Al Jazirah Magazine Tuesday  29/01/2008 G Issue 251
فنون عالمية
الثلاثاء 21 ,محرم 1429   العدد  251

(أسطورة)

عندما يتعلق الأمر بدور البطولة في فيلم خيال علمي بالكمبيوتر يكون (ويل سميث) هو ضالتنا.

يبدو أن (سميث) يتأقلم مع أي شخصية، فهو يحمل صفات مميزة كما يبدو مزهواً بنفسه وهو يجسد شخصيات مختلفة مثل فيلم (رجال في زي أَسْود) و(يوم الاستقلال). كما أنه يستطيع أن يتأقلم بسهولة مع عالم الإنسان الآلي مثل فيلم (أنا.. إنسان آلي). والآن، في فيلم (أنا أسطورة)، يقف (سميث) في مدينة مانهاتن المستقبلية -كما يتخيلها المؤلف ريتشارد ماثيسون في روايته الكئيبة لسنة 1954م- بعد أن أصبحت جزيرة غامضة ومكانا لصيد الممسوخين من آكلي اللحوم الذين يمثلون آخر ما تبقى من البشرية كانوا قد استسلموا لفيروس أصاب العالم بأسره. وبطريقة ما نجد أن (سميث) استطاع التوصل لعلاج لهذا النوع من الكائنات وما تبقى منه من أطفال ناجين في مركز للرعاية.

وتكمن متعة الفيلم في مشاهدة العالم سنة 2012م وهو يتجلى ببطء في حالة من الكوارث. كما أنك تستمتع وأنت تشاهد (سميث) وهو يحاول التكيف مع الوضع.

في فيلم يقوم (سميث) بدور (روبرت نيفيل) الذي لديه نفس حضور (سميث) الممثل وقد يكون جزءاً من وعي الممثل المشهور. حيث تبدأ المشاهد وهو يستقل سيارة عمل رياضية ويبدأ في صيد الغزلان المصورة بالكمبيوتر وهي تقفز وسط ربوع المدينة المزدانة والمزدهرة. ويظهر وهو ينصب كرة الجولف على جناح طائرة نفاثة مقاتلة مهجورة ثم يضرب كرة الجولف التي تنحني في اتجاه النهر. ولكن في الليل، تظهر كائنات الليل وهنا يبدأ الفيلم في الانهيار البطيء.

فعلى الرغم من أن هذه المخلوقات تتصف بالسرعة الشديدة والدقة والعدوانية أكثر من طاقة البشر العادية، لكنهم يظهرون وكأنهم شخصيات تنتمي لألعاب الفيديو أكثر منها إلى فيلم سينمائي.

وبدلا من الاحتفاظ بإحساس مستمر بعدم الارتياح الذي يتخلل النصف الأول من الفيلم، فقد يبدو صانعو الأفلام وكأنهم مضطرون لإظهار شخصية (سميث) في صورة فاتنة غير واضحة قدر الإمكان.

بالفعل يقطع (سميث) شوطا طويلا ولكن من الصعب أن تعجب به عندما يتحول إلى شكل الدب (تيدي) بهيئته الكاملة وهو ينصح كلبه بأكل الخضروات، أما سباقه لعلاج تلك الكائنات أصبح أكثر غلواً وحماسة.

وفي النهاية نقول إنه عندما نحمل ثقافة البوب، نصبح أكثر إدراكاً لأفلام الكمبيوتر حيث يستطيع أقل خلل في الفيلم أن ينقص بهجتنا.

أين هي دراما مصاصي الدماء واللحم المتعفن وإحساس الكآبة؟ نحن نشاهد كائنات ممسوخة بالكمبيوتر تجذبنا بعيداً عن متعة الفيلم وليست كائنات ليلية.


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة