،** طغت قضية القبض على الزعيم الكردي المتمرد عبد الله أوجلان على وسائل الاعلام بشكل لافت
للنظر,, حيث تصدر نشرات الاخبار خلال الشهر المنصرم,, كما احتلت صوره صدر صفحات الصحف
يومياً,, ولم تتوقف حتى اللحظة,
لقد تابع الناس قضية اخراجه من سوريا,, فيما تابع الناس رحلته المكوكية التي استقرت به في
ايطاليا,, ثم تابع الناس رحلته المكوكية المشؤومة التي استقرت به في تركيا,, ذلك البلد الذي
كان آخر بلد يتمنى ان تطأها قدماه في هذه الدنيا,, بل ربما كان يفضل الموت ولا هذا البلد,
،** عبد الله اوجلان,, شخصية كردية ناضلت لسنوات,, واختلف مع القريب والبعيد,, وكانت له
أفكاره واستراتيجيته,, وقالت تركيا ومعها دول اخرى,, أنه يصنف كإرهابي يجب مطاردته ومن ثم
تسليمه للعدالة ليلقى جزاءه كأي إرهابي آخر,, ويبدو ان كل ذلك كان تحضيراً لاعدامه وتهيئة
للرأي العام المحلي والعالمي لقبول هذا الخبر الصعب,
،** الأكراد من ناحيتهم,, توحدت صفوفهم ونسوا خلافاتهم من اجل عبد الله أوجلان,, وصار جميع
الأكراد تحت لواء حزب العمال الكردستاني من أجل هذا المناضل العنيد الذي وقع في الشَّرك,
،** نعم,, لقد وقع في المصيدة,, وظهر امام عدسات المصورين بشكل مخزٍ,, بل مفجع,, وحتى الذين
لا يطيقون الاكراد,, تعاطفوا مع عبدالله أوجلان,
،** أما عن حاله اليوم في تركيا,, فلا تسأل عنها أبداً,, ويكفي انه ظهر على العالم بهذا
الشكل المحزن,, ويكفي نظراته التي كلها حسرة وألم ومرارة,
،** أما كيف قبض على هذا المناضل العنيد,, فهذه قصة طويلة ستظهر حقائقها كاملة او شبه
كاملة
بعد حوالي ثلاثين سنة على الأقل,, وسيظهر لكم,, أن الدور التركي كان منحصراً في مجرد استلام
هذا الرجل مكبلا تكبيلاً عنيفاً,, ومعصوب اليدين ومربطا تربيطاً يصعب على أعتى الرجال التخلص
منه,
،** لقد قرأنا سوياً,, قصة اعتقاله على لسان مترجمه,, وعلى لسان شخص آخر مرافق له,,
واختلفت
الروايات لكنها متفقة على أن هناك فخاً أعد لهذا الرجل,, ساهمت فيه عدة جهات,, ولن تكون هذه
الجهات اقل من حكومات كانت ضالعة في هذه المؤامرة الصعبة,,
،** لقد تظاهر الاكراد بعنف,, فاحتلوا السفارات وأغلقوا الأخرى,, وأسقطوا الحكومات,, وفصلوا
الوزراء وأحرقوا انفسهم,, وجعلوا الغرب يخافون المزيد,, ويطالبون بمحاكمة عادلة لأوجلان,,
وما دام الغرب يخشى من محاكمة غير عادلة لأوجلان في تركيا,, فلماذا اصطادوه,, ولماذا سلموه
لها؟!,, ام انهم خافوا ان يعلق هذا المناضل في حبل المشنقة,, وعندها لن يكتفي الاكراد بحرق
انفسهم,, بل سيحرقون الآخرين,, والبوادر ظاهرة اليوم,
،** قضية عبد الله أوجلان,, طغت على اخبار مهمة للغاية,, وأبرزها التدخل العسكري الأطلسي في
كوسوفو,, وامكانية ضرب صربيا التي لم تنصع للارادة الدولية,, بل استمرت في غطرستها,, ومع ان
هذا الحدث مهم للغاية,, ويعد من ابرز الاحداث على الاطلاق فقد غفل عنه الجميع الى قضية عبد
الله أوجلان نجم الاحداث هذه الايام ,
،** ان مشكلة الغرب اليوم - ومعه إسرائيل - انهم وقعوا في معركة مع شعب شرس للغاية,, ويصعب,,
بل ربما يستحيل تهجينه ولو بالعنف,, وهو الشعب الكردي,, كما ان هذا الشعب الشتات منتشر في
اوروبا,, بل وفي العالم كله بشكل كبير,, وبوسعه ان يحول العواصم الى ساحات قتال,, وهذا ما
يخشاه الغرب فيما لو أعدم أوجلان,, ولهذا,, فهو يضغط على تركيا لمحاولة اصدار حكم بالسجن مدى
الحياة,, وهو حكم اشبه بل اسوأ من قتله,, وسواء كان الحكم هذا او ذاك,, ففي كلتا الحالتين او
كل الحالات,, فقد انتهى عبد الله أوجلان,
،** الأتراك اليوم,, الذين قالوا ان القبض على أوجلان أعظم انتصار للجمهورية التركية
الحديثة
منذ تأسيسها,, هم اليوم يحصدون ثمرة التعاون مع اسرائيل وابشروا,, فالثمرات الأخرى قادمة,,
ولكن الصهاينة قد يورطونكم فهم قوم لا عهد له ولا ميثاق,, ولا يعرفون غير الكذب والخيانة
والغدر,, واسألوا دولاً تعاملت معهم لسنوات,, وهي دول تعد دولاً صديقة لهم,, وكان آخر
ضحاياهم هولندا في قصة الطائرة المشهورة,, المملوءة بالاسلحة الكيميائية التي سقطت على حي
هولندي فأبادته,, وهناك الكثير والكثير من هذا السجل الأسود,, والذي سيطال تركيا بدون شك,,
وهم بالطبع لم يعقدوا هذه الصفقات مع تركيا حباً في عيون الاتراك,, بل من اجل المزيد من خنق
العرب في كل اتجاه,,!!,
عبد الرحمن بن سعد السماري
|