Al Jazirah Magazine Tuesday  12/06/2007 G Issue 222
الافتتاحية
الثلاثاء 26 ,جمادى الاولى 1428   العدد  222
 
لبنان المثخن بالجراح!!
خالد المالك

 

 

لا يكاد لبنان (بكل جماله وبهائه) يخرج من نفق مظلم إلا وكان قدره أن يكون على مسافة قريبة جداً من نفق آخر يماثله ويزيد عليه.

فهو على تلازم مع المجهول، دون أن يفكر أي ممن يصنَّفون على أنهم زعماء لبنانيون في أخذ موقف مسؤول لصالح لبنان ومساعدته على تجاوز محنته وتخليصه من مآسيه.

* * *

ولن يكون نهر البارد والقتال الدامي بين الجيش اللبناني وفتح الإسلام نهاية المطاف ومسك الختام لهذه السلسلة الطويلة من القتل والدمار والعبث في كل شيء جميل يزهو به لبنان.

فالمصالح الشخصية، والارتهان للقوى الخارجية، وغياب الحرص والحدب على لبنان، بعض ما أوصل لبنان - السيد الحر - إلى ما وصل إليه.

* * *

لا بأس من الاختلاف في وجهات النظر ضمن سياسة التعددية التي تعد جزءاً من الشخصية التاريخية لهذا البلد الذي يتمتع بالحرية بما لا تتمتع به دولة عربية أخرى.

لكن من الخطأ أن يتواصل القتال باستخدام آلة الحرب وآلة الإعلام، واستقبال التوجيهات من الخارج لتدمير لبنان والقضاء على وحدته واقتصاده ووضعه على النحو الذي لا يعرف المواطن طريقاً آمناً للوصول إلى عمله ومقر إقامته.

* * *

إنه لشيء محزن أن يدعي كل فريق أن الحق معه، وأن على الآخر أن يطيعه، ويستجيب لرأيه، ويتنازل عن قناعاته، ويسلم بالأمر صاغراً ودون رضاه.

وإلا فالميدان - لا غيره - هو الساحة لحسم الأمر مهما كلف ذلك مواطنيه من دماء، وكلف لبنان الجريح من تدمير لبنيته التحتية، ومزيداً من الضرر لاقتصاده المنهار.

* * *

هذه مأساة كبيرة ومؤلمة تخص اللبنانيين وحدهم، وعلاجها يتوقف على حكمتهم في التعامل معها؛ إذ ما من دولة أو أشخاص من خارج لبنان قادرون على إيجاد حل ينهي هذه المأساة ويضع حداً لها.

فمتى يكون أبناء لبنان من الوعي والشعور بالمسؤولية وتحكيم الضمائر بالدرجة التي توقف هذا المد وهذا الامتداد من المآسي عن بلادهم؟ ومتى يتفرغ اللبنانيون لبناء لبنان وحمايته من أعدائه، ومن أبنائه المفرطين بمصالحه ومستقبله وكل ما يميز هذا البلد من جمال أخاذ.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة