Al Jazirah Magazine Tuesday  22/05/2007 G Issue 219
الفن السابع
الثلاثاء 5 ,جمادى الاولى 1428   العدد  219
 

فيلم (احكمني)
مَن غير صديقك القديم يمكنه أن يخبرك بمدى ضياعك؟

 

 

في فيلم (احكمني) يلعب دون تشيدل شخصية ألن جونسن، طبيب أسنان في مانهاتن يمتلك مواطن الراحة العادية (على الأقل في الأفلام) من حيث الراحة والنجاح: سيارة فولفو فضّية، شقّة كبيرة، زوجة رائعة (جايدا بينكيت سميث)، طفلان. إلا إنه ينتابهما شعور مبهم لكنه حادّ بالتذمّر. ومثَّل شخصية مصرفي الاستثمار التي يقوم بها كريس روك على شاشة قريبة في المجمّع السينمائي (في فيلم أعتقد أنني أحب زوجتي)، فإن ألن ليس حزيناً بقدر ضجره من قناعته.

الشخصية قد تكون إلى حدّ ما مبتذلة، لكن الأداء مثالي من السّيد تشيدل، الذي يمكن القول إنه دون عيب ومثير جداً. وراء واجهة ألن الهادئة الكتومة - ابتسامات المجاملة المحترفة والموافقة؟ هناك أشواك أكذوبة العداوة والمرح التي تظهر لكي تجعل المشاهد على حذر دائماً وفي حالة غير مستقرة.

أداء غير مثالي

ألن يعتبر نصف الشخصية المزدوجة لبطولة الفيلم. الشخصية الأخرى هي تشارلي فينيمان، شريك ألن السابق في غرفة سكن الجامعة، والذي يؤدي دوره آدم ساندلر.

ويمكن القول إن أداء آدم ساندلر ليس أقل مما تقتضيه الحقيقة، ولكنه غير مثالي. بالأحرى هو نوع الدور الذي يحاول إجبارك على رؤية ممثل يؤدي دوره بشكل عادي. لقد خاطر ساندلر خارج شخصيتة الطفولية الكبيرة قبل ذلك، خاصة في فيلم (Span

glish) وفي فيلم أول 50 موعداً غرامياً. ولكن هذه المرة

الأولى الذي يتحمّل فيها وزن درامي بقدر كبير.

تشارلي، كان طبيب أسنان ناجحاً مثل ألن، فقد كل شيء عندما ماتت زوجته وبناته الثلاث على متن إحدى طائرات 11 سبتمبر. تلك المعلومات لا يحجبها كاتب ومخرج الفيلم، مايك بايندر، لكنّه يقترب منها بشكل خجول، بحيث يسمح لشخصياته بالكلام حول الهجمات في التلميحات ولطف التعبير عن شيء بغيض في معظم الوقت.

انقلاب الغضب

تشارلي نفسه في حالة أبعد بكثير عن النكران. في حزنه عاد إلى نوع من قبل المراهقة جعله نسخة من شخصية ساندلر القياسية في النهاية. يطوف تشارلي مانهاتن على درّاجة صغيرة ذات محرّك ويتقهقر إلى عالم ألعاب الفيديو، ترتيب المطبخ الإلزامي آخر الليل وموسيقى الروك التي يستمع إليها عبر السماعات التي يرتديها مثل الخوذة الوقائية. وعلى الرغم من أنّ شعره غير المرتب يظهر علامات الشيب، إلا أن فصاحة لسانه طفولية، وحالته العاطفية تشبه الطفل: السعى للإرضاء اللا نهائي مع نوبات الغضب العرضية.

ومثل فيلم (انقلاب الغضب) الذي استفاد فيه السّيد بيندر من العمل الجيد الذي قام به جوان ألين وكيفين كوستنير, يستخدم الفيلم الإيقاعات والمزاج الكوميدي لاستكشاف، واحتواء وقهر مشاعر الخسارة والغضب والأذى.

فمن النادر رؤية العديد من لحظات التناسق تليها العديد من الزلات أو رؤية إلغاء الذكاء والتقدير كليّاً بالكلام المعسول والخشونة. فمن المحير في النهاية، رؤية فيلم يلوّح بعلم الاستقامة؟ واجه شياطينك! تكلّم من قلبك! انفتح!؟ يصبح في النهاية مزيّفاً بهذه الدرجة.

عقل رجل متزوج

أفضل المشاهد هي تلك التي تعطي للسّيد ساندلر والسّيد تشيدل مساحة للعب ضد بعضهما البعض، وجلب مزاجهما المختلف جداً في اختزال عملي. فالتسليم بعلاقتهما تخطيطية للغاية. ألن، الذي يستأنف صداقته مع تشارلي بعد سنوات من البعد، يحاول إقناع صاحبه القديم بالعودة إلى الاتصال بالعالم حوله، بينما تسمح حياة تشارلي الإلزامية لألن بالحصول على إجازة من المسؤولية التي تعمل على حصره. يؤدّي الممثلان الذات المتفوّقة والهوية بسهولة ورقّة رائعة.

لكن السّيد بيندر ينثر في طريقهما العقبات. المؤامرة الثانوية التي تتضمّن سافرون بوروز كمريض منتظر الذي يقدّم مقترحات ل ألن في مكتبه يبدو مثل بقية من فيلم (عقل رجل متزوج). وهناك مشهد آخر، مع ليف تيلر كمعالج، يعتبر زائداً عن الحاجة ومرهقاً. والأسوأ هو عند انتقال السّيد ساندلر من تمتمة قمع ألم تشارلي إلى التعبير الباكي عنه (بواسطة الأغاني من قبل بروس سبرينجستين) وهنا تبدو نظرة هذا المخرج لكارثة 11/9 بأنها خامّ واستغلالية.

فقراءة أحداث ذلك اليوم، وخصوصاً بعد سلسلة صور لشوارع مانهاتن لا يمكنها أن تخفق في شدّ الحناجر وتدميع العيون. لكن ذلك يجعل الدفعات العلاجّية الكبيرة تبدو في النهاية سهلة وغير مكتسبة بالجهد.

وهنا، تشعر أنه قد تم استغلالك وأنك استهلكت. إنّ البصائر الحسّاسة تجاه هذا الفيلم تبدو موجهة بشكل خاص في بادئ الأمر، بينما تم تشتيت الدقّة النفسية لمعظم التمثيل في الفضائح والمجابهات التي تناسب برنامج تراجيدي معدّ للتلفزيون. السّيد بندر يمكن أن يكون كاتباً أنيقاً ومخرجاً طليقاً، لكنّه لا يستطيع تماماً أن يمنع أفكاره الخرساء من الوقوف في طريق أفكاره الجيّدة. فهو قليلاً مثل تشارلي بدون ألن، يسرّع عجلاته ويفقد عقله.

فيلم (احكمني)

تأليف وإخراج مايك بندر؛ مدير التصوير الفوتوغرافي، روس السوبروك؛ مونتاج ستيف إدواردز وجيرمي روش؛ موسيقى رولف كينت؛ مصمم إنتاج، بيبو وينتير؛ إنتاج جاك بندر ومايكل روتينبيرج؛ نشر كولومبيا بيكشرز. وقت التشغيل: 124 دقيقة.

مع: آدم ساندلر (تشارلي فينيمان)، دون تشيدل (ألن جونسن)، جايدا بينكيت سميث (جانين جونسن)، ليف تيلر (أنجيلا أوكهورست)، سافرون بوروز (دونا ريمار)، دونالد سوثرلند (القاضي رينيس) ومايك بيندر (سوجارمان).


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة