Al Jazirah Magazine Tuesday  17/07/2007 G Issue 227
فنون عالمية
الثلاثاء 3 ,رجب 1428   العدد  227
 

سينما صوتية تصف الأفلام لفاقدي البصر

 

 

(منظر أفقي عام على المدينة.. تقترب الكاميرا من بلدة ريفية أمريكية عادية.. تقترب المنازل الصغيرة شيئا فشيئاً وتكبر حتى ندخل أحدها.. حيث تنام فتاة صغيرة على سريرها).

هكذا يستمع الجمهور من فاقدي البصر باهتمام بالغ عبر سماعة الأذن اليسرى إلى وصف المشهد الأول من فيلم (أمريكان بيوتي) (الجمال الأمريكي) باللغة الصربية.

أما سماعة الأذن اليمنى فتنقل موسيقى البداية والكلمات القليلة الأولى في المشهد المنفرد التي تحدثت بها الشخصية الرئيسية في الفيلم بالإنجليزية.

يحدث ذلك في قاعة إحدى السينمات الواقعة في وسط بلجراد والمجهزة بمقاعد وطاولات بها سماعات رأس هي أول سينما للمكفوفين في منطقة البلقان.

تدير السينما رابطة صربية للمكفوفين التي تهدف للوصول إلى 25 ألف مكفوف مسجلين في يوغوسلافيا سابقا الذين يعرفون اللغة التي كان يطلق عليها في السابق اسم الصربية الكرواتية التي انقسمت حاليا إلى لهجتيها الإقليميتين المختلفتين.

يقول رئيس الرابطة: (خطرت لي الفكرة منذ فترة طويلة.. بينما كنت أحاول الاستمتاع بمشاهدة بعض الأفلام مع زوجتي.. كان من المستحيل عليها قراءة الترجمة على الشاشة وفي نفس الوقت وصف ما يحدث لي.. كيف يبدو المشهد.. ما هي التعبيرات البادية على وجوه الممثلين).

وحول تجهيز الأفلام لمثل هذا النوع من قاعات العرض يقول رئيس الرابطة: (يتكلف إعداد مثل هذه القاعة نحو 80 ألف دينار (ألف يورو) للفيلم الواحد، يقوم بها متطوعون يقرأون بصوت مسموع وصفا مفصلا للمشهد ولتحركات الممثلين كما يقلدون الحوار باللغة الصربية).

يقول أحد المستمعين للفيلم: (من خلال السماع يمكننا الآن أن نرى بعقولنا ما يمكنكم رؤيته بسهولة بأعينكم).

وصوت المتحدث الصربي يسمع فقط عبر سماعة الأذن اليسرى أما سماعة الأذن اليمنى فتنقل الصوت الأصلي للفيلم بما في ذلك الحوار الأصلي لأنه كما يقول ماتيتش (من يمكنه أن يحل محل لورانس اوليفييه في (فيلم) هاملت)؟.

وتتطلب المشاهدة كثيراً من الممارسة والتركيز. إلا أن المسألة لا تكون صعبة بالنسبة للأشخاص الذين كانوا قادرين على الإبصار لفترة من حياتهم تخيل ما يوصف لهم.

أما بالنسبة لأولئك الذين ولدوا مكفوفين فالأمر لا يختلف كثيرا عما إذا كان عملاً إذاعياً.

وقالت سوزانا (15 عاما) بعد انتهاء الفيلم (الايقاع سريع حقا... يجب أن تركز جيدا حتى تعايشها وربما لا أولي كل التفاصيل انتباها.. لكن لا يهم كثيرا لون المقعد أو شكل تنسيق الأزهار في زهرية. أهتم أكثر بالأشخاص).

وفيلم (الجمال الأمريكي) واحد من بين عشرة أفلام تم تكييف طريقة عرضها كي تناسب المكفوفين من بينها (سيتيزين كين) (المواطن كين) و(ذا بيانيست) (عازف البيانو) و(ذا باشون أوف ذا كريست) (آلام المسيح).

وجرى تكييفها وعرضها خلال مهرجان مدته ثلاثة أيام احتفالا بافتتاح السينما. وسيتم عرض فيلم واحد جديد شهرياً.

وتهدف الرابطة إلى اعداد أفضل مائة فيلم في التاريخ وإرسالها إلى مكتبات للمكفوفين في صربيا والجبل الأسود وكرواتيا والبوسنة حيث لا توجد تسهيلات تذكر للمكفوفين.

واعتبرت سوزانا وصديقتها بليانا هذه بداية جديدة. وقالت بليانا التي تتطلع لتبادل الرأي حول (رؤيتها) للفيلم مع سوزانا (لأن بإمكاني سماع أين تكون الشخصيات في أي لحظة..كيف يتصرفون.. كيف يتحركون.. فإنني أتخيل المشهد في ذهني).

وأضافت ضاحكة (الفيلم مثير.. وعندما تكون في سن الرابعة عشرة أو الخامسة عشرة فهذا أكثر ما تحتاج إليه).


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة