Wednesday 24th February, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الاربعاء 9 ذو القعدة



رؤى وأفاق
من مطار الظهران إلى مطار الملك فهد

تطور لا يقف عند حد، وتحديث متصل الحلقات، وبناء دؤوب في كل مرفق يخدم ابناء هذا الوطن ويسهل
لهم اتصالهم بالآخرين، فالمشروعات متنوعة وشاملة، فمن نظر الى عمارة الحرمين الشريفين في مكة
المكرمة والمدينة المنورة ظن ان مشاريع الدولة انحصرت فيها، لفخامة البناء والبذل بسخاء فيما
يسهل على الحجاج والمعتمرين اداء مناسكهم، فقد تضاعفت المساحات للمصلين الى العشرات، وفتحت
الطرق المؤدية الى المسجد الحرام ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة، وهيئت
الساحات المجاورة لتكون متنفسا للحجاج والمعتمرين، ومن نظر الى عقبات تهامة وكيفية صعود
السيارات فيما كانت تعجز عن صعوده الدواب وقف حائرا في امره، فالعقبة الواحدة صرف عليها مئات
الملايين، بل ان بعضها يتجاوز المئات، وتلك العقبات تنتظم جبال السراة من جنوبها الى شمالها،
وقد انتشلت سكان اودية تهامة من عزلتهم، فقد كان الشاب يبلغ السابعة عشرة من عمره وهو لم ير
السيارة، اما الآن فقد اخترقت العقبات سكون الاودية وادخلت سكانها في عالم الحضارة والتحديث
ويسرت لهم فتح المدارس والمراكز الصحية، فعاشوا مثل غيرهم، وودعوا عزلتهم التي فصلتهم عن
العالم منذ أمد بعيد, ومن المشروعات الضخمة في المملكة العربية السعودية مشروعات الموانىء
التي تنتظم سواحلنا على البحر الاحمر والخليج العربي، فالمملكة تفتخر بما هيأته للسفن
السعودية والعالمية في جدة والدمام وينبع ورأس تنورة وجيزان وضبا، وغيرها من موانئنا
الكثيرة، وهذه التسهيلات لم تأت الا عن طريق العمل، فكلنا يتذكر كيف كانت تنتظر السفن، وكيف
كانت تعاني من الانتظار، اما الآن فان موانئنا تضاهي الموانىء العالمية في تجهيزاتها وحسن
تنظيمها والمظهر الحضاري برز في كل مدينة وقرية في المملكة العربية السعودية، فالمدن والقرى
خلعت ثيابها القديمة، وبرزت في ثياب عصرية، فلم تعد بيوت الطين هي المسكن في القرية وانما
اصبحت القرية قطعة من المدينة، بل ان السكن في القرية الآن افضل من السكن في المدينة لما
يتوافر فيها من السكن الحديث واجهزة الاتصال، وتوافر المياه الصحية والكهرباء وربط القرية
بطرق معبدة، وقد اهتمت الدولة بالمواصلات منذ افتتاح الملك عبدالعزيز سكة الحديد بين الرياض
والدمام وهبوط الطائرات في ارض مستوية في الرياض وغيرها من مدن المملكة، فمطارات المملكة قبل
نصف قرن مهابط للطائرات وقد بدأ التحديث فيها بطيئا في اول الامر ولما زاد دخل المملكة من
النفط بدأ التحديث الفعلي في مطارات المملكة، وكان الاهتمام منصبا على المطار الغربي في جدة
فمطار الملك عبدالعزيز هو اول مطار يحظى بالاجهزة الحديثة لأن الحجاج والمعتمرين يدلفون منه
الى مكة، والمملكة اسست على خدمة الاسلام والمسلمين، ولذلك فهي تقدم المشروعات التي تخدم
المسلمين على غيرها من المشروعات الاخرى، وبني مطار الظهران على الطراز الحديث وجهز حتى انه
اصبح في ذلك الوقت حديث المجالس في المملكة العربية السعودية، فالذي لم يزر مطار الظهران لم
ير الدنيا، وجاء مطار الملك خالد في الرياض في مرتبة متأخرة الا انه برز في مظهر بَزَّ غيره
واليوم ننتظر افتتاح مطار الملك فهد في الشرقية، فهو يتهيأ لسحب البساط من تحت اقدام مطار
الظهران الحديث بالامس القريب وان دل ذلك على شيء فانما يدل على ان التحديث في المملكة
العربية السعودية لا يقف عند حد فمطاراتها في تطور وتقدم الى الاحسن، فما كان حديثا اليوم
فقد يكون قديما بعد سنوات، فالحمد لله على التفرغ للبناء والتعمير والتطور، فله الشكر والمنة,
د, عبدالعزيز بن محمد الفيصل
backtop
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
منوعــات
عزيزتي
المحرر الأمني
الرياضية
وطن ومواطن
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved