Al Jazirah Magazine Tuesday  29/01/2008 G Issue 251
رحلة في كتاب
الثلاثاء 21 ,محرم 1429   العدد  251
صورة الذات

هل لاحظت من قبل أنك عندما تكون سعيداً وراضياً عن نفسك، فإنك ترضى عن الناس من حولك وتشعر بأنهم قد أصبحوا في غاية اللطف؟ أليس هذا شيئاً غريباً بعض الشيء، فالناس هم الناس فكيف يتغيرون بتغير حالتك؟! إن هذا العالم بأسره ليس إلا انعكاساً للحالة التي نحن عليها. فعندما نكون كارهين لأنفسنا أو نكون غير راضين عنها، نكره جميع من حولنا، وعندما نحب أنفسنا نشعر بأن كل شيء في هذا العالم في منتهى الروعة والسعادة.

فالطريقة التي نرى بها أنفسنا هي التي تحدد كيفية تصرفنا، ومع من سوف نقيم علاقات، وما هي الأشياء التي سوف نقدم عليها والأشياء الأخرى التي سنتجنبها، فكل فكرة تجول بخاطرنا وكل حركة تصدر منا تابعة في الأصل من الطريقة التي نرى بها أنفسنا.

إن الصورة التي نكونها عن أنفسنا تتشكل طبقاً لخبراتنا الحياتية، ووفقاً لما قد يقابلنا في الحياة من نجاح أو فشل، أو طبقاً للطريقة السلبية التي نرى من خلالها أنفسنا أو تبعاً لردود أفعال الآخرين تجاهنا. ونظراً لإيماننا الشديد بحقيقة ومصداقية هذه الصورة التي اختلقناها، فإن حياتنا تستمر في إطارها ولا تخرج عنه.

ولهذا فإن هذه الصورة التي نكونها عن أنفسنا هي التي تحدد:

- إلى أي درجة نحب العالم من حولنا ونحب أن نحيا فيه.

- إلى أي درجة سنكون قادرين على تحقيق آمالنا في هذه الحياة.

فنحن قد أصبحنا بذاك انعكاساً للصورة التي نكونها عن أنفسنا ونؤمن بها. ومن ثم فإن الدكتور (ماكسويل مالتز) في كتابه: (Psycho - Cybernetics) والذي قد حقق أفضل مبيعات، قد كتب يقول: (إن الهدف من وراء العلاج النفسي هو تغيير الصورة التي كونها الفرد لذاته).

فإذا فقدت الأمل في أن تتفوق في مادة الرياضيات، فإنك سوف تظل تجد صعوبة في التعامل مع الأرقام. وربما كان هذا نتيجة لتجربة مبكرة فاشلة مع مادة الرياضيات، ومن بعدها أصبح لديك هذا التوجه السلبي الذي يقول: (لن أستطيع القيام بأي عملية حسابية مهما حاولت)، ولهذا تفقد الأمل ولا تعطي نفسك فرصة ثانية، ومن ثم يتفاقم الموقف، ولن تتقدم إلى الأمام ولو خطوة واحدة. وإذا نجحت في إحدى المرات في حل مسألة رياضية فسوف تقول لنفسك: (إنها مجرد مصادفة، ليس أكثر)، وإذا ما أخفقت في حلها فسوف تقول: (هاهو الدليل على أنني حالة ميئوس منها). ومما يزيد الأمر سوءاً أنك تخبر الآخرين بمشكلتك في حل المسائل الحسابية. فكلما تحدثت مع أخيك أو زوجتك أو جارك أو مديرك في البنك على أنك حالة ميئوس منها؛ زاد اعتقادك في ذلك، ورسخت هذه الصورة بداخلك مما يزيد الأمر تعقيداً.


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة