الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السياراتالرياضيةكتاب واقلام الجزيرة
Tuesday 1st April,2003 العدد : 28

الثلاثاء 29 ,محرم 1424

بين فلسطين والعراق..!
تغيبين يا فلسطين..
تتوارين عن أنظارنا..
ويختفي صمودك من إعلامنا..
ننشغل عنك بذلك الذي ضاعف من آلامنا..
ننتقل من قناتك المثقلة بالدم والجراح والتدمير..
إلى قناة العراق حيث يباد شعب ويفتك في أمة ويدمر وطن..
***
تغيبين يا فلسطين..
يغيب صوتك وصورتك..
فيزداد التنكيل بشعبك..
ويتواصل هدم المنازل على ساكنيك..
دون أن يرف ولو رمش واحد من عين إنسان في العالم..
فالجميع مشغولون في متابعة حفلة تقطيع الرؤوس العراقية عنك وعن أخبارك يا فلسطين..
***
تغيبين يا فلسطين من إعلامنا..
عن موقع الصدارة من اهتماماتنا..
وكأننا قد فقدنا الإحساس بالتعاطف معك..
كأننا لم نعد نشعر بالمحنة التي تمرين بها..
في عالم كريه يؤكد في كل يوم أنه محكوم وموجه من خلال سطوة القوي وجبروته..
***
إيه يا فلسطين..
ويا عراق..
ويا كل الوطن العربي..
هذا قدرك..
وهذا ما ساهم به بعض حكامك ممن حكموا بالحديد والنار دولهم فأساءوا إلى شعوبهم وإلى أوطانهم..
وقدموا صورة مشوهة للإنسان العربي المسلم..
صدام حسين نموذج لهذه الصورة..
وحالة لهذا الواقع المرير..
***
فلسطين..
يا فلسطين..
وإن أخذتنا الحرب على العراق عنك..
وإن جاءت رياحها وهبت بغير ما كنا نتمنى..
فمقدساتك ومآذنك وقدسك يفديها كل المخلصين من أمتك..
ولا بأس أن تتعرض هذه الأمة لهذه الشدة..
فلعل فيها خيراً لنا...
الخير قادم إن شاء الله.


خالد المالك

الفتاوى
يجيب عليها الشيخ سلمان ابن فهد العودة
إعداد: ناصر الفهيد
المرأة
والحوار على الإنترنت
* ما رأي فضيلتكم في مشاركة الرجال في منتديات الأسرة والمرأة المسلمة في الإنترنت؟
في نظري أن الأمر غير منضبط، فيمكن لأي شاب أن يتسمى برمز نسوي، ويدخل في المنتدى، ويشارك كما يحب.
ولذلك أنصح الأخوات بالتزام الأدب، وكمال الحيطة لأنفسهن، وعدم الاغترار بالرموز ما لم يكن أصحابها معروفين بالفعل، وأن يكون طرح أي موضوع كما لو أن بعض الحاضرين رجال متنكرون. أما مشاركة الشباب، فإذا كانت في حدود المناقشة الجادة البعيدة عن الفضول، أو الأغراض غير العلمية، فلا مانع منها في نظري.
ومن رأى من الشباب أو الفتيات أن مشاركته في هذا أو في غيره قد تضره، فعليه أن يستبرئ لدينه، )بَلِ الْأِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ) (14) )وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ) (15) واستفت قلبك، وإن أفتاك الناس...
***
ما رأيكم في (التسلسل الافتراضي للأحداث)؟
* خلال تصفحي لمواقع الإنترنت.. وجدت موقعا باسم الفتن والملاحم، واستقوفتني معلومة خاصة باسم (التسلسل الافتراضي للأحداث) وهي كالتالي: «12 سنة 1990»، «1411، 2002 2003» فتنة الأحلاس، «2 سقوط أمريكا 2 سنة 2001، 1422»، «2003، 1424، انهيار اقتصادي وحرب أهلية، 3 انتصار الشيشان على الروس، وانتصار طالبان على التحالف الدولي بضعة شهور «2001، 1422»، توحد طالبان والشيشان تحت راية واحدة «الراية السوداء»، انحسار الفرات عن جبل من ذهب، واقتتال المسلمين عليه مما سيؤخر فتح الأقصى «2002، 1423»، زلزال الشام العظيم «2003 1424»، تفجير الأقصى «2003، 1424»، خروج الرايات السود من خراسان والقوقاز سنة 2003، 1424 1425، 2004»، فتح فارس، وتجمع الرايات السود في العراق سنة «1424، 2003 2004، 1425»، دخول الرايات السود بيت المقدس ونهاية إفساد اليهود الأول «2004، 1425»، ظهور الخلافة الإسلامية في بيت المقدس «2004، 1425»، فترة فتن بين المسلمين 7 سنوات «2005، 1426 2012، 1433»، ظهور المهدي وهلاك السفياني «2012، 1433»، التحالف مع الروم وقتال عدو مشترك سنتين 1434،2013 2015، 1436»، الملحمة 7 سنوات «2015، 1436 2022،1442»، الدخان 3 سنوات «2019،1440 2022،1443»، فتح روما «2021، 1442»، خروج الدجال سنة وتقريبا ثلاثة أشهر «2022، 1443 2023، 1444»، نزول عيسى عليه السلام وهلاك الدجال ونهاية إفساد اليهود الأخير «2023، 1444»، طلوع الشمس من مغربها نهاية التأريخ، خروج الدابة تأريخ جديد، خروج يأجوج ومأجوج تأريخ جديد، السلام الأرضي تأريخ جديد، وفاة عيسى عليه السلام تأريخ جديد، تتابع الآيات المنذرة بالنهاية تأريخ جديد، والله أعلم.
وهي كما تشاهدون محددة بسنوات معينة، ويقولون في ذلك بأنها قراءة للأحداث.
آمل من فضيلتكم توضيح ذلك؟.
التسلسل المذكور هو مجرد افتراض ودعوى لا دليل عليها من الكتاب والسنة، ولهذا فهي من القول على الله بلا علم؛ لأن رسم القادم بهذه الصورة هو قول في أقدارالله الآتية التي مضى بها الكتاب، وهذا لا يعلم إلا بعلم أنزله الله في كتاب سماوي، أو في وحي الأنبياء وليس شيء من ذلك.
وأما ما يقصده بعض الذين لديهم عاطفة وتلهف لنبوءات الفتن والملاحم، فيرسمون الأحداث، وينزلون النصوص المجملة على مسائل تفصيلية معاصرة بالظن والتوقع، فهذا من الجهل بمقاصد الشريعة في أخبارها، وهو بدعة حدثت في الإسلام بعد القرون الثلاثة الفاضلة، واستعملها بعض طوائف الباطنية، ومن تأثر بهم، ولهذا نوصي الإخوة جميعا إلى الوقوف مع النصوص، فالخبر المجمل يصدق مجملا، ولا نشتغل بتفصيله وتنزيله بالظن والافتراض، وتصديق الأخبار النبوية في الملاحم والفتن حق يجب الإيمان به؛ لكن يوقف عنده.
***
قتل عمر من رفض قضاء رسول الله
* أدرس في الولايات المتحدة للحصول على الدكتوراه في علم الأدوية بإذن الله ، أخي في الله، عندنا تجمع للمسلمين طيب هنا في هيوستن بولاية تكساس والحمد لله لكن ينقصنا طلاب العلم المطلعون والعلماء، فنرجو منك التكرم بالإجابة عن الأسئلة التي تعترضنا، خاصة أن هناك تيارات خطرة في هذه المدينة من (عصرنية الإسلام) إلى الصوفية إلى غيرها، وأنا أحد الخطباء الذين يدعون الناس إلى الالتزام بكتاب ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم على منهج القرون المشهود لها بالخيرية، دون الدعوة إلى منهج شيخ معين، ووصف من خالفه بالعداوة للسلفية، فنحن ندعو إلى الوضوح الذي لا غلطة فيه ولا تحامل.
فنرجو منك أن تجيبنا عن أسئلتنا لتعيننا بإذن الله على تحبيب الناس إلى خالقهم سبحانه وتعالى وتحبيب خالقهم إليهم، بارك الله فيك، والسؤال الذي نحتاج إجابته حاليا (لأنني الآن أعطي سلسلة من الخطب حول حجية السنة ووقوف الصحابة ومن تبعهم بإحسان في وجه من استهان بها) هو ما يلي:
ما صحة الرواية التي تذكر أن منافقا ويهوديا اختصما عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقضى لليهودي على المنافق، فأبى المنافق، فاختصما عند عمر رضي الله عنه فضرب عمر رضي الله عنه المنافق بالسيف حتى برد، وقال: هكذا يقضي عمر رضي الله عنه فيمن لم يرض بقضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن صحت الرواية فأرجو توضيح من صححها، ما الآيات التي نزلت بمناسبتها على أصح الأقوال؟
جزاك الله خيرا، وبارك فيك.
سرني ما ذكرتم من حالكم وحال إخوانكم، زادكم الله حرصا وتوفيقا وهدى، وغفر لنا ولكم وللمسلمين .
قصة عمر رضي الله عنه مع اليهودي والمنافق ضعيفة، رواها الثعلبي وغيره، وذكرها ابن تيمية في (الصارم المسلول) من طرق ضعيفة مرسلة.
والآيات التي ذكر بعض المفسرين أنها نزلت فيها هي آية النساء {أّلّمً تّرّ إلّى الذٌينّ يّزًعٍمٍونّ أّنَّهٍمً آمّنٍوا بٌمّا أٍنزٌلّ إلّيًكّ وّمّا أٍنزٌلّ مٌن قّبًلٌكّ يٍرٌيدٍونّ أّن يّتّحّاكّمٍوا إلّى الطَّاغٍوتٌ وّقّدً أٍمٌرٍوا أّن يّكًفٍرٍوا بٌهٌ وّيٍرٌيدٍ الشَّيًطّانٍ أّن يٍضٌلَّهٍمً ضّلالاْْ بّعٌيدْا} [النساء: 60] والآيات بعدها. وقد أخرج ابن أبي حاتم والطبراني في (المعجم الكبير 373/11) بسند جيد عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: كان أبو برزة الأسلمي كاهنا يقضي بين اليهود فيما يتنافرون فيه، فتنافر إليه ناس من المسلمين فأنزل الله هذه الآية «النساء : 60»، إلى قوله: {إحًسّانْا وّتّوًفٌيقْا} [النساء: 62] . وقد ذكر الطبري وغيره وجوها من الروايات في سبب النـزول، والله أعلم.
***
العدسات الملونة
* هل وضع العدسات الملونة حرام، وإن كان فقط في المناسبات؟
لا نرى حرجا في لبس العدسات الملونة؛ لأنها من جنس الأصباغ التي توضع على الوجه وغيره، ما لم يكن لها ضرر ظاهر.
***
هربت زوجته من أثر السحر، فماذا يعمل ؟
* فجعت الجالية المسلمة بما حل بأسرة أحد المسلمين الأمريكيين، والقصة هي: أن زوجة هذا الشخص تعرفت على إحدى النساء الأمريكيات التي ادعت أنها مسلمة، فقامت زوجة الأخ باصطحابها إلى المسجد، وعندما رأت هذه المرأة المسلمين يصلون استهزأت بهم، مما حدا بزوجة الأخ إلى نصحها، وإعلامها بوجوب احترام المسجد وأهله.
وبعد أيام عاد الأخ بزوجته إلى منزلهم، وقد تحولت زوجته إلى مبغض لزوجها كارهة حتى لرؤيته أو الكلام معه، وامتلأ قلب الأخ بوحشة تجاه بيته وزوجه، سأل الأخ عن المرأة التي ذهبت زوجته لدعوتها، فأخبره أهل حيها أن المرأة ساحرة عتية، فهي تعمل السحر الأسود vodo، وما ان رجع الأخ لبيته إلا ووجد زوجته قد هربت ولم يعثر أحد عليها منذ ثمانية أيام. الأخ يريد المساعدة، ولا يعلم ماذا يجب أن يعمل ووالله لقد أبكانا بقصته، فالأخ من أنشط المسلمين مشاركة مع إخوانه، وكثيرا يدعو لدين الله. ـ عليكم اللجوء إلى الدعاء والتضرع، والاستنجاد بالله ـ تعالى ـ في كشف ما ذكرته، والله يجيب دعاء المضطر إذا دعاه، ويكشف السوء كما وعد ـ سبحانه ـ، ويجب إعانة الأخ في البحث عن زوجته؛ حتى يظفر بها ويردها إلى منزلها، ثم يكثر من استعمال الرقية الشرعية، يرقيها هو وغيره من المعروفين بالخير والصلاح، ويكثر من قراءة {مّا جٌئًتٍم بٌهٌ السٌَحًرٍ إنَّ اللَّهّ سّيٍبًطٌلٍهٍ الله لا يٍصًلٌحٍ عّمّلّ المٍفًسٌدٌينّ [يونس: 81] ويمكن الاستمرار على ذلك حتى تحدث نتيجة طيبة ـ إن شاء الله ـ، ولا يحتاج الأمر إلى الاتصال بتلك المرأة، أو الضغط عليها لمعرفة ماذا عملت وإبطاله؟
***
نزول عيسى عليه السلام
* ما هو التوفيق بين نزول عيسى عليه السلام ، وبين قول النبي صلى الله عليه وسلم «ألا إنه لا نبي بعدي»؟
لا يظهر أن ثمة إشكالا في نزول عيسى عليه السلام مع قوله صلى الله عليه وسلم : «لا نبي بعدي» أخرجه البخاري (3455) ومسلم (1842) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ؛ لأن عيسى عليه السلام كان قبل النبي صلى الله عليه وسلم وهو ممن بشر به كما في القرآن الكريم ، ونزوله في آخر الزمان ليس برسالة جديدة، وإنما مجددا لهدي النبي صلى الله عليه وسلم ومقيما للحجة على النصارى ممن يزعمون اتباعه، ولذلك كان عيسى عليه السلام حاكما بالقرآن والسنة، وحتى إسقاط الجزية قائم بخبر النبي صلى الله عليه وسلم ، كما في الحديث الذي رواه البخاري (2222)، ومسلم (155)، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما مقسطا، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد» قيل : المعنى لا يقبل منهم إلا الإسلام، والله أعلم .
***
الراتب الجيد أو القرب من الأهل؟
* كنت موظفا في أحد المستشفيات، وقد من الله علي والتزمت وتزوجت ورزقني الله بوظيفة ولله الحمد؛ ولكنها في دولة بنغلاديش في سفارة بلدي براتب جيد ولله الحمد ولكن لا أدري هل هذا عمل صحيح، أن أترك عمل المستشفى القريب من الأهل وأبتعد عنهم طلبا للرزق والدراسة؟ مع أنني أكبر إخوتي، وقد يحتاج لي أبي أو إخوتي مع أنني ذهبت بناء على موافقتهم، وكلما أخبرتهم برغبتي بالمجيء طلبوا مني البقاء وشجعوني على ذلك.
هل القرب من الأهل أفضل لي براً بأهلي وديني مع أنهم ولله الحمد بصحة جيدة أم أن جلوسي في هذا البلد وتأمين مستقبلي بجمع المال أفضل؟
لا بأس ببقائك في السفارة ببنغلاديش ما دام في ذلك مصلحة لك، وأهلك موافقون عليه، وتعاهد أهلك بالاتصال والزيارة بين الفينة والفينة، ردك الله سالما.
***
شُبه ضد الإسلام
* بعض النصارى يعرضون بعض الشبهات عن الإسلام، الرجاء محاولة الإجابة عليها:
(1) كيف يكون هناك قرآن واحد مع وجود القرآن في سبعة أحرف، وهذه الأحرف ليست متطابقة 100%.
(2) ما الحكمة من الحكم على العبد الآبق بالقتل؟
(3) في الحديبية قال أبو بكر رضي الله عنه لأحدهم: امصص بظر اللات، وكان ذلك بحضرة الرسول صلى الله عليه وسلم ولم ينكر عليه.
(4) لماذا لم يحرم الإسلام الرق بتاتا؟
1/ الأحرف السبعة هي وجوه في القرآن الكريم نفسه، وهي من عهد النبوة، فلسنا أمام تحريف طارئ كما هي الحال في الكتب السماوية السابقة، لكننا أمام توسعةربانية مصاحبة لنزول القرآن، وإن كان العلماء اختلفوا كثيرا في تحديد ما هيتها.
ومن الأقوال المعتبرة في هذا: إنها عبارة عن لغات مفرقة في القرآن الكريم، روعي فيها اختلاف لهجات العرب.
أو أنها وجوه من القراءة قد تجتمع في الكلمة الواحدة، أو يكون شيء منها في الكلمة الواحدة، ولكن الاتفاق أنها توقيفية منزلة، ليست شيئا من صنع الناس، وبالتالي فأيا ما كانت هذه الأحرف فلا إشكال؛ لأن كون الآية منزلة بأكثر من وجه، أو يكون للكلمة أكثر من قراءة في أصل التنزيل لا غضاضة فيه، فمثلا كلمة: جبريل، أو جبرال، أو جبرائيل، أو جبرئيل، أو كلمة: إبراهيم، أو إبراهام، أو إبرهم، أو إبراهم، ولذلك فالعلماء لا يقبلون من القراءات القرآنية لكي يكون قرآنا إلا ما تواتر إسناده بنقل الثقات العدول الكثيرين الذين يستحيل أن يتواطؤوا على الكذب عن مثلهم إلى منتهى الإسناد.
2/ العبد الآبق من مواليه مرتكب كبيرة من الكبائر، ولذلك جاء لعنه، وأنه لا تقبل له صلاة حتى يرجع، وجاء وصف فعله بالكفر وهذا لا يعني الأكبر، ولكنه يعني تعظيم الذنب، انظر ما رواه مسلم (86 69 70) عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه . ولم يرد قتل العبد الآبق، بل لا يجوز قتله، ولا قتل غيره، ولو قتله قاتل كان عليه غرمه لسيده.
3/ أما إلغاء الرق، فهو كان نظاما عالميا متعارفا عليه، ولم يكن هناك مصلحة في إلغائه، بل لقد نشرت وكالات الأنباء والإعلام وإذاعة ال(بي بي سي) وغيرها تقريرا قبل أيام ذكرت فيه أن ملايين من الفقراء والجياع في أفريقيا وآسيا يتمنون أن يصلوا إلى مستوى الرق، ولو فتح لهم هذا الباب لدخلوا في طوابير طويلة جدا للحصول على رق في مكان من العالم يجدون فيه شيئا من الكفاف، فالإسلام يتشوف لتحرير الأرقاء، وجعل هذا جزءا من شريعته، ونطق به القرآن، ووعد الرسول صلى الله عليه وسلم فيه بعظيم الأجر والثواب، حتى ان الله يعتق بكل عضو من الرقيق عضوا من سيده من النار، حتى الفرج بالفرج، لكن مثل هذه المسائل لا تحل بقرار بقدر ما تحتاج إلى معالجة الوضع العام، ونقل الإنسان من مستوى إلى مستوى أفضل، وها نحن نجد مواثيق حقوق الإنسان في الغرب، ونجد في مقابلها الانتهاكات المتواصلة، مثل ما نرى في معاملة السود في الولايات المتحدة على مستوى الأمة، وعلى مستوى القضاء، وعلى مستوى الوظيفة والعمل، وعلى مستوى تولي الرئاسة.
صحيح أنه لا يوجد قانون يمنع الأسود من تولي الرئاسة، لكن كم عدد الرؤساء السود للولايات المتحدة؟ وفي ظل المساواة المطلقة المزعومة للمرأة بالرجل، كم عدد الرؤساء بل المرشحين للرئاسة من النساء؟ إن هذا اعتراف ضمني بأن الله ويقولون هم الطبيعة قد جعل لكل شيء قدرا، وميز كل فئة بخصائص تختلف عن الفئة الأخرى، ولا يلزم من هذا تفضيل مطلق.
4/ أما قول أبي بكر رضي الله عنه : «امصص ببظر اللات» عند البخاري (2732) فهي كلمة دارجة تقال عند الغضب، ولا يراد بها معنى معين.
والأمر كان أعظم من ذلك، ومن مراعاة المقام وترتيب الأولويات أن ينشغل بغيرها عنها ولا يقف عندها، ولم يظهر لي مناسبة السؤال.
***
النية والإخلاص
* ما الفرق بين النية والإخلاص؟
الفرق بين النية والإخلاص، أن النية تكون صالحة أو غير صالحة، والإخلاص باب واحد، ووجه واحد، وكذلك النية تكون لإرادة المقصود المعبود، وهذا هو الإخلاص، وتكون لتحديد نوع العمل وصفته كصلاة الظهر مثلا أو العصر، النافلة أو الفريضة..
***
المسارعة إلى الزواج
* شاب بلغ السادسة والعشرين من العمر يسأل عن الزواج، أرسله أبوه للدراسة في بلد كفار أهله، وهو في سن الرابعة عشرة، قدر الله أن يكون من المهتدين فلم يقع لا في زنى، ولا في خمر، ولا في دخان، ولا في غيرها والحمد لله .
مرت بضع سنين، وشعر بحاجته إلى الزواج، فاتصل بأبيه وأبلغه بنيته فزجره أبوه رغم أنه مقتدر، لعله ممن يعتقد بإكمال الدراسة أولا ثم الوظيفة لتكوين النفس ثم الزواج، والله أعلم بالطبع للآباء أمور أخرى يفكرون بها قد يبينونها أو يخفونها، نسأل الله لنا ولهذا الأب وأمثاله، الهدى والتقوى، والثبات، آمين.
صبر الشاب مستعينا بالله ثم بالعلاج النبوي المعروف ألا وهو الصيام، إضافة إلى أمور أخرى مثل قراءة جزء من القرآن يوميا، والاجتهاد في بعض النشاطات الإسلامية في ذلك البلد الكافر.. إلخ.
حرص الشاب أيضا على إيجاد بعض الوظائف البسيطة التي عمل بها أثناء دراسته ليبدأ بالادخار، ومرت بضع سنوات أخر، وعرض رغبته في الزواج على أبيه مرة أخرى بعد تخرجه من الجامعة، وبدئه بالعمل مباشرة. فقال له أبوه: اصبر ولا تستعجل، قال الشاب متعجبا: أنا صابر ولكن أنت لماذا تؤخرني؟ ماذا تنتظر؟ فرد الأب قائلا: اصبر ولا تستعجل.
سمع الشاب وقرأ بعض الفتاوى لبعض الشيوخ، وسأل فكانت الفتوى مشابهة، وهي: لماذا تنتظر أباك؟ الفتاة هي التي تحتاج إذن وليها وليس الشاب، أبوك آثم بتأخيرك، وأنت بإمكانك أن تخطب لنفسك وتتزوج ولا يطالبك الإسلام بموافقة أهلك أو مرافقتهم لك لتطلب فتاة للزواج، لا تصعب على نفسك الخوض في الفتن، وعليك أن تبادر بالزواج فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
قال الشاب: لا أريد أن يكون هذا سببا في إيجاد حساسيات ومشاكل بيني وبين أبي، ثم بينه وبين زوجتي وأهلها، أريد أيضا أن أثبت لأبي أنني أطيعه، إذ إنه ـ دائما ـ يعتقد أنني لا أطيعه، ولست أدري لماذا؟ ما هي نصيحتكم لهذا الشاب، ـ بارك الله فيكم ـ، علما أنه مقتدر ماليا؟ وحتى وإن لم يكن فالله ـ تعالى ـ يقول: {...إن يّكٍونٍوا فٍقّرّاءّ يٍغًنٌهٌمٍ اللهٍ مٌن فّضًلٌه} ,بعد ذكر صلاحهم، والنبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذكر (في معنى الحديث) من الثلاثة الذين هم حق على الله عونهم: متزوج يطلب العفة، أو كما جاء في الحديث أرجو الاستعجال والتفصيل في الجواب قدر الاستطاعة، فقد نعرض السؤال وجوابه على الأب ـ إن شاء الله ـ. ـ أعتقد أن السادسة والعشرين من العمر، مع توفر الإمكانات المادية، والرغبة الشخصية، كافية للسعي الجاد في أمر الزواج، والسكن النفسي والطمأنينة والأنس بسبب الزواج، هو من أسرار النجاح في الدراسة والعمل والحياة، ورحمة الوالد وشفقته وحرصه على ولده مما لا يحتاج إلى امتحان أو تجريب، ودون شك، فإن وراء تمنع الوالد هذه الفترة الطويلة رأيا وظنا، وربما اعتقد الوالد أن ابنه يحتاج إلى نضج أكثر ليتحمل مسؤوليات الزواج. لكن للأمانة فهذا لا يسوغ التمنع والإصرار على التأجيل، بل الواجب على الأب أن يلح على أولاده في تتميم شطر دينهم، وإعفاف أنفسهم بالنكاح الشرعي، خاصة في هذا الزمن الذي تتبرج فيه الفتنة، وتتراقص فيه الشهوة على أفواه الطرق، وفي البيوت، وفي المدارس، وفي كل صعيد، وأي عذر في هذا، فهو بحاجة إلى مراجعة وتصحيح، فالله ـ تعالى ـ يقول: {وّأّنكٌحٍوا الأّيّامّى" مٌنكٍمً وّالصَّالٌحٌينّ مٌنً عٌبّادٌكٍمً وّإمّائٌكٍمً إن يّكٍونٍوا فٍقّرّاءّ يٍغًنٌهٌمٍ اللّهٍ مٌن فّضًلٌهٌ} [النور: 32] ، فالزواج سبب للغنى، والإحساس بالمسؤولية، ووسيلة إلى استكمال النضج العقلي والنفسي والاجتماعي، ومدرج إلى النجاح في العمل والوظيفة، واحتمالات الفشل واردة، لكنها لا تحول بين التاجر والدخول في مشاريعه، ولا بين الطبيب وممارسة مهنته، ولا بين الطالب ودراسته، فالحياة كلها مبناها على المخاطرة، ومع اتخاذ الأسباب والحرص والحذر، والاختلاف على هذه الفتاة أو تلك يحتكم فيه إلى رغبة الابن في النهاية؛ لأنه هو الذي سيعيش شرها وليس غيره، فيمكن أن تبين له مزايا هذه وتلك وخصائصها ومآخذها، ويترك له الاختيار، ولا يمكن أن تكتمل شخصية الشاب وتقوى إلا بتحمله المسؤولية واشتراكه في القرار، خاصة في قرار كهذا يخصه أولا وأخيرا. أوجه كلمة أخوية إلى الأب الكريم الحاني المشفق ألا يتردد ولا يؤجل، فالأمرلا يحتمل التأجيل، وفورة الشهوة ونداء الفطرة إلى الجنس الآخر قد تصبح طوفانا يدمر كل شيء، فلا يجوز شرعا التأجيل والتأخير، بل يجب المسارعة وتذليل العقبات، وفقك الله لكل خير.

..... الرجوع .....

اعرف عدوك
قضية العدد
تحت الضوء
الطابور الخامس
الجريمة والعقاب
النصف الاخر
تربية عالمية
الفن السابع
الفن العربي
عالم الاسرة
المنزل الانيق
رياضة عالمية
الصحة والتغذية
الصحة والتأمين
الملف السياسي
فضائيات
الفتاوى
السوق المفتوح
العناية المنزلية
الاخيرة
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية


ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved