهلة الاستخدام مقارنة بغيرها من الوسائل الاتصالية الأخرى.

البعد عن العبث!

ينظر المهندس نبيل زين الدين إلى الستلايت والجوال والإنترنت على أنها من وسائل الاتصال وتبادل المعلومات الحديثة والأكثر تطوراً في العالم والجيدة أيضاً، ويضيف قائلاً: (هذا إذا استخدمت بالشكل الصحيح، فوسائل الاتصال هذه تختصر لك المسافات بين البلدان وتحول أوراق المجلدات الفخمة إلى مجموعة فولدرات يسهل عليك تصفحها، وبشكل عام فهي تحول العالم الى قرية صغيرة بين يديك).

أما عن سلبيات هذه الأجهزة الحديثة فيرى زين الدين أنها تعود إلى طبيعة الشخص المستخدم وغايته منها، وبالنسبة للستلايت فله فوائد كثيرة من وجهة نظر زين الدين مثل معرفة أخبار العالم وكذلك التعرّف إلى آخر الاكتشافات من خلال البرامج العلمية والفائدة الثقافية وغيرها .

وعن جهاز الجوال قال: (هناك فوائدة كثيرة له إذ يقرب البعيد عنا ويمكن الاتصال بأي شخص نريد أن نتكلم معه في أمور مفيدة..)

انخفاض التكلفة

ومن جهته يقول نايف الغامدي (مبرمج كومبيوتر): (إن اهتمام فئة المراهقين بالإنترنت يعود إلى انخفاض تكلفة سعر الساعة، بالإضافة لكونه مصدراً مهماً لإشباع رغباتهم وتمضية أوقات فراغهم بما ينفع أو بما لا ينفع حسب ذوق المراهق نفسه وتربيته).

أما باسل عبد الخالق (مهندس اتصالات) فهو يرى أن لهذه الأجهزة فوائد وسلبيات أيضاً؛ فالجوال والإنترنت والستلايت كلها أجهزة حديثة وجدت لفائدة الإنسان ولكن إذا أساء استخدامها انقلبت ضده وضد مجتمعه ويضيف: (بصورة عامة أنا أجد أن جهاز الجوال له فوائد كثيرة إذا ما استغل استغلالاً حسناً في السلوك والتصرف والرقي الحضاري وكذلك بالنسبة لبقية الأجهزة مثل الإنترنت والستالايت إذا ما تصرفنا معها بوعي ديني وأخلاقي وثقافي فإنها سوف تصب في خدمة الإنسان والمجتمع ككل).

فوائد كثيرة

بدوره اعتبر يوسف علي القرعاني (مندوب مبيعات) أن لهذه الأجهزة فوائد كثيرة وهي شيء جدي وضروري لنا، وأردف: (بالنسبة للجوال فإن الاستعمال غير الصحيح له هو أن بعض الفتيان والفتيات للاتصال بين بعضهم البعض دون علم الأهل أما بالنسبة للإنترنت فهو وسيلة حضارية يقوم بتوعية وتنوير الكثير من الناس بدون الحاجة إلى كلفة مادية كشراء الكتب أو التنقل من مكان إلى آخر وإلى المكتبات، لكن لا تخلو هذه الوسيلة من مساوئ، فهناك من يقوم بتسخيرها باتجاه معاكس خصوصاً الشباب المراهقين والذين لا يعون أهمية هذه الوسيلة إلا لغرض إشباع رغباتهم.

أما بالنسبة للساتلايت فهو لا يختلف كثيراً عن الإنترنت، إذ كلاهما يتقاربان من حيث أسلوب الاستعمال وهناك من يقوم باستخدام الستلايت لمتابعة أحداث العالم وما يدور بصورة تقرب له كل الأمور والثقافات السائدة في المجتمع وأيضاً متابعة البرامج الثقافية والترفيهية والعلمية التي من شأنها أن ترفع المستوى العلمي للفرد الناضج.

رسبت بسبب الشات!

نوف (16 عاماً) تعترف بأنها رسبت العام الماضي بسبب جلوسها لساعات متواصلة أمام شاشة الكومبيوتر داخل البيت وعدم حرصها على الدراسة في فترة الامتحانات بشكل جاد. وعند سؤالها عمَّا كانت تفعله وتطالعه خلال تلك الساعات قالت وبصراحة أنها كانت تدخل مواقع الدردشة العربية وتتعرَّف على مجموعة من الأصدقاء والصديقات من مختلف بلدان العالم، وتضيف: (نتبادل المعلومات عن بلداننا وهواياتنا والظروف التي نعيشها وأغلبهم يهتمون بي حين أقول إنني من السعودية فألقى ترحيباً بي من مختلف الأصدقاء). وتقول: (إن الفراغ الذي أعانيه أنا وصديقاتي جعلنا نتجه جميعاً نحو شاشات الكومبيوتر، فصديقاتها جميعاً يمضين ساعات طويلة في (الشات) لعدم المقدرة على الخروج من المنزل.

ولا يختلف الأمر كثيراً عند هدى (طالبة جامعية) التي تقضي وقتاً طويلاً خلف الشاشة تتصفح الإنترنت المنتشرة فتقول: (إن عالم الإنترنت وفرَّ لي وفتح أمامي آفاقاً واسعة من الأفكار والمعلومات الهائلة التي قد احتاج لإضافتها في رسالة الماجستير التي أعدها في التاريخ، وبصراحة كنت مشغولة تماماً قبل ذلك بكيفية توفير المصادر حتى جاءت رحمة الإنترنت. ولا يتوقف الأمر عند ذلك، بل إنها تمضي أوقاتاً أخرى على جوالها ترسل رسائل sms سواء إلى صديقاتها أو إلى القنوات الغنائية الفضائية.

سلبيّة ثورة الاتصالات!

وفي السياق نفسه تجدر الإشارة إلى دراسة حديثة أعدها الدكتور نورمان سارتوس رئيس الجمعية العالمية للطب النفسي التي تنبئ بأن ثورة التكنولوجيا الحديثة وثورة الاتصالات عامة وظهور الحاسوب والإنترنت والجوال والفيديو خاصة سوف تفرز أمراضاً نفسية عديدة منها الاكتئاب والقلق والاضطرابات العصبية وذلك لدورها في عزلة الإنسان وانطوائه وإنهاء علاقته وترابطه الأسرى.

وكذلك هذه المعلومات إذا أسيء استخدامها سوف تكون وبالاً على البشرية بانتشار الجريمة والعنف واضطرابات السلوك، ولكن يختلف الأمر إذا تم استخدام هذه الوسيلة في الدعوة ونشر الفضيلة والحث على الترابط الأسرى وتقليل الجريمة والناس عطشى للأخلاق والمثل والحياة الفاضلة والسعادة في الدنيا والإجابة المحيرة للموت والحياة بعد الموت. وهناك مواقع إسلامية لها خدمات مميّزة للزائرين.

وفي نهاية جولتنا في عالم الإنترنت المليء بالغرائب والجمال والحداثة في الأخبار والمعلومات أولاً بأول نلاحظ إقبال المراهقين والشباب على مواقع المحادثة والتسلية أما بقية الفئات فإنها سعيدة كونها واكبت التطور التكنولوجي الذي طرأ على حياتها بدخول عالم النت وهناك كبار السن الذين أخذوا بمواكبة العلم والتكنولوجيا رغبةً بألا يفوتهم شيء من التطور وأن لا يكون متداولاً بين الشباب فقط، فصحيح أننا نعيش نهضة حديثة وانفتاحاً في هذا الجانب التكنولوجي المعلوماتي من حياتنا إلا أننا بحاجة لدور أسري أكبر وأكثر فعالية في حياة الأبناء، يراقب ويحلّل ويحدّد تصرفات أبنائه ويوجههم نحو عالم أكثر فضيلة وأكثر علمية وعملية في التعامل مع التحضر والتطور.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة