Al Jazirah Magazine Tuesday  29/01/2008 G Issue 251
صحة ورشاقة
الثلاثاء 21 ,محرم 1429   العدد  251
لماذا تزيد أوزاننا ؟

* إعداد - د. نهاد ربيع البحيري

أبسط تفسير لهذه المشكلة التي تؤرق الكثير من الناس هو أن اكتساب الوزن يحدث بسبب تناول الأغذية الغنية بالطاقة وهي تلك الأغذية المرتفعة في سعراتها الحرارية وخاصة في نسبة الدهون، بالإضافة إلى أننا أصبحنا نعيش حياة تتسم بالرفاهية، فلم نعد نبذل الجهد الذي كان يبذله أجدادنا للحصول على الغذاء فكلما احتجنا للغذاء فقط نتوجه إلى السوبر ماركت أو المطاعم.

فقد الوزن الزائد يتطلب تغييرات اجتماعية

بمقارنة حياتنا وأسلوب حياة أطفالنا هذه الأيام مع الحياة التي كنا نعيشها وكان يعيشها الأطفال منذ عشرات السنين نجد أن الفرق كبير، فالكبار والشباب وحتى الأطفال في هذه الأيام أصبحوا يتميزون بقلة الحركة وانخفاض مستوى النشاط حتى في أوقات الراحة في العمل والجامعة والمدرسة وفي أوقات الفراغ في الإجازات نجد أن الجميع أصبح يفضل الجلوس بجوار التكنولوجيا بجميع أنواعها من تلفزيون وفيديو وقنوات فضائية وكمبيوتر وألعاب الفيديو جيم وغيرها من ألعاب الأطفال الصغار الإلكترونية.

فرصتك لتقليل الدهون مازالت متاحة

تكمن المشكلة في تناول أرخص أنواع الأغذية وأفقرها في القيمة الغذائية وبالإضافة إلى ذلك هي أعلاها في نسبة السعرات الحرارية حيث تحتوي على نسبة عالية من الدهون الرخيصة المهدرجة غير الصحية وكذلك على السكريات المصنعة وتلك الأغذية هي البسكويت والحلويات والفطائر وغيرها من الوجبات الخفيفة، ولسهولة تناول تلك الأغذية فمن السهل كذلك تناول سعرات حرارية تعادل السعرات التي نحصل عليها من تناول وجبة كاملة أو تفوقها في الكثير من الأحيان دون أن ندري ودون أن نشعر بالشبع، وقد أدت الأحجام الكبيرة من تلك المواد الغذائية إلى تفاقم المشكلة فمثلا نشرب كوب المياه الغازية ذا الحجم الكبير وقطعة البسكويت أو الشيكولاتة ذات الحجم العائلي وهكذا.

لذا ينصح بمحاولة نسيان ذلك الطعم العالي السكريات وعالي الدهون الذي ألفناه وإتاحة مساحة أكبر من وجباتنا للأطعمة المغذية التي لن تكسبنا المزيد من السعرات الحرارية التي لا داعي لها, فالأمر يحتاج للمزيد من الصبر والوقت والنتيجة ستكون رائعة وسوف تفقد الوزن الزائد بنجاح مع الإصرار والعزيمة.

إشارات ملونة لتصنيف غذائك

من الطرق المبتكرة التي تصنف بها نوعية ما تتناوله من غذاء حتى تحد من الإقبال على نوعيات معينة من غذاء تضر بصحتك وتزيد من وزنك وفي نفس الوقت تتجه نحو الطعام الصحي هي الإشارات الحمراء والخضراء والصفراء، فيمكن تصنيف أغذية معينة تحت الإشارة الحمراء وهي مثل الشوكولاته والبطاطس المحمرة والمقرمشات وغيرها من الأغذية الغنية بالدهون والسكريات والملح، ويمكن اتخاذ قرار عدم تناول مثل هذه الأغذية إلا بشكل عارض.

أما الإشارة الخضراء فيمكن أن نصنف تحتها كل ما هو مغذي ومفيد للصحة مثل الخضروات والفاكهة وغيرها من الأغذية التي ترفع نسبة الفيتامينات والقيمة الغذائية بها، وهذه يمكن تناولها باستمرار دون قيود.

أما الإشارة الصفراء فيمكن أن نصنف تحتها تلك الأغذية المفيدة التي تضرنا إذا أفرطنا في تناولها مثل اللحوم الحمراء ومنتجات اللحوم بكافة أنواعها وتلك الأغذية يجب تناولها باعتدال حتى لا تضر صحتنا.

وبالإضافة إلى ذلك يمكن إضافة ضرورة تحديد الكميات فلا نتناول كميات كبيرة منها فتضرنا كما تنصح إحدى باحثات التغذية بأنك إذا كنت قد تعودت على شرب المياه الغازية يوميا، فقط احذفها من قائمتك اليومية واستمتع بالنتائج.

تأمل كيف يكتسب جسمك وزنا زائدا

يحتاج كل منا للغذاء لكي نعيش ونؤدي جميع عملياتنا الحيوية، ولكن المشكلة هي أن الكثير من الناس يأكلون أكثر مما تحتاج أجسامهم لأن الغذاء ممتع جدا، وهذا لا غبار عليه في حالة حرق السعرات الزائدة, فالمشكلة هي تناول الطعام دون ضوابط ودون حساب العواقب الوخيمة للوزن الزائد. فإذا تناولت ما تحتاجه فقط فسوف تحرق السعرات في النشاط المعتاد ولن يزيد وزنك.

أما إذا تناولت أكثر مما يحتاجه جسمك فسوف تتراكم السعرات الحرارية يوما بعد يوم دون أن تحترق حيث يبدأ تخزين الدهون في الكبد أولا، وعندما تمتلئ الكبد بالدهون، يبدأ توزيع الدهون في أجزاء الجسم الأخرى فالقاعدة هي ببساطة: سعرات حرارية داخلة = سعرات حرارية مفقودة (لا زيادة في الوزن) والعكس صحيح.

هل الدهون فقط هي المسؤولة عن زيادة الوزن؟

ليست الدهون فقط هي المسؤولة بل كل الأغذية تتسبب في زيادة الوزن إذا تناولناها بكميات مضاعفة وفي أي وقت ولكن مشكلة الدهون تكمن في احتوائها على سعرات حرارية أكثر من غيرها لذلك فالجرام من الدهون يعطي سعرات حرارية أكثر من أي غذاء آخر. فجرام الدهون يحتوي على 3.75 سعرا حراريا وبالإضافة إلى ذلك فالدهون من طبيعتها أن تتجمع في أجزاء الجسم المختلفة بدلا من أن تحرق أثناء أداء الأنشطة اليومية المعتادة.


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة