Al Jazirah Magazine Tuesday  24/04/2007 G Issue 216
الفن السابع
الثلاثاء 7 ,ربيع الثاني 1428   العدد  216
 

(قابل عائلة روبنسون)..
يتيم مشاكس بوسائل غير خارقة

 

 

تظهر شاشة النهاية لفيلم (قابل عائلة روبنسون)، وهو فيلم كمبيوتر جديد ثلاثي الأبعاد لشركة والت ديزني مأخوذ عن قصة شعبية للأطفال كتبها ويليام جويسي، مليئة بعبارات لوالت ديزني نفسه. ويهدف الفيلم من خلال ورشة عمل والت ديزني الترفيهية إلى عدم النظر إلى الوراء، وبالتالي جاء شعار الفيلم، كما يجسّده أحد الأشخاص في الفيلم، هو (انظر إلى الأمام)؛ بمعنى آخر: تعلّم من أخطائك. كما أن تلك الكلمات العظيمة لهذا الرجل جاءت في نهاية الفيلم مناسبة تماماً؛ فهي تدعوك ضمنياً لأن تتغاضى حتى عما قد تراه الآن، بل وقد يعتذر لك أيضاً.

وبغض النظر عما إذا كان هذا الفكر خطأ أم لا فإن الأفلام غالباً ما تعتمد على توصيل فكرة معينة. وبالتأكيد يُعد فيلم (قابل عائلة روبنسون) أحد أسوأ الأفلام الكرتونية المتكلّفة التي تحمل اسم والت ديزني، وبخاصة بعد فترة من الزمن؛ حيث جاء لويس، بطل الفيلم، وهو يتيم بنظارة ومخترع ناشئ كانت مشاكسته المسيطرة عليه سبباً في أن يتخلى آباء عن رغبتهم في كفالته.

موجة من المرح

كان أحد اختراعاته التي لم تلقَ نجاحاً عبارة عن جهاز لعمل شطيرة الفول السوداني بالزبدة والجيلي يرش مادة لزجة لونها بُني وبنفسجي في الشطيرة ما عدا العيش نفسه. ومما يزيد الحالة إحباطاً هو أن القائمين على الفيلم، وهم ستيفان أندرسون مخرج الفيلم وكاتب لبعض مشاهده وستة كُتّاب آخرون بالإضافة إلى مشرفيهم من ديزني وبيكسار، كانوا يقذفون بموجة من المرح على الشاشة مستخرجين من جعبتهم أشياء جديدة كانت قد تم تناولها من قبل؛ فقد جسدت شركة ديزني بمهارة صورة لأيتام وحيدين والسفر في الزمن كما جاءت بدروس للأطفال متمثّلة في: تعلّم أن تختار بنفسك، وكيف تُعد الحلوى للكبار. هذا هو سبب وجود الأيتام الوحيدين، ولكن إن لم يكفِ هذا فالفيلم يحتوي أيضاً على ضفادع تغني، لا إنها ليست مثل فكرة أخوات وارنر، وإنما هي لعبة مسلّية على شكل حرف T وقبعة مستديرة سوداء مزينة وطفل من المستقبل له شعر جيمي نيوترون! وإنسان آلي عجيب يتحدث مثلما يفعل آخر كان قد ظهر في فيلم (إنسان آلي)! وعائلة كبيرة مجنونة مثل كثيرات من أفلام أخرى! وتوم سليك ورافاس وينرايت يغنون في المدرج الصوتي، كلهم يتعاونون في عمل الحبكة الفنية.

تأثيرات مهلهلة

والغريب أن الحبكة الأخيرة تعتبر الجزء المرئي الشيّق الوحيد في الفيلم؛ فهو مسلسل وجيز من اللقطات والمشاهد المتعاقبة تجمع ما بين تكنولوجيا ثلاثية الأبعاد مبالغ فيها وبين رؤية معمارية سيئة تذكرنا بالحركة اليابانية. كما أن التأثيرات تتشابه مع الحبكة الفنية؛ فهي تبدو مهلهلة وغير سوية؛ فعالم اليوم الذي نشأ فيه لويس يبدو قاتماً وغير آمن كهيئة الحبكة القديمة لفلام استوديو، كما أن مشاهد المناظر الطبيعية للمستقبل تبدو بلا حياة؛ فقد تم تصويرها بشكل سيئ، وكان قد قدمها (الجتسون) أفضل من ذلك من قبل.

وبغض النظر عن بعض اللحظات الأولى التي تتسم بالهدوء قبل أن يبدأ الراوي فقد قدّم والت ديزني فيلم (قابل عائلة روبنسون) بشكل أفضل من قبل. أما هذا الفيلم، الذي صُنِع بطريقة غير متقنة وتافهة، فهو يتشابه مع فيلم (دجاج صغير) وفيلم (كوكب الكنز) أكثر من أعمال استوديو الكلاسيكية. ولكن لا بأس فإننا جميعاً نخطئ، ولكن شركة استوديو فقط هي من تتوقع أن يتحمّل الآخرون أخطاءها.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة