الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Tuesday 17th May,2005 العدد : 127

الثلاثاء 9 ,ربيع الثاني 1426

مَنْ يُرْشِدُنِي؟!
أحاولُ أن أفهم ما الذي يجري حولنا أسبابه ودواعيه وسبل معالجته بشيء من الاستيعاب والفهم الواعي لهذه الظواهر المقلقة..
وتأتي محاولاتي دون جدوى في ظل ما تشكله التطورات الساخنة في العالم من تراكمات مؤذية، سببها الغموض الذي يُغيِّبُ الأسباب فتغيب معه المعالجة..
وأسأل نفسي من حين لآخر: لماذا تتفاقم المشكلات وتزداد بؤر المنغصات دون أن يلوح في الأفق ما يدل على التهدئة باتجاه المعالجة السليمة والنهائية لها؟.
***
فالعالم اليوم..
بدوله وقاراته وأممه وشعوبه..
بكل فئاته وألوانه وأعراقه وأنواع فصائل دم أفراده..
بالغني والفقير من هؤلاء..
دون أن يُستثنى أحدٌ..
يكتوي اليوم بنار هذا التباعد بين الدول وهذا التنافر بين الشعوب والأمم.
***
أحاول أن أقترب من المشكلة..
أستدني معلومة ولو صغيرة قد تمر سريعًا..
حتى لا أبقى على حيرتي وذهولي ونظرتي التشاؤمية لهذا الذي أراه وأعايشه صباح مساء..
فيقعدني ربما جهلي أو طيبتي أو استسلامي عن الالتصاق بالمعلومة العابرة التي قد تقودني إلى معرفة ما أريد.
***
فكل ما يجري حولنا أو بعيدًا عنا من المهم أن نتعرف عليه..
بأن نحاول أن نضع أيدينا وعقولنا وكل قدراتنا
بمسافة ليست بعيدة عنه..
لكن تظل المحاولة دون قامة طويلة..
بجسدها المنهك وأطرافها المشلولة..
حيث لا تتعدى المسافة بل تنحصر في حدود ما حدده لها مصطلح المحاولة.
***
فهل هناك عاقل بيننا يدعي معرفة حقيقة ما يجري اليوم في لبنان؟ وإلى أين سيكون المنتهى؟..
ومَنْ ذا الذي يملك عقلًا راجحًا، ويقول لنا بثقة شيئًا نتعرف من خلاله على حقيقة ما يُخطط للسودان؟..
ومثل ذلك أسأل: لماذا كل هذه الدماء في أرض الرافدين؟..
ومَنْ ذا الذي يريق دماء الأبرياء على النحو الذي نراه في عاصمة الرشيد؟.
***
في فلسطين وإسرائيل، وحيث تشعل هذه القضية عالمنا كلما مر بفترة هدوء وسكون..
هل هناك توجهٌ حقيقيٌّ وصادقٌ لحل المشكلة حلاً عادلاً يُنهي صراع أجيالٍ ويُوقفُ حمامات دمٍ كثيرة لا مبرر لها؟..
هل هناك مَنْ يدلنا على مخطط حقيقي وملزم لحل أو عدم حل لهذا الجزء الملتهب والساخن من العالم؟.
***
وماذا نقول عن سوريا وإيران وكوريا الشمالية وأفغانستان ودول أفريقية عديدة، وحالات أخرى مماثلة في دول آسيا، طالما أن ما هو مُبيتٌ يخفى علينا، ويغيب عنا، ولا يقول به وعنه إن قالوا الا ذوي النفوذ والسيطرة والقوة والجبروت، فيما عقولنا وأفكارنا وتصوراتنا وأحلامنا في حالة استرخاء وإجازة طويلة بدايتها معروفة والعودة منها مسجلة في القائمة المجهولة أو المنسية.. لا فرق!!.


خالد المالك

width="68%" valign="top" align="center" dir="rtl">
مصالح واشنطن تحرك خيوط اللعب الأمريكي
الهند وإيران وباكستان.. (مثلث الاضطراب)!!

* إعداد أشرف البربري
عندما خرج التقييم القومي للمخابرات الأمريكية وهو تقرير شامل يحتوي خلاصة تقارير مختلف أجهزة المخابرات الأمريكية في فبراير الماضي يحذر من أن الولايات المتحدة تواجه خطر التهميش في منطقة جنوب آسيا وشبه القارة الهندية، تحركت على الفور آلة البحث والدراسة في واشنطن من أجل منع هذا الخطر واحتوائه.
وخرج علينا محلل استراتيجي أمريكي يتحدث عن إيران وباكستان والهند تحت اسم (مثلث الاضطراب) وأن الوجود الأمريكي في المنطقة هو الضمان الوحيد للتقليل من حدة الطبيعة المضطربة لهذه المنطقة.
وفي تقرير موسع لنظرية (مثلث الاضطراب) والسياسات الأمريكية تجاه إيران والهند وباكستان تناولت صحيفة آسيا تايمز العلاقات بين الهند وباكستان وإيران من ناحية والدور الأمريكي في المنطقة والدور الصيني والروسي من جانب آخر. وقال المحلل الاستراتيجي إياسون أثاناسياديس في التقرير الذي نشرته الصحيفة إن الأيام الأخيرة شهدت تسارعاً في محاولة صياغة علاقة ثلاثية حيوية بين ثلاث قوى إقليمية مهمة وهي الهند وباكستان وإيران. والعلاقة بين الدول الثلاث يمكن اعتبارها علاقات تعاونية وصراعية في الوقت نفسه.
تحاول إيران إقامة تحالف مع جيرانها في مواجهة التوتر المتزايد بينها وبين الولايات المتحدة في الوقت الذي تحاول فيه كل من الهند وباكستان الخروج من الحلقة المحكمة للنفوذ الأمريكي على المنطقة من خلال الدخول في علاقات إقليمية يمكن أن تشكل حائط صد للنفوذ الأمريكي المتزايد.
في الوقت نفسه فإن باكستان والهند تحاولان الحصول على أكبر قدر ممكن من الفوائد من التقارب مع الولايات المتحدة بما في ذلك الحصول على الأسلحة المتقدمة من الترسانة الأمريكية.
ارتياح جزئي إيراني
وبعد سياسة ناجحة نسبياً تمكنت حكومة ذات أغلبية شيعية من الوصول إلى الحكم في العراق المجاورة لإيران وهو ما يعطي إيران قدراً من الارتياح الجزئي تجاه حدودها الغربية مما يتيح لها الفرصة للتطلع شرقاً حيث أفغانستان وباكستان والهند من أجل محاولة تطبيع العلاقات بينها وبين تلك الدول المجاورة على أمل أن يؤدي دعم هؤلاء الجيران لها إلى التخفيف من تداعيات الوجود العسكري الأمريكي حول إيران من أفغانستان إلى العراق.
في الوقت نفسه فإن إيران تسعى إلى تدعيم علاقاتها مع القوى الإقليمية العظمى مثل الصين وروسيا.
وخلال الأسابيع القليلة الماضية بررت واشنطن وجودها المتزايد في المنطقة عندما قالت إن إيران وباكستان والهند تشكل (مثلث الاضطراب).
فقد قال لاري جودسون المحلل الاستراتيجي في كلية الحرب الأمريكية (الهند وباكستان وإيران مثلث اضطراب والوجود الأمريكي في المنطقة يهدف إلى التخفيف من الطبيعة المضطربة للمنطقة).
وأضاف: (الولايات المتحدة تواجه معضلة حقيقية حيث إنها مضطرة للتواجد في المنطقة لكي نحقق مصالحنا الاستراتيجية في الاستقرار وإعادة تشكيل هذه المنطقة المضطربة، ولكن في الوقت نفسه فإن وجودنا في المنطقة يجذب بعض المتشددين الإسلاميين الذين يريدون عرقلة المشروع الأمريكي لخريطة العالم. والحقيقة أن المشاعر المعادية للولايات المتحدة وصلت في بعض المناطق إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق لدرجة أننا لا نستطيع البقاء فيها وفي الوقت نفسه لا نستطيع تحمل تداعيات الخروج منها).
استراتيجية العصا والجزرة
وأشار أياسون إلى أن واشنطن عادت لاستخدام استراتيجية العصا والجزرة لعرقلة المحاولات الإيرانية للتقارب مع جيرانها التي يمكن أن تضع حداً للعزلة التي تحاول واشنطن فرضها على طهران منذ ربع قرن.
والجزرة التي استخدمتها واشنطن هي عرض بيع أسلحة متقدمة لكل من الهند وباكستان ممثلة في طائرات إف 16 القادرة على إطلاق قنابل محملة برؤوس نووية. وقد قبلت الهند العرض الأمريكي وتحاول في الوقت نفسه إثارة ضجيج بشأن قدرتها على التقارب مع الاتحاد الأوروبي وروسيا كمصادر بديلة للسلاح.
أما باكستان وفي ضوء التعاون الوثيق بين إيران والعدو التقليدي لباكستان أي الهند فإنها تبنت خطاً أكثر توازناً حيث رحبت بالوجود العسكري الأمريكي في أفغانستان وفي الوقت نفسه عرضت لعب دور الوسيط بين طهران وواشنطن من أجل تسوية أزمة الملف النووي الإيراني. والحقيقة أن دوائر الحكم في طهران تدرك حقيقة أن جارتها ذات الأغلبية السنية أي باكستان يمكن أن تستخدم الأسلحة المتقدمة التي تحصل عليها من واشنطن في مهاجمتها في يوم من الأيام وهو الخوف الذي غذاه تشديد واشنطن لسياسة الاحتواء ضد إيران. ولذلك فإن سياسة الإدارة الأمريكية من أجل احتواء الخطر الإيراني يمكن أن يؤدي إلى نتائج عكسية بدفع إيران أكثر إلى الحصول على الرادع النووي مهما كان الثمن. وفي مارس الماضي قال مسؤولون باكستانيون إن صفقة شراء طائرات إف 16 من الولايات المتحدة ليس له أي علاقة بالتوتر الحالي بين واشنطن وطهران.
وكانت هذه التصريحات رداً على تقارير إعلامية ذكرت أن باكستان وافقت على التعاون مع واشنطن من أجل تفكيك البرنامج النووي الإيراني مقابل حصول إسلام آباد على الطائرات المتقدمة.
وقد اعترفت باكستان بأن أحد أكبر علمائها النوويين وهو عبد القدير خان المعروف باسم أبو القنبلة النووية زود إيران بأجهزة طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم اللازم لإنتاج قنبلة نووية. كما انتقد بعض المسؤولين الباكستانيين إيران بسبب عدم تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أجل إغلاق الملف الإيراني.
ثم تزايد التوتر في العلاقة بين طهران وإسلام أباد بسبب اتهام الإيرانيين بتشجيع التوترات العرقية في إقليم بلوشستان الباكستاني على الحدود بين البلدين.
تحالف صيني باكستاني
وكأن الأمر يحتاج إلى مزيد من التعقيد حيث تشهد العلاقات بين الهند وباكستان تقارباً سريعاً الأمر الذي دفع باكستان إلى تكثيف جهودها للحفاظ على التحالف التاريخي بينها وبين الصين.
فقد وقعت باكستان والصين اتفاقية صداقة في مارس الماضي وبدأت مفاوضات بين الدولتين من أجل توقيع اتفاق لتحرير التجارة بينهما.
ولكن هذه العلاقات الباكستانية الصينية تفتقد إلى البعد الاستراتيجي الذي تركز عليه نيودلهي في صياغة علاقتها الجديدة مع بكين.
فقد حولت الهند والصين العلاقات بينهما إلى (علاقات استراتيجية) بعد أول حوار من نوعه بين البلدين في نيودلهي في يناير الماضي.
ومنذ أسبوعين فقط تقريباً بدأت الهند والصين تحركات جادة من أجل تسوية النزاعات الحدودية القديمة بين البلدين لإزالة العقبات في طريق ازدهار التبادل التجاري بين أكبر كتلتين سكانيتين في العالم بعد أن وصل حجم التبادل التجاري بينهما العام الماضي إلى 13.6 مليار دولار وهو أعلى مستوى له على الإطلاق.
في المقابل تحسن إيران أيضاً علاقاتها مع الصين. فالتنين الصيني يحصل على 13.6 في المئة من احتياجاتها من الطاقة من إيران ويسعى إلى زيادة وارداته من النفط والغاز الإيرانيين بعد توقيع اتفاق ضخم في هذا المجال خلال الفترة الأخيرة.
حيث وقعت طهران وبكين اتفاقاً أولياً لبيع نفط وغاز إيرانيين إلى الصين بقيمة تتراوح بين سبعين ومائة مليار دولار في الوقت الذي تساعد فيه الصين في تطوير حقل ياريفان للغاز والنفط القريب من الحدود مع العراق وهو ما يجعل المصالح الصينية على خط التماس مع الوجود العسكري الأمريكي في العراق.
وكانت الصين قد تعهدت أيضاً في وقت سابق من العام الحالي بشراء غاز طبيعي من إيران بقيمة عشرين مليار دولار على مدى السنوات الخمس والعشرين المقبلة.
في المقابل تصدر الصين لإيران السلع المصنعة مثل أجهزة الكمبيوتر والأجهزة المنزلية والسيارات.
والحقيقة أن الصين على وجه التحديد حليف مهم بالنسبة لإيران حيث تمتلك الصين حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن وهو ما يمكن أن يعرقل أي محاولة أمريكية لفرض عقوبات دولية على إيران من خلال مجلس الأمن الدولي.
هجوم الشرق
وفي إطار (هجوم الشرق) الذي تقوم به إيران لقطع الطريق على أي محاولة أمريكية لحصارها بدأت طهران في إقامة علاقات تجارية قوية مع الهند ومحاولة الوصول إلى سياسة مشتركة مع دول آسيا الوسطى وهي منطقة استراتيجية أساسية.
ففي يناير الماضي وقعت شركة إنديان أويل كورب الهندية المملوكة للدولة اتفاقاً مع شركة بيتروبارز الإيرانية لتطوير قطاع غاز في حقل جنوب فارس العملاق للغاز الطبيعي الذي يحتوي على أكبر احتياطي غاز طبيعي في العالم.
في الوقت نفسه فإن الهند تتعاون مع إيران في تأمين الملاحة في مياه الخليج العربي كما تساعد في تطوير ميناء جوادار الإيراني لتحويله إلى مركز ملاحي وتجاري إقليمي. في الوقت نفسه فهناك نمو متسارع للعلاقات الإيرانية الهندية في مجال الطاقة. وقد بدأت الدولتان بالفعل مشروعاً مشتركاً لمد خط أنابيب غاز ينقل الغاز الإيراني إلى الهند عبر الأراضي الباكستانية. وهذا المشروع الذي يطلق عليه اسم (خط أنابيب السلام) ويتكلف 4.5 مليارات دولار يمكن أن يقوي العلاقات بين الدول الثلاث المشتركة فيه وهي إيران والهند وباكستان من خلال إيجاد مردود اقتصادي للتعايش السلمي بين أعداء الأمس.
ولكن واشنطن أعربت عن استيائها من التعاون والتقارب بين الهند وإيران عندما ذكرت وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس أن واشنطن قلقة بشأن مشروع خط أنابيب الغاز بين الهند وإيران.
ولكن الهند وفي موقف نادر خلال الفترة الأخيرة ردت بقوة على التعليق الأمريكي بالقول إن متطلبات تأمين احتياجات البلاد من الطاقة على المدى الطويل هي التي تحدد سياسة الطاقة الهندية وليست الاعتبارات السياسية هي التي تحددها.
وقال إس. سي تريباتهاي وزير النفط الهندي: (اعتقد أن هناك عدداً كبيراً من الشركات التي تعمل في إيران بما في ذلك عدد كبير من الشركات الأوروبية..
كما أن هناك عدداً كبيراً من دول العالم لها علاقات اقتصادية قوية مع إيران، لذلك اعتقد انه من واجبنا أن نعمل أيضاً من أجل التوصل إلى اتفاقيات جيدة في مجال الطاقة مع إيران). ولكن ربما ما يمكن أن يثير قلق باكستان بعيداً عن الاتفاقات التجارية بين إيران والهند هو اتجاه الدولتين نحو إقامة علاقات عسكرية محدودة منها إقامة تدريبات بحرية مشتركة في مارس عام 2003 التي ربما كان دافع طهران إليها هو الوجود العسكري الأمريكي في الخليج العربي. كما أن إيران تحتاج إلى الهند لمساعدتها في صيانة وتطوير العديد من الأسلحة البحرية والجوية منها الطائرة ميج 29
ففي تقرير لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية تحت (عنوان تطوير القدرات العسكرية الإيرانية)، فإن طهران طلبت من الهند مساعدتها في تطوير بطاريات للغواصات تكون ملائمة للعمل في المياه الدافئة بالخليج العربي أكثر من تلك البطاريات التي حصلت عليها إيران من روسيا وهي أكثر ملائمة للعمل في المياه الباردة.
في الوقت نفسه فإن إيران تشتري المزيد من الأسلحة والمعدات العسكرية وخصوصاً الصواريخ من الصين.
مخاوف إسرائيلية
وبعيداً عن إسلام آباد فإن التقارب الحالي بين طهران ونيودلهي يثير أيضاً قلق تل أبيب.
وقد أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي عن قلقه تجاه هذا التحالف الهندي الإيراني لمضيفه الهندي خلال زيارة آرييل شارون للهند عام 2003
وقد حذر مسؤولون إسرائيليون من إعادة النظر في مبيعات التكنولوجيا العسكرية الإسرائيلية لنيودلهي إذا وجدت إسرائيل أن الهند يمكن أن تنقل هذه التكنولوجيا إلى طهران.
والحقيقة أن الهند حريصة على عدم إغضاب واشنطن لذلك فهي حريصة على الاحتفاظ بمسافة فاصلة بينها وبين إيران فيما يتعلق بالملف النووي بالتحديد رغم أنها ذكرت أنها تساعد إيران في الحصول على الكهرباء من الطاقة النووية.
وتنظر إسلام أباد إلى طهران باعتبارها خطراً عليها تماماً مثل نيودلهي.
يقول عيسى صادق مدير الأبحاث السابق في البحرية الباكستانية إن من المفيد لباكستان من الناحية الاستراتيجية تأييد أي سياسة عدائية تجاه إيران.
أما طلعت مسعود الجنرال السابق في الجيش الباكستاني فقال لإذاعة صوت أمريكا التي تمولها الحكومة الأمريكية إن باكستان سوف ترحب بأي وجود عسكري أمريكي دائم في المنطقة. وأضاف أن المسؤولين في إسلام أباد سيكونون سعداء برؤية وجود عسكري أمريكي هناك على أساس أن هذا الوجود سيوفر دعماً لباكستان في مواجهة أي عمل عدائي من جيرانها. ويضيف الجنرال المتقاعد (بكل أمانة باكستان معكم (أي الأمريكيين) وأنا اعتقد أنها لا تعارض وجوداً عسكرياً أمريكياً دائماً في المنطقة لأن الباكستانيين يعتقدون أنه طريقة جيدة لمواجهة الهند من خلال وجود علاقة جيدة مع الولايات المتحدة).
هذه التصريحات تعكس شعور باكستان بعدم الأمن وهو ما تأمل واشنطن في استغلاله من أجل الحصول على قواعد عسكرية دائمة في المنطقة.
يقول كريستوفر كاندلاند وهو أكاديمي أمريكي ويقوم حالياً ببحث في مدينة بيشاور الباكستانية على الحدود مع الهند عن السياسات في جنوب شرق آسيا: إن الهند تشعر أنه كلما بدت باكستان كخطر بالنسبة لواشنطن بسبب الحركات المتشددة كلما سعت واشنطن إلى تدعيم علاقاتها مع نيودلهي.
ويضيف إن المؤسسة العسكرية الباكستانية تمارس لعبة خطيرة عندما تستخدم الجماعات الإسلامية المتشددة المعادية تقليدياً للولايات المتحدة من أجل الضغط على واشنطن للحصول على المزيد من المساعدات العسكرية.
أيضاً فإن واشنطن تبدو أكثر انجذاباً نحو نيودلهي. ففي حين عرضت أمريكا بيع طائرات إف 16 قادرة على حمل صواريخ نووية لكل من الهند وباكستان فإنها سمحت للهند فقط باختيار شراء طائرات إف 18 الأحدث من إف 16
كما أن العرض المقدم للهند يشمل أيضاً الترخيص بنقل التكنولوجيا المتقدمة لشركات السلاح الهندية في هذه الصفقة وهو ما لم تقدمه أمريكا لباكستان.
انجذاب أمريكي للهند
يقول كاندلاند إن هذه الصفقة تكشف بوضوح عن التزام الولايات المتحدة طويل المدى تجاه الأمن الهندي في حين أنها لا تلتزم بالأمن الباكستاني إلا طالما أن باكستان مستمرة في التعاون معها في مطاردة تنظيم القاعدة الإرهابي.
وهذا الكلام يعني ببساطة أن أمريكا يمكن أن تتخلى عن باكستان بمجرد الانتهاء من المعركة ضد القاعدة حيث لن يعد لإسلام أباد أي فائدة بالنسبة لواشنطن وربما تنقلب واشنطن عليها وتسعى إلى تجريدها من ترسانتها النووية.
وبالطبع فإن إيران لا تنظر بارتياح إلى التحركات الأمريكية في المنطقة.
فطهران تنظر إلى عسكرة المنطقة بما في ذلك التحالفات الأمريكية مع الهند ومع باكستان باعتباره خطراً متنامياً بالنسبة لأمنها على المدى البعيد. لذلك فإن طهران ردت على هذا الخطر بدعم علاقاتها مع روسيا والقوة الصاعدة بسرعة الصاروخ وهي الصين.
وقد زار وفد إيراني رفيع المستوى الصين الشهر الماضي لبحث سبب توسيع العلاقات التجارية بين البلدين، في حين أن روسيا هي المساند الأول للبرنامج النووي الإيراني.
ورغم التاريخ الطويل من التدخل الروسي في الشأن الإيراني فإن العلاقات بين البلدين الآن في أفضل حالاتها من الحرب العالمية الثانية. وفي ظل الحقائق الراهنة فإن المستقبل قد يشهد المزيد من التقارب الإيراني مع الصين وروسيا والهند حتى في ظل تطور العلاقات بين الحكومة الباكستانية الموالية للغرب وواشنطن.
وقد حذر التقييم المخابراتي القومي الأمريكي وهو تقرير شامل يضم خلاصة تقديرات مختلف أجهزة المخابرات الأمريكية بما في ذلك وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ومجلس المخابرات القومي وغيره حذر من أن الصين والهند يمكن أن يصبحا قوى عالمية كبرى بحلول 2020 وأضاف التقرير الصادر في فبراير الماضي أنه من المؤكد أن آسيا سيكون لها أهمية خاصة في حركة التغيير العالمي خلال الخمسة عشر عاماً المقبلة..
وهناك مجال واسع لاحتمالات المستقبل بالنسبة للدور الأمريكي في هذه المنطقة.
فقد تتمكن واشنطن من تحسين دورها وقد تجد نفسها بلا أي فاعلية ولا قيمة فيها).
ويبدو أن واشنطن تستشعر فعلاً الخطر الذي يهدد نفوذها في المنطقة لذلك اتجهت إلى إشعال سباق التسلح في المنطقة وخصوصاً بين الجارتين اللدودتين الهند وباكستان.
كما أن واشنطن وفي خطوة غير مسبوقة دعت إسرائيل إلى الانضمام لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية فيما يعد محاولة من واشنطن لتحسين صورتها أمام العالم خصوصاً بالنسبة لازدواجية المعايير التي تتعامل بها مع تل أبيب.
ثم إنه ومع تحسن الأوضاع في أفغانستان واتجاهها نحو الاستقرار فإن أهمية باكستان الاستراتيجية للولايات المتحدة تتضاءل لتصبح بلا قيمة، في الوقت الذي تزداد فيه أهمية إيران سواء في منطقة جنوب آسيا أو في العالم العربي.
فإيران الغنية بالنفط والغاز رقم مهم في كل معادلات التحالفات وحسابات القوى الكبرى سواء كانت تلك القوة الولايات المتحدة أو الصين أو الهند.
ورغم ذلك فإن مصير طهران يتوقف على عدد من العوامل ليس أقلها السرعة التي ستظهر بها حقيقة موارد الطاقة في منطقة آسيا الوسطى وبحر قزوين وموقف روسيا والاتحاد الأوروبي تجاه المنطقة. وحتى هذه اللحظة فإن الأمور تبدو بالنسبة لطهران مقبولة. فعلى حدودها الغربية ما زالت الولايات المتحدة غارقة في المستنقع العراقي.
كما أن الحكومة الجديدة في بغداد خاضعة لسيطرة الشيعة وبالتحديد للتيارات الشيعية ذات العلاقة الوثيقة مع طهران.
ومن ناحية الشرق نجحت إيران في إقامة شبكة تحالفات ومصالح مع القوى الإقليمية المؤثرة وبخاصة الصين والهند.
إذن فحتى هذه اللحظة يمكن القول إن إيران بعيدة بصورة كبيرة عن الأمواج التي تتلاطم في تلك المنطقة الملتهبة من العالم.

..... الرجوع .....

الطب البديل
الفن السابع
الفن العربي
عالم الاسرة
المنزل الانيق
نادي العلوم
خارج الحدود
الملف السياسي
استراحة
تقرير
إقتصاد
منتدى الهاتف
تحقيق
مجتمعات
من الذاكرة
جزيرة النشاط
روابط اجتماعية
x7سياسة
الحديقة الخلفية
شاشات عالمية
رياضة
تميز بلا حدود
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved