الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Tuesday 5th December,2006 العدد : 199

الثلاثاء 14 ,ذو القعدة 1427

صحراء.. ومطر!!
الصحراءُ تبدو أمام ناظري كما لو أنَّها على موعدٍ مع الوقت المناسب لارتداء ثيابِها الخضراء لتزدان بها في أيامِ أفراح عُرسِها الجميل..
غديرٌ من الماء هنا وآخر هناك، وأشجارٌ مورقة على امتداد هذه الصحراء في حالة استعدادٍ لاستضافتنا في ظلالها..
وأجواءٌ معطرةٌ بمختلف أنواع الروائح التي تصدر بقوة من زهور فوَّاحة في هذا الفضاء الذي يتَّسع للجميع ولا يضيق بأي أحد.
***
نسماتٌ باردةٌ، ومطرٌ ينهمرُ من السماء، وغيومٌ وسحبٌ تنتقلُ بخيراتها من منطقة إلى أخرى في رحلة مثيرة يُتابعها الجميع بالشوق والوله لحظة بلحظة، ويتمُّ تناقلُ أخبارها بين العشاق في استمتاع بعد طول انتظار..
هكذا هو حالُنا جميعاً مع المطر، وبما يأتي بعد المطر، وبما يُصاحب المطر..
مع رعده وبرقه، ومع السماء التي اختفت نجومُها وقمرُها وشمسُها، احتفاءً بهذا الضيف، وتكريماً لمحبي وعشاق المطر الذي أطلَّ علينا وقد صاحبَه هذا الطقسُ الجميل.
***
المواكبُ - مواكب الناس - بدأت هجرتها إلى الشمال وغير الشمال، مثلما تفعلُ كلُّ الطيور المهاجرة..
إلى حيثُ منابت الزهر في هذه الصحراء النقيّة التي غسلها المطرُ وأعاد الحياة إلى أشجارها بعد موت..
بحثاً عن المتعة لأجساد أنهكها العملُ المتواصل، ولعقول آن لها أن ترتاحَ بعد طول عناء.
***
صورةُ بيوتِ الشعر والخيام التي اكتست بها البراري، ورائحة (السمر والغضا والرمث) في مواقد الشواء، وحيثما كانت هناك حاجة إلى دفء للأجساد من لسعات برد الشتاء..
ومنظرُ الناس المثير وهم يتسابقون في أخذ مواقعَ لهم بين السهول والجبال، وعلى بُعد مرمى حجرٍ من غديرٍ هنا أو وادٍ أو شعيبٍ هناك غسلته مياهُ الأمطار..
تلك بعضُ مشاهداتِنا وانطباعاتِنا التي لا تقوى على إخفاء سرورنا وسعادتنا، نتوقَّفُ عندها طويلاً في نشوة طاغية وشعور من الفرح الذي لا يتكرر إلا في المناسبات.
***
هذا إذن هو موسمُ العطاء والخير يهلُّ علينا فيَروي عطشَ الصحراء التي التصقنا بها حباً وهياماً ولنا معها ذكرياتٌ جميلةٌ لن تنسى..
موسمُ المطر هذا اعتاد في كلِّ عامٍ أن يُغرقَنا بحبِّه؛ ليورقَ هذا الحب بسخاءٍ في عروقنا، وبالتالي ليكونَ مشهدُ العناق والتعاطي معه بمثل ما نراه حاراً وعاطفياً وودوداً.
***
أهلاً بك أيُّها المطرُ، صديقاً وحبيباً وخِلاًّ يزرعُ فينا جميعاً - ومن جديد - وحدةَ الكلمة، إذْ لا أحدَ يكرهه، أو أنَّ هناك مَنْ لا يرحبُ به، أو أنَّ فينا مَنْ لا يستقبلُه بفرحٍ غامر، فهو حدثٌ مهمٌّ، ومطلوبٌ أنْ يتكرر في حياتنا وأنْ يتجدد، لتتكرر معه وتتأكد به وحدة المواقف ولو كان ذلك منه ومعه وبين الناس..
وهذه السطورُ لا تعدو أن تكون تحيةً نستقبلُ بها هذا الذي أثار سعادتنا، وحرَّك كوامن الإعجاب عندنا، إذْ ننظرُ إلى المطر على أنه حبيبُنا وفرحُنا وأمانينا جميعاً، فاللهمَّ باركْ به وعمِّم خيرَه، وارزقْنا نعمةَ الشكر على هذه الهبة الإلهية.


خالد المالك

معظمهم استفادوا من قانون (العفو) عام 1986
قصص إنسانية لمهاجرين إلى الولايات المتحدة

* إعداد: محمد الزواوي
مرت سنوات طوال منذ أن وافق الكونجرس الأمريكي على مشروع قانون يقنن حالة المهاجرين الذين أتوا إلى الولايات المتحدة وإضفاء صبغة الشرعية عليهم، ذلك القانون المسمى بقانون (العفو) الذي منح المهاجرين حق الإقامة والعمل بصورة شرعية، والحصول على الجنسية الأمريكية بعد ذلك، وهو ما أدى إلى تغيير الحياة في أعين الكثير من أولئك المهاجرين الذين جاء معظمهم من أمريكا اللاتينية، بعضهم هربًا من الحرب الأهلية، والبعض الآخر قطع البحار على قارب خشبي لتحقيق حلمهم في حياة رغيدة في (أرض الأحلام).
وقد استطلع مراسل كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية لويس أندريس هيناو حياة سبعة من أولئك المهاجرين الذين أتوا الى الولايات المتحدة قبل عشرين عامًا، والذين عملوا في مهن مختلفة واستطاعوا أن يشقوا طريقهم ويحصلون على التعليم والعمل في الولايات المتحدة، بعد أن كانوا يعانون من شظف العيش وصعوبات الحياة في بلدانهم الأصلية في أمريكا اللاتينية الفقيرة.
فمنذ عشرين عامًا وافق الكونجرس الأمريكي على أكبر قانون من نوعه لمحاولة قمع الهجرة غير الموثقة إلى الولايات المتحدة؛ فهذا القانون الذي عرف باسم قانون (إصلاح ومراقبة الهجرة) لأمريكا خول لأصحاب الأعمال توظيف العمال غير الموثقين، كما دعا إلى التشديد على مراقبة الحدود المكسيكية الذي كان بمثابة الحل الوسط لتلك المشكلة التي أرقت أمريكا بتعديل أوضاع المهاجرين وشروط إدماجهم في المجتمع.
فطبقًا لهذا القانون، فإن المهاجرين غير الموثقين الذين عاشوا في الولايات المتحدة في الفترة التي تسبق عام 1982 والذين عملوا كعمال موسميين في الزراعة قبل مايو 1986 بإمكانهم طلب تعديل أوضاعهم القانونية وإعطائهم فرصة الحصول على الجنسية الأمريكية في النهاية، وقد منح هذا القانون ما يقرب من ثلاثة ملايين مهاجر غير موثق الإقامة القانونية طبقًا لهذا العفو، والذين معظمهم كانوا من المكسيكيين (أكثر من 80% منهم)، وكانوا يعيشون في منطقة لوس أنجيليس، ومنهم أيضًا سلفادوريون وهاييتيون وبولنديون وفيتناميون وقد استفادوا جميعًا من هذا البرنامج.
ولكن بعد عقدين من سن هذا القانون فإن الهجرة غير الشرعية لا تزال مشكلة تؤرق الشعب الأمريكي، في حين يصف البعض أن كلمة (العفو) تعد عبارة غير مناسبة، ومؤخرًا تم استنفار الجنود الأمريكيين وقوات الحرس الوطني إلى الحدود المكسيكية لقمع حالات الهجرة غير الشرعية، كما تظاهر ملايين المهاجرين غير الموثقين مؤخرًا في مسيرة في شوارع المدن الأمريكية اعتراضًا على تشريع فيدرالي من المقرر أن يجرم الهجرة غير الشرعية.
ويشير التقرير إلى أن تلك القضية ربما تعود إلى الاشتعال من جديد مع بدء نظر الكونجرس لذلك التشريع في يناير القادم، ولا تزال أصداء قانون العفو الذي صدر عام 1986 تتردد في جنبات الولايات المتحدة اليوم، فالبعض يصفه بأنه كان (سابقة خطيرة) تمهد لحالات عفو مماثلة، في حين يقول مؤيدو القانون أنه بالرغم من إيجابياته، إلا أن كلمة (العفو) كلمة سيئة لوصف ذلك القانون التي تفيد بوجود انتهاكات تم العفو عنها.
يقول السيناتور الأمريكي الديموقراطي الأسبق رومانو مازولي عن ولاية كنتاكي: (إن العفو يبرئ ساحة الناس الذين خرقوا القانون) فقد كان مازولي هو وزميله السيناتور الديموقراطي السابق آلان سيمبسون عن ولاية وايومينج المهندسين الأساسيين والراعيين لقانون العفو عن المهاجرين. ويقولان: في مشروع القانون الخاص بنا كان يجب على المهاجر أن يثبت أنه كان شخصًا ملتزمًا بالقانون، وأنه كان يحترم مؤسسات بلادنا... ولكن إذا استخدمت كلمة العفو فإن الناس سوف يغضبون، ويلوحون بأيديهم في الهواء، ويصرخون: إنهم يكافئون الناس بسبب سوء سلوكهم!.
واليوم يدافع السيد مازولي عن القانون ويصفه بأنه أفضل طريقة لمحاربة الهجرة غير الشرعية في الوقت الراهن. ويقول: إن الإدارات الأمريكية الست التي جاءت بعد ذلك هي التي يجب أن يوجه إليها اللوم لأنها لم تعمل على سن قيود أكثر صرامة، واليوم فإن الأمر يتكرر برمته ثانية، ونشهد القضايا ذاتها التي عاصرناها منذ عشرين عامًا.
كرسي بثلاثة أرجل
وقد كان وليام كينج جونيور المدير الإقليمي الغربي لخدمة الهجرة والتطبيع الأمريكية والمسئول عن تطبيق برنامج العفو آنذاك، ويقول: إنه كان يأمل بأن ذلك القانون كان سيفي بالغرض آنذاك، والذي يصفه بأنه كان بمثابة الكرسي ذي الثلاثة أرجل؛ إحداها هي تطبيق العقوبات على أرباب الأعمال الذين يوظفون العمالة غير الموثقة، والثانية كانت زيادة أمن الحدود، والثالثة كانت برنامج العفو، ويقول: في الحقيقة، إن ما تحقق من هذا المشروع هو فقط برنامج العفو، ولذلك فشلت جهود الحد من الهجرة غير الشرعية.
ويقول السيد جون كيلي، المتحدث باسم مركز دراسات المهاجرين، وهي مجموعة غير ربحية تطالب بإجراءات رقابية أكثر صرامة على المهاجرين، أن قانون العفو كان ذو نوايا طيبة، ولكن التطبيق كان عاجزًا. ويضيف: كانت هناك محاولات فاترة لمراقبة حركة الهجرة في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات من مؤسسات خدمة الهجرة والتطبيع الأمريكية القدامى، ولكن الضغوط السياسية أدت إلى (صرخة توقف) في منتصف العقد الماضي.
فقد كانت واحدة من أكبر مشكلات قانون العفو عن المهاجرين هي الطلبات الزائفة، وبخاصة من عمال الزراعة الموسميين؛ فيقول الاقتصاديان بيا أورينيوس ومادلين زافودني أنهما درسا آثار برنامج العفو على الهجرة غير الموثقة وقدما نتائجهما في عدد أغسطس من عام 2003 لمجلة (ديموجرافي). ويقولان أن عدد العمال الموسميين الذين كانوا مؤهلين للعفو كان يقترب من 300 ألف، ولكن تم قبول طلبات مليون شخص في النهاية. ويقول السيد زافودني: (لقد اتفق معظم الخبراء على أنه كانت هناك حالات احتيال واسعة، وذلك لأن الوثائق وأوراق الإقامة التي كانت مطلوبة كانت قليلة جدًا فيما يخص هذا الجانب من البرنامج).
وتقول سيسيليا مونوز، نائبة رئيس المجلس القومي للدفاع عن حقوق اللاتينيين، وهي أكبر مؤسسة لاتينية من نوعها: (لا أعتقد أن هناك أي فرد يقول: إن 3 ملايين شخص، فقد ارتفعت أجورهم، وتم دمجمهم تمامًا في المجتمع الأمريكي).
ويسرد التقرير قصص سبعة من المهاجرين، وكيف تحولت حياتهم بعد سن ذلك القانون:
قانون أم مكيدة
روهان بايشو ـ هيوستين:
جاء السيد بايشو إلى الولايات المتحدة من جوايانا عام 1981، وكان يحلم بأن يصبح ملاكمًا، ولكن بدلاً من تحقيق ذلك الحلم استطاع أن يحصل على ثلاثة خواتم كجوائز في بطولة أمريكا للبيسبول كمدلك للفريق ومساعد مدرب لفريق نيويورك يانكيز، إضافة إلى دوري رابطة الأبطال مع فريق هيوستون أستروز، كما أنه أصبح طيارًا ومدلكًا معتمدًا.
وفي أثناء أولى سنواته الأولى عندما كان مهاجرًا غير موثق في الولايات المتحدة، كان يقول: إن (كل يوم آنذاك كان بمثابة المعركة"؛ فقد كان دائم القلق والخوف من أن يقبض عليه ضباط الهجرة، واضطر إلى التخلي عن أحلام الملاكمة ليعمل في نوبات ليلية كحارس أمني.
وقد عرض عليه رئيس شرطة مدينة نيويورك وظيفة ولم يشك مطلقًا في أنه مهاجر غير موثق، ولكن بسبب إحباطه من تحقق أحلامه، تخلى عن وظيفة نيويورك، وحزم اثنتين من حقائبه وغادر إلى كندا في فبراير عام 1986 لأن أمه كانت مواطنة كندية، فقد عرضت عليه بداية جديدة من خلال بطاقة إقامة. ولكن بعد ذلك بعدة أيام تلقى مكالمة من زوجته في نيويورك، وقالت له: إنها حامل، لذا عاد بايشو على الفور إلى الولايات المتحدة ورجع إلى وظيفته القديمة.
وفي ذلك الوقت كان فقد كل الآمال في أن يحصل على وظيفة أفضل، ولكن بعد ذلك جاء قانون العفو. يقول بايشو: (في البداية ظننت أنها ربما تكون مكيدة)، فقد كان مترددًا للغاية لدرجة أنه انتظر عامًا كاملاً قبل أن يقدم طلبه قبيل انتهاء الموعد النهائي بأيام.
ومع حصوله على وثائق قانونية في يده عن وضعه كمهاجر شرعي، فإن بايشو قدم على وظيفة مشرف بإحدى الشركات الأمنية، بل إنه عمل لفترة قصيرة لإحدى شركات التقنية ببورصة وول ستريت الأمريكية.
ولكن بايشو ندم على أنه لم يتلق تعليمًا جامعيًا، لذا أخذ عدة قروض وانتقل إلى ولاية كلورادو حيث انضم إلى كلية إقليمية، وهناك حصل أيضًا على رخصة للعمل كطيار عندما كان عمره 33 عامًا.
ولكن في ذلك الوقت وبالرغم من حصوله على رخصة العمل كطيار إلا أن وظائف الطيران كانت قليلة، لذا سرعان ما بدأ بايشو في البحث عن وظيفة جديدة. وقرر العودة إلى أفضل شيء كان يجيده، فبعد سنوات من ممارسته لرياضة الجري وقراءته لعدة كتب عن التغذية، استطاع أن يتخطى اختبارًا للمدربين المحترفين، وحصل على رخصة للعمل كمعالج بالتدليك.
وفي أحد الأيام عندما كان يعمل في جمنيزيوم في ولاية نيويورك أخبره صديق له أن فريق اليانكيز للبيسبول كان يبحث عن مدربين، وبعد عدة أسابيع، أرسله الفريق إلى معسكر تدريب في ولاية فلوريدا ليجري مقابلة شخصية، ويقول: (عندما رأوني قالوا لي: أنت المطلوب.. هل يمكنك البدء غدًا؟. ومنذ ذلك الحين ظل بايشو في رياضة البيسبول للمحترفين، وفي أثناء عمله مع فريق اليانكيز، استطاع أن يتجول في كل أنحاء الولايات المتحدة، وصافح اثنين من الرؤساء، وحصل على ثلاثة خواتم ذهبية كجائزة لبطولات الولايات المتحدة في البيسبول.
واستطاع أن يصنع لنفسه سجلاً حافلاً كمدرب، لدرجة أنه عندما انتقل اللاعب روجر كليمينز من فريق اليانكيز إلى فريق هيوستون أستروز، فإن كليمينز الذي كان يلعب في مركز رامي الكرة للضارب طلب من فريقه الجديد أن يأتي ببايشو من نيويورك. ويقول بايشو: إنه ممتن لصديقه الحميم كليمينز وفخور بأخلاقيات عمل صديقه، واصفًا إياه بأنه واحد من أفضل اللاعبين في مجال البيسبول، لأنه (في عمر الرابعة والأربعين وكان يؤدي وكأنه أحد المهاجرين) كناية عن تفانيه في عمله بالرغم من أنه ليس بحاجة إلى المال.
ويعزو بايشو نجاحه إلى عزيمته وإلى الفرص التي فتحت أمامه بعد حصوله على العفو، ولكنه يشير إلى أولئك المهاجرين الذين لم يحصلوا على نفس القدر من النجاح الذي حصل عليه ويقول: إنهم لا يزالون يستفيدون كثيرًا من ذلك القانون، ويضيف: (فقد حصلوا على نجاح شخصي لهم، وحتى إذا انتهى بهم المطاف إلى السكن في شقة مؤجرة، فقد حصلوا على السلام والسكينة والقيم التي يسيرون بها في الحياة).
وفي هذا العام أصبح بايشو مواطنًا أمريكيًا وشكل مجموعة تطوعية تهدف إلى زيادة الوعي المدني عن طريق تسجيل أسمائهم كناخبين. والآن بعد أن أصبح قادرًا على الإدلاء بصوته في الانتخابات الأمريكية، يقول: إنه سوف يدعم أي قانون يقدمه نواب الكونجرس ويفيد المهاجرين.
وكمهاجر سابق، فإن بايشو يقول: إنه فخور بأن إحدى ابنتيه - والتي تدرس الآن في جامعة جنوب كاليفورنيا - شجعته على الإدلاء بقصته إلى الصحافة. ويضيف: (لقد تفهمت المشكلات التي كان يجب علينا التغلب عليها وأننا يجب أن نشعر بالرضا بشأن وضعنا الحالي).
ويقول بايشو: إنه يرى مستقبله منقسمًا ما بين عمله كمدرب وما بين رعايته لابنتيه وابنه الذي تبناه، وهو رياضي من هاييتي يبلغ 22 عامًا الذي التقى به أثناء ممارسته لرياضة الجري في أحد الأيام، ويقوم بايشو بالإنفاق عليه لإكمال تعليمه الجامعي.
متعة الأمن والعمل
ألفونسو ومارتا كاستانيدا - لوس أنجيليس:
عندما عبرا الحدود الأمريكية المكسيكية في أوائل السبعينيات، فإن ألفونسو كاستانيدا كان يعمل في مهنة طلاء المنازل، وكانت تعمل زوجته مارتا كممرضة. وبعدما يقرب من ثلاثة عقود لا يزالان يعملان في نفس المهن. تقول السيدة كاستانيدا التي لم تتمكن مطلقًا من التصديق على درجتها العلمية وتعمل كمساعدة ممرضة في أحد المستشفيات الخاصة: كنت أعتقد أنني أستطيع أن أفعل شيئًا أكثر من ذلك. أما كاستانيدا الرجل السمين القصير فيقول: إنه حلم بأن يدخر أموالاً كافية للعودة إلى المكسيك، ولكنه لم يستطع فعل ذلك مطلقًا.
فالعفو الصادر عام 1986 لم يعط عائلة كاستانيدا الثروة أو مزيدًا من التعليم، ولكن الموافقة على ذك القانون أعطت لهم الحماية ومعاشًا لغير القادرين على العمل وتعويضات للعمال وأدوات لتأمين حياتهم بعد التقاعد، وبحصولهم على الجنسية وما تلاه من استقرار مالي، فقد ساعدهما ذلك في أن يدعما ابنهما جيراردو الذي يعمل كمساعد باحث في إحدى المؤسسات القانونية، أما ابنتهما إليسا فقد تخرجت من كلية علوم الحاسوب من جامعة أريزونا، وتعمل في نفس الجامعة الآن.
كما وجد الزوجان أيضًا بعض اللفتات الإنسانية في عملهما اليومي؛ فتقول مارتا ضاحكة: إن أصغر واحد فيهم يبلغ الخامسة والسبعين من العمر، في إشارة إلى المرضى المسنين الذين تساعدهم، وتضيف: إنه شيء جميل عندما أراهم يتعافون ويعودون ثانية إلى عائلاتهم.
وقد بدأ ألفونسو عمله الخاص في مجال طلاء المنازل ولكنه لا يزال يرتقي درجات السلم ويخرج بفرشاته كل يوم، وبالرغم من رائحة الطلاء والمطر والشمس، إلا أنه يشعر بالرضا لأنه في النهاية (يرى نتائج عمله).
عودة الروح
ماري فيجا - رود أيلاند:
من الأخبار العاجلة إلى نشرات الطقس، تستمع ماري فيجا جيدًا ثم تعيد قراءة القصة إلى الآلاف من متحدثي الإسبانية بولاية رود أيلاند، فهي تقوم بعمل دبلجة من الإنجليزية للإسبانية للأخبار المسائية بإحدى محطات تليفزيون ABC المحلية .
ولكن أثناء سنواتها الأولى في الولايات المتحدة لم يسمع صوتها إلا القليل من الناس؛ فقد أتت السيدة فيجا إلى بروفيدانس من كولومبيا عام 1980 بتأشيرة سياحية ثم ظلت بعدها بأمريكا، فلم يكن وضعها القانوني يسمح لها بقيادة السيارة أو الحصول على رعاية طبية أو العمل في أي مهنة خارج المجال الخدمي. ولخوفها من الترحيل ظلت تعمل بصورة خفية في رعاية اثنين من المسنين في إحدى الشقق السكنية بمدينة بروفيدانس.
وتقول فيجا عن الفترة التي سبقت الموافقة على قانون العفو عن المهاجرين عام 1986: لقد ظل الحلم الأمريكي مجرد حلم وأعتقد أن هذا كان جزءًا من المشكلة، فما الذي يستطيع اللاتينيون تحقيقه إذا كان المسموح لهم فقط هو تنظيف الحمامات؟. واليوم لا تزال فيجا ترعى نفس الاثنين من المسنين، ولكن من خلال العفو أصبحت أيضًا مواطنة أمريكية، وجلبت بناتها الثلاث إلى الولايات المتحدة، وشقت طريقها في مجال الصحافة، وهو المجال الذي تقول أنها تعشقه، وتضيف: (في اليوم الذي منحت فيه العفو، شعرت بأن روحي رجعت ثانية إلي جسدي، فقد كنت أريد القتال في سبيل ما أريده، وهذا ما تحقق لي.
وبناتها - اللاتي أصبحن أيضًا مواطنات أمريكيات - يدرسن القانون والطب، والكبرى تعمل كمديرة أعمال في فندق ميامي. وتقول فيجا: (أنا لست مليونيرة، ولكنني حصلت على رقم ضمان اجتماعي، وكنت قادرة على الحصول على قرض فيدرالي لإدخال بناتي الجامعة عندما احتجت إلى ذلك)، وكنتيجة لجهودها، فإن فيجا تدفع الضرائب وتأمل في أن تسهم المهارات التي تتعلمها بناتها في الكلية في رقي المجتمع الأمريكي.
وطموح فيجا لا يقف عند حدود الترجمة، ففي العطلات الأسبوعية تمارس استخدام برامج التحرير بالقناة وتشاهد كل تحركات الكاميرات عن كثب، وتقول أنها ربما في يوم من الأيام تصبح على الجانب الآخر من الكاميرا كمنتجة أخبار تليفزيونية.
ذكرى العلبة المعدنية
مارفين أندرادي- لوس أنجيليس:
مارفين أندرادي كان في العاشرة من عمره عندما لوح مودعًا لأمه وأخواته الصغيرات من خلال النافذة الخلفية لسيارة أجرة، ويقول: إن الحياة في ذلك الوقت لم تكن تستحق الكثير.
فوالد السيد أندرادي الذي كان يمتلك محل بقالة كان قد تلقى تهديدات بالقتل من كلا الجانبين في الحرب الأهلية السلفادورية، وبينما كانت القوات المسلحة تشك في أنه يساعد حركات التمرد، سعت تلك الحركات ذاتها إلى قتله لأنه كان يرفض إمدادهم بالمؤن. وفي جنح إحدى الليالي وهما لا يحملان سوى ملابسهما على ظهورهما، هرب الأب وابنه من هذا الصراع الذي أودى بحياة أكثر من 70 ألف سلفادوري في الثمانينيات.
وخلال رحلة استغرقت شهرًا كاملاً في الثمانينيات، فإن الأب وابنه سافرا آلاف الأميال عبر أمريكا الوسطى والمكسيك للوصول إلى ضفاف نهر ريو جراندي ليعبرا إلى (إل باسو) بولاية تكساس. وأثناء عبور مارفين النهر على كتفي رجل آخر كان يسافر معهما، كان أندرادي يفكر في أمريكا بلاد (ميكي ماوس ودونالد داك) شخصيات والت ديزني الكارتونية الشهيرة التي كان قد رآها على شاشات التلفاز، وعلى الجانب الآخر من النهر، عندما كانوا يجلسون في خلفية شاحنة في طريقهم إلى لوس أنجيليس، أعطاهم شخص ما علبة معدنية للمياه الغازية ، ولم يكن أندرادي قد رأى في حياته سوى الزجاجات ولم ير في حياته علبة معدنية، لذا استمر محتفظًا بتلك العبوة المعدنية لفترة طويلة، فقد كانت أولى ذكرياته عن الحياة في الولايات المتحدة.
وقد نشأ كمهاجر غير شرعي وغير موثق في لوس انجيليس، ويتذكر أندرادي الساعات الطوال التي قضاها واقفًا على نواصي الشوارع مع أبيه بينما كانا ينتظران شاحنة لتقلهما إلى أعمال البناء أو الزراعة، ويقول: إن الالتحاق بمدرسة لم يكن بأسهل حالاً، فقد كانوا يسخرون منه بسبب لكنته وكثيرًا ما كانوا يسمونه (ويت باك) أي ذو الظهر المبلل كناية عن عبور النهر إلى أمريكا، وهي كلمة عامية ساخرة كانوا يطلقونها على المكسيكي المهاجر غير الشرعي.
ولكن أندرادي رغب في التعليم كوسيلة لمكافحة العنف والفقر والتفرقة التي مزقت حياته الأولى، وفي جولة ميدانية لمدرسته الثانوية التي كانت في زيارة إلى جامعة جنوب كاليفورنيا، سأل أحد أصدقائه عن فرصه في الالتحاق بمثل تلك الجامعة، فأجابه صديقه: (أنك تحلم حلمًا بعيد المنال).
والتصقت تلك الكلمات بذاكرته، ولكن بدلاً من أن تحبطه أعطته عزيمة جديدة؛ فقد ملأ أيامه بنشاطات تغذي هذا الهدف، وتطوع في رابطة غير ربحية لحقوق المهاجرين غير الشرعيين بلوس أنجيليس، ولأنه لم يكن قادرًا على المصروفات الدراسية أو تلقي مساعدات مالية انضم إلى فصول ليلية في جامعة شرق لوس أنجيليس عام 1987.
وقبل ذلك بعام عندما تم تمرير قانون العفو، كان أندرادي قد قدم طلبًا للانضمام إلى جامعة واحدة: جامعة جنوب كاليفورنيا، وقد تم قبوله فيها بالفعل عام 1988، وفي النهاية حصل على درجة جامعية وفي السياسات الدولية.
واليوم، يساعد أندرادي أطفال المهاجرين للاندماج داخل المجتمع الأمريكي، وكمدير تعليمي لمركز المصادر الأمريكي، فإن أندرادي يشرف على أكثر من 70 من طلاب الابتدائي والمدارس المتوسطة الذي أتوا إلى المركز لتلقي دورات في اللغة الإنجليزية والرياضيات والرسم.
ويقول أندرادي: (إن الحكايات التي قصت لي في أثناء طفولتي ونشأتي كان لها تأثير كبير علي، فقد جعلتني ذلك الإنسان الذي يريد أن يحدث تغييرًا، وهذا هو سبب وجودي هنا).
وفي فصول ذلك المركز تتدلى أعلام مكسيكية وسلفادورية وأمريكية فوق رؤوس الطلاب الذين يدرسون الرياضيات ويقومون بعمل واجباتهم المدرسية التي سيقدمونها في الفصول في اليوم التالي.
ويقول أندرادي: (إن الحلم ذاته الذي كان يداعب مخيلتي في أن أنضم إلى الجامعة يشترك فيه الآن العديد من الطلاب الذين عن جدارة يستحقون أفضل الجامعات، ولكنهم للأسف لا يستطيعون ذلك فقط لأنهم مهاجرون غير موثقين).
ويطالب بإصلاح فوري لأوضاع المهاجرين ويعارض تلك الصورة السلبية التي شكلها قانون عام 1986، ويضيف: (إن كلمة (عفو) تعطي انطباعًا بالمغفرة، وأنا أرى أنه ليس جريمة أن أبحث عن وضع أفضل لعائلتي، فالمهاجرون غير الشرعيين يخاطرون بحياتهم للعمل في الولايات المتحدة، وعن طريق الضرائب التي يدفعونها فإنهم بذلك يعطون أكثر مما يأخذون من الولايات المتحدة).
ويقول: إنه يشعر بالامتنان لذلك القانون الذي فتح أبواب التعليم والجنسية أمامه، ويضيف: إن العفو سمح لي بأن ألتقي بزوجتي المتخرجة من واحدة من أفضل الجامعات في العالم، وأن أمتلك منزلاً، وهو ما يعد جزءًا من الحلم الأمريكي.
واليوم، فهناك أكثر من 25 عضوًا بعائلته، بما في ذلك أمه واثنتان من الأخوات، قد انضما إليه في لوس أنجيليس، وكلهم استفادوا من قانون العفو، ومنذ عدة أشهر، وبعد عشرين عامًا من ذلك الصراع العنيف الذي أبعده عن بلاده، فإن أندرادي يريد العودة إلى السلفادور، ولكن هذه المرة كمراقب للسلام الدولي وكمواطن أمريكي.
أثر عميق
خوسيه أورتيز- لوس أنجيليس:
لقد استطاع خوسيه أورتيز أن يحول العوائق إلى فرص، فقد أتى إلى لوس أنجيليس في عام 1981 عندما كان عمره 12 عامًا هاربًا من الحرب الأهلية في السلفادور، وانخرط في المدرسة واستطاع مع الوقت أن يصل إلى مكانة عالية في مدرسته الثانوية، واستطاع أن يشق طريقه في مجال العمل المعماري، وتمكن من الحصول على منحة دراسية للالتحاق بالجامعة. ولكن بدون البطاقة الخضراء (جرين كارد) التي تمكنه من العمل والعيش في الولايات المتحدة.. تجمد حلمه.
ولكن بعد ستة وعشرين عامًا فإن أورتيز الآن مواطن أمريكي، ويعرف نفسه بأنه: مساعد طبيب أسنان، ومعالج بالتدليك ورجل أعمال. ويقول بلغته الإسبانية الأم: عندما أتى العفو إلي فإنه فتح لي آفاقًا جديدة؛ فقد حظيت بمكانة شرعية وأصبح لدي العديد من الخيارات.
وقد حمله عزمه وتصميمه على تخطي الأوقات العصيبة، فقد كان يشعر بالإحباط عندما منع من دخول الجامعة، ولكنه سرعان ما حصل على دورات في تقنيات الأشعة السينية التي لا تتطلب منه تقديم أية أوراق جنسية، وعندما استطاع الحصول على (البطاقة الخضراء) كنتيجة لقانون العفو عام 1986 استطاع أن يحصل على دورات برعاية جامعة كاليفورنيا بلوس أنجيليس، وأصبح مساعد طبيب أسنان مسجل، ولأنه كان قد حصل على علاج طبيعي بعدما جرح في عمله، بدأ في مهنة جديدة كمعالج بالتدليك.
ومؤخرًا استطاع أن ينشئ مؤسسة مالية تعلم اللاتينيين كيف يديرون أموالهم، بداية من عمل دفتر شيكات وانتهاء بالاستثمار في البورصة. ويقول: (إن حلمي هو أن أنشئ شركة تعلم السلفادوريين كيف يدخرون ويديرون حوالاتهم المالية)، في إشارة إلى أكثر من ملياري دولار ترسل سنويًا من السلفادوريين الذين يعيشون بالخارج إلى أعضاء عائلاتهم في السلفادور، ويشير التقرير إلى أن الحوالات الأجنبية هي المصدر الأول للدخل القومي في السلفادور.
كما يأمل أورتيز أيضًا أن يأتي بوالديه ليعيشا معه في أمريكا، ويقول: (إن قانون العفو كان له أثر عميق ليس فقط علي ولكن أيضًا على العديد من الناس الذين حصلوا على تلك الهبة، ولكن في النهاية فإنه جاء إلينا لكي نجعل ذلك الحلم حقيقة.
لم الشمل
لورينا سانتانا- رود أيلاند
مع خمسة أطفال تتراوح أعمارهم ما بين عام وعشرة أعوام، فإن لورينا سانتانا كانت تدور حول نفسها وهم يتخبطون ببعضهم البعض حينما يتجولون في كل شبر من حجرة معيشة السيدة سانتانا الصغيرة، في واحدة من أقدم المساكن في مدينة بروفيندنس برود ايلاند، وهناك ملعب عبر الشارع، ولكنهم غير مسموح لهم بالخروج منذ أن قتل طفل في الثانية عشرة من عمره بطلق ناري منذ عامين عندما كان يلعب مع أصدقائه في الجوار. وتقول: (لا أريد أن أخاطر بحياتهم).
وتعتني سانتانا بما يقرب من 9 من أولاد المهاجرين في اليوم بينما تعمل أمهاتهم في مصانع حول المدينة، وقد حصلت على شهادة في رعاية العائلة من الولاية منذ 6 سنوات، ففي عام 1985، وعندما كانت بلا عمل ولا أمل في الحياة، أصبحت محطمة ويائسة، لذا ركبت سانتانا فوق طوق خشبي من جمهورية الدومينيكان إلى بورتوريكو، وتركت وراءها أطفالها الثلاثة أملاً في أن تجد حياة أفضل لها ولعائلتها.
وتقول: العام الأول كان صعبًا للغاية، فللمحاولة في إعالة أطفالها قامت بحرث الحقول وزرعت نبات اليوكا والفول السوداني، وتقول: (لقد كنت بعيدة عن أولادي وكل أموال جنيتها من خلال عملي في الحقول كنت أرسلها إليهم).
وفي عام 1986 استفادت من فقرة في القانون التي تدعم العمال الزراعيين الذين استقروا في أي منطقة من الأراضي الأمريكية لأكثر من 90 يومًا قبل مايو 1986، وبعد ذلك بثلاث سنوات غادرت بورتوريكو إلى بروفيدينس بولاية رود أيلاند، وعندما أصبحت مواطنة أمريكية في عام 1989 انفتحت لها الأبواب لجلب أفراد عائلتها الآخرين.
وفي عام 1995 أصبحت قادرة على جلب أطفالها إلى البلاد، ومنذ عامين استطاعت أمها أن تأتي لتعيش معها أيضًا، وتقول: (لقد منحني قانون العفو فرصة الالتئام ثانية بأطفالي، واليوم نعيش كلنا معًا)، وبالرغم من أنها كافحت كثيرًا لتحقيق غاياتها، إلا أنها تعتقد أن مهاجري اليوم يجب عليهم أن يعطَوا نفس الفرص التي حصلت عليها منذ عشرين عامًا.
وتقول: (إذا ما أغلقوا الأبواب في وجوههم، وإذا ما رفضوا أن يؤجروا لهم المساكن أو يسمحوا لهم بالعمل، فإنهم بذلك يضعون المهاجرين في عين الإعصار، ويضيقون عليهم ويدفعونهم نحو فعل أشياء مخالفة للقانون من أجل أن يعيشوا ويعولوا عائلاتهم). وسانتانا الآن في الخمسينيات من عمرها، وتقول: إن العناية بعدد كبير من الأطفال يمكن أن يكون مرهقًا للغاية، ولكنه أيضًا مربح.
وتضيف: (إنها كانت تجربة مريرة أن أترك أطفالي في مثل تلك السن الصغيرة وأقوم برعاية العديد من الأطفال الآخرين، ولقد مرت علي أوقات كنت أقول لنفسي فيها: (يا إلهي! أعطني جناحين لأطير بهما بعيدًا عن الأطفال التي ترعاهم بسبب مشكلاتهم، ولكن بعدما رحلوا عنها افتقدتهم كثيرًا، ويصبح هذا المنزل خاويًا علي).

..... الرجوع .....

الطب البديل
الفن السابع
فن عربي
عالم الاسرة
المنزل الانيق
خارج الحدود
الملف السياسي
استراحة
اقتصاد
منتدى الهاتف
مجتمعات
تربويات
روابط اجتماعية
صحة وتغذية
تميز بلا حدود
أنت وطفلك
سوق الانترنت
الحديقة الخلفية
جرافيك
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved