الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Tuesday 21st December,2004 العدد : 110

الثلاثاء 9 ,ذو القعدة 1425

الوطن الذي نحبه
عندما تكون هناك حاجة إلى استفتاء للمواطن على حجم حبه لوطنه..
مع كل نازلة..
أو محاولة للعبث بأمن الوطن..
تكون الكلمة العليا لهذا المواطن المحب والمتفاني والهائم بحب هذا الوطن الغالي..
حيث ردود الفعل التلقائية والجسورة من المواطن لمواجهة قوى الشر بما يستحقون..
***
أحياناً تتواصل الجرائم بحق الوطن دون شعور بالمسؤولية أو وعي بما للوطن من حقوق..
يتخلى (البعض) عن معايير الانتماء لوطنه..
يترصد هذا البعض لكل شيء جبل فيه فيسعى ليحوله إلى صور مشوهة تسيء لكل مواطن شريف فيه..
لا فرق في هذا بين عدو من الخارج وأولئك الذين لا يلتزمون بالقانون والنظام ممن يحملون هوية الوطن..
***
الوطن زهرة ووردة وجمال أخَّاذ ومثير لا يُبارَى..
هو كذلك لمن أعطاه الله عقلاً راجحاً ليكون هذا هو رأيه ومشاهدته لكل ذرة من تراب الوطن..
والوطن هو الحب الذي لا ينتهي ولا يعلو عليه أو يتساوى معه حب آخر..
إنه أجمل القصائد وأغلى الكلمات وأكثر القصص إثارةً واستمتاعاً..
***
كلمة الوطن، قيثارة حب وموسيقى حالمة نترنم بها ونصغي لها بكل انبهار وإعجاب..
مع كل المواقف التي تمر به أو يمر بها بما فيها تلك المواقف التي تكدر خواطرنا وتسيء إلى وطننا..
وما من أحد مرت كلمة الوطن التي ينطقها في لسانه أو عبرت في طريقها إلى مسامعه، إلا وشعر بالزهو والاعتزاز، ما لم يكن إنساناً ناكراً وجحوداً وغير محب لوطنه..
***
حماية الوطن بكل الوسائل المشروعة من أعدائه ومن المترصدين شراً بمجالات التفوق فيه تقع مسؤوليتها على كل المواطنين ومن غير أن يُستثنَى في ذلك أحد كائناً من يكون..
والدفاع عن الوطن مشروع دائم ومستمر وحق لكل مواطن ينتمي إلى ترابه ويستظل تحت سمائه وينعم بخيراته حين يكون هناك تهديد لأمنه أو محاولة للعبث بمقدراته..
***
إن أي محاولة إرهابية مهما ألبسها صاحبها أو أصحابها من المبررات لا يمكن إلا أن يكون التصدي لها هو الموقف المناسب منها..
وهذا هو الأسلوب الصحيح للتعامل معها بحسب ما يرى صاحب القرار أين تكون مصلحة الوطن..
وإن التسامح أو التساهل أو البحث عن مهدئات وقتية أو البحث عن قنوات لا توصل إلى توفير الحماية المناسبة لحق الوطن والمواطن من تصرفات هؤلاء الأشرار هو في النهاية أسلوب وإجراء لا يخدم المصلحة العامة..
وبالتالي يُقوِّض الأمن ويضع المواطن في دوامة من القلق بوجود مستنقع نتن من الفوضى والضياع..
***
شكراً لحماة الوطن من رجال الأمن إلى كل مواطن دافع عن وطنه فقد أثبت الجميع أنهم على قدر عالٍ من المسؤولية والشعور بالواجب..
فالوطن أمانة في أعناقنا جميعاً، ولا يجب أن نتراخى في الدفاع عنه وحمايته وإلا سرقه الأشرار وأحالوه إلى مساحة للقتل والسحل والفوضى، استجابةً لأحلامهم وتطلعاتهم ونواياهم..
وهذا ما سيكون عصياً عليهم بحول الله.


خالد المالك

لا يرى سوى عالم القوة الوحشية
شارون يعيش في عالم أحادي البعد!

* إعداد أشرف البربري
قرار رئيس الوزراء الاسرائيلي ارئيل شارون بالانسحاب من قطاع غزة العام القادم أثار ولا يزال يثير الكثير من التعليقات والتحليلات والتكهنات حول الهدف الرئيس من ورائه، وان كان بالفعل هذا القرار قد صدر عن قناعة ام هو مجرد مناورة سياسية من شارون لكسب الوقت. داعية السلام والكاتب الاسرائيلي يوري افنيري يشكك في مصداقية هذا القرار قائلا: (لا اعتقد أنه حتى أشد الناس سذاجة يمكن أن يصدقوا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون المعروف بالبلدوزر لأنه لا يعرف غير لغة الهدم والحرب يمكن أن يتحول في يوم وليلة إلى حمامة سلام ويعلن طواعية اعتزامه إخلاء المستوطنات الإسرائيلية في قطاع غزة ومن بعض مناطق الضفة الغربية من أجل السلام).
تجميد عملية السلام ورغم ذلك، مازال البعض يذهبون كل مذهب في تحليل مضمون المقابلة الصحفية مع دوف فيسجلاس أحد أقرب المقربين من رئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون.
والحقيقة أن ما قاله الرجل لا يحوي الكثير مما يحتاج إلى تحليل.
فقد كانت كلماته واضحة للغاية حيث قال (خطة إعادة الانتشار) تهدف إلى (تجميد) عملية السلام لعقود مقبلة ووضع كل خطط السلام في (في ثلاجة الحفظ) ووضع نهاية لإمكانية إقامة دولة فلسطينية الآن أو في المستقبل. فوفقا لخطة شارون سيتم تفكيك بعض المستوطنات الصغيرة من أجل الاحتفاظ الفعلي بأغلب المستوطنين اليهود في الأراضي المحتلة وعددهم 250 ألف مستوطن في مستوطناتهم. وإسرائيل ستترك قطاع غزة الذي لا يشكل أكثر من 1.3 في المائة من إجمالي أرض فلسطين من أجل الاحتفاظ للأبد بالضفة الغربية التي تزيد مساحتها على مساحة القطاع 16 مرة.
كما سيتم عزل القطاع عن العالم من البر أو البحر أوالجو بالإضافة إلى تحويل الوجود الفلسطيني في الضفة الغربية إلى مجرد سبعة جيوب معزولة.
ويتساءل الصحفي الإسرائيلي يوري أفينيري في مقال له بصحيفة معاريف الإسرائيلية عن السر في كشف فاسيجلاس عن الخطة؟ لقد كان الإعلان عنها أشبه ببصقة على وجه حزب العمل الإسرائيلي المعارض الذي يحتاج شارون إلى مساندته في هذه اللحظة بشدة.
ويرد الرجل بأن الإجابة بسيطة للغاية.
لقد أراد شارون إقناع اليمين الإسرائيلي إنه ما زال يحتقر اليسار في إسرائيل تماما.
فشارون يواجه مأزقا داخل حزبه حيث امتنع 13 من بين 40 عضو يمثلون حزب الليكود الذي يتزعمه شارون في الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي عن التصويت لصالحه في التصويت الذي دعت إليه الأحزاب اليمينية المتطرفة لرفض ما جاء في بيانه أمام الكنيست في مستهل الدورة البرلمانية الجديدة مما جعل معسكر اليمين يفوز في هذا التصويت الرمزي.
أراد شارون من خلال تصريحات كاتم أسراره أن يقول لليمين المتطرف في إسرائيل إن خطته هي خطة للاستيلاء على الأراضي الفلسطينية وليس (للتخلي عنها).
وأنها خطة لتسريع الاستيطان في الضفة الغربية وليس لتفكيك المستوطنات في قطاع غزة.
ولم يكن في مقدور شارون أن يقول هذا الكلام صراحة دون أن يثير غضب الرئيس الأمريكي جورج بوش. لهذا فإنه بعث بأقرب مساعديه ليقول هذا الكلام نيابة عنه. والمستوطنون يدركون تماما أن فاسيجلاس هو(صوت سيده).
والحقيقة أن شارون يمكنه أن يتعامل مع (اليسار) الإسرائيلي بازدراء دون أن يخشى عواقب ذلك.
والدليل على ذلك تلك المسرحية الهزلية التي كان زعيم حزب العمل (اليساري) شيمون بيريز بطلها. فقد قال إن كلام فاسيجلاس موجه إلى الكنيست بلا أي جدال وندد بشارون بشدة. وبعد دقائق اجتمع مع أعضاء حزب العمل في الكنيست وطلب منهم عدم التصويت ضد شارون.
ولكن أعضاء حزب العمل لم يقتنعوا بكلام زعيمهم وصوت عشرة أعضاء ضد شارون مقابل تسعة وهو ما اعتبره بيريز(نجاحا كبيرا).
ورغم ذلك مازال الحزبان اليساريان وهما العمل وميريتس يقولان إنهما سيصوتان لصالح خطة شارون للانسحاب من قطاع غزة عندما يقدمها إلى الكنيست.
وأنه لا شيء سوف يمنعهما عن هذا مهما أعلن من أسرار عن الأهداف الحقيقية للخطة. فشارون إذن يدرك أنه يستطيع الحصول من اليسار على أي شيء مجانا وهو محق تماما في إداركه.
وربما الوحيد الذي يمكن أن يدفع ثمن الكشف عن نوايا شارون الحقيقية هو دوف فاسيجلاس نفسه.
فمن الصعب تصور أن تستمر الصداقة الجميلة بين فاسيجلاس وكوندي أو كونداليزا رايس مستشارة الأمن القومي الأمريكي كما هي بعد أن كشفها فاسيجلاس على الملأ.
ولكن هذا ليس هو المهم في الواقع. فما كشفه فاسيجلاس ليس بجديد على أي شخص يعرف نوايا شارون الحقيقية.
وأي شخص يريد أن يخدع نفسه بشأن هذه النوايا سوف يظل كذلك بغض النظر عما يعلن. ولكن المهم هو النظرة العالمية أي رؤية العالم لشارون كما كشفته تصريحات فاسيجلاس. فعندما كشف فاسيجلاس الطريقة التي يفكر بها شارون فإنه يلقي الضوء على المعتقدات والمبادئ الرئيسية لدى سيده.
عالم شارون هو عالم أحادي البعد تماما كما كانت الناس تعتقد قبل ظهور جاليلو.
فشارون لا يرى سوى عالم القوة الوحشية وتحقيق التفوق على الجميع.
في مثل هذا العالم (الشاروني) لا يوجد ماض ولا مستقبل.
ولا يوجد دروس يتعلمها من أحداث التاريخ ولا توجد أشياء في المستقبل يتطلع إليها.
وما هو قائم اليوم سيبقى قائما للأبد.
هذا العالم الشاروني هو عالم بلا دستور أخلاقي ولا يوضع فيه رأي البشر في الاعتبار. إنه عالم ستالين الذي سأل ذات يوم (كم فرقة عسكرية يمتلكها البابا؟) عندما قيل له إن البابا يرفض سياساته القمعية.
عالم شارون
إن أهم ملامح عالم شارون هي: الشيء الوحيد المهم هو مصالح إسرائيل والشعب اليهودي كما يراها شارون.
ومصلحة إسرائيل والشعب اليهودي تقتضي الاستيلاء على كل الأراضي الفلسطينية على الأقل. والفلسطينيون بلا حول ولا قوة لذلك فهم ليسوا أكثر من موضوع لكل أنواع القمع والاضطهاد التي يمكن لأي شخص أن يمارسها.
وأوربا كيان مثير للشفقة لذلك لتذهب إلى الجحيم.
وهناك قوة واحدة وحيدة في هذا العالم هي الولايات المتحدة وهي (مديرة العالم).
وكل قوة الولايات المتحدة مركزة في البيت الأبيض حيث يوجد الرئيس وعدد قليل جدا من المستشارين. وهذا هو الواقع الآن وهكذا سيظل في المستقبل. لذلك فكل ما تحتاج إليه إسرائيل هو الحفاظ على قوة جيشها وتحالفها مع البيت الأبيض. وكل ما عدا ذلك هراء وأوهام. ويرى شارون ان الجيش الإسرائيلي والبيت الأبيض هما مزيج النجاح وبهذا المزيج سوف نفرض السيطرة الكاملة على كامل التراب الفلسطيني.
وليست هناك أي حاجة لاتفاق سلام ولا لعملية سلام من الأساس.
(والفلسطينيون عنصر يجب إهماله، ولندعهم يقضون وقتهم في معازلهم، وبمرور الوقت سوف يختفون تماما من هذه الأرض، هذه هي الترجمة الصريحة لكلمات شارون التي نطق بها لسانه دوف فاسيجلاس، ويتابع يوري افنيري قائلا: (في المقابل فإن أفكار شارون تبدو بدائية وسطحية تماما لدرجة أن البعض قد يعتقد انها صورة حقيقية بالفعل).
ويتساءل افنيري : ولكن هل هي صورة الواقع الحقيقي بالفعل؟
ويرد قائلا: اعتقد أن القوة العسكرية الوحشية لم تحسم صراعا معقدا على مدى تاريخ البشرية.
وأي قائد يضع كل ثقته في هذه القوة سوف يكتشف أنه يمسك بكأس مكسور سوف يجرح يد من يمسك به. وما كتبه الرئيس الأمريكي الأسبق توماس جيفرسون في إعلان استقلال أمريكا عن (ضرورة احترام آراء البشر) لم يكن مجرد كلام فارغ.
ولكنه كان حكمة واقعية. فالرأي العام العالمي يؤثر بألف طريقة على تصرفات الدول والحكومات.
وربما يذهب تأثيرها إلى مدى أبعد كثيرا مما نتصور، وقديما قال شاعر بريطاني (القلم أمضى حدا من السيف).
والبابا لديه بالفعل مئات الفرق وإن لم تكن فرقا عسكرية تسير في العروض العسكرية. والحقيقة أن القوة العسكرية ليست سوى واحدة من القوى النشطة في العالم.
القوة الاقتصادية ليست أقل تأثيرا من القوة العسكرية وربما تكون أكثر على المدى الطويل. والقوة الأخلاقية أيضا مؤثرة رغم أنها غير منظورة.
وقد كان القائد الفرنسي نابليون بونابرت أحد أعظم القادة في التاريخ مدركا تماما لهذه الحقيقة.
فتطلع البشر إلى الحرية واستعداد الشعوب للكفاح من أجل الاستقلال حقيقة لا تقبل النقاش وتجاهلها ليس واقعية ولكنه غباء مطبق. وحتى جورج بوش الذي لم يكن يقل سذاجة ولا سطحية عن شارون أدرك هذا مؤخرا بعد أن ألقى ببلاده في مستنقع العراق. لذلك فالاعتقاد بأن إسرائيل يمكن أن تحل مشاكلها بمجرد التحالف مع (مديرة العالم) هو وهم كبير.
فالعالم ليس أحادي البعد حتى لو كانت دولة واحدة فيه تمتلك التفوق العسكري الكاسح. العالم مكان معقد للغابة وبعد عدد لا يحصى من القوى المؤثرة والمتصارعة ولا يوجد شيء يبقى على القمة للأبد.
وكما تقول الفلسفة اليونانية (كل شيء يتحرك).
وأخيرا ومهما كانت دوافع فاسيجلاس فهو يستحق الشكر.

..... الرجوع .....

الطب البديل
الفن السابع
الفن العربي
عالم الاسرة
المنزل الانيق
المستكشف
أنت وطفلك
خارج الحدود
الملف السياسي
السوق المفتوح
استراحة
إقتصاد
منتدى الهاتف
جزيرة النشاط
روابط اجتماعية
شباب
x7سياسة
الحديقة الخلفية
شاشات عالمية
رياضة
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved