Al Jazirah Magazine Tuesday  17/07/2007 G Issue 227
تميز بلا حدود
الثلاثاء 3 ,رجب 1428   العدد  227
 

فجر قريب
عندما غاب!

 

 

بيوتٌ كالأقفاص.. وأزواج كالأشباح

حبٌ مهاجر... وعاطفةٌ تشتكي..

ورودٌ باكية وودٌ خُنق!

ابتساماتٌ مهاجرة... وذكرياتٌ تئن

رتابةٌ مخيفة... وفوانيس مظلمة!

أطفال معقدون.... ومستقبل بلا ظل..

مشاكل تضخمت... ولحظات سعادة وأدت!

عندما غاب الحوار!

إن ما يحدث في بيوتنا الآن من المجحف أن نسميه حوارا فهو جدل عقيم صراخ وارتفاع الصوت وغمط للحق ومحاولة تصيد الأخطاء وإفحام الآخر لذا هو أعظم مولد للمشاكل وأكبر معين على استنبات أشجار الحقد والكره في البيوت لذا لا غرابة حينما نسمع بنسب الطلاق المخيفة التي أجزم انها ثمرة غياب الحوار.

لماذا لا نتحاور؟

- الكثير من الأزواج يتعامل مع زوجته كما كان والده يفعل! دون أي تمحيص وتأمل، للأسف الظروف تبدلت والنفسيات تغيرت وما كان يناسب والدك ليس بالضرورة مناسبته لك! إضافة إلى الحوار قد غاب عن منظومة المجتمع ككل لذا لا يتوقع أن ينشئ جيلاً محباً للحوار.

- يعاني بعض الأزواج خصوصا الرجال من داء الاستعلاء الفكري والكبر المعرفي فتجده (ربي كما خلقتني) لا يقرأ لا يتعلم ولا يتطور ولا يتجدد !

- يتصرف كثير من الأزواج مستحضرين معتقدا خاطئا مفاده (أن الآخر يعرف ما أريد)! ولازم هذا عندهم أنني سأثور إذا لم تتجاوب مع رغباتي الصامتة!

لماذا يفترض بعض الأزواج أن زوجته قد اخترقت عقله وعلمت أنه الآن يريد أن ينام الأولاد وتُشعل الشموع!

لماذا لا تتحدث أخي الزوج برغبتك وتصرح أو على الأقل (لمحة) بنظرة بهمسة!

وفي المقابل زوجات تفترض أن الزوج عاش لحظات المعاناة مع الصغار وأدرك حاجتها لكوب من الكابتشينو في أحد المقاهي الهادئة!

عبري أختي الزوجة قولي (أريد أن أخرج - أحب أن تهديني وردة - رائع أن تدعوني الليلة لأحد المطاعم!) إن التزام الصمت يعمق المشاكل ويجعل الطرف الآخر في حيرة شديدة فلا يعلم ماذا يحب الشريك وماذا يكره!

والصمت لا يحل مشكلة ولا ينهي خلافا

- من أكثر الأسباب التي أبعدت الحوار هي القناعات السابقة السلبية تجاه الطرف الآخر وانه لا يمكن أن يتغير أو كونه سبق أن جرب محاورته مرة ولم يوفق ثم يعمم التجربة... وهو بهذا يبرر لنفسه عدم المبادرة وبذل الجهد!

في الحلقة القادمة سأقدم خطوات عملية ووصفات رائعة نعيد معها الحوار ذلك الغائب العزيز

****

ومضة قلم

رفع الصوت والسخرية والاستهزاء أسلحة العاجز وقليل الحيلة.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب «7515» ثم أرسلها إلى الكود 82244

د. خالد بن صالح المنيف Khalids225@hotmail.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة