Al Jazirah Magazine Tuesday  24/04/2007 G Issue 216
منتدى الهاتف
الثلاثاء 7 ,ربيع الثاني 1428   العدد  216
 

القرصنة
من قلب المحيطات إلى محيط الحاسبات

 

 
* إعداد - صلاح عمر شنكل:

ظلت عبقرية الشرّ تسير جنباً إلى جنب مع منجزات الإنسان؛ فمهما اخترع من وسائل لتطوير حياته وجد بجوارها سلبيات تحاول أن تفسد نشوة الإنجاز، وكلما اخترع علاجاً لمرض ما وجد الآثار الجانبية له بالمرصاد، ولم تأت تلك المنغصات كحقيقة حتمية أو نتيجة تلقائية في كل الأحوال، بل في الغالب تكون عبقرية الإنسان وراء كثير من مظاهر الشرّ التي تسرق الفرحة والهناء من بني البشر، في حين لو أضيفت الجهود والأفكار التي تبذل في الضرر، إلى ما يبذل في الخير من إبداع وتفكير ووظف الجهد كله في اتجاه واحد، لعاشت البشرية في سعادة وتقدم، ولأمكن القضاء على الكثير من مشكلات المجتمع، حتى تلك التي تكون سبباً في ظهور من يسلكون طريق الشر.

التقنية لم تكن حالة استثنائية من ذلك، بل أصابها ما أصاب غيرها، وقبل أن يكمل الناس فرحتهم بما وفرته التقنية من سرعة التواصل ونقل المعلومات، وتبادل الآراء والسلع وإمكانية البيع والشراء، ظهرت في الأفق، مسائل الهاكرز، والقرصنة وغيرها من وسائل الاختراق والنهب والتعدي؛ فأفسدت على الناس استمتاعهم بتلك النعمة الغالية.

في هذا العدد نتناول القرصنة وأسبابها وآثارها، وكيفية القضاء عليها، ولكي نقف على أبعاد الظاهرة، طرحنا الموضوع على أصدقاء المنتدى الذين أسهموا بفاعلية في إثرائه من خلال مداخلاتهم عبر الهاتف التي تقرؤونها في الأسطر التالية:

دور العنصر التشريعي

ياسر مبارك الهواوي - طالب في السنة الأخيرة في كلية الحاسب الآلي:ظاهرة قرصنة البرامج ظاهرة بارزة في العالم المعاصر لوجود الكم الهائل من النشر وتبادل المعلومات بين العديد من مستخدمي الشبكة العالمية (الإنترنت) وكاسري الحماية (الكراكر)، والسبب في ذلك مع التطور الهائل في وسائل الحماية نجد نفس المقدار من التطور في البرمجيات التي تستخدم في كسر الحماية، ويبقى العنصر الأهم هو العنصر التشريعي، ولا بد أن نعرف أن الاهتمام بالقوانين التي تجرم وتصنف الجريمة في مجال القرصنة ما زالت بطيئة في إدراكها للواقع، ولكن مع الجهود الكبيرة التي تبذلها المنظمات العالمية التابعة للأمم المتحدة سوف يكون المستقبل أكبر من جيد في حماية البرامج وحقوق الملكية بما يحفظ حقوق مالكيها ومصنعيها ومخترعين ويزيدهم من التحفيز الإبداعي في صناعة البرامج.

أين البرامج المضادة؟

حاتم عزوز الشمري:السبب الأول والأخير في انتشار القرصنة هم أصحاب أجهزة الكمبيوتر الذين لا ينزلون برامج ضد القرصنة من جدار النار وغيرها التي تمنع القراصنة من التعرض لمعلوماتهم والدخول عليها وتوفر هذه البرامج المجانية الكثير من الحماية عن طريق الإنترنت بحيث لا يمكن لأي شخص أن يتقمص شخصية عضو من أعضاء إحدى شركات أو المؤسسات وخاصة فيما يتعلق بأمور الأسهم وما جاورها.

بدرية صالح - بريدة:لقد أفرز التقدم التكنولوجي، خاصة في مجال الحاسبات والشبكة العالمية الإنترنت، نوعاً جديداً من الجرائم التي لم تكن موجودة من قبل والتي يمارسها قراصنة ركزوا على الجانب السلبي ووجدوا ضالتهم في الحاسبات وارتكاب الجرائم عن بعد والتي تلحق أضراراً بالغة بمن تهوي عليه كممارسة اختراق الأمن والخصوصية وسرقة المعلومات الخاصة بالهيئات والبنوك وغيرها وقد استغلوا عجز أجهزة العدالة عن متابعتهم. مع الأسف أن قرصنة الحاسبات أكثر خطورة وهي توجد بيئة لترويج المخدرات ونشر العقائد الهدامة والأفكار المخربة.

توظيف سلبي

ناصر زامل الصقير:القرصنة أصبحت اليوم من أهم الأشياء التي ينبذها المجتمع، وهذا من الأشياء غير المفيدة، وأوجه سؤالي إلى المقرصنين: لماذا تضيعون وقتكم في هذه الأشياء، وهناك أشياء مفيدة؟ ألم تسمع قول الله تعالى (ولا تجسّسوا)؟ وأتمنى من المقرصنين أن يتقوا الله وأدعو لهم بالهداية. وأعتقد أن الأمر نتاج غياب الوعي الاجتماعي والثقافي بحيث إذا علم هؤلاء أنهم أعداء للمجتمع لربما يعودون إلى رشدهم ويتركون تلك الأعمال التي فيها ضرر غيرهم.

أنفال الصقير:القرصنة شيء محرم يمقته الناس، والمقرصن هو الإنسان الذي يضيع وقته على شيء محرم وغير مفيد؛ فالمقرصن يخسر ويفعل غير ما أمر الله به، وهو شيء يضيع به وقته. وكان من الممكن أن يوظف وقته وأفكاره في أشياء تعود بالنفع على البشرية وعليه شخصياً، ويا ليت لو توظف هذه القدرات لمصلحة الفرد الذي يقوم بكل ذلك العمل المضني، ولو وظف ذلك بشكل إيجابي لخرج بنتيجة مثمرة له بدل أن يساهم في إيذاء الآخرين.

أخلاقيات الممارسة

عمرو بن إبراهيم محمد العمرو:كما أن لكل مهنة أخلاقيات ولكل فن أيضاً أخلاقيات تحكمه، فإننا نجد أن موضوع القرصنة هو داخل ضمن هذه الأخلاقيات والأطر بشكل كبير؛ ففي القديم كانت القرصنة وكان القرصان جميعهم مكروهين من قبل باقي السفن، والبحارة يخافون منهم ويخشون من سطوتهم في محيط البحر، وأيضاً في بحر الحاسبات هناك يوجد قراصنة هم مثل الخفافيش يعملون في الظلام؛ فتراهم يبحثون يمنة ويسرة عن الأشياء التي فيها تحايل على النظام وفيها هدر لحقوق أناس آخرين بذلوا الغالي والنفيس في سبيل هذا المنتج وبيعه بنسخ وبأسعار زهيدة ورخيصة في مقابل التكاليف الباهظة لمن أنتج هذه الأقراص والبرامج، وكذلك ليت الأمر يتوقف عند هذا الحد، بل إننا نجد حتى في محيط الحاسبات أن الأمر يتعدى ذلك ليصل إلى التجارة من بعض الأشخاص والتلاعب في المحتويات الداخلية للأجهزة؛ فتراهم يبدلون بعض المحتويات من جهاز إلى جهاز متلاعبين بالناس ومشاعرهم وبصدق التعامل دونما حسيب أو رقيب أو إعمال للضمير؛ فالضمير في إجازة، وبما أن الأمر كذلك فكل شيء منهم متوقع.

أعتقد أن الضرب بيد من حديد على مثل هذه التجاوزات هو الأمر المطلوب، خصوصاً أننا بهذا الفعل وبهذه العقوبة سوف نحمي كثيراً من المستهلكين وكماً من المنتجين؛ مما ينعكس إيجاباً على أسواقنا الإلكترونية ورقيها التقني وتقدمها العلمي الذي يحقق لنا ازدهاراً وتقدماً نتطلع إليه مستقبلاً. كذلك نتمنى لو أن كل إنسان، سواء كان مواطناً أو مقيماً، أدرك مسؤولياته في هذا الموضوع وضرورة أن يلعب الدور الذي يناط به في كشف مثل هذه التلاعبات والتجاوزات وعدم التفكير المادي.

القرصنة آفة هذا الزمان

خالد المنصور:في تقديري أن القرصنة التقنية هي آفة هذا الزمان، وعصاباتها هم لصوص العصر، الذين يؤرقون حياة الآمنين ويعتدون على ممتلكاتهم وأسرارهم ويسطون على معلوماتهم وحساباتهم وغير ذلك، فكيف يروق لهم ذلك؟ وكيف تسمح لهم نفوسهم بالقيام بتلك الأعمال القذرة؟ وهم ليسوا بجاهلين بل على قدر من العلم الحديث؛ فيجب أن ينأوا بنفوسهم عن تلك الممارسات الحقيرة التي لا تليق بالعباقرة، ويجب أن يسخروا عقولهم وذكاءهم في ما يفيد البشرية ويضيف إليها عناصر جديدة لتطوير الحياة والارتقاء بها. حقيقة إن المرء ليصاب بشيء من الحيرة أمام المفارقات؛ اذ تجد شخصاً يمتلك من المعلومات التقنية ما لا يتوفر لغيره، لكنه يستخدمها في الشر والضرر، بينما بإمكانه أن يعمل في مجال شريف وفق تلك الخبرات والكفاءة، وأن ينال من المال ما يغنيه عن القرصنة التي لا يرتاح معها ضمير أبداً، إنها آفة العصر التي نتمنى من الله أن يخلصنا منها!!

غياب الثقة

مشاعل عبد الله:لقد قطعت التقنية شوطاً بعيداً في التقدم بما وفرته للإنسان من خدمات وسائل اتصال حديثة وتسوق إلكتروني وفي الطريق الحكومة الإلكترونية وغير ذلك من التعاملات، لكنها وقفت عاجزة أمام فنون القراصنة الذين كلما اكتشف برنامج اخترعوا وسيلة مضادة له، وكلما تقدمت التقنية خطوات سبقوها بأميال. ترى إلى متى يظل الوضع هكذا؟ وإلى أين المصير؟ وكيف نتوصل إلى نهاية لهذا الكابوس المرعب الذي يتمثل في القرصنة الحاسوبية، التي أفقدتنا الثقة بوسائل الأمن والسلامة التي كنا نرتكز عليها أثناء تعاملاتنا التكنولوجية؟


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة