Telecom & Digital World Magazine Sunday13/05/2007 G Issue 207
ريبورتاج
الأحد 26 ,ربيع الثاني 1428   العدد  207
 

منتديات الإنترنت..للتواصل المعلوماتي أم للإعلان؟!!

 

 
* القاهرة - تحقيق- أيمن حسين:

يعتبر الإنترنت أهم وأحدث طرق الاتصال وتبادل المعلومات حتى الآن ولكن بمجرد فتح صفحة على النت أو دخول موقع تفاجأ بكم هائل من الفلاشات الإعلانية التي قد تخطف بصرك، وعدد لا حصر له من الوصلات التي تقودك لآلاف المواقع الأخرى، وإعلانات ليس لها عدد سواء لمنتجات أو لمواقع أخرى حتى أنك تنسى المعلومة أو الهدف الذى فتحت الموقع من أجله ولا تتذكر شيئا سوى (أعلن هنا)، (أفضل مواقع الشات).

لعل رخص الإنترنت وسرعة انتشاره وضمان وصوله لأكبر عدد على مستوى العالم قد ساعد في انتشار هذه الظاهرة، كما ان انتشار المنتديات بالكم الهائل من زوارها ساعد في تفشي هذه الظاهرة، فما هي الأسباب وراء انتشار تلك الظاهرة؟ وما هو أصل المنتديات وكيف انتشرت؟ وهل مواقع المنتديات للتواصل المعلوماتي واكتشاف كل ما هو جديد ومفيد أم أنها مجرد أدوات إعلانية لا تهدف إلى المعلومة بقدر ما تهدف إلى الإعلان.. هذا ما حاولنا البحث عنه وإيجاد تفسير له.

(سمة لغوية)

أشار (ناجي علي) مدرس لغة عربية إلى قدم هذا المصطلح في اللغة العربية، فإذا أرجعنا الكلمة لجذورها الأصلية لوجدناها مشتقة من الندى وكما في القاموس المحيط (والنادي والندوة والمنتدى - هو مجلس القوم نهارًا أو المجلس ما داموا مجتمعين فيه)، واسم منتديات أي ملتقيات للفكر والروح والمنافسة تلتقي فيها العقول والأسئلة والناس لطرح المواضيع إما كتابة أو محادثة، و هو المكان الذي يجتمع فيه مجموعة من ذوي الشأن أو أصحاب الاختصاص لمناقشة موضوع معين، والتباحث فيه.

وأضاف : في عصر الجاهلية كان يجتمع القوم ويتسامرون في مكان ما كان يطلق عليه (منتدى)، وفي السنوات الأخيرة بدأت هذه الكلمة تنتشر بصورة كبيرة وتتداول بين مختلف الأوساط والفضل في هذا يعود لاستخدام الإنترنت الذى نشرها وكون عددا لا يحصى من المنتديات المتخصصة على الشبكة، لكنها حافظت على سمتها اللغوية وهي التخصص أو الاقتصار على فئات معينة سواء فئات عمرية، أو اجتماعية، أو مهنية، أو لها غرض معين مثل منتديات الزواج التي تضم من يبحثون عن الزواج، فكل منتدى له هدف وطموح يحاول الوصول إليه، لكن السمة الغالبة لكل هذه المنتديات أنها تجذب شريحة عمرية خطرة جداً وهى الشباب في فترة المراهقة، لأنها تعتبر سلاحا ذا حدين إما أن تساعد في انحرافهم لاهتمامهم بالمنتديات والمواقع الترفيهية فقط والتي لا تقدم معلومة مهمة أو مفيدة لهم، أو أنها تساعد في تقويم شخصياتهم في حال اهتمامهم بكل ما هو جديد وقيم ومتابعة المخترعات الجديدة ومسايرة التطورات التي تجرى يومياً على جميع الأصعدة حتى منتديات الحوارات يتم التعامل معها بصورة بناءة وجيدة تساعد الإنسان في رسم الخطوط العريضة لشخصيته واتساع مداركه.

واقترح ناجي علي منع المواقع والمنتديات من كتابة أى عبارات إعلانية أو الإعلان داخلها عن مواقع أخرى أو وصلات تجر الزائر لمجموعة من الأفكار الترفيهية والانحرافية التي تنسيه المادة التي كان يبحث عنها.

(فلاشات)

ومن ناحيته أشار (صلاح عبدالفضيل) مهندس تصميم مواقع اليكترونية لوجود بعض المنتديات التي تخدم فئات معينة مثل الأدباء، والكتاب، ورسامي الكاريكاتير، والمحامين، والمعلمين، وغيرهم كثير. وبعض هذه المواقع الإليكترونية عندما تطلب حجز مساحة لها على الإنترنت، فإنها تراعي أن تتسع المساحة لعدد كبير من (الفلاشات) لتسويق الإعلانات، بل حتى أنها قبل أن يظهر موقعها إلى الناس تقوم بعمل بعض الوصلات لمواقع أخرى بهدف الدعاية المتبادلة بينهما، والغريب أن نسبة عالية جداً من المواقع الجديدة تقوم بإنشاء منتديات للدردشة والحوار لاجتذاب عدد كبير من مستخدمي الإنترنت، لأنه كلما زاد عدد الزائرين للموقع كلما كان ذلك سنداً قوياً في جذب العميل للإعلان في موقعه، وبعضها يطلب من الزائر تسجيل بياناته مثل اسمه وعنوانه وبريده الإلكتروني أيضاً بهدف الإعلان لكي تقوم الشركات أو المنتدى بمراسلة الزائر عبر بريده الإلكتروني بكل ما هو جديد من منتجات تتوافق مع ميوله وهواياته.

وأكد أنه من الناحية الفنية فإن المواقع التي تعتمد على بث المعلومات وتقديم التواصل الإليكتروني فقط دون التركيز على الجانب الدعائي والإعلاني تحتاج لمساحات غالباً ما تكون أقل لأنها لا تحتاج للكمية الكبيرة من الروابط التي تطلبها المواقع الأخرى، فضلاً عن أن تنفيذها يكون بالنسبة لمصمم الموقع أسهل إلى حد ما.

(ترفيه)

أما (أحمد الشيمي) باحث بمركز دراسات عرب المستقبل فيقول :(إن كل فرد له ما يشده في الحياة، وما يستهويه على الانترنت، بحيث يرتاد المنتديات التي تتوافق مع رغباته.. وأنا دائم الزيارة لمنتديات المعلومات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والادارية، ولا أعبأ بما يتواجد عليها من إعلانات أو مواقع دعائية إلا التي تخدم عملى وترفع من مستوى قدراتي المهنية، وتفيدنى في عملي البحثي).

وشدد (الشيمي) على الاستفادة المثلى من التقنيات الحديثة التي أفرزها التقدم العلمي والتطور التكنولوجي، لأن العالم الآن أصبح منظومة واحدة تسير في اتجاه التقدم ومن أراد اللحاق بركب النمو فعليه أن يتعامل مع تقنيات العصر الحديث بصورة فعالة، لكن للأسف فإن أغلب الشباب العربي ما زال ينظر لهذه التقنيات على أنها وسيلة ترفيهية فقط للتحاور والدردشة بعيدأ عن المضمون الأبعد من كل هذه التقنيات وهو التطور والسير في اتجاه الارتقاء بمستوى الحياة البشرية.

وأكد على أهمية هذه المنتديات وما تقدمه من خدمات، فالطبيب يدخل منتدى الأطباء ليرى كل ما هو جديد من عقاقير وأجهزة تفيد في علاج المرضى، وترتقى بمستوى الأطباء وإذا كان بها مواقع للدردشة فيجب استغلالها بصورة طيبة بحيث يمكن أن يتم التشاور بين الأطباء بعضهم البعض عن حالات مرضية مستعصية أو بين من يعانون أمراض معينة وبين الأطباء، وهكذا المهندس والمحامي والفنان التشكيلي والباحث والصحفي والأديب والمدرس وغيرهم.

وبصفة عامة فالتواصل الإلكتروني له إيجابياته وسلبياته، ومن ايجابياته أنه يساهم في تطوير مستوى التفكير لدى الأفراد، وذلك باطلاعهم على المستجدات العالمية في جميع النواحي الاقتصادية، والسياسية، والعلمية، والفكرية، والأدبية، والدينية، والاجتماعية، والأسرية بجانب المساعدة على تكوين صداقات مع مختلف الشعوب واختصار مسافات الاتصال مع مختلف أنحاء العالم، كما أن بعض المنتديات تقدم الدورات والدروس المجانية لزوارها لإكسابهم مواهب جديدة، ولكن بعض المنتديات والمواقع تهتم بالنواحي الدعائية والإعلانية أكثر من اهتمامها بجانب التواصل المعلوماتي.

وقد أجرى أحد المنتديات استطلاعاً تبين منه أن أكثر المشاركين في المنتديات من الشباب بنسبة 62% لفئة السن من 16 إلى 25 عاماً في حين أن فئة السن من 46 إلى 55 لم تمثل سوى 1 % فقط، وأظهرت نتائج الاستطلاع أن أكثر الدول العربية مشاركة في المنتديات هي السعودية تليها الإمارات ثم مصر وأقل الدول مشاركة هي السودان، ويشارك رواد هذه المنتديات بنسبة 96% في أكثر من منتدى للمناقشة والتشاور في قضايا المجتمع التي جاءت في المرتبة الأولى من حيث الاهتمامات بنسبة 72% في حين أن الحاسب الآلي احتل المرتبة الأخيرة بنسبة 5%، وأظهر الاستطلاع أبرز سلبيات الحوار وهو التعصب الذي تقدم على كل العيوب والسلبيات الموجودة في أدب الحوار.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة