Al Jazirah Magazine Tuesday  17/07/2007 G Issue 227
منتدى الهاتف
الثلاثاء 3 ,رجب 1428   العدد  227
 
أسعار الدواء.. جرح فوق جرح

 

 

إعداد - عصام عبد الحميد:

بين فترة وأخرى تطرح أسعار الدواء للنقاش. المستهلكون يؤكدون أنها ترتفع من دون مبرر، والشركات تنفي وتبرر الارتفاع بعوامل خارجية وارتباطات باليورو والدولار، والقضية تبقى عالقة، والأدوية تستمر في الارتفاع، والضحية دائما هو المريض.

منتدى الهاتف طرح الموضوع للنقاش، وجاءت الآراء والمشاركات لتؤكد وجود ارتفاع دائم في أسعار الأدوية، يختلف من شركة إلى أخرى ومن دواء إلى دواء. ولكن اللافت أن الأدوية التي تخص أمراضا معينة كانت حصتها أكبر في الارتفاع.

ولمواجهة هذا الواقع تعددت الاقتراحات، ومنها البحث عن الأدوية البديلة والإقبال على المحلية منها، والدعوة إلى كبح الارتفاع بآليات معينة تتولاها وزارة الصحة.

إن ارتفاع أسعار الأدوية يؤكد أن الحاجة أصبحت ملحة لتشجيع الاستثمارات في القطاع الدوائي وتقديم التسهيلات للشركات المحلية لإنتاج مختلف أنواع الأدوية بالجودة العالية والأسعار المناسبة خاصة أن التجارب التي تحققت في هذا المجال كانت إيجابية ومشجعة، فكم من مصنع للدواء في مدننا الغالية يقدم إنتاجه المتقدم من الأدوية ويلقى الإقبال والنجاح وحتى التصدير للخارج بما يدعو للتوسع في هذا النشاط الذي يصب في مفهوم الأمن الدوائي ويسهل تقديم الدواء المناسب بالسعر المناسب.

إن الدواء ليس حاجة كمالية، ولا يمكن الاستغناء عنه مهما كانت الحالة المرضية مزمنة أو طارئة، والحرص على استقرار أسعاره وتوفيره باستمرار وبكميات تلبي قدرة كل مريض يعد مطلبا مهما يجب أن تعمل كل الجهات المعنية على تحقيقه، فالموضوع في النهاية يتعلق بالإنسان وصحته وعافيته وحياته.

غير طبيعي

( فهد مرزوق الدهمشي: في الفترة الأخيرة ارتفعت أسعار الأدوية بشكل غير طبيعي، والعجيب أنه إذا سألنا الصيدلي عن ارتفاع الأسعار قال بسبب الجودة، والحقيقة هي كما عرفتها أن الجودة لم تزد ولم تنقص، وعندما اذهب إلى صيدلية أخرى أجد أن السعر مختلف يزيد أو ينقص عن السعر الذي وجدته في صيدلية أخرى. ما ذنب هؤلاء الذين يدفعون مبالغ كبيرة لأجل الحصول على هذا الدواء؟ هل لأنهم محتاجون له؟ فنحن نشتري الدواء بقيمته أو منفعته ولم أجد سببا للارتفاع، فكل سنة تزيد الأسعار ويصعب الوصول إلى الحقيقة في هذا الموضوع الشائك، وتبقى كل التبريرات غير مقنعة.

لا بد من الضبط

( عبدالرحمن: لا شك أن الدواء يحتاجه كل مريض وكل إنسان؛ ليكون سببا بإذن الله للشفاء، لكن القضية الآن تتمثل في كثيرين من الناس لجؤوا إلى المستوصفات الأهلية، وهذه لا توزع الأدوية مجانا كما تفعل المستوصفات الحكومية، فيكون الدواء بالمال وأغلب الأدوية تكون مرتفعة السعر وخاصة لمرضى السكر والروماتيزم والنساء والولادة، وهي كلها تكلف رب الأسرة مبالغ طائلة مرهقة. ويضاف إلى ذلك قضية الأمراض البدنية وكذلك الأمراض النفسية، فأكثر العيادات - هدى الله أصحابها - أسعارها مبالغ فيها، ومن أراد أن يذهب إلى مختص فأقل سعر تقريبا 250 ريالا وبمواعيد طويلة.. وبصراحة أقول إن هذه الأمراض آفة من آفات العصر. وأخيرا: إن هذه البلاد المباركة لم تألُ جهدا في توفير المستشفيات الحكومية، لكن الازدحام عليها يؤدي إلى ظهور حالات سلبية تحتاج من الجهات المعنية المتابَعة ورصد المخالفات وضبط الأسعار.

البيع بالتجزئة

( عبدالله سليمان الثنيان: إن الدواء (للأسف الشديد) وبدلا من أن يكون دواء للعلة وعلاجا للأمراض تحول بأسعاره المبالغ فيها إلى داء ومرض وزيادة في الجرح بدلا من أن يكون بلسما ومخففا للأوجاع والآلام.. فالمراجع للصيدليات يشاهد أن الأسعار عالية جدا، وفي نظري لها عدة أسباب منها:

* عدم توافر الأدوية في صيدليات المستشفيات الحكومية.

* عدم متابعة الأسعار من الجهة المسؤولة في تسعير الأدوية، وأعتقد أن الأسعار (حسب معلوماتي) هي أسعار دولية ولا يجوز التلاعب فيها!

وأعتقد أن الحل الأسهل أن تباع الأدوية بشريط وليس بالعلبة كاملة، وسيبقى في العلبة عدد لم يستخدم، وهذا الحل يخفف من الأسعار، وهناك أناس لا يجدون بعض تلك الأدوية وهي مهمة جداً.

تدخل الصحة

( محمد بن عبدالعزيز اليحيى: في الحقيقة موضوع الدواء موضوع شائك ولا يمكن أن يوجد له حل إلا من خلال تدخل من وزارة الصحة وحماية المستهلك لأن السعر أصبح الآن لا يطاق وخصوصا لمن لديهم أمراض مزمنة كالربو والضغط والسكر وبعض الأمراض الأخرى، وخصوصا أصحاب الدخل المحدود. إن أسعار الدواء ارتفعت بشكل ملحوظ لا يكاد يصدقه عقل، تجاوزت الـ50%، ونحن نطالب الآن بتوفير الأدوية ونركز على المواطن، أتمنى أن توفر الأدوية المهمة خاصة للأمراض المزمنة في الصيدليات الحكومية داخل المراكز الصحية والمستشفيات. والله من وراء القصد.

الدواء والغذاء

( عمرو بن إبراهيم العمرو: الدواء والغذاء أمران مهمان في حياة كل إنسان. كيف لا والمرء لا يستطيع أن يعيش بلا غذاء كما انه في حال مرضه لا يبرأ بعد إذن الله إلا باستخدام الدواء؛ فهو مفيد ومهم، وإذا لم يتسن لهذا الإنسان تناول الدواء الموصوف فإنه قد تسوء حالته؛ لذا بات لزاما أن تساعد كل الهيئات والجمعيات المختصة في توفير هذا الدواء وفي جعله في متناول هذا المريض بسعر مناسب وبشكل رائع وبخدمة جيدة حتى لا يجتمع على المريض غلاء الدواء ووطأة المرض، ولهذا الأمر يتعين علينا اتخاذ عدد من الخطوات، منها:

* التوسع في الأبحاث وتوفير المبالغ اللازمة لها داخل الوطن وإعداد شباب مختصين في الأبحاث الدوائية لاكتشاف أدوية جديدة مفيدة في خدمة البشر.

* دعم وإعفاء من التكاليف لكل منشأة أو مصنع يسهم في هذا الموضوع، ألا وهو الدواء، ومحاولة تقديم كافة الخدمات والتسهيلات له حتى يبرز لدينا مخزون وطني وبديل جيد إذا كان هناك أسعار مرتفعة لأدوية أجنبية بنفس الكفاءة وذات المستوى الجيد والملائم.

* أن نسعى لدعم الصيدليات الحكومية في المستشفيات وتوفير الأدوية التي يكثر عليها الطلب.

* التوعية للمواطنين والمقيمين بأن يستعملوا من الدواء ما هو ضروري وان يستغنوا عن الكميات التي لا يحتاجونها. كذلك دعم الحملات التوعوية التي تقوم بها وزارة الصحة.

ولا ننسى أن نشكر حكومتنا الرشيدة لتشجيعها على إنشاء مصانع الأدوية في المملكة

إلى البديل!

( عبدالله عبدالعزيز الفيفي: بالنسبة لمحور النقاش بداية افيدكم ان هناك ارتفاعا في الأسعار لكثير من الأدوية، لكن اعتقد أن الحل موجود وهو تغيير الاسم التجاري للدواء حيث يمكن أن نجده بسعر أقل وبنفس المواصفات والتركيبة الكيماوية، ولكن يتطلب الأمر هنا أن نعلم الطبيب باسم الدواء وهل هو البديل المناسب للدواء غالي الثمن؟ ان شركات الأدوية تقدم نماذج كثيرة تحمل اسماء علامات تجارية ولكنها تتضمن نفس العناصر الكيماوية، وارى ان المريض يختار الدواء الذي يجد سعره مناسبا بعد استشارة الطبيب.

من المسؤول؟

( حصة الزيد: ما ان تهللت وجوهنا بالبشرة بزيادة الرواتب الا وارتفعت أسعار بعض الاشياء والمتطلبات الحياتية ومنها الدواء. والسؤال: من المسؤول عن هذا؟ اليس في قلوب اصحاب هذه الشركات ذرة من الرحمة لهؤلاء المرضى الذين يعانون من آلامهم واوجاعهم ليزيدوا معاناتهم أكثر وأكثر؟ لقد اصبح الدواء جرحا فوق جرح، وبدلا من ان يكون شفاء وراحة تحول إلى هم وألم وحزن.. يجب ان نتكاتف جميعا مواطنين ومسؤولين للقضاء على هذا التلاعب الحاصل في سوق الدواء، وأن تتوقف شركات الأدوية عن التحكم في الأسعار بحجج واهية وأعذار غير دقيقة. وعلى هذه الشركات ان تتنازل عن ارباحها الكبيرة وتنظر للمسألة باعتبارها تمس الإنسان؛ فهي اقرب للناحية الإنسانية منها للناحية التجارية. لا نريدهم ان يخسروا ولكن لتكن أرباحهم معقولة.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة