الأحد 17 ,صفر 1429

Sunday  24/02/2008

مجلة الاتصالات والعالم الرقمي العدد 244

Telecom & Digital World Magazine Issue 244

 
موقع الجزيرة بريدنا الإلكتروني الإعلانات أرشيف الصفحة الرئيسية

ريبورتاج

الدعوة إلى الله من خلال الإنترنت
الضوابط والمحاذير

 

 

ريبورتاج - غادة إبراهيم

نظراً لما تمتاز به شبكة الإنترنت من انتشارٍ واسعٍ، وقُدرةٍ على الوصول إلى الملايين في كل مكان على سطح الأرض، فإن الحاجة ماسةٌ للإفادة منها في الدعوة إلى الله تعالى على اعتبار أنها وسيلةٌ من الوسائل الحية في هذا العصر، وأنها تحظى بانتشارٍ كبيرٍ، وتفاعلٍ إيجابي من الملايين الذين يُقبلون عليها في أرجاء العالم. وليس هذا فحسب؛ فإن أعداء الإسلام قد تنبهوا إلى أهمية هذه الشبكة (الإنترنت) في نشر شُبهاتهم، وبث أباطيلهم، فاستغلوها استغلالاً واضحاً في غزوهم لنا فكرياً. مما لاشك فيه أن التقنيات الحديثة اليوم بلغت درجة كبيرة من التقدم، وهي تستخدم لأغراض متعددة سواء كانت تلك الأغراض مشروعة أو ممنوعة، وصار الكل يتفنن في عرض ما لديه سعياً للتأثير في الآخرين، ومن المجالات الطيبة التي استخدمت فيها تلك التقنيات الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، بهدف تذكير المؤمنين بدينهم، ودعوة غيرهم إلى الإيمان بالله - عز وجل -، اتباعا لأمره سبحانه: {ادْعُ إلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} (سورة النحل: 125)، وقوله سبحانه: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إلى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (فصلت: 33).

لهذا فإن الواجب يُحتم علينا أن نُضاعف اهتماماتنا بهذا الشأن، وأن نحاول اللحاق بالركب الحضاري في مجال التقنية الدعوية التي سبقنا إليه الكثيرون.

نسلط الضوء في هذا التحقيق على أهمية الدعوة إلى الله تعالى من خلال الإنترنت ضوابطها وكيفيتها وأهم المشكلات التي تعترض طريق الدعوة الإلكترونية، مع محاولة وضع أيدينا على بعض المقترحات لتفعيل الدعوة إلى الله على الإنترنت. إضافة إلى التعرف على الصعوبات والمعوقات التي تقابل الدعاة عند استخدام هذه التقنية.

تحدثت في البداية أستاذة الإعلام (حصة السعد) قائلة: إن استخدام التقنيات الحديثة في الدعوة إلى الله من الوسائل المستحدثة، فمن تلك التقنيات: الهاتف، الإنترنت، الإذاعة،التلفاز، القنوات الفضائية، الصحف والمجلات.

ومما لا يخفى على أحد أهمية هذه التقنيات، حيث إنها انتشرت انتشاراً واسعاً فقربت المسافات، ووفرت الجهود، وصار الداعية من خلالها يستطيع الوصول إلى شريحة كبيرة من الناس، إضافة إلى ذلك أنها تنقل الدعوة بطريقة جديدة وشيقة ومبتكرة.

فممارسة الدعوة إلى الله من خلال هذه التقنيات والإنترنت خاصة لا تحتاج لشهادات أو خبرات، فلقد تعلم الكثير من الدارسين للشريعة الإسلامية العديد من وسائل وأساليب استغلال هذه الشبكة في الدعوة إلى الله في زمن محدود، فخصوصية التعامل مع الشبكة في أناس متخصصين قد اضمحلت، لما تتمتع به هذه الشبكة من المرونة في التعامل معها.

فالإنترنت - مثلاً - في أحيان كثيرة ليست وسيلة احتكاك مباشر بالناس، وتضيف (السعد) قائلة: هذا الأمر يعطي قدراً كبيراً من المرونة للدعاة، فلك أن تتخيل كم من الناس سيستفيدون من موقعك الدعوي والمعلومات المتوافرة فيه، وهذا بالطبع أمر يختلف عن الشيخ الذي يجلس في المسجد ويعلم الناس، فإنه في حال عدم وجوده بأي حال من الأحوال تنقطع الاستفادة من علمه. أما عبر الإنترنت فالأمر سيكون اكثر دقة مع فرصة اكبر في البحث.

واجب ديني

وترى دكتورة الفقه الإسلامي (سلوى السالم) وجوب الدعوة التقنية قائلة: إن الدعوة إلى الله تعالى واجبٌ دينيٌ على كل مُسلم قادرٍ من أبناء الأُمة الإسلامية. ولما كان تبليغ الدعوة إلى الناس مما أخذ الله - عز وجل - عليه الميثاق من أهل العلم؛ فإن إيصال هذا الدين الحق إلى مشارق الأرض ومغاربها بواسطة هذه الشبكة العنكبوتية أمر مطلوبٌ، كما أن الدعوة إلى الله تعالى من خلال شبكة الإنترنت غير مكلفة مادياً إذ إن الإنترنت هو أرخص وسيلة للاتصال، والإعلان، والدعاية، والنشر؛ فلو قارنا بين إنشاء محطةٍ إذاعيةٍ أو تلفزيونية أو حتى إصدار جريدة أو مجلة للدعوة إلى الله. وإذا كان الأمر كذلك؛ فإن في هذا مدعاةً لاغتنام هذه الوسيلة الحديثة، وتكثيف الجهود الدعوية من خلالها قدر المُستطاع، ولا سيما أن كثيراً من الخدمات الإنترنتية التي تقدمها بعض الشركات العالمية في هذا الشأن أصبحت مجانية.

تصحيح للمفاهيم

وفي نفس السياق تضيف الأستاذة (هيا السريع) مديرة أحد مراكز تعليم الحاسب فتقول: إن في الدعوة إلى الله تعالى من خلال الإنترنت تصحيح لكثيرٍ من المفاهيم الخاطئة والمعلومات غير الصحيحة التي تنتشر بين كثيرٍ من الناس الذين لا يعرفون من الإسلام إلا ما تتحدث به بعض الفرق الضالة والجماعات المُنحرفة، إذ إن هناك مواقع مشبوهة ومُنحرفة كثيرة تدعو إلى الإسلام فهي بعيدةً كل البعد عن الدين الحق الذي جاء به إسلامنا الحق. ولما كان معظم مستخدمي شبكة الإنترنت من الطبقة المثقفة والفئة المتعلمة الواعية كأساتذة الجامعات، والطلاب، وكبار المسؤولين وغيرهم من الفئات التي يكون أفرادها من أصحاب التأثير الفاعل في مجتمعاتهم؛ فكان لا بد من استثمار هذه الوسيلة في الدعوة إلى الله تعالى للوصول إليهم من خلالها ودعوتهم إلى دين الله الحق. إضافة إلى أن شبكة الإنترنت وسيلةٌ دعويةٌ مُتاحة للجميع في أي وقتٍ من الأوقات؛ فهي غير مُحددةٍ بوقتٍ مُعينٍ أو زمنٍ مُحدد. كما أن هذه الوسيلة على الرغم من حداثتها واسعة وسريعة الانتشار، ويمكن من خلالها تبليغ الدعوة الصحيحة، ونشر تعاليم الدين الإسلامي الحنيف ومبادئه السمحة إلى الملايين من الناس في كل مكانٍ على سطح الأرض في زمنٍ قصيرٍ نسبياً؛ ولا سيما أن هذه الشبكة العنكبوتية جعلت من العالم قرية صغيرة.

خصائص متميزة

ويحث الأستاذ (عبد العزيز الوهيد) مؤسس أحد المواقع الإسلامية الدعاة قائلا: على الدعاة إلى الله - عز وجل - ألا يستهينوا بما جد من الوسائل والأساليب التقنية الحديثة التي يستخدمها الناس في مجالات الحياة المختلفة؛ بل إن عليهم أن يكونوا في طليعة المُنتفعين بها. وما دامت الدعوة فريضةً واجبةً فإن كل ما يُساعد على حُسن تبليغها يكون واجباً، إضافة إلى إقبال الناس المتزايد على استخدام هذه الشبكة، فقد أصبح الإنترنت اليوم مرجعًا لكل باحثٍ عن معلومةٍ معينة، وملاذًا لكل طالب علمٍ ديني أو دنيوي. وإذا كان من الصعوبة في ما مضى الحصول على معلوماتٍ صحيحةٍ وشاملةٍ عن الإسلام في كثيرٍ من بلدان العالم؛ فقد اختلف الوضع تمامًا في وقتنا الحاضر حيث أصبح دين الإسلام يصل بكل سهولةٍ ويُسرٍ إلى بيوتنا، وأماكن عملنا، ومدارسنا. ويؤكد (الوهيد) على سهولة استخدام هذه الوسيلة في الأغراض الدعوية؛ حيث يقول: إن ممارسة مهمة الدعوة إلى الله تعالى وتعلم أساليبها عبر شبكة الإنترنت سهلةٌ جداً، ولا تحتاج لكثير جهدٍ وطويل خبرة، ويمكن لمن يرغب في ذلك تعلُّم كيفية إنشاء الصفحات الخاصة بهذا الشأن، أو الدخول في حواراتٍ دعويةٍ مع الآخرين وهو أمر يمكن أن يتم في فترةٍ وجيزةٍ جداً؛ لذلك كله فإن استخدام هذه الشبكة في الدعوة إلى الله تعالى بات ضرورةً لازمةً للإفادة منها ومما تتميز به من خصائص وانتشار في تبليغ دين الله إلى الآخرين في كل مكان.

وسيلة مهمة

وأخيراً ترى (ريم التويجري) عضوة بأحد المواقع الإسلامية: انه ومع ظهور شبكة المعلومات العالمية (الإنترنت Internet) في عصرنا الحاضر كان لا بُد أن تصبح هذه الشبكة العنكبوتية المُذهلة واحدةً من أحدث وأهم وسائل الدعوة إلى الله تعالى لما لها من الأهمية والتأثير، ولما يترتب على تسخيرها في هذا المجال من النفع العظيم والخير العميم متى أُحسن استخدامها ولا سيما في هذا العصر الذي تطورت فيه العلوم التقنية تطوراً كبيراً مُذهلاً. فالإنترنت وسيلةٌ جديدةُ ينبغي استخدامها في إبلاغ الدعوة إلى الناس جميعاً بإنشاء المواقع، وتجهيز المادة العلمية، والاستعانة بأهل الفقه للدعوة، والعارفين بأسرار الشريعة، والقادرين على الرد على ما يوجه إليها من تساؤلاتٍ أو شبهات، ويُمثل استخدامها في الوفاء بحاجات الدعوة واحداً من التحديات التي يجب أن ينهض بها المسلمون، خاصةً وأن هذه الوسيلة ليست حكراً على أحد. فالإنترنت وسيلةٌ دعويةٌ حرة، يمكن للدعاة إلى الله تعالى من خلالها التواصل الدعوي المفتوح والمستمر مع أعدادٍ كبيرةٍ وأجناسٍ متنوعةٍ من البشر في شتى بقاع الأرض يبثون الخير في نفوسهم، ويحثونهم على التمسك بالفضائل، ويهدونهم إلى طريق الله المستقيم دون الخضوع لأي سياساتٍ، أو رغبات، أو أنظمةٍ، أو تعليمات. إن الإنترنت هي جهة الاتصال الوحيدة التي لا تتحكم فيها جهةٌ مُعينة تفرض عليها سياساتها. بل إن المُتحكم فيها هو من يستخدمها؛ فله أن يبث من خلالها ما شاء، ويستقبل ما يشاء دون رقيبٍ أو حسيب.

ويرى المختصون في مجال الدعوة الإلكترونية أن الدعوة إلى الله تعالى من خلال الإنترنت لها ضوابط ومعايير فهي سلاح ذو حدين:

فمما لا شك فيه أن من أهم وأبرز وأولويات التعامل مع شبكة الإنترنت في الدعوة إلى الله تعالى التأكيد على حُسن توظيفها في هذا الشأن العظيم، ومواكبة تطوراتها المُتسارعة، والعمل الجاد على استثمارها الإيجابي في هذا الشأن تبليغاً لهذا الدين، وإيصالاً لرسالته إلى الآخرين في كل مكان، ولا سيما وأن شبكة الإنترنت فيها عوامل الهدم وعوامل البناء، وأسباب الهداية ودواعي الإغواء؛ فكان لابُد من توافر بعض الضوابط التي لا بد من مراعاتها عند القيام بمهمة الدعوة إلى الله تعالى من خلال شبكة الإنترنت، إذ إن هناك بعض المفاهيم والآليات والمحددات والضوابط التي لا يمكن أن تنجح عملية تقديم هذه الدعوة إلى الله تعالى بدونها. ومنها إخلاص النية أثناء القيام بعملية الدعوة إلى الله تعالى، بعيداً عن الأغراض الشخصية والخلافات المذهبية والعقائدية، وخالياً من أي أهدافٍ أو غاياتٍ أخرى تُفسده وتؤثر على جديته واستمراريته.

مع الحرص أثناء القيام بمهمة الدعوة إلى الله تعالى على نفع الناس، والانطلاق في مهمة الدعوة إلى الله تعالى من منطلق أن دين الإسلام دينٌ مُسالم وشاملٌ ومُنفتحٌ على الآخرين، فهو غير رافضٍ للحضارة، أو المدنية.

مع التأكيد على توافر المعلومات الصحيحة والكافية عن دين الإسلام على هذه الشبكة؛ شريطة أن تكون صادرةً عن دعاةٍ موثوقين، أو مؤسساتٍ دعويةٍ موثوقة، إذ إن الحاجة ماسةٌ لأن تكون المعلومات عن الدين الإسلامي مُتيسرةً لكل من يطلبها أو يسأل عنها.

إضافة إلى الاهتمام بحُسن اختيار الدعاة إلى الله تعالى من المؤهلين علمياً ومعرفياً، وإعدادهم وتأهيلهم وتدريبهم لهذا الشأن؛ فالدعوة في هذا العصر في حاجةٍ ماسةٍ إلى الداعية المُخلص والمؤهل علمياً وتقنياً، بمعنى أن يكون مُلماً بالعلم الشرعي الصحيح، وأن يكون في الوقت نفسه قادراً على استخدام مختلف الوسائل الحديثة، والتعامل معها، وتوظيفها لخدمة الدعوة، وبذلك يمكن تبليغ الدعوة إلى الله تعالى وإيصالها إلى الآخرين في كل مكان بوسائل جذابة، وأساليب مُقنعة، وطرق مختلفة وخاصة استخدام البريد الإلكتروني(E-mail) .

أهمية المواقع الإسلامية

يقول الباحث الإسلامي في مجال التقنية الدعوية (عبد العزيز الشاهد): نظراً لأن مهمة الدعوة إلى الله تعالى من خلال الإنترنت تعتمد اعتماداً كبيراً على المواقع الدعوية الإسلامية. حيث تُشير بعض المراجع المتخصصة إلى أن بداية الدعوة إلى الله تعالى من خلال الإنترنت لم تبدأ إلا منذ زمنٍ قصيرٍ نسبياً، فالدعوة الإسلامية على الإنترنت بدأت في مطلع التسعينيات عن طريق جمعيات الطلبة المسلمين في الولايات المُتحدة الأمريكية، ومن ثم ظهرت المواقع الخاصة بالهيئات الإسلامية بعد ذلك.

وعلى الرغم من حداثة التجربة الدعوية في هذا الشأن؛ يتابع الشاهد، إلا أن هناك العديد من المُشكلات والمعوقات التي تعترض سير عملية الدعوة إلى الله تعالى من خلال المواقع الدعوية على شبكة الإنترنت، ومن هذه المشكلات والمعوقات: إن بعض المواقع التي يُطلق عليه (إسلامية) تُعتبر مواقع مشبوهة ومعادية للدين الإسلامي الحنيف؛ لأنها تخضع لإشراف بعض أصحاب المذاهب الضالة، أو العقائد المُنحرفة والباطلة، فتستغل هذه الوسيلة لتشويه صورة الإسلام، والتشكيك في بعض ثوابته، كما أن هناك مواقع أنشأتها جهات غير مسلمة لمحاربة الإسلام، فمن هنا فإن من الضرورة أن يتم تدارك الوضع القائم، والعمل الجاد على التصدي لتلك المواقع، والحرص على تصحيح أخطائها وانحرافاتها التي تضر كثيراً بهذا الجانب الدعوي.

ويضيف الشاهد قائلا: مع محدودية اللُغات المستخدمة في الدعوة إلى الله تعالى من خلال المواقع الدعوية الحالية على شبكة الإنترنت؛ حيث إن هذه اللُغات لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، فلا يكفي الاقتصار على اللغات المستخدمة عند المسلمين كالعربية والفارسية والأُردية، بل يجب أن يُضاف إليها اللغات العالمية الكبرى ولاسيما اللغة الإنجليزية التي هي أكبر اللغات استخداماً في شبكة الإنترنت وفي العالم. والعمل على تحري الدقة والموضوعية في نقل المعاني والأحكام والتشريعات والفتاوى وغيرها كاملةً وواضحةً.

ويستنكر (الشاهد) افتقار بعض المواقع للأداء الجيد قائلا: إن كثيراً من المواقع الدعوية الإسلامية الحالية تفتقر إلى توافر الإدارة العلمية الشرعية المُتمكنة، كما أنها قد تفتقر إلى الإشراف الفني المُتخصص؛ حيث جرت العادة أن يقوم بذلك أفرادٌ متطوعون، أو متعاونون محتسبون، وذلك مما يؤخذ على هذه المواقع، ويُضعف من قوتها، وقد يحول دون نجاحها واستمراريتها في أداء رسالتها لأنها بلا شك في حاجةٍ ماسةٍ إلى توافر كُل من: العلم الشرعي والمهارة التقنية اللازمة.

مشيرا إلى أن عرض الإسلام على الناس كافة أمر ليس باليسير؛ بل يتطلب قوة الطرح في المادة العلمية، فكل مادةٍ تُعرض من خلال هذه الشبكة العنكبوتية يعتريها الضعف يكون ضررها أكبر من نفعها.. كما يجب أن تُعرض في شكلٍ مُناسبٍ يكون جذابا، ولا شك أن كل هذا يتطلب استقطاب باحثين مُتميزين، وفنيين مهرة حتى تكون الصفحة مُلائمةً للحق الذي تنشره وصفائه وقوته. وهذا يفرض على المهتمين بالدعوة إلى الله تعالى من خلال الإنترنت أن يجتهدوا في هذا الجانب الذي له الكثير من الإيجابيات في هذا المجال الدعوي الهام.

وفي نفس السياق يقدم القائمون على مجال الدعوة الإلكترونية بعض المُقترحات لتفعيل مهمة الدعوة إلى الله تعالى من خلال الإنترنت:

لا شك أن واقع الحال يقتضي طرح بعض المقترحات التي يمكن من خلالها تفعيل مهمة الدعوة إلى الله تعالى من خلال الإنترنت ومنها: العمل الجاد على الإفادة من الخبرات والطاقات البشرية الإسلامية في هذا الميدان الدعوي، والحرص على دعوة العُلماء والدعاة والمُفكرين في هذا المجال للمشاركة الفاعلة والإيجابية في هذا الشأن إشرافاً، وطرحاً، وحواراً، ودعوةً، ورداً على الاستفسارات ونحو ذلك. مع مراعاة أن المُستهدفين من الدعوة إلى الله تعالى يختلفون في مدى تقبلهم لها باختلاف العوامل الاجتماعية والثقافية والسياسية والتعليمية والعُمرية؛ الأمر الذي يوجب على المُشتغلين بالدعوة إلى الله تعالى تفهم وإدراك تلك الفروق. إضافة إلى الحرص على أن تتولى بعض الجهات الرسمية المختصة تزويد الشبكة الإنترنتية بتغطيةٍ إخباريةٍ حيةٍ ومُستمرة لمختلف الأحداث والمناسبات والفعاليات المختلفة في العالم الإسلامي على مدار الساعة. ونشر بعض الأخبار والتقارير الصحافية المُعدة بعناية في القضايا الإسلامية المختلفة. والعمل على أن تكون الدعوة إلى الله تعالى بلغاتٍ مُختلفةٍ ولهجاتٍ متنوعة لضمان الوصول بهذه الرسالة العظيمة إلى أكبر عددٍ ممكن من مُستخدمي الإنترنت، مع ضرورة العمل على تأهيل وتدريب الدعاة إلى الله تعالى على استخدام الوسائل الحديثة في الدعوة ولاسيما الإنترنت ووسائله المختلفة. مع ضرورة مُشاركة الدول والحكومات الإسلامية، والمؤسسات الرسمية المؤهلة في العالمين العربي والإسلامي لخدمة مهمة الدعوة إلى الله تعالى من خلال الإنترنت، وتقديمها من خلال هذه الشبكة بصورةٍ علميةٍ مدروسة، حتى تكون هذه المشاركات قويةً وفاعلةً ومُحققةً للأهداف والغايات المنشودة. والحرص على تبادل مختلف الأفكار والتجارب والطرائق الدعوية عبر شبكة الإنترنت بين المهتمين في هذا الشأن، لما يترتب على ذلك من إمكانية التطوير، وزيادة الفعالية، وتفادي الأخطاء، ومعالجة نقاط الضعف.

أما أبرز وسائل الدعوة إلى الله تعالى من خلال شبكة الإنترنت فهي مُتعددة ومُتنوعة ومنها:

* إنشاء المواقع الدعوية الإسلامية (Site).

* استخدام البريد الإلكتروني(E-mail) .

* المُشاركة الفاعلة والإيجابية في ساحات ومُنتديات الحوار(Forums).

* الحوار عبر غرف الدردشة (Chat).

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة

 

صفحات العدد

اتصالات

أخبارهم

ألعاب

تكنولوجيا

مواهب

بانوراما

إضاءة

ريبورتاج

إصدارات

حكومة الكترونية

إبحار

سوفت وير

بصمة الخروج

 

خدمات الجزيرة

الإعلانات

الإشتراكات

الأرشيف

البحث

الجزيرة في موقعك

جوال الجزيرة

كتاب وأقلام

الطقس

للاتصال بنا

 

اصدارات الجزيرة