في بحث سعودي نشرته مجلة أمريكية ،9 معايير مثلى لاقتناء برامج تعليم اللغة الإنجليزية بالحاسوب للاستخدامات الشخصية والتعليمية المعهد يهدف إلى إيجاد مجتمع حاسوبي مسلح بفنون المعرفة والتقنيات الحديثة
|
،* الرياض الجزيرة
نشرت مجلة تعليم اللغات بالحاسب الآلي في عددها الأخير الذي صدر في يناير الماضي بحثا
للمبتعثين السعوديين: خالد بن محمد أبا الحسن وسعد بن علي القحطاني اللذين يتابعان دراسة
الدكتوراة في التخصص نفسه بجامعة إنديانا في ولاية بنسلفانيا وكان البحث بعنوان تقييم فعالية
برنامجي ماك ريدر وستوري بورد في تعليم القراءة بالانجليزية كلغة ثانية ,
MAC
Reader and Story board Programs in ESL Reading Classrooms
وقد تحدثت أيضا مجلة قسم اللغة الانجليزية في الجامعة نفسها عن ذلك البحث ونشرت له ملخصا في
عددها الأخير, ومجلة تعليم اللغات بالحاسب الآلي هي مجلة علمية محكمة نصف سنوية تعنى بنشر
البحوث العلمية في مجال الحاسب الآلي واستخداماته في تعليم اللغات,
وفيما يلي نقدم عرضا لجانب من هذا البحث يشمل الجوانب التي ينبغي النظر اليها عند اقتناء
برنامج لتعليم اللغات بالحاسب الآلي بغض النظر عن نوع اللغة او نظام التشغيل والقارىء الكريم
معني بمعرفة هذه الجوانب اذا كان من معلمي اللغات او متعلميها,
مدخل:
تجد الحاسبات الآلية في الآونة الأخيرة رواجا لدى الكثير من الناس كما تشهد الكثير من
التخصصات العلمية والمهنية نزعة واسعة النطاق لاستطلاع ما يمكن ان يقدمه الحاسب الآلي من
تسهيلات لكل تخصص حسب احتياجاته, فاضحت العمليات الجراحية والمصانع المتقدمة والمعارك
العسكرية الضارية ومختلف القطاعات على تنوعها تعتمد اعتمادا كبيرا على تطبيقات الحاسب الآلي
الذي اثبت كفاءة عالية في اختصار الجهود ودقة الأداء الى درجة لم يشهدها الإنسان من قبل,
ومن ضمن التخصصات العلمية التي تشهد تقدما ملموسا في جانب تطبيقات الحاسب الآلي تخصص تعليم
اللغات, فهناك في الساحة الكثير من المجلات العلمية المتخصصة والبرنامج الحاسوبية المتقدمة
التي تعج بها الأسواق في التعليم بشكل عام وتخصص تعليم اللغات بشكل خاص,
معايير التصميم
وينحصر هذا العرض الموجز في الحديث عن تسعة معايير شديدة الأهمية، يحتاجها من يرغب في اقتناء
أي برنامج لتعليم اللغة بالحاسب الآلي لاستعماله الشخصي أو لتوظيفه في برنامج لتعليم اللغات,
وهي ما يلي:
،1 سهولة التشغيل:
ويعنى به سهولة تشغيل البرنامج وتناغم اجزائه بدرجة تكفل للمعلم والمتعلم القدرة على التعامل
مع البرنامج دون تعقيدات او مشكلات تشغيلية او تقنية اذ إن بعض البرامج معقد في خطوات
تشغيله, وهذا التعقيد يؤدي بالطالب الى بذل الجهد في تعلم تشغيل البرنامج وأسراره بدلا من ان
يبذل ذلك الجهد في تعلم اللغة من خلال ذلك البرنامج, ولذا ينبغي للمستخدم استكشاف البرنامج
من خلال نسخة تجريبية منه, وهو ما أصبح معتادا طرحه لجمهور المستخدمين, فربما اشتمل البرنامج
على بعض الأخطاء التصميمية التي تؤدي بالمستخدم الى الوصول الى باب مسدود في تشغيله, كما ان
حجم البرنامج مهم لأن بعض البرامج ضخم لا يمكن تشغيله إلا على أكثر الحاسبات تقدما، وهذا
يؤدي الى قلة من يمكنهم تحميله على اجهزتهم الشخصية او المعملية, ومن الجوانب المهمة
المتعلقة بالتشغيل إمكان تشغيل البرنامج على شبكة معملية تكفل للمعلم استعمال البرنامج في
تعليم مجموعة من الطلاب في وقت واحد دون قصور في وظائف البرنامج او حاجة للتعامل مع كل طالب
على حدة, اما اذا كان البرنامج منتقى للاستخدام المنزلي، فان امر قابلية تشغيل البرنامج على
شبكة معملية يصبح أقل أهمية,
،2 مستوى المادة العلمية:
وهو يعني أن يتناسب مستوى المادة العلمية بالبرنامج مع مستوى المتعلمين وهو عنصر مهم جدا
والكثير من البرامج الرائجة في الأسواق تفشل عند تطبيق هذا المعيار عليها, وفي الجملة فان
أفضل البرامج حسب هذا المعيار هي تلك البرامج المرنة التي تخضع مادتها لتحكم المعلم الذي
يكيف المادة العلمية لتتناسب مع مستوى طلابه, فمهما كانت تصنيفات برامج تعليم الانجليزية
متنوعة (مبتدىء متوسط متقدم) فانها تظل غير دقيقة في تناسبها مع المستوى الحقيقي للطالب,
وهذا ما يلزم معه ان يتناسب البرنامج الحاسوبي او يكون ممكنا تكييفه ليتناسب مع مستوى الطلاب,
،3 توظيف تقنية تعدد الوسائط:
فالوسائط المتعددة اصبحت ركنا أساسيا في صناعة البرامج التعليمية لما تكلفه من سرعة في ايصال
المعلومة بأسهل الطرق وأكثرها جاذبية للمتعلم، ولأن غالب الحاسبات الشخصية والمعملية اصبحت
متوائمة مع هذه التقنية، فقد اضحت البرامج التي تضعها في الحسبان أفضل خيار للمعلم والمتعلم
من تلك التي تفشل في توظيفها, وقد وجد أن بعض البرامج قد ركزت ترقياتها على توظيف الوسائط
المتعددة في الأجيال اللاحقة منها، وهي ترقية جديرة بحد ذاتها لأهميتها القصوى,
،4 الجانب الجمالي والشكلي:
ولأن العين البشرية ترنو الى الجمال، فان لهذا الجانب أهميته في البرامج الحاسوبية, ولعل من
ثم انتقلوا بعد ذلك الى بيئة النوافذ DOS كانت لهم تجربة مع البرامج القائمة على الدوس
يدركون الملل والسآمة التي كان المستخدم يجدها سابقا, إن الإبهار والجاذبية مهمة في الحفاظ
على مستوى الدافعية مرتفعا لدى المتعلم، وهي مسألة مهمة لا ينبغي إغفال النظر اليها عند
تقييم برامج تعليم اللغات,
،5 وضوح الجدوى التعليمية:
ينبغي أن ينصرف الطالب بعد استعمال البرنامج وقد حقق قدرا معقولا من التعلم, هذا الهدف هو
الغاية من اقتناء البرنامج ولا بد أن يكون البرنامج مجديا علميا ومحققا للأهداف التي يرجى
تحقيقها من وراء استخدامه, لذا ينبغي ان يكون اقتناء البرنامج من باب الاستجابة لحاجة
تعليمية جرى التحقق من وجودها لدى المتعلم لا من باب الترف التعليمي فحسب,
،6 تناسب البرنامج مع القدرات والخبرات والامكانات المتاحة:
وجانب القدرات والخبرات يتعلق بالمعلم والمتعلم على السواء، وهذا يلزم معه التعرف على
القدرات والخبرات المتاحة ثم النظر في إمكان الاستفادة من البرنامج في ظل ذلك, ولربما وجد
المعلم برنامجا جيدا، لكن مؤسسته التعليمية لا تقدم الامكانات الضرورية لتشغيله، او ان
المعلم نفسه يحتاج الى جهد كبير للاستفادة من البرنامج ولربما لم ترق الفائدة الى مستوى ما
يبذل في تشغيل البرنامج من جهد ومن البرامج ما يصبح عالة على المعلم والمتعلم بحيث يحتاج الى
أطراف اخرى لتساعده في تشغيل البرنامج مما ينجم عنه إرباك للعملية التعليمية,
،7 إمكان تحقيق تكامل البرنامج مع المنهج الدراسي:
ينبغي للمعلم ان يتبين كيف سيمكنه ان يستفيد من البرنامج والى أي حد يمكنه توظيفه لخدمة
أهدافه التعليمية كما ينبغي للمعلم ان ينظر فيما يمكن للبرنامج ان يقدمه من مادة علمية او
إسهام في تسهيل فهمها من قبل الطالب، ومن جانب آخر، لا بد للمعلم ان يكون لديه التصور اللازم
للإفادة من البرنامج كوسيلة تعليمية, فالوسائل التعليمية تستعمل في بعض الأحيان وكأنها غايات
تعليمية وليست وسائل كما سميت, ولربما استعملت تلك الوسائل بغرض جلب التغيير ودفع السآمة عن
الطلاب، وهو هدف وإن كان جيدا في ذاته إلا انه ينبغي إلا يعطى أكثر مما يستحق من الاهتمام
عند اقتناء البرامج الحاسوبية,
،8 التحكم:
ويعني هذا العنصر ان يكفل البرنامج التحكم المناسب للمعلم والمتعلم بما يتناسب ومتطلبات
العملية التعليمية, فينبغي بذلك ان يعطي البرنامج التحكم الكافي بالمادة العلمية، محتوى
ومستوى، معطيا القدرة على التغيير والتعديل حسب الحاجة, كما يلزم ان يتمكن المعلم من رصد
أداء الطلاب أثناء وبعد العمل على البرنامج، وكذلك التعامل مع الطلاب بشكل أكثر دقة وفردية
بحيث يحصل الطالب على التوجيهات والتعليمات التي تتناسب واحتياجاته,
ومن الجوانب المتعلقة بالتحكم والواجب النظر اليها ان يكفل البرنامج للطالب ان يتحكم في
جوانب معينة تخضع لاحتياجاته ورغباته كألوان العرض وتوقيت أداء التمارين ونوعية الموضوعات
التي يعالجها، على أن تكون للمعلم اليد العليا في التحكم فيما من شأنه إنجاح العملية
التعليمية, وهذه الجوانب مهمة لأن من أهم فوائد استعمال الحاسبات الآلية في تعليم اللغات
أنها تكفل التركيز في التعليم على الحاجات الخاصة بكل طالب على حدة بدلا من مخاطبة حاجاته
ضمن مجموعة زملائه والذين قد يتباينون في تفضيلاتهم وقدراتهم وتمكنهم اللغوي, فهنا يكون
التحكم خير وسيلة للتعامل مع كل طالب حسب حاجاته ومشكلاته في نفس الوقت الذي يكون فيه مع
مجموعة أخرى من الطلاب,
،9 المواصفات الإضافية:
لكل برنامج جوانب اخرى لا تتعلق مباشرة بتعلم اللغة، لكنها تسهم في إضافة مواصفات أخرى تزيد
من فوائد البرنامج لمستخدميه, ومن هذه الاضافات على سبيل المثال لا الحصر رصد أداء المتعلم
وتقديمه في صور احصائية متعددة تظهر مدى تقدمه ومواضع الضعف لديه وما الى ذلك, وفائدة هذه
الإضافة عظيمة للمعلم لأنها تساعده على استخدام البرنامج كوسيلة للتقييم والقياس ورصد مواضع
الضعف والقوة لدى المتعلمين وكذلك معرفة ما يلزم التأكيد عليه او تدعيمه في العملية
التعليمية, وإن كان البرنامج مستعملا من قبل المتعلم دون معلم, فان هذه الاضافة ستكون بمثابة
مقياس جيد يساعده على معرفة التقدم الذي تحقق له, ومن الاضافات ايضا وجود امكانية تناقل
الملفات والوثائق بين البرنامج والبرامج الحاسوبية الاخرى وكذا الانترنت وهذه الاضافة تجعل
مجال الإفادة من البرنامج اوسع وأشمل لما تقدمه الإنترنت من معلومات ثرّة وإمكانات لا
محدودة, وتلك الاضافات تمثل الآن مجال التميز بين البرامج، إلا انه لا يجب ان تطغى النظرة
الى الاضافات على النظرة الى البرنامج الأساسي، لأن بعض البرامج تهتم بالاضافات والمظاهر
أكثر من اهتمامها بما هو أولى وهو إعداد البرنامج ليخدم الأهداف التعليمية الأساسية التي من
أجلها سعى المعلم والمتعلم لاقتناء البرنامج,
الباحثان:
خالد بن محمد ابا الحسن مبتعث من جامعة الإمام لتحضير درجة الدكتوراة، متخصص في تقنيات تعليم
اللغات بالحاسب الآلي والترجمة الآلية، وله مقالات منشورة وبحوث علمية قدمت في مؤتمرات عدة,
حاصل على الماجستير في تعليم الانجليزية كلغة ثانية من جامعة ميتشجان الحكومية 1996م,
سعد بن علي القحطاني: مبتعث من جامعة الملك سعود لتحضير الدكتوراة متخصص في تعليم اللغات
بالحاسب الآلي، وله مقالات منشورة وعدد من البحوث العلمية المقدمة في مؤتمرات تخصصية حاصل
على الماجستير في تعليم الانجليزية كلغة ثانية من جامعة ميتشجان الحكومية 1997م,
|
|
|