Al Jazirah Magazine Tuesday  26/06/2007 G Issue 224
استشارات
الثلاثاء 11 ,جمادى الثانية 1428   العدد  224
 

أنثى بين مطرقة الغربة وبُعد الزوج!

 

 

* ارتبطت بزوجي على أساس أنه رجل متدين محترم وظهر لي بعدها العكس، حيث إنه لا يصلي إذا كان مستيقظاً! بعد فترة فاجأني بقرار انتقاله وانتقلت معه إلى المنطقة الجديدة التي رأى أنها أفضل لأنها أرخص وأقل ازدحاماً من الرياض. ثم جاءت الطامة الكبرى، ولا تنس أنني من سكان الرياض طوال عمري.. انتقل بنا إلى قرية أهله.. لا أهل لي هناك ولا أحد.. إلا الله ثم زوجي.. كانت تحدث بيننا مشاكل وخلافات كأي زوجين.. لكن تصرفاته بدأت تتغيّر.. لا يبقى في البيت إلا ليأكل وينام فقط.. يسهر إلى وقت متأخر جداً.. وطبعاً لا يتكلم معي إلا في الضروريات وأنا بصراحة احتاج لصدر حنون أبث له ألمي.. والله يا دكتور خالد لولا الله ورجاء ما عنده سبحانه لاتخذت خليلاً والله ما ردني إلا الله.. أردت الخروج من هذه الدائرة إلى الحياة وأن لا يكون هو أكبر همي .. أؤدي حقوقه لوجه الله واستغني بالله ثم بتغيير منهاج حياتي، حيث جربت العمل ومعه بدا فصل جديد من المشاكل، حيث كان زوجي يطلب مني تحمّل نفقات إضافية ثم قررت التوقف والآن جالسة في البيت وطموحاتي ما زالت حيّة فماذا أفعل؟

بلقيس

- حيَّاك الله أخت بلقيس ونشكر حسن الظن والثقة ونسأله سبحانه أن يسعدك ويفرج همك، وبالنسبة لمشكلتك فهذا ما أراه بشأنها:

1- كثيراً عندما أقرأ مشاكل بعض الإخوة والأخوات أتذكّر قصة مشهورة يتحدث عنها كبار السن وقعت في الرياض المرأة التي كانت تعاني من زوجها ومن بعض سلوكياته فقرّرت أن تجمع حاجياتها وتمضي إلى بيت أهلها وقد خرجت وقت صلاة العشاء وبينما هي في طريقها كان الإمام يقرأ أية {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ} فما لبثت أن رجعت لبيتها حينما علمت حقيقية الدنيا وعلمت أن المشقة من طبع الحياة وأن المتاعب أمر قد قدّره الله على البشر جميعاً ليمحص الصابر من غيره..

وقد أعجبتني جملة (لولا الله ورجاء ما عنده.. لاتخذت خليلاً والله ما ردني إلا الله..) وهذا يدل على تدينك وخوفك من الله وهو مفتاح لكل خير بإذن الله.

2- ليس هناك أحد من البشر كامل فالجميع لا يخلو من عيوب والخيرية تكمن في حال غلبة الخير على الشر! وزوجك بشر له ما له وعليه ما عليه فكونك ركّزت على أخطائه لا يعني بحال أنه هو شخص سيئ ولست أشك أن فيه جملة من الخصال الطيبة التي قد تخفف من حدة المشكلة حال استحضرتها! حاولي أن تجعلي منك على نفسك حسيباً، تأملي في نفسك وتصرفاتك ثم اسألي نفسك هذه الأسئلة: هل أنا إنسانة على قدر من حسن الرعاية والتبعّل وطيب الخلق مع زوجي بشكل تبرأ معه ذمتي!؟

وهل زوجي بهذه الصورة المظلمة من التقصير والسوء؟ تساؤلات عدة و جميل أن تتأملي فيها قبل النيل من زوجك أو انتظار إدانته!

3- يبدو أن انتقالكم للقرية ولّد حالة من الارتباك العاطفي عندكما، وما أراه أن حالة من الألم النفسي أصابتك جراء ابتعادك عن أهلك ولعلها انعكست على تصرفاتك معه من حيث لا تشعري!

4- أظن أن لغة الحوار بينكما مفقودة ويبدو أن هناك حدة من طرفك أختي وحالة من الفلتان اللفظي تصيبك أثناء الغضب (وكانت نتيجته عدم وصولكما لحل وسط في موضوعك عملك إضافة إلى تشبث كل منكما برأيه وعدم التنازل! وأنصحك بقراءة كتب عن الحوار وفنون التأثير على الزوج.

5- لكم سررت من عبارة (.. وطموحاتي ما زالت حية) فلماذا لا تبدئي بروح متفائلة وعمل مخلص مشروع صغير مع إشراك زوجك في الفكرة وأخذ رأيه وجعله أحد أطراف المشروع ما المانع لو تكفلت بجزء من المصاريف مقابل انشغالك بعمل مفيد يحفظ وقتك وتحققين فيه ذاتك!

6- أختي لماذا لا تحاولين إقناعه بلطف وحب وصبر وفي وقت مناسب بالانتقال إلى الرياض إذا كان لديك ما يبرر وهنا لا بد أن تستجمعي من الأسباب التي تخصه هو وتنفعه حال الانتقال ولا تركزي على مصلحتك فقط! في حال عدم تجاوبه وتمسكه برأيه فأنت في هذه الحال لا بد أن تقبلي بالأمر الواقع وتتكيفي معه وتحاولي ما أمكن التخفيف من حدته وذلك مثلاً بالاتفاق معه على أن تذهبي لأهلك في الإجازات وهكذا... إضافة إلى تعميق علاقاتك بأهله والحرص عل زيارتهم والتواصل معهم.

7- رائع منك أختي أن تقومي بنصح زوجك في موضوع الصلاة بما لان من كلام ورقّ من موعظة والحرص على إيقاظه للصلاة والصبر عليه وإشعاره بأن ما دفعك لهذا هو حبه والخوف عليه.

8- حاولي أن تقرئي زوجك قراءة صحيحة، فتستمعي لطلباته وتلبي أغراضه الواقعية ومتطلباته الحقيقية.. ابحثي بجد عن أسباب هروبه إما بسؤاله مباشرة أو بقراءة واقعه.

وفّقك الله وسدّدك.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة