Al Jazirah Magazine Tuesday  16/01/2007 G Issue 202
روابط اجتماعية
الثلاثاء 27 ,ذو الحجة 1427   العدد  202
 
من أجل اختلاف مثمر
على الشريكين تجنب السلوكيات التالية

 

 

إعداد: وفاء الناصر

الخلافات بين الناس أمر طبيعي، أعداء كانوا ومنافسين أم أصدقاء وأحباء، وقد تتطور هذه الخلافات أحياناً إلى مشاجرات تنسف العلاقة بين الطرفين، وفي أحيان أخرى تعيدها إلى المسار الصحيح بعض المشاجرات قد يكون صحياً وبعضها الآخر مدمراً وقاتلاً لا يترك للصلح مكاناً وحتى لا تصل إلى خاتمة لا تتمناها إليك الآتي:

* ما ينبغي تجنبه في المشاجرات:

1- اعتماد التصميم، واتهام الآخر بأنه يتصرف (دائماً) على هذا النحو، وبأنه في تكوينه وشخصيته، يعاني من هذه المشكلة.. وأن هذه المواقف لا تنطلق من حادثة معينة، ولا تهدف إلى لفت النظر إلى خطأ ما، بل إلى إظهار مشاعر ضغينة مكبوتة تجاه الآخر، ما يجعله يأخذ على الفور موقفاً دفاعياً ومبادرة الآخر بالمثل.

2- القيام بضروب مؤذية تجاه الشريك: إن استغلال الجدال الدائر حول موضوع معين لتوجيه ضربات دنيئة للآخر، وتذكيره بعيوبه وسلبياته وإخفاقاته وفشله لا يؤدي أبداً إلى الوصول إلى حل، بل قد يزعزع أسس العلاقة ويدمرها، لأنه يعبر عن استعداد الشريك الذي يقوم بذلك للنزول إلى مستويات دنيئة لأذية الآخر، أو لمعاقبته على أمور سابقة بشكل قاسٍ ومؤلم.

3- استعمال العنف الكلامي أو الفعلي: الهجوم على الآخر، وضربه أو رميه بأدوات البيت، كما استعمال الكلام المؤلم والشتائم التي تحط صورته.. ويجعل المسألة مسألة مبارزة الهم الأساسي فيها هو الدفاع عن النفس أو الهجوم عوض التركيز على موضوع المشكلة الأصلي.

4- البوح بسر دفين: أو الاعتراف بشيء كان حتى الآن مخفياً، لأن ذلك أمر في غاية الخطورة قد يؤدي إلى تفجير الثقة بين الشريكين فيأتي الشجار لزيد الوضع تأزماً، بالطبع، لن يكون كلام من يبوح به بالاعتراف عن قناعة بل عن فقدان قدرة السيطرة على النفس، أو الرغبة في الانتقام من الآخر.

* لمشاجرات بناءة!

1- الانطلاق من نقطة خلاف محددة: صحيح أن تراكم نقاط الخلاف وعدم القدرة على (ابتلاعها) المسبب الرئيسي للانفجار واللجوء إلى رفع الصوت، ولكن لابد من الانطلاق من سبب مباشر يكون المفتاح لجميع الأمور الأخرى التي كانت مكبوتة حتى الآن، فبهذه الطريقة تكون المشاجرة بناءة لجهة أنها تسمح بالتعبير عن كل ما كان مسكوتاً عنه، وعدم إبقائه في القلب.

وبالتالي التخلص من التوتر الداخلي الذي كان يسببه، ما يسمح بتخطي سوء التفاهم وعدم الدوران في حلقته المفرغة وبتوضيح أمور كانت غامضة والتفاهم عليها.

2- المشاجرة البناءة تتضمن (قبل وبعد): فإذا لم يتغير شيء بعدها، تكون مضيعة للوقت وهدراً لطاقة، لذلك يسمح بتجميع الحجج المنطقية لمواجهة الآخر بها، ومن ثم السير بالمشادة نحو موضوعات أخرى هي الأسباب الأساسية الكامنة وراء المشكلة، والتي غالباً ما لا يكون لها علاقة بالشرارة الأولى من المشاجرة، هنا يصبح في الإمكان الوصول إلى (بعد) أي إلى وضع أفضل تكون قد طرحت فيه القضايا العالقة وتم بحثها ومناقشتها.

3- عدم كبت الغضب أو تقديم التنازلات المستمرة: السكوت عن الأمور التي تزعج الطرفين، ومحاولة التغاضي عنها بشكل مستمر، وكبت الانفعالات، وخنق الاعتراضات، وتقديم التنازلات دائماً وعدم التعبير عن أي شعور بالانزعاج.. هذه الأمور كلها هي الطريقة (المثلى) لإحداث ضغط داخلي يؤدي في يوم من الأيام إلى انفجار مدمر قد ينسف العلاقة بين الطرفين من أساسها، لذلك يستحسن ترك العنان للغضب كي يعبر عن ذاته، من وقت إلى آخر في مشاجرة مثمرة، والسير بها إلى النهاية.

وعدم التوقف في وسطها، على ألا يتخطى الغضب حدوداً معينة، وأن يراعي القواعد والأصول.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسة

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة