الأحد 6 ,جمادى الاولى 1429

Sunday  11/05/2008

مجلة الاتصالات والعالم الرقمي العدد 255

Telecom & Digital World Magazine Issue 255

 
موقع الجزيرة بريدنا الإلكتروني الإعلانات أرشيف الصفحة الرئيسية

مواهب

على أبواب حملة ترشيد الكهرباء.. اختراع جهاز يقلل الاستهلاك
عسيري: معاناتي الشخصية قادتني إلى ابتكار جهاز (المرشد)

 

 

* لقاء: بندر العتيبي*

عبد الله بن مفرح عسيري أحد أبناء الوطن الذين حباهم الله موهبة الابتكار والاختراع، يعمل بوظيفة مقدم بحري ركن حاصل على الماجستير في العلوم العسكرية بالإضافة للعديد من الدورات التخصصية والمتقدمة في اللغة والحاسب الآلي ولديه ابتكار متميز في مجال ترشيد استهلاك الكهرباء يوفر 25-30 % من قيمة الفاتورة أطلق على هذا الجهاز اسم (المرشّد).

التقيناه في هذا الحوار مسلطاً الضوء على اختراعه وفوائده، وقصته مع الابتكار والاختراع.

* هل لك أن تعطينا نبذة عن اختراعك؟

- الاختراع يتعلق بترشيد استهلاك الكهرباء من قبل المشتركين (قطاع الإسكان) وهو جهاز أسميته (المرشّد) الذي سيسهم - بإذن الله - في ترشيد الطاقة الكهربائية من قبل المشتركين.

* ما أهمية الجهاز؟

- يهدف الجهاز إلى تقديم آلية فعّالة - تفوق الطرق التقليديّة من ملصقات ومنشورات - لمساعدة المستهلك في ضبط استخدامه للكهرباء أولاً بأوّل وتنبيهه عند وصوله إلى أحمال الذروة بأخذ الخطوات العمليّة لتخفيف الأحمال الكهربائيّة.

* ما الذي دفعك للتفكير بهذا الاختراع؟

- الحقيقة أنني أتفق مع المثل القائل بأن الحاجة أم الاختراع، ففي السابق كنت أسكن في منزل تابع لجهة العمل ولم تكن هناك فاتورة للكهرباء حيث إن المساكن الحكومية يُدفع لها شهرياً مبالغ رمزية تستقطع من الراتب, لكن عندما انتقلت إلى سكن خاص أصبحت ملزماً بتسديد فواتير الكهرباء.. لكن مع مرور الوقت لاحظت ارتفاع قيمة الفاتورة وبخاصة في فصل الصيف وعندها أحسست بأنني أحتاج إلى جهاز تنبيهي يرشدني إلى كمية الكهرباء التي استهلكها ولقد تفاجأت بعدم وجود مثل هذا الجهاز في السوق الأمر الذي دفعني إلى ابتكار جهاز أسميته (المرشّد).

* مم يتكون جهاز المرشّد؟

- الجهاز يتكون من وحدتين متصلتين ببعضهما بأسلاك كهربائية:

1- وحدة الاستشعار بالتيار الكهربائي:

وتركب داخل صندوق التوزيع الكهربائي للشقة أو الدور الأرضي أو الدور العلوي للفلل، وتتألف هذه الوحدة من ثلاثة حساسات للتيار الكهربائي لاستشعار التيار.

2- وجهاز (المرشّد) الذي يركب خارج صندوق التوزيع الكهربائي في مكان يمكن سماع أو رؤية مؤشر نسبة التيار من خلاله.. وتتألف هذه الوحدة من منبه صوتي يصدر صوتاً في حالة زاد استهلاك عن 60% أو 70% أو 80%.. كما تحتوي وحدة العرض على مؤشر ضوئي يعرض نسبة التيار المستهلك من 10 إلى 90%.

* ما أهمية وفوائد اختراع جهاز ترشيد الاستهلاك الكهربائي؟

- تتمثَّل أهمية وفوائد جهاز ترشيد الاستهلاك الكهربائي في عدد من النقاط من بينها:

1- الجهاز مشروع وطني خالص حيث إن الفكرة والتصميم والتصنيع وطني 100%.

2- عجزت الكثير من الدول المتقدمة في التوصل إلى طريقة تحاكي فكرة الجهاز لتساعدها في توعية مواطنيها بالترشيد في استخدام الطاقة.

3- الجهاز فريد من نوعه وستكون له انعكاساته الإيجابية في تقويم السلوك الاقتصادي بشكل عام لجميع أفراد الأسرة.

4- الجهاز تعليمي حيث سيساعد جميع أفراد الأسرة في معرفة نسبة الاستهلاك من الكهرباء من خلال مراقبة المؤشر المخصص لذلك.

5- لأول مرة سيصبح المستهلك معنياً بطريقة مباشرة بالترشيد من خلال معرفته الآنية لنسبة استهلاكه للكهرباء من داخل منزله.

6- الجهاز يساعد - بإذن الله - في تخفيض قيمة الفاتورة للمستهلكين (25- 30%).

7- الجهاز صديق للبيئة من خلال ما يترتب على الترشيد في استهلاك الطاقة.

8- الجهاز سيحافظ على الموارد الاقتصادية للدولة حيث إن المخصص للوقود من قِبل شركة أرامكو للكهرباء يفوق (700) ألف برميل يومياً.

* كم من الوقت احتجته للانتهاء من هذا الاختراع؟

- حوالي ستة أشهر إلى أن أصبح بشكله النهائي.

* هل تمَّ عرض هذا الاختراع على القطاع الخاص؟

- بصراحة أجرت معي أكثر من شركة مفاوضات، وقد قمت بدراسة أفضلها من حيث العرض، وانتهيت إلى شركة كبرى متخصصة أبدت رغبتها في استثمار الابتكار وتصنيعه ومن ثم تسويقه.

* ما اللقاءات والبرامج التي شاركت بها؟

- بالفعل شاركت في معرض الابتكار الأول 2008 وهي المرة الأولى التي أشارك بها في تقديم هذا الاختراع، وهنا أشكر حكومتنا الرشيدة على هذا الاهتمام المميز وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين حيث إن توجيهاتهما - حفظهما الله - بهذا الخصوص تسهم في التحول إلى المجتمع المعرفي، وهذا فيه تقدير للمبتكرين والمخترعين ودعمهم.. ولعلي أشير إلى أن معظم الاختراعات التي تقدم من قبل أبناء هذه البلاد هي حلول لمعضلات نعايشها أي تنبع من بيئتنا المحلية.

* ما الصعوبات والعوائق التي ترى أنها تواجه المخترعين؟

- حتى أكون معك صريحاً ما زالت ثقافة تقبُّل الاختراعات بشكل عام تحتاج إلى مزيد من الوعي من قبل بعض مديري الإدارات والمؤسسات فعلى سبيل المثال الاختراع الذي قمت بعمله (المرشّد) أشادت به أرامكو وجامعة الملك سعود وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن وجامعة أم القرى ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية.. بل في البداية أحب أن أوضح لك أخي الكريم بأنني قد لقيت الدعم المادي والمعنوي من قبل سمو سيدي ولي العهد - حفظه الله - وسمو قائد القوات البحرية الفريق البحري فهد بن عبدالله آل سعود، وبعد أن انتهيت من جميع الأوراق الخاصة بتصميم وتنفيذ الجهاز حسب المواصفات التي تمت مع شركة الكهرباء قدمت هذا الاختراع إلى معالي وزير المياه والكهرباء منذ أكثر سبعة أشهر، ولم أتلق أي رد حتى الآن ولا أدري ما السبب في ذلك رغم أن الوزارة وشركة الكهرباء تستعدان الآن للقيام بحملة كبيرة مع بداية هذا الصيف للترشيد في استهلاك الطاقة الكهربائية.

