النافذة الإنترنت حديث المدينة (5)، م, مشبب محمد الشهري*
|
هذه الأيام كثر الحديث عن الانترنت في المجتمع السعودي حتى على مستوى المجالس العادية وذلك
بمناسبة دخول خدمات الانترنت الى المملكة وكثير من الناس بدأ يتساءل عما يمكن ان تقدمه
الانترنت للمشترك وهل هناك خدمات تستحق حق الاشتراك فيها خاصة للناس العاديين وخير ما قيل في
هذا الشأن هو ما قاله احد المحللين حيث قال: ان وجود الانترنت تحت تصرفك مثل وجود 30 مليون
مستشار على نظامك للرواتب وتحت تصرفك ولكن من غير ان تدفع رواتبهم , فعن طريق الانترنت
بامكانك الحصول على الاجابة عن اي تساؤل ممكن ان يخطر على بالك, ارسال رسائل طول العالم
وعرضه وفي الحال, نقل الوثائق، التسوق عبر القارات، زيارة المعارض الدولية، التحدث مع الغير
في جميع اصقاع الدنيا، قراءة الاخبار العالمية، قراءة الكتب والاطلاع على آخر ما نشر في شتى
دور النشر العالمية وكذلك زيارة والاطلاع على محتويات المكتبات العالمية، الاجتماع مع
الآخرين المتوافقين معك في الفكر او التخصص وطرح الافكار ومناقشتها، الاطلاع على آخر ما توصل
له العلم من ابحاث ومخترعات في جميع شتى المعارف, انها في كلمة مختصرة بحر بل محيط من
المعارف, صحيح قد تكون الاستفادة من بعض خدمات الانترنت - خاصة في بدايات دخول الخدمة الى
المجتمع السعودي - غير فعالة بالمقارنة بالدول المتقدمة مثل الولايات الامريكية فالعادات
الاجتماعية للشعوب تلعب دوراً مهماً لتقبل التقنيات الحديثة والتغيرات - نحن هنا نتكلم خاصة
على مستوى الانسان العادي - في الولايات المتحدة الامريكية معظم الناس يتعاملون بالشيكات في
جميع تعاملاتهم التجارية اليومية حتى لو كانت مبالغ زهيدة ونادراً ما يتعاملون بالكاش، وكذلك
التعامل بالصرف الالكتروني وبطاقات التأمين كان له قبول هائل لدى الجميع كما ان الجميع لديهم
حسابات بنكية, ومن عادات الانسان الغربي عادة التسوق من خلال التلفون والكتلوج بصرف النظر عن
مكان السلعة المراد شراؤها, لهذا عندما اتت الانترنت وخدمات التبضع الالكتروني كان لها قبول
حسن ولو ان تقنية التجارة الالكترونية لا زالت في البدايات وعليها كثير من المآخذ والتحفظات
مثل امنية المعلومات ويتوقع بأن تحدث تقنية التجارة الالكترونية ثورة في عالم الانترنت وعالم
الاعمال عند نضوجها, هذا بالنسبة للمجتمع الامريكي ومعظم المجتمعات الغربية لا تبعد عن ذلك
بكثير, اما هنا في المجتمع السعودي المجتمع الفخور بعاداته وتقاليده فهو مجتمع محافظ بطبعه
يتحرز لكل تقنية جديدة ويتقبلها بالتدرج اذا عرف كنهها وعدم معارضتها للعادات والتقاليد وأهم
من ذلك كله عدم معارضتها للدين, عند بدء التعامل بالتعاملات البنكية في المملكة كان السواد
الأعظم من المجتمع السعودي غير واثق من التعامل مع البنوك وكان القلة لديهم حسابات بنكية
اما الآن فنادراً ماتجد من ليس له حساب بنكي, اما التعامل بالشيكات في التسوق وفي المعاملات
العادية فلا زال غير منتشر في المجتمع السعودي, كذلك الصرف الالكتروني وبطاقات التأمين لم
يكن لهما الحماس في البدء ولكن الكثير الآن صار يتقبلهما وخاصة بين المتعلمين والشباب, ولكن
الشيء الذي لا يزال شبه معدوم في المملكة فهو المتاجرة من خلال الكتلوج والتلفون, لهذا فلا
اتوقع ان يكون للتجارة الالكترونية - احدى خدمات الانترنت الواعدة - كبير الاثر في هذا البلد
في المنظور القريب إلا انها سوف تكون احدى ركائز خدمات الانترنت في المستقبل بعد ان يكتمل
نضح هذه التقنية ووثوق الناس بالشركات التي تتعامل بها وهناك شركات على ما اظن بدأت في تطوير
برامج لتقنية التجارة الالكترونية في المملكة مثل شركة العالمية,
،* المستشفى العسكري
|
|
|