الأحد 18 ,رمضان 1428

Sunday  30/09/2007

مجلة الاتصالات والعالم الرقمي العدد 227

Telecom & Digital World Magazine Issue 227

 
موقع الجزيرة بريدنا الإلكتروني الإعلانات أرشيف الصفحة الرئيسية

ريبورتاج

منتديات الإنترنت بعيون الاعلاميين

 

 

الشخص الذي أطلق على الإنترنت وصف (العالم الرقمي) لم يكن مبالغاً في الافتراض؛ فهو عالم حيّ يضم مجتمعات حقيقية موزعة في مناطق تأنس لها ويستطيب لها الوجود فيها، بل يمكن أن نلمس وجود مدن إلكترونية تتكلم بلغات مختلفة وتحمل فكراً مختلفاً وسياسات إدارية مختلفة وهي مجرد مواقع أسست على ما يتفق عليه الأعضاء والمشرفون. وما يؤكّد واقعية المجتمعات الإليكترونية هو أن الكثير من مرتادي مواقع (البطالة) مثلاً لا يوجد لديهم دوافع ترغبهم في زيارة مواقع (هوامير البورصة) رغم أن فرص التجوال الذهني أسرع وأقصر من الجسدي في هذا العالم. والأمر يسري على العديد من المجتمعات الرقمية التي تجمعها وحدة الأهداف والاهتمامات. وكذلك هو الحال مع موضوع تقريرنا هذا الذي يرصد المجتمع الإعلامي على الإنترنت.

(طوى - دار الندوة - شُعاع - جسد الثقافة - صُحف) أسماء ألّفها الكثير من الإعلاميين فإن لم يكن مشاركاً فقد كان قارئاً أو متابعاً عن بعد. هي أشبه بالمدن الرقمية التي يتنقل فيها الإعلاميون, منها ما هُجر ومنها ما أفل نجمه خلف جدار الحجب ومنها ما يجاهد الاثنتين ويحاول البقاء بشتى الطرق. ولكن لماذا كان هذا البزوغ ثم الانحسار أو السقوط المفاجئ لمعظم تلك المواقع؟ ولماذا كانت المواقع الإعلامية هي الأكثر إثارة للجدل دوماً والغضب أيضاً؟ وهل الإعلاميون قادرون على البقاء في أرض افتراضية واحدة لمدة طويلة بشكل إيجابي؟

المتتبع لطريق سير تلك المواقع يجد اهتمامها الواضح بحقوق الإعلاميين وعلو أصوات تطالب بحرية التعبير ورفض الإيقافات المفاجئة التي يتعرض لها الكتّاب والإعلاميون وهذا عامل مشترك لجميع المواقع الإعلامية، ولكن التفاوت يحضر عند انتقاد أخطاء الزملاء وطرح الآراء الفكرية فبعضها يسمح بالنقد المبالغ فيه الطاعن من الخلف لمصداقيتها والبعض الآخر يحاول السيطرة على حدة التجريح.

إقبال على المواقع

يقول الأستاذ يوسف البطاح مدير أحد المواقع الإلكترونية الإعلامية بأن إقبال الإعلاميين والإعلاميات كبير على المواقع التي تهتم بشأنهم العملي وبأنهم يشاركون بالموقع الذي يفي برغباتهم وطرق طرحهم فمن يبحث عن التشهير أو التزييف والإساءة.. يتجه لمواقع تهتم بهذا التوجه غير الإخلاقي.. ومن يهتم بالطرح الصحيح والحوارات الناجحة والمثمرة.. يتجه لمواقع تنتهج نفس سياسة موقعنا صحف ويؤكّد أن درجة التفاعل تختلف من شخص لآخر بحسب حجم الحرية الممنوح بتلك المواقع مردفاً (فصحف) مثلاً اختارت شعارها منذ البداية (حرية بلا حدود.. ولكن حريتك تقف عند حدود الآخرين).. وفي مجمل المواقع ونظرة الإعلاميين لها.. تعتبر تلك المواقع ديوانيات خاصة بفئة مهنية معينة.. يتبادلون فيها الحديث والخبرات والطرح والنقاش كل حسب قدرته.. مع إبقاء طابع الاحترام للطرف المقابل وبحدود الأدب..

التواصل الرقمي

ولم يخالفه الأستاذ مبارك الفاضل الرأي حول الإقبال الإعلامي فهو يرى بأن التواصل الرقمي ممتاز جداً وحل لكثير من الإشكاليات التي كان يتعرض لها الإعلاميون. وعن استمرارية المتابعة أكّد الفاضل الذي يحمل خبرة تجاوزت الـ 26 عاماً في العمل الصحفي قضى معظمها في صحيفتي الجزيرة والمسائية بأنه متابع لموقع جسد الثقافة ومنتدى صحف ومواقع أخرى لديها أقسام إعلامية ومواقع غير عربية، مستطرداً (هذه المواقع أضافت الكثير, ويكفي فقط حتى الاطلاع، كيف لا وهناك مشاركات.

كذلك كانت نظرة الأستاذ هاني نقشبندي الذي قال إن أي نوع من التواصل هو مطلوب في حد ذاته. وأضاف نقشبندي الإعلامي الذي تولى رئاسة تحرير مجلتي (المجلة) و(سيدتي) وقيادتهما في وقت مضى: (نحن اليوم نعيش في عزلة داخلية, وفي حاجة ماسة إلى كسر هذه العزلة, بأي وسيلة سواء عبر اللقاءات الشخصية, أو في أضعف الإيمان التواصل الرقمي الذي قد يكون الأسهل, وإن كنت لا أراه الأفضل، مبيّناً أن (سوء تنظيم) وقته الخاص كان سبباً في عدم متابعته المتواصلة لتلك المنتديات الأمر الذي فرض محدودية إضافاته لها.

إلا أن الصحفي محمد الجمعي له رأي آخر، إذ قال: (مهما كان هذا التواصل جيداً في نظر البعض، أعتقد أنه لم يرق بعد للمستوى المطلوب، خصوصاً ونحن نتحدث عن المنتديات الإعلامية المختصة). وفيما يتعلق بالمتابعة أوضح الجمعي أنه لم يوفق في إيجاد منتدى إعلامي (بمعنى الكلمة) وأن وجوده في تلك المنتديات ليس إلا (تطفلاً) يجريه بين حين وآخر.

صوت المرأة

ويأتي صوت المرأة داعماً لمثل هذا التواصل، فالصحفية سعاد الأسمري تؤمن بأن التواصل (محدود في ظل عدم وجود قنوات أخرى تجمع الإعلاميين، لتبادل الخبرات وقراءة المستجدات على الساحة المهنية). وتؤكّد الأسمري - التي خاضت التجربة الإعلامية في عدد من الصحف السعودية - أن هناك إضافة استفادتها من متابعتها لتلك المواقع وهي (التعرّف على أخبار الوسط الإعلامي, وأخذ العبرة من أخطاء الآخرين والتي تنشرها المواقع بدون تردد كالسرقات والزلل في الصياغة).

أما عمر العقيلي الإعلامي والطالب في جامعة فرجينيا كومينويلث فقد وصف هذا النوع من التواصل بأنه فكرة جيدة، وناجحة حتى الآن، متابعاً حديثه بالقول: (حتى أنها أصبحت ضغط على بعض المسؤولين في الوسائل الإعلامية لمحاولة تجنب ما قد يكتب عنهم في هذه المنتديات). ولم ينف العقيلي الإضافة التي اكتسبها موضحاً أن أهمها هي (التواصل مع الصحافيين من كافة الصحف).

الجرأة والحرية

لقد اتفق معظم الصحفيين على أن (الجرأة) و(الحرية) كانتا الميزتين الأكثر جاذبية في تلك المواقع تليهما فرصة (التعرّف) على زملاء المهنة. وحول ذلك يقول أحد الإعلاميين: (ما يميز المنتديات حرية أوسع وتجد التفاعل أسرع مع ما تكتب وطرح برؤية مختلفة لكل مشارك في الرد عليك أو الحوار معك). ويتابع: (جذب اهتمامي وجود بعض الأقلام التي أميل لها. كما أن تصميم الموقع وعدد مرتادية أيضاً له دور في جذب الاهتمام).

وفي ذات الشأن كان للإعلامي محمد الحيدر رأي مشابه، إذ قال: (ما جذبني هو الحرية في إبداء الرأي وطرحه أمام الإعلاميين، سواء كان منتدى إعلامياً أو غير إعلامي.. الأهم هو وجود هامش الحرية في الكتابة)، موضحاً أن ميزة المنتديات الإعلامية تكمن في المساحة المتاحة دون وجود (الرقيب).

أما بالنسبة لنقطة الجذب التي شجعت الصحفي الجمعي على التفاعل في تلك المواقع فقد كانت تتمحور حول الأمل الذي يسعى الصحفيون خلفه وهو (منتدى إعلامي حقيقي)، مؤكّداً بتفاؤل بأنه سيستمر في المحاولة إلى أن يكتب له التوفيق في ذلك، مشيراً إلى أن مشاركة غير الإعلاميين في تلك المنتديات يميزها ويعيبها في آن واحد ويعلّل ذلك بقوله: (وهذا الأمر بقدر ما يتيح للمرء الاطلاع على أفكار القارئ العادي، يمحو كذلك صبغة الاختصاص بالنسبة للمنتدى).

من جانبها أكّدت الأستاذة سعاد الأسمري أن الفائدة الأولى من المنتديات هي (التعرّف على زملاء المهنة من الإعلاميين إضافة إلى بعض الخبرات التي تعرّض من فترة لأخرى) ملخصة ميزتها في أنها تعطي جرعات زائدة من الجرأة والصراحة وتناقش هموم ومشاكل الصحافيين التي لا تتطرق إليها الوسائل الإعلامية الأخرى. ولم يخفِ الإعلامي العقيلي قلقه حيال سقف الحرية الممنوح، إذ اختزل جميع ميزات المنتديات الإعلامية في كلمة واحدة وهي (الحرية). ثم أوضح لنا عناصر الجذب في تلك المواقع متمثلة في تبادل الأفكار وبحث المشاكل التي تواجه الصحفيين السعوديين. وقد كان الصحفي هاني نقشبندي أكثر عمقاً في تفسير موقف الإعلاميين من منتدياتهم، إذ أفادنا بقوله: (مشكلة المنتديات الرقمية أنها تعتمد في صناعة الخبر أو المعلومة على الإشاعة في كثير من الأحيان, وبالتالي تقديم معلومات تضر المجتمع والقارئ أكثر مما تفيده بكثير. من هنا يرى البعض أن هذه المنتديات أكثر جرأة, وهي كذلك بالفعل, بل أتمنى أن تكون كذلك لكن مع الحرص على المصداقية).

وهنا تكون وجهة نظر الأستاذ البطاح مطلوبة خصوصاً بعد نجاح الموقع في اجتذاب عدد من القيادات الإعلامية ليس لأجل القراءة فقط، بل للمشاركة بالاسم الصريح في خطوة غير معتادة في الوسط الإعلامي السعودي, يقول البطاح: (لست بحاجة لأن تقنع الآخرين بأنك تسعى للأفضل أو التميز في عمل ما.. فقدرتك على إيصال هذا العمل هو طريق الإقناع الأولي.. وهذا ما ميّز صحف منذ البداية.. فكانت انطلاقة جيدة.. كونا من خلالها قاعدة أساسية مهتمة بالإعلام.. بالإضافة إلى وجود أسماء صريحة منذ التأسيس ما جعل تلك الأسماء مشجعة للبقية عند التسجيل.. أما بخصوص رؤساء التحرير فهم وجدوا الموقع المناسب لمشاركتهم بأسمائهم الحقيقية.. وتعودوا على الحوارات ولكن بطريقة صحيحة.. بالإضافة إلى الاحترام المتبادل وخبرة القائمين على الموقع بإدارة الحوارات.. جعل الموافقة حتمية من تلك الأسماء الكبيرة من ضيوف (صحف) الكرام.. وهذا بحجم ما منحنا من ثقة كبيرة بأساتذة كبار.. إلا أنه حملنا أيضاً أمانة ومسؤولية أكبر.. بوجود أسمائهم بين أسماء إخوانهم وأخواتهم الأعضاء الآخرين.. وأشعرنا بالتميّز عن غيرنا), وعن المواضيع التي تشد الإعلاميين أخبرنا الأستاذ يوسف بأنها تلك التي تمس تخصصاتهم الدقيقة في الجهة التي يعملون بها في المقام الأول تليها في الاهتمام ما يخص زملاءهم الإعلاميين عطفاً على الأخبار الخاصة والحصرية ويأتي (فوق) كل ما سبق بحسب وصفه (مسار الاحترام مع الحرية المتاحة بالموقع).

مواطن النقص

عندما تطرقنا إلى الاستفسار عن مواطن النقص التي تعتري المواقع المعنية بشؤون الإعلاميين أخبرتنا الزميلة الأسمري بأن توفير معلومات تنمي وتطور الصحفي هو ما تفتقده تلك المواقع حالياً مواصلة حديثها بنثر تجربة خاصة تقول فيها: (كنت قد تبنيت مسابقة صحفية على أحد المواقع استمرت أكثر من شهرين لكنها أثارت سخط البعض لأنهم لا يتقبلون انتقاد أعمالهم، وتأثرت كثيراً من الردود والتهجم على شخصي دون اعتبار لجهودي في طرح فكرة جديدة لذلك فضّلت الابتعاد والعزوف عن المنتديات المحلية. أما المواقع الدولية فهي تطرح أكثر من مجال للتطوير والتدريب والفرص الوظيفية وكذلك تتيح لك تكوين قاعدة من العلاقات المهنية الرفيعة المستوى). ويرى الحيدر - أن الكثير من المواقع الإعلامية فيها نوع من (التعصب المهني أوالتعصب لجهة ما) وأن من الأنسب (إزالة العصبية والانتماء). كما أوضح الجمعي الظرف الذي يكفل استمرارية حضوره وذلك في حال وجود منتدى إعلامي (حقيقي) يجذب الإعلاميين من الوطن العربي كافة ويقول: (قد نجد يوماً منتدى إعلامي عربي ذا صبغة عالمية يحقق مفهوم التواصل الرقمي للإعلامين ويجمع داخل أروقته الزملاء من العرب وغيرهم). وعزا الأستاذ نقشبندي محدودية مشاركاته في تلك المواقع إلى الفوضوية الشخصية وعدم القدرة على تنظيم وقته، متمنياً أن تكون مشاركات الجميع (دافعاً للارتقاء بتفكير الآخرين, وعدم التلاعب بمعلومات من أجل لفت الانتباه أوالتضليل). فيما أكد البطاح أن السبب الرئيسي الذي يمنع بقية الإعلاميين من المشاركة في هكذا مواقع هو في الواقع (عدم معرفتهم بالإنترنت وآلية عمله!! (ضارباً المثل في أحد خريجي قسم الإعلام الذي طلب منه إرشاده إلى كيفية التسجيل والمشاركة عبر الإنترنت مضيفاً: (بعد مكافحة الأمية قراءة وكتابة.. سيأتي مشروع مكافحة الأمية الحاسوبي). وتابع بسرد الأسباب ليقول: (كما يمنعهم من المشاركة ما تتناقله الصحف ونظرة المجتمع لسوء بالمنتديات.. حتى إن بعضهم يشعر بأن الإنترنت حرية كاملة تتيح له عمل وطرح ما يشاء في أي وقت يشاء دون حسيب أو رقيب!! وهذا غير صحيح.. فقانون مكافحة الجرائم المعلوماتية أتى تصحيحاً للوضع الراهن بالمنتديات وطرق استخدامها واستغلالها بشكل مضمون وصريح). وعن المتطلبات التي تكفل تغيير هذه الصورة الملوثة عن الإنترنت أجابنا بأن المنتديات ليست إلا (مرآة للمسؤول وبلغة العامة)، رامياً بالكرة إلى ملعب المسؤولين بقوله: (فليس كل ما يطرح سيئ.. ويستطيع المسؤول بحجم موقعه وخبرته التمييز بين موقع وآخر وكيف يستفيد من المنتديات لصالح تطوير جهته أو البحث عن القصور ومعالجته بتلك الجهة).

أما الإعلامي العقيلي المتخصص في القانون الجنائي فقد اختار أقصر الطرق لتبرير قلة نشاطه في المواقع الإعلامية حين قال: (لست عازفاً عن المنتديات، ولو كنت، فسيكون لسبب واحد فقط، أن أخشى أن يقوم مديري بفصلي من الجريدة في حالة كتابتي شيئاً ما قد لا يعجبه)!

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة

 

صفحات العدد

أخبارهم

ألعاب

تكنولوجيا

عروض

بانوراما

إضاءة

ريبورتاج

إصدارات

أسواق

جوالنا

إبحار

سوفت وير

رؤى

بصمة الخروج

 

خدمات الجزيرة

الإعلانات

الإشتراكات

الأرشيف

البحث

جوال الجزيرة

كتاب وأقلام

الطقس

للاتصال بنا

 

اصدارات الجزيرة