* هل لديك مقترحات وحلول لتطوير عملية الاختراع بالمملكة؟

- لا بد من القيام والتحرك بالفعل نحو التطبيق العملي للابتكارات من خلال دعم وتصنيع أي اختراع أو ابتكار يعود بنفعه على الوطن وحتى أكون واضحاً ومنصفاً فليس كل اختراع أو ابتكار يتم دعمه ليُصنع، لذا فإنني أقترح على المسئولين والمعنيين في هذا المجال وبخاصة مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية أن يقوموا بتشكيل لجنة من أصحاب التخصصات الفنية والمعنيين في الجامعات العلمية والمراكز البحثية لتقوم بوضع الآلية المناسبة والجادة لدراسة أي ابتكار قد يكون له مردود اقتصادي أو نفعي للبلد، وعلى إثر ذلك تصدر التوصيات التي تدعو إلى تصنيع الجهاز من عدمه، وأنوه إلى أنني أتمنى أن يكون هناك دعم مادي ومعنوي مستمر للمبتكرين والمبتكرات حتى نشجع على نشر ثقافة الإبداع والابتكار بين أفراد مجتمعنا.

* كيف ترى دور الإعلام في دعم الاختراع والابتكار؟

- أتمنى أن تقوم الصحافة والإعلام بشكل عام بنشر وتشجيع جميع المبتكرين لكل الفئات العمرية ولكلا الجنسين، وأتمنى أن أرى برنامج (مخترع المليون) أسوة بشاعر المليون، فنحن في حاجة ماسة وبخاصة في هذه الأوقات إلى دعم وتشجيع كل ما يدعو إلى دفع عجلة التقدم والنماء لوطننا العزيز.

* كيف ترى الاهتمام بالمخترعين من قِبل مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين ؟

- لعل قيام المؤسسة بتنظيم معرض الابتكار السعودي الأول مؤخراً يكفي للإشارة بالجهود العظيمة التي قامت بها المؤسسة مشكورة.. لكننا نطمح أن يستمر تنظيم مثل هذه المعارض في السنوات القادمة على أن يتم تلافي السلبيات التي رافقت هذا المعرض والتي منها التوقيت غير المناسب بسبب تزامن فترة المعرض مع معرض الكتاب واحتفالات الجنادرية.

* ماذا عن مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في مجال براءات الاختراع؟

- المسئولون في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية لا يألون جهداً في تقديم كل ما يستطيعون.. ولعلي هنا أشكر صاحب السمو الأمير تركي بن سعود بن محمد نائب رئيس المدينة على تفاعله الدائم وتشجيعه لنا - وفقه الله -.

* هل من كلمة أخيرة؟

- أرغب في تقديم رسائل شكر لكل من وقف يساندني طيلة الفترة التي رافقت تصميم وتنفيذ هذا الابتكار وكذلك خلال مشاركتي في (معرض ابتكار) وهم: سمو سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام - حفظه الله ورعاه - على دعمه المستمر لنا المادي والمعنوي وكذلك صاحب السمو الفريق البحري فهد بن عبدالله بن محمد قائد القوات البحرية الملكية السعودية على توجيهاته السديدة وتشجيعه لنا بالمشاركة في معرض الابتكار السعودي الأول، والدكتور سعد الغوينم رئيس قسم الهندسة الكهربائية في جامعة الملك سعود والمهندس علي علوان مدير إدارة الترشيد بوزارة المياه والكهرباء، بالإضافة إلى الكثير ممن لا تحضرني أسماؤهم الآن الذين قدَّموا لي كل العون والنصح والتشجيع، وأخيراً وليس آخِراً أشكر جريدة الجزيرة على اهتمامها المتواصل ومشاركاتها الدائمة في كل ما يعود بالنفع على هذه البلاد في جميع المجالات عامة ومجالي الابتكار والإبداع بخاصة.

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة

 

صفحات العدد

الأولى

اتصالات

أخبارهم

ألعاب

تكنولوجيا

مواهب

بانوراما

إضاءة

ريبورتاج

إصدارات

حكومة الكترونية

إبحار

سوفت وير

هاكرز

بصمة الخروج

 

خدمات الجزيرة

الإعلانات

الإشتراكات

الأرشيف

البحث

الجزيرة في موقعك

جوال الجزيرة

كتاب وأقلام

الطقس

للاتصال بنا

 

اصدارات الجزيرة