Al Jazirah Magazine Tuesday  16/01/2007 G Issue 202
روابط اجتماعية
الثلاثاء 27 ,ذو الحجة 1427   العدد  202
 
تنمية المشاعر السلبية!!

 

 

ليس هناك قمقم يتسع للمشاعر وإن تناهت في الصغر، لأنها في الواقع مهما صغرت فهي قابلة للتنامي. واستياء أحد الزوجين من الآخر هو نوع من المشاعر التي تكبر بسرعة إذا لم يتم تبديدها بالبوح والحوار.

مخطئ من يعتقد أن كبح المشاعر (السلبية) هو أمر طيب على الدوام، قد تسير الأمور على النحو الآتي: امرأة معبأة بالشكوى من تصرفات زوجها ولكنها تخشى البوح وتداعياته، تخاف من أن يؤدي تعبيرها عن تلك الشكوى إلى رد فعل عصبي وغاضب من الزوج.

بالنتيجة فهي تغير اتجاه الشكوى من الخارج إلى الداخل تتحول الشكوى إلى حوار (مونولوج). حوار شبيه بأي حوار عادي بين اثنين إلا أن الأخذ والرد فيه يتمان على نحو متخيل، يهيأ إلى تلك المرأة وهي تعاتب زوجها غيايباً وبقسوة شديدة أنها تنتصر عليه، إذ تثبت له صحة موقفها وبطلان موقفه. لكن شيئاً لا يتغير في الواقع، لأن ما تفعله هو في الحقيقة نوع من الكبت لا البوح، ومع الزمن تتراكم بواعث الاستياء وتتحول إلى ضجر أقرب إلى اليأس.

لقد اتخذت تلك المرأة قراراً غير واعٍ بأن تحيد مشاعرها السالبة والموجبة على سواء، لقد قررت أن المشاعر الوحيدة التي يمكن التعايش معها هي تلك المشاعر السطحية عديمة المعنى التي لا تكفي لانشغال أي جذوة للحب الحقيقي.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسة

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة