الأحد 24 ,صفر 1429

Sunday  02/03/2008

مجلة الاتصالات والعالم الرقمي العدد 245

Telecom & Digital World Magazine Issue 245

 
موقع الجزيرة بريدنا الإلكتروني الإعلانات أرشيف الصفحة الرئيسية

ريبورتاج

facebook
موقع (فيس بوك) بعيون شبابية

 

 

* إعداد : غادة إبراهيم

تشبه حياة (ماك زكربيرغ) مخترع موقع ال(الفيس بوك) قصة فيلم بدأ بطفل معجزة يخترع ظاهرة تكنولوجية أثناء دراسته في جامعة راقية، وهي هارفرد، ومن ثم يطلقها لتثير زوبعة من الاهتمام. ومع صعود نجمه يبدأ الطلاب البارزون بالتجول قرب غرفته في سكن الجامعة على أمل التعرف عليه شخصياً. وينتهي هذا الفصل بتركه للكلية ليعمل على تطوير اختراعه ويصبح السوبرمان الذي سيغير العالم.

وفعلاً ما بدا منذ ثلاث سنوات كمجرد موقع إنترنت اجتماعي يخص طلاب الجامعة أصبح الآن الوجهة المفضلة لما يربو عن الملايين من المشتركين. ويتلقى الموقع يومياً زيارات من أكثر نصف عدد مشتركيه. فبحسب شركة (كومسكور ميديا ميتريكس) التي تتعقب حركة شبكة الإنترنت فإن موقع (فيس بوك) هو سادس موقع استخداماً في الولايات المتحدة - وهذا يعني أن 1% من الوقت على الإنترنت تذهب لصالح موقع (فيس بوك).

وكان من الطبيعي أن يلفت النجاح السريع الذي حققه موقع (الفيس بوك) أنظار العاملين في صناعة المعلومات، فمن ناحية بات واضحاً أن سوق شبكات التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت ينمو بشكل هائل، ويسد احتياجاً مهماً لدى مستخدمي الإنترنت خاصة من صغار السن. وبالرغم من هستيريا الفيس بوك التي تجتاح الشباب حيث يصل عدد أعضائه خمسين مليوناً ويضم إليه يومياً المئات في مظاهرة كونية رافعين شعار (لا.. للحواجز.. لا.. للانغلاق) إلا أنه له بعض المحاذير والمخاطر. في هذا التحقيق نسلط الضوء على (فيس بوك) من خلال آراء الشباب حول هذه الظاهرة بين مؤيد ومعارض.

ترى (جمانة بخاري) طالبة جامعية أن الفيس بوك واحد من التطبيقات الجديدة للويب والتي لاقت رواجاً كبيراً بين الشباب في العالم أجمع، وبخاصة في بلادنا وفكرة هذا التطبيق بسيطة جداً وخلاقة جداً وهو ما يميز الجيل الثالث من الإنترنت الذي اتجه أكثر ليصبح شبكة اجتماعية فهو عبارة عن شبكة من العلاقات الاجتماعية التي تربط طلاب الجامعات في المقام الأول بعضهم ببعض وتتيح لهم مشاركة زملائهم وأصدقائهم، صورهم، أخبارهم، نشاطاتهم، وتبقيهم على اتصال حتى بعد التخرج. باختصار المشترك في هذا الموقع لديه ملف يتضمن صورته وأي معلومات أخرى ولديه (جدار وهمي) يكتب فيه ما يشاء بالإضافة إلى ألبوم صوره الشخصية وقائمة بأسماء الأصدقاء الذين يضيفونه أو يضيفهم؛ وبالتالي يستطيعون مشاهدة ملفك وكل ما تعرضه من مساحتك بل وقائمة أصدقائك بحسب ما تسمح لهم بالتحديد. وتضيف (جمانة) أن أهم ما يميز الموقع كما يقول منتجوه أنه يوفر درجة عالية من الخصوصية ويتيح للمشترك أن يتحكم بعرض ما يريد عن نفسه للآخرين أو حجبه بحيث لا يراه إلا هو فقط أو هو وأصدقاؤه أو هو والشبكات المشارك فيها. بالرغم من مميزات الموقع ترفض الاشتراك فيه لعدة أسباب، منها أن الموقع يتحول إلى إدمان يستنزف الوقت بشكل لا يصدق ويقوم بتشجيع بعض العادات السيئة كالفضول، مراقبة الآخرين، والتلصص على قوائم أصدقائهم والاطلاع على صورهم مع عدم الثقة بمستوى أمن الخدمات.

هستيريا تجتاح العالم!

وتقول (نورة الدراك) 20 عاماً: إن هستريا الفيس بوك تجتاح العالم؛ إذ إن الكثيرين أصيبوا بالدهشة والحماسة والفرح حين وجدوا أنفسهم يتواصلون مع أصدقاء أو زملاء أيام الطفولة والدراسة على نحو لم يكن متاحاً من قبل من صور مضحكة أو مخجلة، صوراً حزينة للأقارب وأخرى مفعمة بالسعادة، وصوراً تحت أسماء حقيقية وأخرى وهمية أو صوراً فردية وأخرى جماعية وصوراً من الحفلات الخاصة. والطريف في (الفيس بوك) قيام بعض المشاركين في الموقع بتكوين مجموعات لها على الإنترنت فهناك مجموعات لمحبي الفنانين والكتاب وبعض المجموعات التي تدافع عن بعض القضايا الدينية. والغريب أن بعض نجوم السينما الأمريكية اهتموا بعمل مساحة لهم على (الفيس بوك) لمعرفة أخبارهم وعرض صورهم.

غزو لعقول الشباب

في السياق نفسه تضيف (فاطمة الناصر) طالبة جامعية قائلة: (الفيس بوك FACE BOOK) موقع إنترنتي حديث يغزو عقول الشباب برز مؤخراً، يعتبر من الجيل الثالث لمواقع التعارف.. لتستطيع من خلاله تصميم صفحة خاصة بك تحوي كافة المعلومات عنك وتضع فيه صورك الخاصة ومقاطع الفيديو التي التقطتها بكاميرتك الرقمية أو هاتفك المتنقل ليشاهدها الملايين من زوار ومشتركي الموقع. لكن كالعادة اقتنص الشباب والفتيات الموقع لملء الفراغ وهدم الأسوار التي يعيشون داخلها في مجتمعهم خلف أسماء مستعارة وأصبحوا يتسارعون في نشر تفاصيل حياتهم (الدقيقة) بالكلمات الموثقة بالصور والفيديو ومشكلين مجموعات بأسماء يغلب الطرفة عليها ولأعضاء معينين يتم قبولهم من صاحب أو رئيس المجموعة وعن تجربتها مع الموقع، تقول (الناصر): لدي على موقع (الفيس بوك) صفحة خاصة أعتبرها شخصياً عالمي الآخر والذي أرتبط فيه مع الناس وأقضي فيه ساعات طويلة في البحث والتعارف والمنافسة مع المجموعات الأخرى فلدي مجموعة خاصة ننشر فيها آراءنا تجاه مشكلات نعانيها نحن الفتيات.

سر النجاح

وترى (إيلاف الشبيب) طالبة: أن ما يجذب مستخدمي الإنترنت لهذا الموقع السهولة والفكرة القائمة على طريقة الاشتراك بالموقع، فأنت لا بد أن تدعو أصدقاء وهم بالضرورة سيدعون أصدقاء آخرين ويمكنك وأنت جالس في عملك أن تتواصل مع الأصدقاء بشكل سريع، فأنت تستطيع معرفة ما يحبه صديق وما يكره ومن هم أصدقاؤه وما نوعية اهتماماته؟ بالإضافة إلى نشر الصور، وتضيف (الشبيب) أن السر في نجاح الموقع غاية التواصل حتى لو كان مجرد صرعة أو تواصل افتراضي زائف على حد تعبيرها. وتتابع قائلة: من مميزات الموقع أنه أصبح طريقة سهلة لمعرفة أخبار الناس.. من قابلوا؟ ما الرسائل التي أرسلوها؟ من كتب لديهم؟ فقد تحول الموقع إلى مجموعات من وكالات الأنباء الشخصية المترابطة لكل شخص، فأنت في النهاية لديك أخبار شخوص العالم العاديين ويتيح للفرد معلومات ربما لم يكن يعرفها عن أصدقائه من خلال متابعة أخبارهم من صفحاتهم دون التحدث إليهم هاتفياً.

وسيلة للدعاية

من جهة أخرى ترى (دلال الجدعاني) الفيس بوك تربة خصبة للدعاية، قائلة: هذا الموقع يصلح كمكان لعمل دعاية لأي فكرة جديدة عن طريق المجموعات والتناقش حولها أيضاً. وتتابع قائلة: (الفيس بوك) مكان مناسب لمتابعة صور الأصدقاء ومتابعة اختياراتهم لأشياء كثيرة، منها: الموسيقى، والأفلام، أصدقاؤهم الجدد والقدامى. لكن الأمتع أن تجد أشخاصاً لم ترهم منذ زمن طويل. وأجد في الموقع متعة أنه يقدمك للناس كما تريد وتبني فيه شخصيتك وتظهر اختياراتك. ولكن هناك كثيراً من المحاذير التي يجب وضعها في أذهان الشباب، حيث إن استعمال الإنترنت يكون في نطاق العمل وليس للتسلية وأن مثل هذه المواقع بالرغم من أنها تعتبر طفرة تكنولوجية فمن الوارد أن الأشخاص الذين تحاورهم غير حقيقيين والصور لم تكن خاصة بهم. وهي في النهاية كسر لأسوار الخصوصية التي يجب ألا يطلع عليها أحد حتى لو كان قريباً منك، فما هو الحال وهي تنشر على الملأ ولا تستطيع حجبها؟!.

وأخيراً تضيف (العنود صالح) قائلة: إن الفيس بوك أكثر جاذبية وأكثر خصوصية من المدونات فلا أحد يستطيع أن يرى صفحتك إلا بعد أن تضيفه كصديق إليك. لكن الخوف المتجدد لدينا نحن الشباب ما زال قائماً ألا وهو الأمن الشخصي فالعلاقات تتطور بشكل أسرع من سرعة تأمين البيانات وقد يسيء البعض استعمال بياناتك الشخصية أو صورك الخاصة في خطوة اعتبرها البعض انتهاكاً صريحاً للخصوصيات حيث ينضم إليه أكثر من مليون عضواً شهرياً في طرح المعلومات المتعلقة بأعضائه علناً على محركات البحث على الإنترنت.

صفحات صفراء

وبدورهم اعتبر خبراء تكنولوجيا المعلومات هذه الخطوة الجريئة أنها تحول (الفيس بوك) من شبكة اجتماعية خاصة إلى صفحات صفراء على الإنترنت، وقالوا: إن توافر مثل هذه الشبكة العملاقة وازدحامها بأكثر من 50 مليون مشترك مرشحين للزيادة بشكل هائل خلال فترة بسيطة، يجعل الإنسان يفكر في كيفية الاستفادة من هذا التجمع البشري الضخم وكيف يخدم دينه وأمته من خلال هذه الشبكات الاجتماعية؟ وأشاروا إلى أن الاستفادة تكمن في أمرين؛ الأول: هو تكوين علاقات اجتماعية مع أكبر عدد ممكن من المشتركين في الموقع وذلك من أجل توثيق التواصل والتعارف من أجل خدمة قضايا الأمة. الثاني: تكوين المجموعات البشرية التي يتيحها موقع الفيس بوك، وذلك من خلال إنشاء مجموعة جاهزة ودعوة الأصدقاء للاشتراك فيها. ويجب أن تخدم أهداف هذه المجموعات الأهداف العامة للأمة والشعوب.

ويرى المختصون والمعنون بمجال تكنولوجيا المعلومات أن موقع الفيس بوك، كغيره من المواقع العالمية تعرض لموجة من الانتقادات القوية من أكثر من جهة، سواء تقنية أو اجتماعية أو أكاديمية. النقد الأول والمهم الذي انتشر صداه في كل مكان يتمثل في قضية ملكية المعلومات التي تنشر على الفيس بوك، أهناك حقوق حماية لها أم أن هناك جهات يحق لها الاطلاع على هذه المعلومات؟! فقد ظهر أكثر من تقرير حول هذه القضية، وأوضح أن موقع الفيس بوك يتيح هذه المعلومات الهائلة عن الأفراد لجهات معينة حين الحاجة لها، مثل جهات أمنية أو دولية، ويتضح هذا الأمر من خلال الموافقة على شروط العضوية، حيث إن هناك شرطاً ينص على أن المشترك موافق على إتاحة هذه المعلومات لأي جهة قد تحتاجها. أضف إلى ذلك أن المعلومات المتاحة على صفحات الأعضاء تكون صيداً سهلاً وثميناً لأصحاب الأغراض السيئة من مجاميع أو أفراد يرقبون مثل هذه المعلومات لتحقيق أهدافهم السيئة. وهذا له تأثير في مجتمعنا العربي.

فمن المشاكل الأخرى التي تتولد عن استخدام الفيس بوك كمية الرسائل غير المرغوب فيها (سبام) بالإضافة إلى مشكلة خصوصية المعلومات، وأن هناك جهات أصبحت تبيع معلومات المشتركين لأطراف أخرى بغرض التربح المادي. كذلك التقارير عن بدء الفيس بوك بعمل نظام إعلاني على طريقة (جوجل) بحيث تظهر الإعلانات في صفحات الأعضاء ويتم استهداف صفحاتهم بطريقة مزعجة.

مع عدم إمكانية حذف المعلومات التي تضعها، وهذا يعني أن أي معلومات تنشرها على الموقع سوف تبقى في خزينته يستخدمها كيف يشاء، وهذا مثار جدل الآن بين التقنيين من أجل خلق بيئة يستطيع فيها المستخدم حذف ما يشاء من المعلومات التي ينشرها.

وأخيراً الوقت الكبير الضائع في استخدام الفيس البوك والبقاء فيه! حيث ذكرت تقارير أن الموظفين في أستراليا يستخدمون الموقع ساعة يومياً وهذا أدى إلى خسارة قدرها (6200 دولار) في السنة لكل موظف! ولك أن تنظر إلى النتيجة في شركات أو مؤسسات تعداد موظفيها يتجاوز ألف موظف أو أكثر.

يجدر بنا أن نشير إلى اتجاه الموقع إلى إصدار نسخ محلية منه بلغات مختلفة غير الإنجليزية مما كان له الأثر الأكبر في سرعة انتشار الموقع. وبالرغم احتلال موقع (ماي سبيس) المنافس للمركز السادس على قائمة المواقع الاجتماعية إلا أن الفيس بوك ما زال أكبر موقع اجتماعي ذا الشعبية الأكبر في الدول الناطقة بالإنجليزية، ومنها كندا وبريطانيا حد ما. ومع ذلك نجد أن ما يضعف فرص الفيس بوك للمحافظة على هذا النجاح في مواجهة شبكة (بيبو) الجديدة الاتهامات التي وجهت للموقع بأنه يخترق خصوصيات المستخدمين لأنه بدأ في طرح المعلومات المتعلقة بالأعضاء على محركات البحث على الإنترنت.

إن ظاهرة الشبكات الاجتماعية سوف تكون لها الكلمة في الفترة المقبلة بعد أن طغت على ظاهرة المنتديات والمدونات، حيث إنها توفر بيئة خصبة وكاملة أفضل من بيئات المنتديات الحوارية أو المدونات. لكنها في الأخير سوف تخبو كما خبت ظاهرة المنتديات، وسوف تكون الكلمة لاكتشاف جديد وثورة جديدة كما عودتنا التقنية السريعة!

كل شيء يظهر سريعاً ولكنه في الوقت نفسه يختفي سريعاً. إن ملامح وجه (ماك زوكربرج) تشبه إلى حد ما ملامح وجه (بيل جيتس) ولكن عليه فعل الكثير كي يقترب من نجاح جيتس فهل سيستطيع فعل ذلك؟!

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة

 

صفحات العدد

الأولى

اتصالات

أخبارهم

ألعاب

تكنولوجيا

مواهب

بانوراما

إضاءة

ريبورتاج

إصدارات

حكومة الكترونية

إبحار

سوفت وير

هاكرز

بصمة الخروج

 

خدمات الجزيرة

الإعلانات

الإشتراكات

الأرشيف

البحث

الجزيرة في موقعك

جوال الجزيرة

كتاب وأقلام

الطقس

للاتصال بنا

 

اصدارات الجزيرة