الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Tuesday 17th October,2006 العدد : 194

الثلاثاء 25 ,رمضان 1427

حرية الإنسان!!
أحياناً، يقضي المرء بعضاً من وقته وحيداً في حالة تأمل وصمت فإذا به يفاجأ بمن يزوره فيقطع عليه هذا الصمت أو يقتحم عليه أجواء هذا التأمل، أو يشاركه بوجهة نظر أو تعليق بما لا حاجة له بمشاركة منه.
ولا أحد يشعر بانزعاج مثلما يشعر به ذلك الإنسان الذي فضل أن يبتعد عن الناس ويلقي بهمومه بعيداً عنهم، ويستسلم لتفكير ربما قاده إلى شيء من الراحة الذهنية والجسدية، وبينما هو كذلك إذا بمن يطرق عليه باب خلوته ويفسد عليه هذا الجو.
***
الوظيفة - بمسؤولياتها ومتطلباتها والتزامات صاحبها- لا تمنح الإنسان دائماً كل رغباته، بما في ذلك تملك الوقت، وممارسة الهوايات، وحق المفاضلة والاختيار بين ما يروق له ويقترب من اهتماماته وبين ما لا يتوافق مع مزاجه.
قد يبقى لدى بعض من يمارسون عمل الوظيفة -بحسب حجم المسؤوليات الملقاة عليهم- قليل أو كثير من الوقت الذي يكون بمقدوره عندئذ استقطاع بعضه للتأمل والمراجعة، وليحتفظ بما تبقى منه بعد ذلك لمسؤولياته ولأشيائه الأخرى.
***
غير أن أحداً منا لا يمكن أن يدعي بأنه أعطى للوظيفة وقتها المستحق، ومن ثم وجد بعد ذلك وقتاً كافياً ليمضيه منفرداً للتأمل والمراجعة، بعيداً عن تأثير الآخر على أفكاره وعلى مسارات توجهاته.
لا أعني أن الأفكار والرؤى لا تولد إلا بمعزل عن الناس، ولا أقول إن صفاء الذهن إنما ينحصر دائماً وأبداً بالوحدة والبعد عن الآخرين، كما لو أن ذلك يدخل ضمن طقوس التفكير السليم بشكل دائم.
***
أحياناً يستهلكك العمل، فتخرج بعد انقضاء الساعات المحددة له مجهداً ومرهقاً، وقد تكون عندئذٍ عازفاً عن لقاء الآخرين، لأنك لا تملك القدرة على التركيز في الحديث، أو المشاركة بالرأي الذي ترضى عنه، حتى وإن أظهرت من باب المجاملة شيئاً من التجاوب مع محدثك أو من صادف أن التقاك في قارعة الطريق.
قصدت من ذلك، أن الإنسان - مع الوظيفة ومع أي مشاغل أخرى مجهدة - يحتاج أحياناً إلى وقت يستقطعه ويوظفه - دونما مشاركة مع أحد - لما يوفره له من الراحة والمتعة في هذه الحياة، ويفترض أن يكون هذا المفهوم من المسلمات لكل منا.
***
فهناك من يجد هذه المتعة في مشاهدة مباراة لكرة القدم من غير أن يكون إلى جانبه أحد من الأشخاص، وقد يسعى البعض إلى الابتعاد عن التجمعات إما للقراءة أومن أجل الاستمتاع ببرنامج في التلفاز، وقد يخلو المرء بنفسه لبعض الوقت يراجع فيه بعض أوراقه القديمة وما يكون في ملفاته من صور لها دلالاتها وأثيرة على نفسه وهكذا.
وأكثر ما يزعج الإنسان حين يفاجأ بمن يطرق عليه باب خلوته دون أن يسبق ذلك أي اتصال أو تنسيق، بزعم أن العلاقة تتجاوز مثل هذا التحضير لمثل هذه الزيارة, وهي حالة يشتكي منها الكثيرون، وأنا أنقلها كما سمعتها منهم حيث إنني لم أجد أحداً لا يتفق مع هذه الملاحظة، وإن شئت فقل مع هذه الظاهرة.
***
ولا ينبغي أن يفهم من هذا الكلام، أنني أدعو إلى عدم التواصل، أو أسعى إلى إقناع من يقرأ لي هذه السطور بأن خيار الوحدة على مجالسة الآخرين هو الخيار الأفضل دائماً، وإنما ما أريد قوله: إن العمل لا بد أن يصاحبه أو يتبعه فترة راحة يقضيها الإنسان بحسب ما تمليه عليه رغباته، وبما ينسجم واهتماماته وميله لأي من النشاطات البدنية والذهنية، وإن من المهم تنظيم الزيارات فيما بين الإنسان وغيره حتى لا يقع أحدنا بخطأ سوء التقدير، أو أن يكون اجتهاده في مثل هذه المبادرات في غير محله.


خالد المالك

الصحفية الأمريكية كارول بعد 4 أشهر على إطلاق سراحها من العراق:
العمل الصحفي المستقل ليس للجبناء!!

* إعداد - محمد الزواوي
بعد أن تم إطلاق سراح الصحفية الأمريكية جيل كارول التي كانت مختطفة بالعراق قبل أربعة أشهر، دعت جريدة (الكريستيان ساينس مونيتور) الأمريكية، حيث تعمل كارول، القراء إلى حوار مفتوح مع جيل كارول حول ما خرجت به من تجربتها في الأسر.. وفيما يلي محصلة تلك الأسئلة ومقتطفات من إجابات جيل:
* بعد إطلاق سراحك من العراق مباشرة صرحت بأنك تلقيت معاملة حسنة من خاطفيك، ولكن بعد رحلتك إلى ألمانيا ثم عودتك إلى الولايات المتحدة قلت إنك لم تعاملي بصورة جيدة.. كصحفية خبيرة، ما هي الإجابة الصحيحة؟
- في الحقيقة الإجابة الصحيحة هي الأخيرة؛ فأنا لم أعامل جيدًا، ولكن ضعوا في أذهانكم أنني لم أتعامل مع الوضع كصحفية ولكن كرهينة، لقد هوجمت هناك.
أما السبب في أنني قلت في البداية أنني عوملت معاملة جيدة فقد كان ذلك هو ما أملاه عليّ الذين اختطفوني؛ فقد قالوا لي إنني إذا ما قلت أي شيء أكثر من ذلك أو أي شيء مختلف فسوف يقتلونني.
لذا عندما خرجت من العراق كنت ما زلت خائفة جدًا؛ فالناس يظنون أنه طالما أصبحت حرة فإن المرء يعود ثانية إلى حالته الأولى قبل الاختطاف عندما كان يشعر بالأمن وأن كل شيء عاد مثاليًا كما كان، ولكن هذا ليس صحيحًا؛ فهذا النوع من الأحداث يهز مشاعر الأمن داخل الإنسان حتى النخاع ولفترة طويلة جدًا.
فبعد بضعة أيام يظل المرء يقنع نفسه بأنه بات يشعر بالتحسن والأمان والشعور بالذات، ولكن ليس بصورة كاملة.
لذا عندما خرجت من العراق ووصلت إلى ألمانيا ثم عدت إلى الولايات المتحدة بدأت أشعر بأنني أكثر أمانًا وأستطيع أن أقول ما أريده ولا أتقيد بالنص الذي أعطاه له من خطفوني وألزموني بقوله، فقبل ذلك كنت أخشى أن يأتوني ليختطفوني ثانية؛ لذا فعلت كل ما يتحتم علي فعله من أجل منع تكرار ذلك السيناريو المأساوي.
تعلم
* ما هو أهم شيء تعلمته من تلك التجربة باعتقادك؟
- لقد أصبحت أكثر إدراكًا بماهية ذلك النوع من المتمردين وكيف يعملون، فقد كانوا قبل ذلك بالنسبة لنا كصحفيين بمثابة ظلال شاحبة تنعكس وراء ستارة، فلم نعلم من هم أو لماذا يفعلون ما يفعلونه، وكيف يفكرون وكيف يشعرون حيال الأشياء.
لذا فإذا فهمنا ذلك فإننا نستطيع معالجة القضايا التي أدت إلى تلك التصرفات منهم، وهو على ما أعتقد شيء ثمين للغاية؛ لذا كانت أكبر فائدة لي هو معرفة من هم على وجه التحديد.
قلق
* لقد شعر الكثيرون حول العالم بالقلق بعد أن تم اختطافك، وكانوا يفكرون بك في صورة يومية ووضعوك في قلوبهم، ويبدو أن ذلك شيء محير لك الآن بعد أن تم إطلاق سراحك لتجدي أنك أصبحت عضوًا جديدًا في العديد من العائلات التي لا تعرفينها والتي أتت من أصول مختلفة، فكيف تشعرين حيال ذلك؟
- إنه بلا شك أمر صادم، ولقد طغى ذلك الشعور علي، فقد كان هناك العديد من البطاقات والهدايا والأشياء التي أرسلت إلي من كل مكان وهو أمر يدعوني إلى التفكير بحق، لقد أرسلوا إلي ملاءة قامت تلك المجموعة بحياكتها معًا وقد حملت كل رقعة منها توقيع أسير حرب سابق أو عضو سابق من القوات المسلحة من الحرب العالمية الثانية وفيتنام.
وأنا أشعر بذنب كبير لأنني أشعر بأنني لا أستحق كل هذا، فأنا لم أقم بشيء عظيم، وأن أتعرض للاختطاف أعتقد أنه شيء لا يستحق الثناء. ولكنني أعتقد أن أولئك الناس استجابوا للحملات الأخلاقية التي شنتها جريدة (كريستيان ساينس مونيتور)، وربما بدرجة أقل استجابوا لمعاناتي الشخصية، فأنا أعتقد أنهم استجابوا بصورة أكبر إلى المُثُل العليا مثل الصدق والأمانة وثمن البحث عن المعلومات والأبحاث الفكرية.
وحوش!
* بالنسبة لمعظم الأمريكيين الذين عايشوا أحداث الحادي عشر من سبتمبر ويتابعون الثقافة الإسلامية من بعيد، فقد قضى البعض وقتًا عصيبًا محاولاً إنشاء جسور بين فكر الإرهابيين وفكر الأمريكيين، وقد شهدنا عددًا يبدو لنا أنه لا نهائي من الهجمات الانتحارية، فلماذا لا يجب علينا أن نراهم سوى في صورة الوحوش؟
- صبغ أية مجموعة من الناس بفرشاة عريضة وأن نقول إن كل الناس أشرار أو خيرون لم يكن أبدًا دقيقًا ولم يكن أبدًا ليساعدنا؛ ولهذا فإنني أعتقد أن العمل الصحفي في منطقة الشرق الأوسط هو عمل مهم لنا للغاية. وقد حظيت بصداقات عديدة من المسلمين الذين كانوا يشعرون بالغضب والحرج والخوف والازدراء من تلك الأشياء التي يرون أناسًا آخرين يفعلونها باسم الإسلام.
وهناك العديد من العوامل التي تلعب دورًا في تلك القضية، عوامل مثل الإحباط والبطالة، وأنا أعرف أناسًا كانوا يشعرون بغضب عارم من أشياء كثيرة ولكنهم لا يلتقطون مسدسًا ويذهبون لقتل شخص ما بسبب ذلك.
لذا أعتقد أننا لا نستطيع أن نقول إن المسلمين وحوش لأن بعض الناس قتلة، كما أننا لا نستطيع أن نقول إن كل الأمريكيين مثل آل كابوني بسبب أن آل كابوني قتل أناسًا أبرياء.
فتلك قضية معقدة، والشرق الأوسط منطقة معقدة أيضًا، والطريقة الوحيدة لمخاطبة ذلك هو الفهم العميق وأن نكون مواطنين أكثر إدراكًا، وأن نقرأ الصحف بصورة يومية.
تجربة
* من خلال تجربتك بالخارج، ما هي الخبرة التي تستطيعين نقلها للصحفيين الآخرين الذين يريدون أن يحدثوا قفزة في عملهم الصحفي بأن يكونوا صحفيين مستقلين ويعملون فيما وراء البحار وفي المناطق الأخرى التي تشتعل بالصراعات؟
- إن العمل الصحفي المستقل ليس للجبناء، ليس لأنه خطير، فمن الناحية المادية فإنه من الصعب جدًا فعل ذلك. إنه عمل تنافسي بشدة، فإذا ما حاولت أن تفعل ذلك فقط من أجل المال أو المغامرة، فإن تلك هي الأسباب الخاطئة، وإذا ما أردت أن تفعل ذلك فقط لأنك تشعر بالحماسة بأن تكون في خضم الحرب، فهذا أيضًا هو السبب الخطأ.. يجب عليك أن تذهب هناك لأنك تشعر بأن الصحافة هي واجب وقضية نبيلة وأن السبيل الوحيد لأداء ذلك الواجب هو الذهاب إلى المكان وتحاول فهمه.
يمكن للصحفي أن يذهب هناك ويعيش بين الناس ويتحدث إليهم يوميًا لكي يفهمهم أكثر كأفراد وليس كمجموعات، فالصحفي يفعل ذلك لأنه يحب ما يعمله ويشعر أن لديه هدفًا أسمى.
خيانة
* بسبب تأييدك المعروف لكل ما يتعلق بالمسلمين، هناك العديد من الأمريكان، ربما يظنون أنك قمت بترتيب ذلك وبتعاون منك، وأنك خائنة لبلدك وعائلتك وأصدقائك، فما ردك على تلك المزاعم؟
- بالطبع من السخف أن يقول البعض إنني يمكن أن أرتب حدثًا مثل ذلك، فصديقي آلان الذي كان بمثابة أخ لي قد تعرض للتعذيب، وكيف يتصور شخص ما أنني يمكن أن أعذب عائلتي وأصدقائي بشيء مثل هذا، وكيف يمكن لأحد أن يصفني بالخيانة فقط لمجرد أنني عشت في الشرق الأوسط وأهتم بمعرفة ذلك المكان وأساعد الأمريكيين في فهم الشرق الأوسط بطريقة أكثر عملية وإنصافًا؟ ولقد قمت بذلك لأنني كأي مواطن في دولة ديمقراطية أرى أن من واجبي هو إعلام الجميع، وأننا نستطيع أن نعبر عن أمنياتنا من خلال ممثلينا في الحكومة بصورة جيدة وفعالة، فقط إذا حظينا بإعلام جيد.
لذا فإنني كنت هناك لأنني أؤمن بصورة كبيرة بحاجات بلادنا بأن تحظى بمعلومات صادقة ومنصفة وجيدة لكي يستطيع مواطنونا أن يتخذوا قراراتهم الشخصية بشأن شكل سياساتنا وهويتنا كدولة.
إنه من السهل علينا جميعًا أن ندعي الوطنية بأن نفعل ما هو سهل، بأن نقول ما يريدنا الآخرون أن نقوله، وبأن نسمع ما يحب الآخرون سماعه، وأن نكون ما يريده الآخرون.

..... الرجوع .....

الطب البديل
الفن السابع
فن عربي
عالم الاسرة
المنزل الانيق
أنت وطفلك
خارج الحدود
الملف السياسي
اقتصاد
منتدى الهاتف
رمضان حول العالم
مجتمعات
روابط اجتماعية
ملفات FBI
صحة وتغذية
رياضة
تميز بلا حدود
تقارير
سوق الانترنت
الحديقة الخلفية
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved