الأحد 7 ,محرم 1430

Sunday  04/01/2009

مجلة الاتصالات والعالم الرقمي العدد 273

Telecom & Digital World Magazine Issue 273

 
موقع الجزيرة بريدنا الإلكتروني الإعلانات أرشيف الصفحة الرئيسية

مواهب

حوَّل النخيل إلى خشب عالي الجودة
(العقل).. مخترع سعودي بمقاييس عالمية

إعداد - بندر العتيبي:

اسم جديد ينضم إلى قائمة الموهوبين والمخترعين بالمملكة الذين تستضيفهم مجلة (الاتصالات والعالم الرقمي) هو يزيد ابن أحمد العقل، من مواليد مدينه عنيزة بمنطقة القصيم، درس الهندسة الميكانيكية في جامعه أم القرى في مكة المكرمة ومن ثم درس إدارة الأعمال في مدينه جدة، حائز على المركز الأول في معرض الابتكار الأول في مدينه الرياض 2008 والميدالية الفضية في معرض جنيف الدولي للاختراعات 2008 عن اختراعه المتميز المتمثل في ألواح خشبية مصنعة من مواد بديلة.. التقيناه عبر هذه المساحة ليسلط الضوء على اختراعه وبداية موهبته ومشاريعه المستقبلية.

هل لك أن تحدثنا عن اختراعك؟

- الاختراع عبارة ألواح خشبية مصنعة من مواد بديلة وحرصت عن أن تكون هذه المواد محلية لكي تكون الجدوى الاقتصادية من هذا الاختراع مشجعة.

كيف كانت بداية فكرة الاختراع؟ وما هي مراحل تطورها؟

- بدأت الفكرة عندما علمت من أحد أساتذتي في جامعة أم القرى عن وجود مركز في مصر يهتم باستغلال الخامات المحلية ولكن بشكل بدائي جداً وبطريقة يدوية وصدمت لتواضع إمكانات المركز ومن هنا بدأت رحلة البحث الطويلة والمكلفة، أما عن مراحل تطور الفكرة فقد بدأت بإجراء التجارب البدائية في معمل الجامعة لحساب المحتوى الرطوبي وحساب معدل التبخر لعينات جريد النخيل السعودي وتحديداً من منطقه القصيم من مدينه عنيزة ومن ثم انتقلت إلى مخاطبه الشركات العالمية لإجراء التجارب المخبرية الدقيقة وفق أحدث المواصفات والمقاييس العالمية.

كثيرة هي المحطات التي يمر بها أي مخترع... ما التجارب التي مررت بها لعرض اختراعك؟

- مررت بتجربتين فالتجربة الأولى تمت في دوله السويد تحت ظروف قاسية من البرد القارص وفي أجواء مليئة بالثلوج والصقيع في مثل هذا الوقت من السنة، حيث تم شحن كميات كبيرة من جريد النخيل بالطائرة وذلك لضيق الوقت رغم التكاليف المرتفعة جداً لمثل هذه الشحنات وتم عمل التجارب في بيئة مصنعية بالكامل، حيث تم استئجار مصنع متكامل ذلك ببيعنا إنتاج المصنع طيلة فترة التجارب التي امتدت لثلاثة أيام متواصلة وذلك بوجودي ووجود مساعد لي والحمد لله تم الوصول لطريقة التصنيع المناسبة بعد محاولات كثيرة من الفشل وقد تجاوزت العينات المصنعة اشتراطات الاتحاد الأوربي الصارمة للمواصفات والمقاييس بنجاح وكذلك تجاوزت العينات في بعض المراحل نسبه 33% فوق الرقم المطلوب من قبل الاتحاد الأوربي وقد بلغت تكاليف التجارب في دولة السويد ما يزيد عن 150 ألف يورو.

التجربة الثانية

أما التجربة الثانية، فتمت في الصين وذلك للوصول للطريقة المثلى للتصنيع وذات التكلفة الأقل نسبياً مقارنة مع سابقتها وتم شحن ما يقارب 50 طناً من جريد النخيل لإجراء التجارب عليها وقد تم التفاوض مع شركة عملاقة لإجراء التجارب تمتلك أكثر من 400 مصنع في الصين وحدها وللاستفادة من تجاربها في هذا المجال وتوجهنا إلى الصين وتمت التجارب التصنيع الكامل في مدينه شمال شانغهاي وكانت النتائج مشجعة للغاية وتم إجراء الاختبارات على العينات المصنعة معهد الأبحاث الصيني القومي وتم تجاوز المتطلبات بنجاح وقد واجهتنا في هذه الرحلة مصاعب كثيرة، حيث تصادف وجودنا في إحدى المدن الصينية الداخلية مرور إعصار قوي وأثناء ذلك اضطررت للدخول لمستشفى القرية لتناولي طعاماً ملوثاً سبب لي تسمماً شديداً وقد تكلفت هذه التجارب ما يقارب الـ100 ألف دولار.

ماذا عن استخدامات الاختراع؟

- يمكن استخدام المنتج كبديل حقيقي في جميع المجالات المستخدم فيها الخشب العادي مثل الأثاث والديكور والمطابخ والعزل الحراري.

بماذا يتميز الاختراع؟ وما أهم هذه المميزات؟

- تتميز العينة المصنعة بأنها مقاومة للماء بدون إضافات مساعدة أما عن مواصفات العينية المصنعة الميكانيكية فهي جيدة من حيث المرونة والصلابة والكثافة أما عند إجراء اختبار الحريق للعينة المصنعة اتضح أنها تتفحم من دون وجود لألسنه اللهب.

بخصوص المميزات، فالحقيقة ما افتخر به فعلاً أن هذا الاختراع يغيّر الفكرة السائدة عالمياً عن صناعه الأخشاب المرتبطة دائماً باقتلاع وتدمير مساحات مهولة من الغابات والأشجار ولكن أقول (إنه في السابق إذا أردت استخدام الخشب فإنك ستقطع شجرة ولكن معنا فإنك ستزرع نخلة لكي تحصل على الخشب) وهذه كانت رسالتنا في معرض جنيف وقد لاقت قبولاً واستحساناً كبيرين.

ماذا عن مميزاته الاقتصادية والبيئية؟

- للاختراع ميزة فريدة وهي أنه ستصنع منتجاً أولياً أساسياً في كثير من الصناعات من مواد محلية 100% وهذا يعتبر إنجازاً بحد ذاته وأيضاً فإنه يعتبر إضافة حقيقة للاقتصاد المحلي، حيث إنه يحد من هجرة الأموال لخارج البلد وكذلك يوفر وظائف أساسية وموسمية للكثير من الشباب وكذلك زيادة مصادر الرزق للمزارع بسبب العادي المادي للجريد.

أما عن المميزات البيئية: فيساعد على زيادة الاهتمام بزراعة النخيل عن طريق العائد المادي للجريد و يقلل من المشاكل البيئية والحرائق الناتجة عن تراكم المخلفات لدى المزارع ويقلل وبشكل مباشر الآفات المنتشرة بين أشجار النخيل ومنها السوسة التي يتسبب تراكم المخلفات جوار النخلة في تكونها.

ما أبرز العوائق والصعوبات التي واجهتها شخصياً؟

- المشكلة الكبرى التي يواجهها أي مخترع هو الدعم المادي فمجموع ما صرف على هذا الاختراع يقارب الـ 3 ملايين ريال بدعم شخصي ومن الوالد حفظه الله لاقتناعه بجدوى الفكرة وبعد كل هذه التجارب توجهت إلى البنك الزراعي لعلاقته المباشرة بالنخيل والمواد الخام وتم تقديم الطلب من شهر يوليو عام 2005 وبعد مداولات كثيرة ودراسة للملف لأكثر من سنة ونصف تم طلب ضمان عقاري لتغطية القرض وتم تقديم العقارات المطلوبة وتم تقييمها بتشكيل لجان من المحكمة الكبرى والبنك الزراعي والإمارة وتمت تغطية القيمة المتفق عليها وتم رفض المشروع دون إبداء أي أسباب واضحة وكان هذا الرفض في بداية 2008 تخيل معي ما يقارب الثلاث السنوات وتقديم الضمانات وخروج اللجان وسفر متكرر للرياض وفي الأخير تم رفض المشروع لأسباب غير معلومة حتى هذه اللحظة.

ما أبرز العوائق والصعوبات التي وا ما المدة التي استغرقها ابتكارتك بشكل إجمالي بدءاً من الف فكرة وحتى الانتهاء من التنفيذ؟

استغرق حوالي سنتين والنصف وتكلف حوالي 3 ملايين ريال.

هل حصلت على براءة اختراع عن ابتكارك؟

- الآن جار تسجيل براءة الاختراع وأتمنى أن لا تأخذ وقتاً طويلاً.

ما المناسبات والفعاليات التي شاركت بها لعرض ابتكارك المتميز؟

- شاركت في معرض الابتكار الأول المقام في الرياض برعاية خادم الحرمين الشريفين الذي نظّمته مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة) بمشاركة شركة أرامكو السعودية، حيث حصلت على المركز الأول كما شاركت في معرض جنيف الدولي للاختراعات 2008 وحصلت على الميدالية الفضية.

ما الصعوبات التي يواجهها معظم المخترعين في السعودية؟

- أخي في الدول المتقدمة توجد بنود خاصة للتطوير والاختراع ولها ميزانيات مستقلة لا ينتظر عودة هذه الميزانيات آخر العام لأن أي بحث أو اختراع لا بد أن يمر بمراحل كثير قبل أن يكتب له النجاح وكذلك النتيجة العائدة من هذا الدعم تفوق بمراحل ما صُرف عليها لذلك تجد الحرص على التطوير والاختراع لديهم كبير جداً وأنا ولله الحمد والمنة لو لم تكن لدي القدرة المالية بعد توفيق الله على المواصلة لمرت هذه الفكرة مرور الكرام بمخيلتي ولم أُعرها أي اهتمام مثلها مثل الكثير من الأفكار التي لو ترجمت لأحدثت فرقاً واضحاً في حياتنا اليومية، أخي في مجتمعنا القدرات العقلية رائعة والواقع يثبت ذلك ولك أن ترى الشاب السعودي متى ما وفرت له البيئة المناسبة أبدع، أذكر أن الكثير ممن شارك في معرض الابتكار في الرياض أواخر شهر مارس من 2008 كانت حالتهم المادية صعبة وكانوا ينتظرون مكافأة المشاركة الـ5000 ريال بفارغ الصبر لتغطيه نفقات سفرهم إلى الرياض فكيف بإجراء تجارب تتكلف الكثير من المال؟!

ماذا تقترح بهذا الشأن؟

- إنشاء مراكز لدعم هذه المواهب بشكل عملي وأقصد بشكل عملي أن توفر ورش عمل لإجراء التجارب وعمل النماذج الأولية ويتم تدريس المبادئ العلمية الأساسية بشكل مبسط لإجراء تلك التجارب بعيداً عن البيروقراطية ورفع واستقبال الخطابات والتي تصيب الشخص بالإحباط بمجرد سماعه لسيرتها.

ما رأيك في جمعية للمخترعين السعوديين؟

- دور الجمعية مهم ويجب أن يفعل ولكن لا أعتقد أن يكون لها تأثير من دون أن تكون لها ميزانيات مستقلة تدار من قبل أشخاص عاشوا جو الاختراع ومتطلباته وبعيدة كل البعد عن البيروقراطية.

كيف ترى دعم القطاع الخاص لإبراز ابتكارات المخترعين في المملكة؟

- للأسف دعم القطاع الخاص يكاد يكون معدوماً حاله حال الجهات الحكومية وخصوصاً عندما يكون الاختراع في مراحله الأولى وهو أحوج ما يكون للدعم والمتابعة للأسف أصحاب القرار في القطاعين الخاص والعام لا يتفاعلون مطلقاً مع أي جديد وخصوصاً إن كان مقدمه ابن هذا الوطن أعلم أن هذا الكلام قاس ولكن هذه هي الحقيقة.

هل قدم الإعلام ما هو مطلوب منه تجاه المواهب والاختراعات؟

- للإعلام دور مهم وفعّال لإبراز كل ما هو جديد وله دور غير مباشر وعظيم وهو تحفيز كل من يطلع على هذه الوسيلة للعمل بجد ومثابرة لإنجاز منتج تقوم عليه الدول وتنشأ منه الاقتصادات وتستحدث له الوظائف ولكن أعتب عليه التقصير وأن كنتم في (الجزيرة) قد سلكتم مسلكاً آخر تشكرون عليه ولكن نتمنى أن يولي المخترعون والمتفوقون علمياً من الجنسين ربع ما يوليه للرياضة أو الفن علماً بأن مردود الأول المادي والمعنوي يفوق بمراحل الأنشطة الأخرى ولكل دور يؤديه.

كيف ترى دور مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع؟

- الحقيقة دور المؤسسة جيد وأنا شخصياً ممن استفادوا من خدماتها، حيث كان الترشيح لمعرض جنيف من قبلهم ولكن يبقى محدوداً لأن الرعاية والاهتمام يجب أن يكونا منذ بداية الفكرة وتوفير كافه المستلزمات حتى تترجم الفكرة على أرض الواقع وهذا يتم كما ذكرت بإنشاء ورش ومراكز في مختلف مناطق المملكة يستخدمها الشخص دون أي تعقيدات بالعكس من ذلك تماماً تقدم له يد العون وتوفر له كافة القطع والأجهزة التي قد يحتاجها لترجمة فكرته إلى واقع.

ما الخطط المستقبلية التي تنوي القيام بها بما يتعلق باختراعك؟

- سيتم بمشيئة الله إنشاء مصنع لتطبيق فكرة هذا الاختراع في مدينه عنيزة في منطقه القصيم على أرض مساحتها 108 آلاف متر مربع على الطريق الواقع بين مدينتي عنيزة والبدائع بتكلفه تقريبية 42 مليون ريال والله الموفق.

كلمة شكر وتقدير لمن توجهها؟

- أولاً إلى الله عزَّ وجلَّ أن وهبنا العقل الذي نفكر به فهو سبيلنا الوحيد للعيش ببساطة وسعادة، ثم ثانياً إلى والدي العزيز الذي لم يأل جهداً في دعم هذا الاختراع مادياً ومعنوياً، ثالثاً إلى مقام خادم الحرمين الشريفين على دعمه كافة الأنشطة والمراكز التي تهتم بالمبتكرين والمخترعين.

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة

 

صفحات العدد

سطح المكتب

اتصالات

أخبارهم

ألعاب

تكنولوجيا

مواهب

بانوراما

إضاءة

ريبورتاج

إبحار

هاكرز

بصمة الخروج

 

خدمات الجزيرة

الإعلانات

الإشتراكات

الأرشيف

البحث

جوال الجزيرة

كتاب وأقلام

المنتدي الهاتفي

الطقس

للاتصال بنا

 

اصدارات الجزيرة