الأحد 25 ,ذو القعدة 1429

Sunday  23/11/2008

مجلة الاتصالات والعالم الرقمي العدد 270

Telecom & Digital World Magazine Issue 270

 
موقع الجزيرة بريدنا الإلكتروني الإعلانات أرشيف الصفحة الرئيسية

مواهب

اختارته موسوعة (جينيس) ليكون أول ساعاتي معاق في العالم
مصري بلا ذراعين.. يعمل على أجهزة الكمبيوتر!!‏

 

 

القاهرة - أحمد خيري

صورة‏ ‏من‏ ‏صور‏ ‏تحدي‏ ‏الإعاقة‏ ‏يقدمها‏ ‏لنا‏ ‏رجب‏ عبدالمقصود 27 عاماً، ‏الذي حرم‏ ‏نعمة‏ ‏التمتع‏ ‏بيدين‏ ‏طبيعيتين‏، لكنه‏ ‏لم‏ ‏يستسلم‏ ‏للإحباط‏ ‏أو اليأس‏، ‏وجد‏ ‏في‏ ‏قدميه‏ بديلاً لليدين‏‏، ‏فعمد إلى تدريب‏ ‏نفسه‏ ‏والاستعانة‏ ‏بآخرين‏، ‏حتى‏ ‏غدا‏ ‏فنيا‏ ‏متميزا‏ في‏ إصلاح ‏الساعات‏ ‏الإلكترونية والكلاسيكية، ‏وامتدت‏ ‏إرادته‏ إلى ‏التدريب‏ ‏في‏ ‏مجال‏ ‏تجميع‏ أجهزة الكمبيوتر، ‏كما‏ ‏أصبح‏ ‏فنيا‏ ‏ماهرا‏ ‏في‏ ‏تصليح‏ ‏الساعات‏ ‏والأجهزة‏ ‏الإلكترونية‏ ‏الأخرى‏. وأتقن فك وصيانة أجهزة الكمبيوتر، ومؤخرا ابتكر أول دراجة نارية يقودها معاق بقدميه.. ‏وإليكم‏ ‏قصة‏ ‏التحدي‏ ‏من‏ ‏بدايتها، رغم‏ ‏ضيق‏ ‏الحال‏ ‏بإحدى‏ ‏الأسر‏ ‏البسيطة‏ ‏القاطنة‏ ‏في‏ ‏كفر‏ ‏حجازي ‏بمركز ‏إمبابة‏ ‏في محافظة‏ ‏الجيزة‏، ‏إلا‏ ‏أنها‏ استقبلت‏ ‏طفلها‏ ‏الخامس‏ ‏كعادة‏ ‏كل‏ ‏الأسر‏ ‏بفرحة‏ ‏وتهاني‏. ولكن‏ ‏سرعان‏ ‏ما‏ ‏تحولت‏ ‏تلك‏ ‏الفرحة إلى كابوس‏ ‏أخذ‏ ‏يطاردهم‏ ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏ظهرت‏ ‏بوادر‏ ‏عيوب‏ ‏خلقية‏ على ذراعي‏ ‏رجب‏ ‏وصلت‏ ‏بالطفل إلى مرحلة‏ ‏عدم‏ ‏استخدامهما‏ ‏بصورة‏ ‏طبيعية‏.‏

بدأت‏ ‏رحلة‏ ‏معاناة‏ ‏رجب‏ ‏وأسرته‏، ‏حينما‏ ‏اكتشفوا‏ ‏‏ضمور‏ ‏ذراعي‏ ‏طفلها‏، ‏وأخذت‏ أسرته ‏في‏ ‏البحث‏ ‏عن ‏طرق‏ ‏مختلفة‏ ‏لعلاجه‏، ‏حيث‏ ‏ركزوا‏ ‏في‏ ‏البداية‏ على الناحية‏ ‏الطبية‏ ‏بالمستشفيات‏ ‏الحكومية‏، ‏ولكن‏ ‏حال‏ ‏الطفل‏ ‏كان‏ ‏ينتقل‏ ‏من‏ ‏سيئ إلى أسوأ‏.. ‏حتى‏ ‏فقد‏ ‏رجب‏ ‏التحكم‏ ‏في‏ ‏حركة‏ ‏ذراعيه‏ ‏نهائيا‏، ‏الأمر‏ ‏الذي‏ ‏فجر‏ ‏في‏ ‏منزله‏ ‏مشكلة‏ أخرى تتعلق‏ ‏بالخوف‏ على مستقبله‏، ‏ومن‏ ‏ثم‏ ‏كان‏ ‏توجههم إلى إلحاقه‏ ‏بكتاب‏ ‏القرية‏ أمرا‏ ‏طبيعيا‏، حتى‏ ‏يتعلم‏ ‏القراءة‏ ‏والكتابة‏ ‏وحفظ‏ ‏القرآن‏ ‏الكريم‏، ‏ويتأهل‏ ‏في‏ ‏النهاية‏ شيخا‏، ‏يمكنه‏ ‏إنشاء‏ ‏كتاب‏ خاص‏ ‏به‏ ‏في‏ ‏القرية‏، ‏ولكن‏ ‏تلك‏ ‏الأمنية‏ ‏فشلت‏ ‏أيضاً‏، ‏ولم‏ ‏يستطع‏ ‏تعلم‏ ‏القرآن‏ ‏كاملا‏ً! ‏

و‏بدأت‏ ‏رحلة‏ ‏العلاج‏ ‏مرة‏ أخرى وانقطع‏ عن‏ ‏الكتاب‏ ‏رغما‏ً ‏عنه‏، ‏حيث‏ ‏كانت‏ ‏الشهور‏ ‏التي‏ ‏يقضيها‏ ‏بداخل‏ ‏المستشفي‏ ‏كفيلة‏ ‏بأن‏ ‏تنسيه‏ ‏ما‏ ‏حفظه‏ ‏من‏ ‏القرآن‏ ‏الكريم‏، ‏وبعد‏ ‏رحلة‏ ‏طويلة‏ ‏من‏ ‏المعاناة‏ ‏المعنوية‏ ‏والمادية‏ ‏للطفل‏ ‏وأسرته‏، ‏لم‏ ‏ينجح‏ ‏الأطباء‏ ‏إلا‏ ‏في‏ ‏إعطاء‏ ‏يديه‏ ‏نوعا‏ ‏من‏ ‏الحركة‏ ‏دون‏ ‏أن‏ ‏يتم‏ ‏علاج‏ ‏العيوب‏ ‏الخلقية‏ ‏بها‏ ‏والتي‏ ‏كانت‏ ‏تعيق‏ ‏استخدامه‏ ‏لها‏ ‏نهائيا‏ً.‏

استسلمت‏ ‏الأسرة‏ ‏لقدرها‏، ‏وبدأت‏ ‏تتعامل‏ ‏مع‏ ‏رجب‏ على أنه‏ ‏شخص‏ ‏ذو‏ ‏احتياجات‏ ‏خاصة‏ ‏في‏ ‏حاجة إلى المساعدة‏ ‏بصورة‏ ‏مستمرة‏، ‏لكن‏ ‏هذا‏ ‏الشاب‏ ‏فاجأ‏ ‏الجميع‏ ‏بإرادة‏ ‏لم‏ ‏تكن‏ ‏متوقعة‏ ‏وعزيمة‏ ‏لا‏ ‏تلين‏، ‏دفعته إلى إثبات‏ ‏ذاته‏ ‏ووجوده‏ ‏ولم‏ ‏تجعله‏ ‏يتجاوب‏ ‏مع‏ ‏أفكار‏ ‏أسرته‏ في‏ ‏البقاء‏ ‏بالمنزل‏، ‏وهو‏ ‏يري‏ ‏أخوته‏ ‏يذهبون إلى المدارس‏ ‏وساعده‏ ‏في‏ ‏ذلك‏ ‏حبه‏ ‏للإلكترونيات‏.‏

بدون‏ ‏علم‏ ‏من‏ ‏والديه‏ ‏اتجه‏ ‏رجب إلى تدريب‏ ‏قدميه‏ على طريقة‏ ‏التحكم‏ ‏الدقيق‏ ‏بالأدوات‏ ‏الصغيرة‏ ‏المستخدمة‏ ‏في‏ ‏فك‏ ‏الأجهزة‏ ‏الإلكترونية‏، ‏رغم‏ ‏أنه‏ ‏كان‏ ‏أمرا‏ً ‏شاقاً‏ ‏عليه‏، ‏واستغرقت‏ ‏تلك‏ ‏العملية‏ ‏شهورا‏ ‏طويلة‏ ‏تخللها‏ ‏تدريب‏ ‏متواصل‏ على كافة‏ ‏الأدوات‏ ‏البسيطة‏ ‏التي‏ ‏يمكنه‏ ‏استخدامها‏ ‏في‏ ‏فك‏ ‏الأجهزة‏ ‏الإلكترونية‏ ‏حتى‏ ‏أمكنه‏ ‏في‏ ‏النهاية‏ ‏الإمساك‏ ‏بها‏ ‏بشكل‏ ‏طبيعي‏ ‏باستخدام‏ ‏القدمين‏.‏

نجح رجب في العمل بمجال إصلاح أجهزة التلفزيون، وذاع صيته في القرية، ولكن بعد فترة اكتشف أنه في حاجة لمن يساعده في حمل تلك الأجهزة الثقيلة، فقرر الاتجاه لعمل جديد يستفيد فيه من خبرته التي اكتسبها في تصليح الأجهزة الإلكترونية، لذا لجأ إلى مهنة والده الذي كان يعمل (ساعاتي)، ومتخصص في إصلاح الساعات القديمة المتهالكة لأهل القرية، ومن ثم أراد أن يطور من نفسه ويرتقي للعمل في أنواع الساعات الإلكترونية.

مصاعب‏ ‏مع‏ ‏الناس

بعد وفاة والده‏ ‏حاول‏ ‏التدريب‏ في ‏بعض‏ ‏المحلات‏ ‏المتخصصة‏ ‏في‏ ‏تصليح‏ الساعات‏ الإلكترونية، ‏ولكن واجه‏ ‏الجميع‏ ‏بالرفض، فهذه المهنة تحتاج من الحرفي دقة في استخدام أطراف يديه، ورجب لا يملك إلا قدميه‏‏، وزاد بعضهم من القسوة بأن اتخذ‏وا ‏منه‏ ‏مادة‏ ‏طريفة‏ ‏للتسلية‏ ‏لكونه‏ ‏بلا‏ ‏يدين‏، ‏ويريد‏ ‏التدرب‏ على إصلاح‏ ‏الساعات‏، لذا‏ ‏لم‏ ‏يجد‏ ‏مفرا‏ ‏من‏ الاعتماد‏ على تعليم‏ ‏نفسه‏ ‏ذاتيا‏.

‏وقتها كان عمره لم يتعد خمسة عشر عاماً، فأتجه إلى الاعتماد على ذاته في التدريب، عبر فك‏ ‏إحدى‏ ‏الساعات‏ ‏القديمة‏ ‏الموجودة‏ ‏داخل‏ ‏منزله‏ ‏وقابلته‏ ‏صعوبات‏ ‏جمة‏ ‏في‏ ‏انتزاع‏ ‏و‏ ‏فك‏ ‏الغطاء‏ ‏الخلفي‏ ‏للساعة‏ ‏عن‏ ‏طريق‏ ‏قدميه‏، ‏ولكن‏ ‏عزيمته‏ ‏ظلت‏ ‏تدفعه إلى التدرب‏ على ذلك‏ ‏حتى‏ ‏أتقنها‏ ‏دون‏ ‏اللجوء إلى أحد‏ ‏الحرفيين‏ ‏لتعلمها‏ ‏من‏ ‏خلاله‏، ‏وبعدها‏ ‏اقتني‏ رجب‏ نوعا‏ ‏آخر‏ ‏من‏ ‏الساعات‏ ‏القديمة‏ وشرع‏ في‏ ‏فك‏ ‏مكوناتها‏ ‏الدقيقة‏ ‏ولكن‏ ‏واجهته‏ ‏صعوبة‏ ‏كبيرة‏ ‏في‏ ‏السيطرة‏ على فك‏ ‏تلك‏ ‏المكونات‏ ‏وتركيبها‏ ‏مرة‏ ‏أخري‏ ففشل‏ ‏مؤقتا‏ ‏وانتابته‏ ‏حالة‏ ‏من‏ ‏اليأس‏.‏

لكن‏ ‏روح‏ ‏التحدي‏ ‏التي‏ ‏كانت‏ ‏ملازمة‏ ‏له‏ ‏عادت‏ ‏لتدفعه‏ ‏لإعادة‏ ‏المحاولة‏ ‏وجعلته‏ ‏يقترض‏ ‏مبلغا‏ ‏من‏ ‏المال‏ لشراء‏ ‏إحدى‏ ‏الساعات‏ ‏ونجح‏ ‏في‏ ‏فكها إلى أجزائها‏ ‏الأولية‏ ‏وقام‏ ‏بتركيبها‏.‏

ساعدته في النجاح ذاكرته القوية، التي سخرها أثناء تردده على محلات الصيانة، حينما‏ ‏كانت‏ ‏تواجهه‏ ‏مشكلة‏ ‏يجهلها‏ ‏أو‏ ‏مكون‏ ‏من‏ ‏مكونات‏ ‏الساعات‏ ‏لا‏ ‏يعرفه‏،‏ ‏مدعيا‏ً ‏أن‏ ‏ساعته‏ ‏بها‏ ‏نفس‏ ‏العطل‏، حتى تحين اللحظة وتتحفز كل حواسه لمراقبة ‏الساعاتي‏ ‏بداية من‏ ‏فكه‏ ‏لغطاء ‏الساعة‏ ‏إلى مرحلة استخدام‏ ‏أجهزة‏ ‏القياس‏ ‏المختلفة‏ ‏في‏ ‏تحديد العطل وعمليات‏ ‏الإصلاح‏، ‏وبعد أن يدرك كل تلك الخطوات يسجلها في ذهنه، ‏ويذهب‏ ‏مسرعا إلى بيته‏ لكي‏ يدرب‏ ‏نفسه‏ ‏عليها‏ قبل نسيانها، ‏وبتلك‏ ‏الطريقة‏ ‏تمكن‏ ‏رجب‏ ‏من‏ ‏تدريب‏ ‏نفسه‏ على صيانة‏ ‏الساعات‏ ‏ذاتيا.‏

نجاحه ‏دفعة للتقدم إلى موسوعة (جينيس) للأرقام القياسية في العالم، وبعد اختبارات عديدة جاءته المفاجأة الكبرى باختياره ليكون أول ساعاتي معاق في العالم.. ‏فزاده‏ ‏ذلك‏ ‏ثقة‏ ‏بنفسه‏، دفعته ‏للتوسع‏ ‏والتنوع‏ ‏في خبراته الفنية، ‏بدأ‏ ‏يدرب‏ ‏نفسه‏ على فك‏ ‏الأجهزة‏ ‏الإلكترونية‏ ‏المتنوعة‏ ‏خاصة‏ ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏تزوج‏ ‏وأنجب‏ ‏طفلين‏، ‏ولم‏ ‏يعد‏ ‏عمله‏ ‏في‏ ‏تصليح‏ ‏الساعات‏ ‏داخل‏ ‏قريته‏ ‏موردا‏ ‏يتكفل‏ ‏بدفع‏ ‏مصاريف‏ ‏بيته‏ ‏وتربية‏ ‏أولاده‏.‏

من الساعات للكمبيوتر

عادت‏ ‏روح‏ ‏التحدي‏ ‏مرة‏ أخرى ورفض‏ ‏تقبل‏ ‏المساعدة‏ ‏بدافع‏ ‏الشفقة‏ ‏من‏ ‏الآخرين‏، ‏وبدأ‏ ‏البحث‏ ‏عن‏ ‏مجال‏ ‏جديد‏ ‏للعمل‏ ‏يرفع‏ ‏به‏ ‏موارده‏ ‏المالية‏، ‏وحينما‏ ‏سمع‏ ‏عن‏ ‏صيانة‏ ‏أجهزة‏ الكمبيوتر ‏‏وتجميعها‏، ‏ومدى الاستفادة‏ ‏التي‏ ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏يجنيها‏ ‏من‏ ‏وراء‏ ‏ذلك‏، ‏راح‏ ‏يتدرب‏ ‏من‏ ‏جديد‏ على تعلم‏ ‏طريقة‏ ‏تجميع‏ ‏وصيانة‏ ‏أجهزة الكمبيوتر‏، ‏وهنا‏ ‏اصطدم‏ ‏بمشكلة‏ ‏جديدة‏ ‏وهي‏ ‏عدم‏ ‏تعلمه‏ ‏اللغة‏ ‏الإنجليزية‏.‏ لم‏ ‏ييأس‏ ‏بل‏ ‏قام‏ ‏بشراء‏ ‏كمبيوتر‏ ‏بالتقسيط‏، ‏وأخذ‏ ‏يتدرب‏ ‏عليه‏ ‏عن‏ ‏طريق‏ ‏أحد‏ ‏الأشخاص‏ ‏القريبين‏ ‏منه، ‏وبعد‏ ‏ذلك‏ ‏تعرف‏ على بعض‏ ‏الأشخاص‏ ‏الذين‏ ‏يمتلكون‏ مركزا‏ ‏لتجميع‏ ‏أجهزة‏ ‏الكمبيوتر‏ ‏لصالح‏ ‏مشروع‏ ‏حاسب‏ ‏لكل‏ ‏بيت‏ التابع لوزارة الاتصالات، ‏وبدأ‏ ‏يتدرب‏ ‏لديهم‏ على مكونات‏ ‏الحاسب‏ ‏وطرق‏ ‏صيانته.

وبعد سماعة عن الفوائد التي يمكن أن يجنيها من خلال التسويق الإلكتروني، دفعه الطموح إلى تعلم القراءة والكتابة، والتعرف على‏ ‏الحروف‏ ‏الأجنبية‏ ‏المتواجدة‏ على لوحة‏ ‏مفاتيح‏ الأجهزة، ومن ثم الارتقاء إلى مرحلة التعامل مع‏ ‏أنظمة‏ ‏التشغيل‏ ‏المعربة‏ ‏حتى‏ ‏تمكن‏ ‏في‏ ‏النهاية‏ ‏من‏ ‏العمل‏ على جهاز الكمبيوتر‏ ‏عن‏ ‏طريق‏ ‏قدميه‏ ‏بصورة‏ ‏جيدة‏.. وبمساعدة من أصدقائه تمكن من تصميم وبناء موقع إلكتروني خاص، يتيح له عرض مواهبه المختلفة وتسويق الساعات القديمة ذات الأسعار المرتفعة.

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة

 

صفحات العدد

متابعة

سطح المكتب

اتصالات

أخبارهم

ألعاب

تكنولوجيا

مقابلات

مواهب

بانوراما

إضاءة

ريبورتاج

إصدارات

إبحار

سوفت وير

هاكرز

بصمة الخروج

 

خدمات الجزيرة

الإعلانات

الإشتراكات

الأرشيف

البحث

الجزيرة في موقعك

جوال الجزيرة

كتاب وأقلام

الطقس

للاتصال بنا

 

اصدارات الجزيرة