Al Jazirah Magazine Tuesday  26/06/2007 G Issue 224
فن عربي
الثلاثاء 11 ,جمادى الثانية 1428   العدد  224
 
المصداقية

 

 

في عصر التقنية والدبلجة، وسرعة المعلومة، وتناقلها عبر مختلف الأوعية، تظل المصداقية هي المحك في جودة العمل الإعلامي، وتبقى الموضوعية هي فرس الرهان في كسب الجمهور المتلقي والحفاظ عليه، فاحترام المتلقي، واحترام عقله ومشاعره، من أساسيات الجذب التي تعتمد عليها الوسائل الإعلامية الرصينة التي تخطط للمستقبل، ليس للحظة فقط، ولا شك أن المتابع الفطن يستطيع ببساطة التفريق بين وسائل الإعلام الجادة ذات المصداقية التي تريد أن تصنع لنفسها اسما، وبين تلك التي تمتهن تجارة الغش، و(الفبركة) وأسلوب الإثارة الذي سرعان ما ينكشف زيفه، وتصبح الحقائق أمامه مجردة وواضحة.

إذا ليس بمقدور الإعلام اليوم، تضليل أي من متابعيه على الإطلاق، أو الضحك على عقول الجماهير، لأن كل شيء أصبح الآن متاحا، حتى التحقق من المعلومة ليس أصعب من الحصول عليها، بل أيسر بكثير، لماذا تصر بعض وسائل الاعلام على القاء المصداقية والموضوعية وراء ظهرها؟ وتتنكر للحقيقة وهي واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار؟! النهج الاحترافي الذي يراعي الأسس والقواعد المهنية، هو ليس في صالح المتلقي وحسب، بل أيضا يثبت مكانة الوسيلة الإعلامية ويعزز صدقيتها ومرجعيتها لدى جمهورها ومن تستهدفه من متلقين جدد، لأن التزام الأخلاق المهنية، مبدأ لا يمكن تجاوزه أبدا بأي نوع من الحجة، لأنه رقم أساسي في العملية الإعلامية، وسيظل كذلك مهما تطورت الآليات والوسائل، لأنه يعد من جوهر العمل، وثوابته المستمرة دوما، وليس من متغيراته، إذا نعود ونقول، المحك الرئيسي لأي عمل، وخصوصا الإعلام، يكمن في المصداقية والموضوعية معا، في زمن الوعي الجمعي، والمعلومة المتاحة.

تركي البسام tb787@hotmail.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة