Al Jazirah Magazine Tuesday  22/05/2007 G Issue 219
منتدى الهاتف
الثلاثاء 5 ,جمادى الاولى 1428   العدد  219
 

التفنن في سرقة الجوالات
إلى أين؟!

 

 

* إعداد - صلاح عمر شنكل

تفاقمت ظاهرة سرقة أجهزة الهواتف النقالة في الآونة الأخيرة بشكل يثير القلق، بحيث أخذت المشكلة تتنامى بإيقاع سريع، وحدث فيها الكثير من التفنن والتطور في أساليب الخطف والسرقة بما لا يخطر على بال (الضحية)، وعلى الرغم من الجهود التي تبذل لكبح جماحها، لكن الظاهرة باتت في تصاعد مستمر، وانتشار سريع، وتحد سافر لكل محاولات تحجيمها، ترى ما أسباب ذلك؟

وهل هي مافيا جديدة صار يتمدد ورمها بامتداد انتشار شبكة الهواتف النقالة أم هو أحدث أساليب الخطف الذي يبدأ بالحاجة وينتهي كهواية، بل إدمان؟!

إلى أين تتجه القضية؟ وهي تحصد في كل يوم بل في كل ساعة ضحايا جدد! وكيف يمكن مكافحة الظاهرة الغريبة التي باتت تنتشر في كل المدن والشوارع؟ وما الحلول التي يمكن اتخاذها لوقف خطف الهواتف من أيدي الرجال والنساء، بما تحوي من أسرار وأرقام نادرة وخصوصيات؟ وهل من أساليب تواكب الفنون التي يستخدمها لصوص الجوالات لمجابهة المشكلة؟!

الوازع الديني

حصة الزويد - الرياض : تفشت ظاهرة سرقة الجوالات في الأسواق وفي المحال العامة وفي كل مكان، وهي تستهدف المرأة والرجل والفتاة والشاب وغيرهم، فالبعض يكون في السواق لشراء بعض المستلزمات، ويقوم أحد اللصوص بسرقة الجوال بطريقة فنية يستطيع فكه عن جيبك أو من اليد حتى دون أن يشعر الشخص الضحية، ومثلما يحدث في الأسواق العامة يمكن أن يحدث في الأسواق النسائية، لكن المشكلة أن من يفقد هاتفه النقال لا يشعر بفقده الا بعد ان يخرج من السوق وربما بعد وصوله الى منزله.

الأسرة لها دور في تربية النشء على السلوك الإسلامي والأخلاق الفاضلة، الكثير من العائلات لا يسألون أبناءهم عن مصدر الجوال الذي بيد الطفل أو المراهق، بل يتساهلون في اعطائه الجوال دون الحاجة اليه، وبعض الصغار يرى أحدث الجوالات في يد أصدقائه وهو لا يملك الثمن فيضطر للسرقة ليمتلك هذا الجوال، كما أن الوازع الديني له دوره في القضاء على الظاهرة، وغيابه يساعد في تنميتها وانتشارها بصورة أوسع، ومن أسباب تزايد خطر هذه الظاهرة عدم وجود عقاب رادع لهؤلاء السارقين، أيضا وجود الفراغ والحاجة، والتسكع في الأسواق، ومن المخاطر ايضا أن البعض يعتدي على صاحب الجوال بالضرب المبرح المؤدي الى الهلاك أو القتل، واحيانا يخطف الجوال من يد امرأة وتكون ممسكة بحبله بقوة مما يؤدي الى سقوطها في الأرض مع قوة سحب الجناة للجوال وهو مسرعون سواء بدباب أو بالأرجل فيحدث ما لا تحمد عقباه، والحديث عن هذه الظاهرة يطول ويطول، ولكن نسأل الله اللطف والهداية للجميع ونتمنى أن نصل الى الحلول الجذرية التي تجنبنا مخاطر هذه السلوكيات الدخيلة على مجتمعنا.

لا جدوى

راشد رشيد المزيني: أرى أنه لو لم تكن هناك عقوبات وأحكام رادعة فيما يخص سرقة الجوالات فإنها ستتنامى يوماً بعد آخر ونرى الآن طرقا جديدة حيث إن السرقة تتم بالإكراه والعجيب في الأمر أن ردود الفعل تجاه الظاهرة، لم تكن بالشكل المطلوب، فعندما أبلغ عن سرقة جوالي لا يكون هناك إلا كلمة (حتى أنت) وأكثر الناس الذين تتم سرقة جوالاتهم لا يذهبون إلى الشرطة لأنهم يعلمون أنهم لن يجدوا أي حل فإذا تم القبض على لصوص الجوالات فسيتم التحفظ عليهم لمدة يوم أو يومين ويطلق سراحهم بعد التوقيع على تعهد وقد يخرجون في نفس اليوم ويعيدون السرقة والمشكلة أن هذا الموضوع امتد أثره إلى الأجانب في سرقة الجوالات لدفع أجور كفلائهم وهناك تسابق وتلاحق بين السعوديين والأجانب ويتم بيع الجوالات المسروقة بأسعار مخفضة جداً وأصبحت سرقة الجوالات من أصعب الأشياء التي تواجه الناس فبكل أسف نشاهد السارق ولا نستطيع الإمساك به ولا يمكن لنا فعل أي شيء تجاهه.

إثبات الملكية

عبدالعزيز السليم - الرياض: هذا الموضوع مهم خاصة أنه منتشر هذه الأيام في عدد من الأماكن، ورغم أن شركة الاتصالات وشركات الجوال قامت بطرح برامج خاصة بأبطال عمل الجوال المسروق لكن المهمة الكبرى تظل هي قضية الإمساك بالسارقين، ونأمل أن تطبق طريقة إثبات الملكية بحيث يكون الجوال مسجلا باسم صاحبه وإذا قرر بيعه يتم نقل الملكية للشخص الآخر وهذه الطريقة موجودة في عدد من البلدان، ونرجو ابتكار الكثير والجديد من الأفكار التي تبطل عمل سارقي الجوالات.

ة عبدالعزيز ناصر التويجري: حيث إنني تعرضت لمثل هذا الموقف السخيف فأقول إن المرء لا يسرق حاجة للمال بقدر ما يسرق لابراز مهارته السيئة أمام زملائه وكل يوم نرى طرقا جديدة ومنها سرقة بدون علمك والطريقة الثانية مكشوفة فيقول لك أحدهم: أريد أن أجري اتصالاً من جوالك ويهرب به، أما الطريقة الثالثة فهي السرقة بالإكراه وهي شائعة جداً ولذلك ننصح الناس بعدم إظهار جوالاتهم إذا كانوا في أماكن عامة فيها ازدحام شديد.

سلوكيات غريبة

عمرو إبراهيم العمرو - كاتب صحفي: هذه مشكلة كبيرة عانى منها كثير من الناس، ألا وهي سرقة الجوالات، إنني أتحدث بحرقة وألم وحسرة ودمع، كيف لا وهو موضوع يمس أخلاقياتنا وقيمنا وتعاليمنا الإسلامية، كيف لا ونحن دولة الإسلام والقرآن ومهبط الوحي والشرع الحكيم.

إن سرقة الجوالات هي بحد ذاتها سرقة أياً كانت جوال سيارة محفظة فيها نقود أو أي شيء آخر إنه اعتداء صارخ على الممتلكات العامة وهجوم شرس على حقوق الآخرين. هناك أسباب عدة لهذه الظاهرة إن شئنا أن نسميها ظاهرة أول هذه الأسباب المؤدية للسرقة بشكل عام انعدام التربية وإهمال التنشئة الصحيحة من قبل المدرسة والبيت وكذلك من قبل المجتمع فهذه السلوكيات تخرج لنا شخصيات مهزوزة لا تؤمن بقيم ولا عادات عربية أصيلة هي ما تعودنا عليه وهي أساس تنشئتنا.

وكذلك عدم الإحساس بالمسؤولية من قبل هؤلاء السارقين الذين يعتدون على ممتلكات الآخرين ويعتدون على حاجاتهم الشخصية.

هناك أمر مهم للغاية يتمثل في الرقابة من قبل المجتمع بشكل عام أو الرقابة من الناحية الأمنية ربما نعذرهم بحكم أن المشاكل تتزايد لكن أعتقد أن الرقابة يجب أن تكون أفضل مما هي عليه الآن، وتتزايد ضرورتها بسبب كثرة عدد السكان والمقيمين فلو تم تجنيد أشخاص سريين كالمرور السري، كأحد الحلول ويكون هؤلاء الأشخاص جائلين في الأماكن العامة لمساعدة رجال الأمن، في رصد سارقي الجوالات ومتابعتهم للقبض عليهم.

قلة الوعي من جانب بعض أصحاب المحال والمؤسسات التي تبيع الجوالات واكسسواراتها أحد أسباب انتشار الظاهرة وتفاقمها، حيث تجد هؤلاء الأشخاص لا يهمهم المصدر عندما يأتيهم من يبيع أجهزة مستعملة فقط يهمهم الكسب المادي دون السؤال عن مصدرها أو التحقق من أين أتت ومن أين حصلوا عليها فلو تم تعاون مع رجال الأمن لكان هناك موضوع مفيد وحد من السرقة والسرقات.

أعتقد أن هذه هي الأسباب الجوهرية والحقيقية التي تكون مدعاة لوجود السرقات غير المرفوضة من قبل الشعب السعودي كافة وأعلم أن هذا شعورهم وشعورنا جميعاً ومن يقوم بهذه التصرفات فئات شاذة منبوذة ليست لهم أية قيمة في المجتمع وهي دخيلة على مجتمعنا السعودي والإسلامي.

الحذر الحذر

عمر عبدالله السيار: أعتقد أن كثيرا من الناس يتسببون في سرقة جوالاتهم بتركها في أي مكان أو في السيارة ظاهرة وبينة فهذه واحدة من المشاكل والشيء الثاني المال (السائب يعلم السرقة) وبالنسبة للسارقين الذين ليس فيهم خير لازم ننتبه عندما نخرج الجوال في أماكن نعتقد، أن فيها أناسا سيئين يسرقون الجوالات وإذا اضطررت أن تتكلم في أماكن مشبوهة امسك الجوال بقوة في يدك وحاول أن تعرف ملامح السارق والتبليغ فوراً في لحظتها حتى يتم المسك به في أقرب وقت. والجوالات الثمينة يطمع فيها الإنسان الذي ليست لديه أموال أو يكون لصا محترفاً.

المفروض ألا يضع أحد أسراراً أو صوراً في الجوال ويستعرضها السارق ويستعملها في غير محلها. والاتصالات وضعت خدمة أخيراً أن الجوال إذا سرق هناك خدمة تتصل على شركة الاتصالات وتعطيهم البيانات ويلغون الخدمة عن الجوال فلا يستفيد منه أو يستغله أحد وشكراً جزيلاً للجزيرة.

مدحت عبدالمجيد: أقترح أن السارق يعاقب بعقوبة قاسية جداً فالعقوبات الحالية ضعيفة وهي التي تتركهم في تكرار عملياتهم وأن تكون هناك غرامة كبيرة على السارق ولا يسامحوهم في أي شيء وفي الإسلام تقطع يد السارق، ومن يسرق أغلبهم أحداث ونتساءل عن دور العائلة أو الأب فيجب معاقبة الأب حتى لا يكرر ابنه العملية مرة ثانية وشكراً للجزيرة على هذه الموضوعات القيمة.

سهولة الخطف

محمد السهلي : السرقة خلق سيئ وسلوك غريب ومنبوذ، لكنه قديم قدم التاريخ، ويستطيع السارق أن يستخدم العقل في التحايل على المسروق، وبالفعل يحدث تفنن في جميع انواع المسروقات، لكن الذي يحدث مع الجوال لا مثيل له، ويبدو أن سرقة الجوالات هي الأكثر من غيرها، لأسباب كثيرة، أولها أن غالبية الناس يمتلكون جوالات وهذا يسهل مهمة السارق في رصد ضحيته ومتابعتها واختيار الوقت المناسب والمكان المناسب لتنفيذ الجريمة النكراء، في حيت يكون صاحب الجوال في غفلة من أمره مشغولا بأمور تسيطر على عقله وتفكيره وتبعد عنه احتمالات السرقة، كما أن الجوالات قيمة في ثمنها في الغالب، وكون الجوال يستخدم بمسكه باليد ثم إلصاقه مع الأذن فهذا يسهل الأمر أكثر من بقية الأشياء التي يمكن سرقتها، والتي يمكن إخفاؤها في أماكن لا يصل إليها السارق عادة، وكذلك الجوال من الأشياء التي يمكن بيعها بسهولة، لذا تشجع ضعاف النفوس على سرقتها وبيعها بأي ثمن طالما هو لم يخسر فيها شيئا.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة